يعقد مؤتمر هذا العام في مصر. وكعادتها تحاول الديكتاتورية العسكرية الحاكمة استخدام المؤتمر في انتصاراتها “الإعلامية”، كواحد من مؤتمراتها التي لا تنتهي، والتي تظن أنه يمكن من خلالها أن تقدم نفسها للجماهير في الداخل والقوى الإقليمية والدولية في الخارج في صورة “الدولة القوية”، هذا في ظل أعمق أزمة تعيشها الديكتاتورية العسكرية والنظام الرأسمالي المصري منذ هزيمة ثورة 2011.
يعقد مؤتمر هذا العام في بلد التلوث البيئي، حيث القاهرة تحتل المركز الثاني عالمياً في التلوث، وحيث يتم إزالة الأشجار وردم الحدائق من أجل استمرار عجلة “مسيرة التنمية” في الدوران، حيث أصبح نصيب المواطن من المساحات الخضراء هو فقط متر مربع بدلًا من 15 مترًا مربعًا هو المتوسط العالمي، حيث انتشار الأمراض الصدرية والتنفسية في كل ربوع البلد بسبب التلوث، حيث المخلفات الصناعية تلقى في نهر النيل والبحار أو تحرق في وضح النهار، حيث 90% من تلوث نهر النيل ناتجًا عن الصرف الصناعي، لدرجة أن 17% من الأسر المصرية محرومة من الوصول لمياه شرب آمنة، وحوالي 53.4% دون صرف صحي محسن. مع فقدان مزيد من التربة الخصبة نتيجة التملح والتآكل، وهو ما يهدد 80% من إجمالي الأراضي الصالحة للزراعة التي تقع في دلتا النيل، حيث تراجعت إنتاجية محاصيل الفاكهة والخضراوات بنسبة تعدت 50%.
لكن رغم كل هذا ربما تكون تلك أهدأ قمة للمناخ تعقد منذ سنين، بلا احتجاجات ومظاهرات تذكر تؤرق صفو قادة العالم أثناء قضاء إجازتهم في شرم الشيخ تحت حماية الديكتاتورية العسكرية الحاكمة.
يحاول النظام الاستفادة دعائياً بأقصى قدر ممكن من مؤتمر المناخ، ويبدو أنه يفشل في مسعاه مع تصاعد الانتقادات الحقوقية ضد النظام المصري في الندوات المنعقدة على هامش المؤتمر والمطالبة بالإفراج عن المعتقلين السياسيين، وخصوصاً المعتقل السياسي علاء عبد الفتاح الذي خاض إضرابًا عن الطعام والشراب كاد أن يودي بحياته.
لكن للأسف، وبإعادة استخدام وتصريف كلام الديكتاتور: “تعمل ايه قمة المناخ في وطن ضايع؟”، قد يبدو أنني أمزح، لكن الحقيقة أنه لن يفيد النظام أى قدر من القمم والمؤتمرات الفاخرة في وقت يزداد فيه البؤس والفقر وغلاء المعيشة، وفي أعين الجماهير التي تزداد حياتها صعوبة يوماً بعد يوم، وفي ظل حالة الغضب واللايقين السائدين حالياً، الجميع يحبس أنفاسه في انتظار أيام قاتمة في ظل ديكتاتورية رأس المال في مصر.
هذا الغضب سوف يعبر عن نفسه في يوم من الأيام، وسوف تندلع الحركة عندما لا يتوقعها الكثيرون مثل صاعقة من سماءٍ صافية، وبدلاً من أن يعبر هذا الغضب عن نفسه في الجلسات العائلية وفي المقاهي بين الأصدقاء، أو في فترات الراحة في العمل بين الزملاء، أو في نضالات دفاعية كما يحدث الآن، سوف ينتقل للشوارع والساحات والمصانع والجامعات بشكل علني وواضح وهجومي في يوم من الأيام آتٍ لا ريب فيه.
يتدلى الديكتاتور معلقاً بخيط رفيع، ويقف النظام اليوم على قاعدة دعم ضئيلة للغاية وآخذة في التآكل، وكل دعايته قائمة على إخافة الجماهير من “الفوضى” -أى من الثورة- بعد أن فقدت ورقة “الحرب على الإرهاب” كثيرًا من تأثيرها، ولا يحمي النظام اليوم سوى تشتت الجماهير وخوفها من المجهول وتجربة الهزيمة الماضية التي لم تتعافى منها الجماهير بشكل كامل بعد، لكن هذا سوف ينتهي في يوم من الأيام وستنهض الجماهير مجددًا وتسقط هذه الديكتاتورية العسكرية، وبعدها سوف يبدأ فصل جديد من النضال الطبقي من أجل إسقاط النظام الرأسمالي.
الحرية للمعتقلين السياسيين!
من أجل بناء منظمة ماركسية ثورية!
تسقط الديكتاتورية العسكرية الحاكمة!
تسقط حكومات رجال الأعمال!
لا حل سوى انتصار الثورة الاشتراكية بقيادة حكومة عمالية!