كان عام 2021 عاماً آخر يتسم بالتقلبات والانعطافات الحادة في الوضع العالمي. بدأ العام باقتحام مبنى الكابيتول الأمريكي. لقد شهدنا تعافياً متعثراً وفوضوياً من أزمة العام الماضي التي غذت ارتفاعاً في التضخم، والذي يدفع العمال الآن إلى النضال من أجل الدفاع عن أجورهم. ومع انتهاء العام، يدفع العالم ثمن عجز الطبقة الرأسمالية الفادح في عودة ظهور كوفيد-19 عن طريق متحور أوميكرون.
هذه التشنجات تطرق وعي الملايير من العمال والشباب. هذا التغيير في الوعي، على الرغم من أنه قد يبدو في كثير من الأحيان غير محسوس، لكنه يمهد الطريق لعصر من النضال الثوري. الثقة في الطبقة السائدة القديمة، والسياسيين، ووسائل الإعلام، وقوات الشرطة، وكل المؤسسات الأخرى تنهار شيئاً فشيئاً. هناك مزاج هائل مناهض للمؤسسة الحاكمة، وحتى المزاج المناهض للرأسمالية يتطور بين شرائح واسعة من الجماهير – ليس في بلد واحد، ولكن في كل البلدان حول العالم.
إننا نعيش المراحل الافتتاحية لعصر ثورة عالمية ستهز النظام الرأسمالي حتى أسسه. نقول لمن يتمنى حياة سلمية: كان عليك أن تختار وقتاً آخر لتولد! لكن بالنسبة لأولئك الذين يرغبون النضال من أجل الإطاحة بكل اضطهاد واستغلال ووضع حد لرعب المجتمع الطبقي، ليس هناك وقت أفضل للحياة من الآن.
لكن الرأسمالية لن تسقط بمحض إرادتها – لا في عام 2022، ولا في أى وقت! سوف تسقط عندما يتم الإطاحة بها، ومن أجل الإطاحة بالرأسمالية تحتاج الطبقة العاملة إلى أفكار واضحة. هذا ما نهدف إلى بناءه في موقع “marxy.com” والتيار الماركسي الأممي. على حجر الأساس الراسخ للنظرية الماركسية، نهدف إلى بناء منظمة ماركسية من كوادر مدربة نظرياً، متجذرة في حركة الطبقة العاملة. تشكل جهود هذا الموقع جزءًا من هذا المسعى الجماعي.
في موقع “marxy.com”، نحن نسعى ليس فقط لتقديم تحليلات محينة متعمقة لقرائنا حول الأحداث الجارية من أجل تقديم منظور واتجاه واضح وسط الفوضى والاضطراب في عصرنا. إننا نهدف أيضاً إلى جعل هذا الموقع المصدر الأول في المنطقة الناطقة بالعربية للنظرية الماركسية بغرض تثقيف جيل جديد من الكوادر الماركسية. ليس من المستغرب إذن، أن العديد من أكثر المقالات التي تمت قراءتها في عام 2021 هي أعمال نظرية أصلية أنتجناها، في التيار الماركسي الأممي، على مدار سنوات عديدة، حيث يعود آلاف القراء مراراً وتكراراً إلى الموقع من أجلها.
بالإضافة إلى قائمة أكثر 10 مقالات قراءة في عام 2021 والتي تمت كتابتها هذا العام، فقد قمنا أيضاً بتضمين قائمة أكثر 10 مقالات قراءة في عام 2021 بغض النظر عن تاريخ الكتابة.
أخيراً، نود أن نتقدم بالشكر لقرائنا. ما نقوم به في موقع “marxy.com” أصبح ممكناً فقط بفضل الآلاف من مؤيدي وأعضاء التيار الماركسي الأممي في جميع أنحاء العالم. من خلال مندوبين في كل القارات وفي أكثر من 40 بلداً، نحن قادرون على إنتاج تحليل عالي الجودة لجميع التطورات الرئيسية التي تحدث في جميع أنحاء العالم، والتي أصبحت أكثر ثراءً من خلال حقيقة أن لدينا أعضاء على الأرض، كما ندعو المناضلين والمناضلات إلى إمدادنا بمواد للنشر، سنكون سعداء جدا بنشر كل ما يخص تطورات الحركة العمالية والجماهيرية. وبطبيعة الحال، ليس لدينا داعمون أغنياء، وبالتالي نقوم فقط على قوانا الخاصة، وندعو الرفاق والرفيقات للتبرع لنا لنتمكن من الاستمرار في العمل بوتيرة ثابتة، بالوتيرة التي تقتضيها الأحداث الثورية وتصاعد الصراع الطبقي على الصعيد العالمي.
كل ما تبقى القيام به هو القول، نيابة عن هيئة تحرير موقع ماركسي “marxy.com”: استمروا في النضال في عام 2022! لن تنتهي أزمة الرأسمالية في العام الجديد، لكن من خلال جهودنا الجماعية يمكننا أن نخطو خطوات كبيرة نحو بناء التيار الماركسي القوي الذي سيغير مجرى التاريخ البشري. إلى جميع قرائنا: نتمنى لكم سنة جديدة حمراء، وإذا لم تكونوا قد فعلتم ذلك بالفعل، فإننا ندعوكم للانضمام إلينا في النضال من أجل الاشتراكية في حياتنا من خلال الانضمام إلى التيار الماركسي الأممي!
أكثر 10 مقالات قراءة عام 2021!
10. الماركسية ضد ما بعد الحداثة – المثالية الذاتية
هذا المقال كتبه الرفيقين حميد على زاده ودانيال مورلي لتحليل ما بعد الحداثة من منظور ماركسي، بوصف ما يسمى بفلسفة ما بعد الحداثة هي ممثلة الفلسفة المثالية الذاتية في العصر الحديث، و المهيمنة في الفلسفة البرجوازية، و متغلغلة في أجزاء كبيرة من الأوساط الأكاديمية اليوم، إن لم نقل أغلبها.
في مرحلة الانحطاط الرأسمالي، دخلت الفلسفة بدورها سيرورة تراجع. وأوضح تعبير عن هذا الاتجاه هو فلسفة ما بعد الحداثة. على مدى نصف القرن الماضي أو أكثر، كان هذا الاتجاه ينتشر ببطء مثل الفيروس في جميع أنحاء العالم، ويقفز من بلد إلى آخر، ويتحول باستمرار إلى أشكال جديدة وأكثر فأكثر غرابة. وقد نتجت عنها صناعة من المدارس الفرعية والاتجاهات مثل نظرية ما بعد الاستعمار ونظرية الكوير والعديد من أشكال النسوية وغيرها، والتي تهيمن، سواء بأشكال واضحة أو مقنعة، على العلوم الاجتماعية والأوساط الأكاديمية اليوم.
9. أوقفوا قصف غزة! أنهوا الاحتلال! من أجل تعبئة أممية لدعم النضال الفلسطيني!
في المركز التاسع يأتي بيان التيار الماركسي الأممي حول قصف غزة في شهر مايو/آيار العام الماضي. نحن، باعتبارنا ماركسيين وأمميين، لسنا محايدين أو فوق الأطراف في مثل هذا الصراع. إننا ندافع عن حق الفلسطينيين في بناء وطن لهم وحقهم في مقاومة الظلم والدفاع عن أنفسهم بأي وسيلة ضرورية. لا يمكن أبدا مساواة عنف المظلومين بعنف الظالمين.
نص بيان التيار الماركسي الأممي حول العنف الإسرائيلي ضد قطاع غزة رفع شعارات: أوقفوا القصف، أوقفوا الاحتلال، يا عمال وشباب العالم تعبئوا وناضلوا من أجل فلسطين حرة جزء من فدرالية اشتراكية في الشرق الأوسط!
8. الهزيمة التاريخية لجنس النساء وأفق تجاوزها
“وضع المرأة هو التعبير الأوضح عن طبيعة نظام اجتماعي ما”، هذا هو المعيار الذي وضعه الاشتراكي الطوباوي فورييه لأي نظام اجتماعي، وضع المرأة في ظله. ما تعانيه النساء في العالم اليوم هو دليل أننا نعيش في ظل نظام اجتماعي انحط، دليل على أن هذا النظام بمنظومته الفكرية المنحطة خطر على حياتنا، هذه هي بوادر البربرية التي يمكن أن يتم جر المجتمع كله إليها إن لم نتخلص من النظام الرأسمالي ومنظومته الفكرية العفنة.
في هذا المقال يناقش الرفيق محمد حسام مسألة إضطهاد النساء من من منظور ماركسي، سببه المادي المستمد من المجتمع الطبقي، والمظاهر المختلفة لاضطهاد النساء في ظل الرأسمالية، ونقاط الاختلاف بين النظرية الماركسية والنظريات النسوية البرجوازية والبرجوازية الصغيرة المختلفة، وشعارنا هو “لا اشتراكية حقيقة بدون تحرر حقيقي للنساء، ولا تحرر حقيقي للنساء بدون اشتراكية حقيقة”.
نحن، التيار الماركسي الأممي، ندعو جميع النساء العاملات والفقيرات والشابات الثوريات للالتحاق بنا، لنناضل سوياً من أجل وضع حد للهمجية واضطهاد النساء، من أجل انتزاع كل الإصلاحات الممكنة في أفق مشروع أوسع لتغيير المجتمع، من أجل القضاء على الرأسمالية التي تمثل التربة الخصبة لكل اضطهاد وقمع. فلتنضموا إلينا من أجل التحرر الجماعي، من أجل الاشتراكية في حياتنا، من أجل أن نعيش جميعاً -نساءً ورجالاً- حياة انسانية حقة قائمة على العلاقات الحرة الخالية من أي إكراهات أو تسلط من أي نوع، من أجل أن نبني ظروف مادية لنظام اجتماعي جديد يسمح لنا بنسج علاقات انسانية وحرة حقاً لأول مرة في التاريخ البشري.
في المركز السابع في قائمتنا الأكثر قراءة عام 2021، جاء مقال الرفيق محمد حسام “نحو انتفاضة فلسطينية ثالثة”، الذي كتبه في ظل الأحداث في شهر مايو/آيار الماضي. يعري فيه موقف الحكومات البرجوازية العربية العميلة للدولة الصهيونية والتي تساعد على قمع للشعب الفلسطيني، يناقش فيه تكتيكات ما تسمى بالقيادة الفلسطينية، مثل الطرق الاستبدالية وحرب العصابات وغيرها، وأن لا سبيل إلا ببناء منظمة ماركسية وربط النضال الفلسطيني مع نضالات شعوب المنطقة لتوحيد الكفاح ضد الامبريالية والصهيونية والأنظمة الرجعية في المنطقة، وربطه بالنضال الأممي للطبقة العاملة العالمية.
كما أنه من الضروري تبني وتوجيه خطاب ماركسي ثوري لشق المجتمع الاسرائيلي على أساس طبقي واستغلال التناقضات داخل المجتمع الإسرائيلي لكسر الهيمنة الإيديولوجية للصهيونية، هذا هو المنظور الماركسي لحل القضية الفلسطينية، لا حل للقضية الفلسطينية على أساس رأسمالي، فقط مع إسقاط الصهيونية والرأسمالية في المنطقة والعالم يمكن للجميع أن يعيش على أرض فلسطين التاريخية متساويين الحقوق بلا قهر واضطهاد قومي، بلا احتلال ولا حروب.
هذه الوثيقة، التي عنوانها الاصلي هو: النظرية الماركسية والنضال ضد الأفكار الدخيلة على الطبقة العاملة، تمت المصادقة عليها بالإجماع من قبل المؤتمر العالمي للتيار الماركسي الأممي، الذي عقد في نهاية يوليو 2018، وذلك بعد مناقشة شاملة على جميع مستويات التيار الماركسي الأممي قبلها بعام. هدف الوثيقة هو رسم خط فاصل بين الماركسية وبين مجموعة من الأفكار الطبقية الدخيلة المثالية وما بعد الحداثية، والتي أثرت، لبعض الوقت، على شريحة من النشطاء في الأوساط الأكاديمية، وتلعب دورا رجعيا داخل الحركة العمالية العالمية. هذه الوثيقة هي دعوة لتكثيف النضال النظري والسياسي ضد تلك الأفكار والأساليب.
الشرط المسبق للنجاحات المستقبلية هو القطع بشكل جذري مع التيارات الانتهازية والتحريفية. وكما أوضح لينين: «قبل أن نتحد، ولكي نتحد، يجب علينا، أولا وقبل كل شيء، رسم حدود فاصلة صارمة ومحددة». التيار الماركسي الأممي، وحده في اليسار، من لديه موقف جاد تجاه النظرية الماركسية. إن التدريب النظري للكوادر من أهم مهامنا الأساسية والأكثر إلحاحا. هذا هو الأساس الذي سنبني عليه تيارا ماركسيا قويا متجذرا في الطبقة العاملة.
5. التيار الماركسي الأممي يصدر العدد السابع من مجلته: الشيوعية والحرية
في المركز الخامس في قائمتنا يأتي العدد السابع من مجلتنا “الشيوعية والحرية”، المجلة العربية للتيار الماركسي الأممي، الذي صدر في شهر مارس/آذار العام الماضي. والذي يتزامن مع مرور عشر سنوات على انطلاق الحركات الثورية التي شهدتها منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ابتداء من سنة 2011. حركات ألهمت عمال العالم بأسره.
حمل هذا العدد عنوان “لنجعل من عام 2021 خطوة نحو الثورة الاشتراكية”، وضم بين دفتيه مقال افتتاحي لآلان وودز بمناسبة السنة الجديدة، وتحليلات سياسية همت مصر وتونس، والجزائر وفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا والأرجنتين، وضم الملف النظري مقالات حول مفهوم الحزب الثوري، والخلافات التي عرفها الحزب الشيوعي الإيطالي في بداياته بين تيار غرامشي وبورديغا، ولم يغفل العدد الاحتفاء بشخصيات ثورية ماركسية فنشرنا مقال روب سيويل عن فريديرك إنجلز واحتفاء بالذكرى 150 لولادة روزا لوكسمبورغ نشرنا مقالة للرفيقة بياتريس بالمييري من الولايات المتحدة الأمريكية.
الجانب الفني خصصناه لفن احتضار الفيودالية فن عالم في حالة اضطراب، عالم الرعب والعنف والطاعون، أو باختصار: عالم يشبه عالمنا اليوم، خاصة مع انتشار الوباء الحالي. وختمنا هذا العدد بملف عن أنشطة بعض فروع التيار الماركسي الأممي في مختلف قارات العالم.
4. مصر: الديكتاتورية العسكرية لرأس المال تشن حربها
يواصل النظام الرأسمالي المصري نزيفه الحاد، ولا يوجد في يد النظام من أدوات لاحتواء الأزمة إلا مزيد من الاقتراض وبيع مؤسسات وموارد الجماهير. وعليه قرر بدء مرحلة جديدة من الإجرام الاجتماعي والاقتصادي. في ظل هذه الأوضاع مازال يقبع الآلاف من العمال والشباب الثوري في سجون الديكتاتورية العسكرية الحاكمة.
في هذه المقالة يستخلص الرفيق محمد حسام أن تسارع وتيرة الأزمة سيجبر الجماهير على البحث عن بديل ثم الانتفاض عاجلا أم آجلا عندما تتبدد ما تبقى من أوهام، ما يجب أن يشغل بالنا نحن الماركسيون و الثوريون ليس اندلاع الثورة، فهذا شيء حتمي تحت وقع تناقضات النظام الرأسمالي، ولن يستطيع النظام العسكري بكل ما يمتلكه من آلة عسكرية وأمنية ومخابراتية جبارة أن يوقف عجلة التاريخ، لكن ما يجب أن نفكر فيه حقاً هو كيف نضمن انتصار الثورة المقبلة وهو ما ليس حتمي، لأنه يعتمد على العامل الذاتي، عامل وجود منظمة ماركسية ثورية تقود الجماهير عندما تنتفض وتثور للاستيلاء على السلطة السياسية لضمان انتصار الثورة القادمة. هذه هي مهمتنا، العمل على بناء منظمتنا الثورية والاستعداد ليوم الفصل القادم لامحالة.
3. التيار الماركسي الأممي يصدر العدد الثامن من مجلته: الشيوعية والحرية (الافتتاحية والمحتويات)
في المركز الثالث في قائمتنا الأكثر قراءة عام 2021 يأتي العدد الثامن من مجلتنا “الشيوعية والحرية”، المجلة العربية للتيار الماركسي الأممي. تقرؤون في هذا العدد تحليلات سياسية ونظرية، حيث ستجدون في الملف النظري مقالا عن الذكرى 150 لكومونة باريس كتبه الرفاق في الفرع الفرنسي للتيار الماركسي الأممي. ومقالا نظريا حول الماركسية ضد فلسفات ما بعد الحداثة للرفيقين حميد علي زاده و دانيال مورلي. ستقرؤون في هذا العدد مقالا هاما للرفيق محمد حسام عن النزاع حول نهر النيل والحل الاشتراكي المقترح. من جهة أخرى ننشر مقالا للرفيق أنس رحيمي حول توتر العلاقات بين المغرب والجزائر على اثر قطع العلاقات الدبلوماسية بين الدولتين. وستجدون أيضا مقالا حول الانقلاب الدستوري في تونس للرفيقين خورخي مارتن واندرياس نورجارد. وفي الملف الأممي ننشر مقالا للرفيق حميد علي زاده عن الذكرى العشرين لتفجيرات 11 شتنبر/أيلول وكذا مقاله عن استيلاء طالبان على كابول وخيانة الامبريالية الأمريكية لحلفائها. وتجدون أيضا تقريرا عن المؤتمر العالمي للتيار الماركسي الأممي الذي انعقد في أواخر شهر يوليو. كما تقرؤون أيضا مراجعة لفيلم الموريتاني الذي صدر هذه السنة، والذي يروي القصة الحقيقية لمحمدو ولد صلاحي، الذي سُجن في خليج غوانتانامو لمدة 14 عاما دون تهمة.
إننا في التيار الماركسي الأممي نناضل من أجل الاشتراكية الثورية مثلما نظر لها ماركس وإنجلز ولينين وتروتسكي، اشتراكية قائمة على التخطيط العقلاني الديمقراطي من طرف المنتجين أنفسهم لخدمة مصالح أغلبية المجتمع في تناغم مع المنظومة البيئية.
أيها العمال والعاملات والشباب الثوري، اقرأوا مجلتنا الفصلية و وزعوها، انشروا الفكر الماركسي في اوساطكم، وإذا كنتم تتفقون معنا في أفكارنا ومشروعنا الاشتراكي الثوري ندعوكم إلى الالتحاق بنا في هذا النضال المصيري العظيم!
2. مصر: الذكرى العاشرة للثورة – حان الوقت للتعافي والبدء في الاستعداد
كتب الرفيق محمد حسام هذا المقال في الذكري العاشرة للثورة المصرية، عشر سنوات على ثورة شقت السماء، عشر سنوات مرت بكل ما فيها من انتصارات مؤقتة وجروح غائرة. نتذكر ثورة كان يمكنها أن تغير الكثير في هذا العالم، ولا نبالغ إن قلنا إن سيرورة الثورة في المنطقة، وبالتالي العالم، كانت متوقفة على ما سوف يحدث في مصر؛ انتصار الثورة المصرية كان سيفتح الباب على مصراعيه للثورة العالمية. قول هذا ليس للتباهي أو التباكي وإنما لإدراك حجم الفرصة التي فاتتنا وللاستعداد للفرصة القادمة، للمد الثوري القادم. هذه دعوة لدراسة تلك التجربة المريرة للاستعداد للمستقبل، وليس من أجل أن نظل حبيسي الماضي.
لقد أجبرت الطبقة العاملة على الرجوع لموقع الدفاع عن النفس. لكن تحت السطح يتراكم الغضب والكراهية تجاه النظام، وسيظهر هذا على السطح عاجلاً أم آجلاً. نظام عبدالفتاح السيسي يبدو قوياً، لكن هذا ظاهرياً فقط، أنه ضعيف جداً في الواقع، وسيادته لا تدوم إلا بفعل الارتباك واليأس والتعب بعد الهزيمة وسنوات النضال التي لم تصل لنهايتها المنطقية الواجبة. والأهم أنه لدينا جيل من الشباب الثوري والمناضلين الذين تعلموا وشبوا في معمعان الثورة المصرية وما تلاها، شهدوا وخبروا مد الثورة وجزرها ومحملين بوعي ودروس الماضي. كل هذا يجعلنا نستبشر بالمستقبل الحافل بالأحداث الثورية، التي من الممكن ألا تكون على مرمى حجر من الآن، ولكنها بالتأكيد ليست على بعد عشرات السنوات كما يحب أن يتخيل أصدقاؤنا المثقفين المتشائمين.
1. المنظورات العالمية: عصر ثوري ينفتح في جميع أنحاء العالم
بدأ عام 2021 بأحداث درامية. أزمة الرأسمالية العالمية تخلق موجات تنتشر من بلد إلى آخر ومن قارة إلى أخرى. وفي كل مكان هناك نفس صور الفوضى والتفكك الاقتصادي و الاستقطاب الطبقي. وفي هذا الصدد تتصدر وثيقة “المنظورات العالمية: عصر ثوري ينفتح في جميع أنحاء العالم” قائمة الأكثر قراءة عام 2021.
تقدم الوثيقة تحليلنا العام للسيرورات الرئيسية التي تحدث في السياسة العالمية، في وقت يتسم بأزمة واضطراب غير مسبوقين. ومع وجود الديناميت في أسس الاقتصاد العالمي و جائحة كوفيد-19 التي ما تزال تلقي بظلالها على الوضع العالمي، فإن جميع الطرق تؤدي إلى احتداد الصراع الطبقي، كما تم افتتاح الوثيقة باقتباس كلمات ماركس إلى إنجلز “وإجمالاً إن الأزمة كانت تحفر عميقاً مثل الخلد العجوز البارع”.
أكثر 10 قراءات على الإطلاق
لقد عرضنا أهم 10 مقالات تمت كتابتها ونشرها في عام 2021. ولكن العديد من أكثر الأعمال نجاحاً العام الماضي هي في الغالب: الأعمال النظرية والتحليلات التاريخية، التي نُشر بعضها منذ سنوات عديدة، والتي لا تزال بمثابة موارد دائمة يستخدمها الآلاف من الماركسيين في المنطقة كل عام. وفي عام 2021 لم يكن هناك اختلاف في هذا الصدد.
نقدم هنا أكثر 10 قراءات لعام 2021 على الإطلاق:
10. مصر: الذكرى العاشرة للثورة – حان الوقت للتعافي والبدء في الاستعداد
هناك حاجة للوقوف والتقاط الأنفاس لدراسة الأخطاء التي أدت إلى الوضع الحالي، وضع فيه القمع والخوف يُستنشقان مع الهواء، وفراغ سياسي مصنوع ومحكوم بقبضة حديدية لا تلين، ووضع اقتصادي يرزح فيه أكثر من نصف الشعب تحت خط الفقر، وخطط حكومية لجعل الرأسماليين آلهة على الجماهير، وظرف موضوعي صعب أصاب الكثيرين بالإحباط واليأس وأوقع الكثير من المناضلين في براثن العدمية والاكتئاب.
9. المنظورات العالمية: عصر ثوري ينفتح في جميع أنحاء العالم
لقد تمت المصادقة على هذه الوثيقة من طرف المندوبين في المؤتمر العالمي للتيار الماركسي الأممي 2021 (انظر التقرير الكامل عن المؤتمر هنا). وتقدم تحليلنا العام للسيرورات الرئيسية التي تحدث في السياسة العالمية، في وقت يتسم بأزمة واضطراب غير مسبوقين. ومع وجود الديناميت في أسس الاقتصاد العالمي و جائحة كوفيد-19 التي ما تزال تلقي بظلالها على الوضع العالمي، فإن جميع الطرق تؤدي إلى احتداد الصراع الطبقي.
8. الأفكار الثورية لأنطونيو غرامشي
لقد بُذلت العديد من المحاولات لتصوير غرامشي كأب مؤسس للأمة الإيطالية، مما سمح حتى للسياسيين البرجوازيين اليمينيين، مثل برلسكوني، بالمطالبة بإرثه. هذه هي القشة الأخيرة: فبعد أن تم تصويره كمنظر لسياسة الجبهات الشعبية، و”التوافق التاريخي”، والحركة الأوروشيوعية، هاهو يضاف الآن إلى مجموعة “الآباء المؤسسين للجمهورية”، وهي شخصيات “محايدة” يجب على الجميع أن يحترمها، بغض النظر عن المكان الذي تحتله داخل الطيف السياسي.
يبين الرفيق ألساندرو غياردييلو أنه من واجبنا، وواجب كل الشيوعيين، أن نقف بحزم ضد كل محاولات تشويه أفكار غرامشي، سواء جاءت من جانب الإصلاحية أو الاشتراكية الشوفينية. إنه لأمر مدهش كيف أن العديد من أفكار غرامشي ما تزال راهنية حتى وقتنا الحالي، كما أنه من المدهش عدد اليساريين الذين يحتفلون بـ غرامشي لكن دون أن يفهموا حقا رسالته الثورية العميقة.
7. تروتسكي: حول فلسفة الإنسان الأعلى
في المركز السابع في قائمتنا للأعلى قراءة عام 2021، هي مقالة تروتسكي “حول فلسفة الإنسان الأعلى”، يتناول فيها الفيلسوف فريدريك نيتشه، الذي كان قد توفي مؤخرا حينها، ولا سيما جوانب عقيدته التي تتعلق بمفاهيمه وأحكامه عن المجتمع والأشياء التي يتعاطف معها والتي يعارضها وانتقاداته الاجتماعية ومثاله الأعلى الاجتماعي.
6. فوكوياما يعيد النظر في أفكاره: “الاشتراكية يجب أن تعود”
عندما سقط الاتحاد السوفياتي، قبل 30 عاما، عمت البهجة صفوف المدافعين عن الرأسمالية. لقد تحدثوا عن موت الاشتراكية والشيوعية. قالوا إن الليبرالية انتصرت، وبالتالي فإن التاريخ بلغ التعبير النهائي عنه في شكل الرأسمالية. كانت تلك هي اللحظة التي أطلق فيها يوشيهيرو فرنسيس فوكوياما فكرته الشهيرة (السيئة السمعة) بأن التاريخ قد انتهى. ما كان يقصده بذلك هو ما يلي: الآن بعد أن فشلت الاشتراكية (في شخص الاتحاد السوفياتي)، فإن النظام الاجتماعي والاقتصادي الوحيد الممكن هو الرأسمالية، أو “اقتصاد السوق الحرة” كما يفضل هو وآخرون تسميتها.
يبين الرفيق آلان وودز في هذا المقال كيف تغير كل شيء. لقد تغيرت الأشياء إلى نقيضها. واليوم لم يعد يوجد حجر على حجر من التنبؤات الواثقة لتلك الأيام. لقد فقد هذا الليبرالي السابق، فوكوياما، كل ثقة في مستقبل الرأسمالية، لكنه لا يستطيع أن يرى أي بديل ممكن لها. وهو مثله مثل جميع منظري الرأسمالية، ينظر إلى المستقبل بتشاؤم كبير. وليس يأسه النظري سوى تعبير عن يأس النظام الرأسمالي نفسه.
إن المستقبل لا ينتمي إلى البرجوازية العاجزة و المفلسة، التي لا يمكنها أن ترى أبعد من أنفها، بل للقوة التقدمية الوحيدة في المجتمع، تلك القوة التي وحدها من ينتج كل ثروة المجتمع، أي: الطبقة العاملة. ومن خلال تجربتها الخاصة ستفهم هذه الطبقة أن السبيل الوحيد للتقدم هو السير في طريق الاشتراكية الحقيقية وسلطة العمال.
5. البلشفية: الطريق نحو الثورة (ترقبوا الترجمة العربية قريباً)
في المركز الخامس في قائمتنا في عام 2021، كتاب الرفيق آلان وودز “البلشفية – الطريق نحو الثورة”.
في أكتوبر 1917، استولت الطبقة العاملة في روسيا، بقيادة الحزب البلشفي، على السلطة لأول مرة على نطاق أمة بأكملها. هذا الكتاب، نتاج بحث أصلي مكثف، هو قصة كيف تم تشكيل هذا الحزب، وكيف تم تصليبه، وكيف اكتسب قيادة الطبقة العاملة في روسيا، وقادها إلى الاستيلاء على السلطة.
من الأهمية بمكان أن يتعلم الثوريين اليوم هذه الدروس ويطبقونها من أجل بناء الأداة التي تحتاجها الطبقة العاملة للاستيلاء على السلطة اليوم، من أجل وضع حد لأهوال الرأسمالية وفتح آفاق جديدة للبشرية. باختصار، هذا الكتاب هو أداة منقطعة النظير للثوريين.
احصلوا على نسختكم الانجليزية من “WellRed Books” إما ورقياً أو إلكترونياً. ندعوكم لانتظار الترجمة العربية لهذا الكتاب الهام وقرأته ونقاشه مع رفاقكم في بلادكم، بجانب ثروة من النصوص الأخرى على موقع “marxy.com”، واجعلوا عام 2022 عاماً أساسياً لبناء القوى البلشفية العالمية. اجعلوا العام الجديد نقطة انطلاق نحو الثورة الاشتراكية العالمية – ساعدوا في بناء التيار الماركسي الأممي!
لم تكن أفكار ماركس أبدا أكثر راهنية مما هي عليه اليوم. يتضح هذا في التعطش الكبير للنظرية الماركسية الذي نشهده في الوقت الحاضر. في هذا المقال يناقش الرفيق آلان وودز الأفكار الرئيسية لكارل ماركس وأهميتها لتفسير الأزمة التي نمر منها اليوم.
إننا نشهد عذابات موت مؤلم لنظام اجتماعي لا يستحق أن يعيش، لكنه يرفض أن يموت. هذا هو التفسير الحقيقي للحروب والإرهاب والعنف والموت، التي هي السمات الرئيسية للعصر الذي نعيش فيه. لكننا نشهد أيضا مخاض ولادة مجتمع جديد، مجتمع جديد وعادل، ولادة عالم صالح لكي يعيش فيه البشر. ومن خلال هذه الأحداث الدامية، التي تشهدها البلدان الواحد منها تلو الأخرى، تولد قوة جديدة، إنها القوة الثورية للعمال والفلاحين والشباب.
لقد انتهى زمن المتشائمين والمشككين. وقد حان الوقت لإبعادهم عن طريقنا ومواصلة الكفاح. إن الجيل الجديد يريد النضال من أجل تحرره. إنهم يبحثون عن راية وعن فكرة وعن برنامج يمكنه أن يلهمهم ويقودهم إلى النصر. وحده النضال من أجل الاشتراكية على الصعيد العالمي من يمكنه أن يوفر لهم ذلك. لقد كان كارل ماركس على حق: إن الخيار أمام الجنس البشري هو إما الاشتراكية أو الهمجية.
3. كتاب: ما هي المادية التاريخية؟ الفصل الأول: ما هو التاريخ؟
في المركز الثالث في قائمتنا، هو الفصل الأول “ما هو التاريخ؟” من كتاب الرفيق آلان وودز “ما هي المادية التاريخية؟”. يشرح فيه أن التاريخ له قوانينه، مثله مثل الطبيعة، كما يشرح المنهج الماركسي في تحليل العوامل الرئيسية الخفية التي تحدد تطور المجتمع البشري ابتداء من المجتمعات القبلية الأولى حتى العصر الحديث. والطريقة التي تتبع بها الماركسية هذا الطريق المتعرج تسمى بالمفهوم المادي للتاريخ.
2. الهجمات على منشأة النفط السعودية وتغير المشهد في الشرق الأوسط
يتناول هنا الرفيق حميد علي زاده الهجمات التي شنت على منشأة النفط السعودية في عام 2019، وهو حدث كان له تداعيات ودلالات كثيرة. نتيجة لذلك الهجوم وقعت أسواق الأسهم تحت ضغوط هائلة في جميع أنحاء العالم، وكذلك عملات “الاقتصادات الصاعدة”، التي تعتبر شديدة الحساسية تجاه أسعار النفط. وفي هذه الأثناء شهدت أسعار الذهب والين و”الملاذات الآمنة” الأخرى ارتفاعا في قيمتها، بناء على أكبر اضطراب يشهده إنتاج النفط العالمي منذ غزو صدام حسين للكويت عام 1991. وهذا يكشف عن القلق السائد في الأسواق بخصوص مستقبل الاقتصاد العالمي. وبالتالي فإنه أياً كان ما سيحدث، فإن أي زلزال اجتماعي أو عسكري أو سياسي في المنطقة لن يؤدي إلا إلى تفجير التناقضات التي كانت تنضج تحت السطح، ومن بينها الأزمة النهائية التي تواجه المملكة العربية السعودية.
1. [كتاب] ما هي المادية التاريخية؟
يتصدر قائمتنا، والأكثر قراءة في عام 2021، كتاب الرفيق آلان وودز “ما هي المادية التاريخية؟”.
يقدم هذا العمل شرحًا شاملاً للطريقة الماركسية في تحليل التاريخ.
تمكننا المنهجية العلمية من فهم التاريخ ليس بكونه سلسلة من الحوادث المنفصلة وغير المتوقعة، بل باعتباره جزءا من سيرورة مترابطة ومفهومة بوضوح. إنها سلسلة من الأفعال وردود الأفعال التي تشمل السياسة والاقتصاد وكل جوانب التطور الاجتماعي. ويعتبر شرح العلاقة الجدلية المعقدة بين كل هذه الظواهر مهمة المادية التاريخية. إن الجنس البشري يغير الطبيعة باستمرار بواسطة العمل، وبذلك فإنه يغير نفسه. اقرأوه وناقشوه مع رفاقكم في بلادكم، بجانب ثروة من النصوص الأخرى على موقع “marxy.com”، واجعلوا عام 2022 عاماً أساسياً لبناء القوى البلشفية العالمية. اجعلوا العام الجديد نقطة انطلاق نحو الثورة الاشتراكية العالمية – ساعدوا في بناء التيار الماركسي الأممي!