إننا نحيي عمال “يونيفرسال” لإنتصارهم في الحفاظ على عملهم ومصدر رزقهم ضد محاولات سرقة مستحقاتهم المالية من قبل صاحب العمل واجبارهم لصاحب العمل والدولة الانصياع لمطالبهم، بتوقيع اتفاقية لسداد مستحقات العمال المتأخرة، بما فيها بدل المخاطر، والموافقة على تكوين لجنة نقابية للدفاع عن مصالح عمال المصنع.
إن معركة عمال “يونيفرسال” البطولية تظهر الإمكانيات والقوة الموضوعية للطبقة العاملة، في قلب الركود الجماهيري تُظهر الطبقة العاملة مجدداً أنها القادرة على الحركة وعلى انتزاع المكاسب، ليس بالتسول والاستجداء ولكن بالنضال، مجدداً أجبر العمال الرأسمالي والدولة على الانصياع لمطالبهم.
كالعادة بدأت الدولة العسكرية تدخلها للدفاع عن مصالح صاحب العمل ولقمع العمال، أبانت الدولة عن انحيزاتها الطبقية بوضوح، أنها جهاز للدفاع عن مصالح الرأسماليين ولقمع العمال، فماذا فعل العمال لمساعدة زملائهم؟ لم ينتظروا بيانات ومناشدات الجمعيات الحقوقية أو دعم الحكومات الامبريالية الغربية، العمال كانوا مدركين أنهم الوحيدين القادرين على الدفع من أجل الإفراج عن زملائهم، استمروا في الإضراب حتى أجبروا الدولة على الإفراج عن زملائهم والتراجع ومحاولة التوصل لحل. هذا يبين الفرق بين نضال الطبقة العاملة من أجل انتزاع المكاسب وال”نضال” المزعوم للبرجوازية الصغيرة المثقفة الفاقدة لأى أهمية أو تأثير.
الدولة تستطيع أن تتجاهل نداءات والتماسات المثقفين والجمعيات الحقوقية، لكنها مجبرة على الإنصات لصوت الطبقة العاملة الهادر، لا تستطيع الدولة أن تغامر بتوقف الإنتاج لمدة طويلة وانتشار التضامن بين العمال. ومجدداً تبرهن الأحداث على صحة النظرية الماركسية التي ترى في الطبقة العاملة قاطرة انتزاع المكاسب والاصلاحات والتغيير في المجتمع. الطبقة العاملة هي منتجة الثروات في المجتمع، المجتمع كله يعيش على الفائض الذي تنتجه الطبقة العاملة، لا مصباح يضئ ولا عجلة تدور ولا غذاء ينتج بدون إذن الطبقة العاملة.
إضراب عمال “يونيفرسال” الذي استمر أكثر من شهر اكتسب كثير من الدعم داخل مصر وخارجها. أعربنا نحن، التيار الماركسي الأممي، عن تضامننا الكامل مع عمال “يونيفرسال”، كما نظمنا حملة أممية للتضامن مع الاضراب. اكتسبت تلك الحملة كثير من الدعم العمالي والنقابي من عدة بلدان وعشرات التوقيعات الأممية، من مصر وباكستان وبريطانيا والبرازيل وكندا وإيطاليا والولايات المتحدة الأمريكية وتايوان وإسبانيا وغيرهم، وتم ترجمة البيان التضامني للعديد من اللغات. هذه الحملة تعبر عن الروح الرفاقية الأممية للطبقة العاملة التي يعبر عنها التيار الماركسي الأممي، لقد كنا صوت عمال “يونيفرسال” الأممي.
في النهاية، نحيي مجدداً عمال “يونيفرسال” على انتصارهم، هذه ليست أولى معارك الطبقة العاملة المصرية ولن تكون الأخيرة، وعلى وقع الأزمة الاقتصادية والاجتماعية المستفحلة والتي ستزداد تفاقماً سيدخل مزيد من العمال مضمار النضال من بوابة النضالات الاقتصادية، وسوف تستعيد الطبقة العاملة المصرية العظيمة تاريخها وتقاليدها النضالية العريقة. النضالات من أجل المطالب الاقتصادية هي مدرسة الثورة بالنسبة للطبقة العاملة، يتجهز من خلالها العمال والعاملات ويكتسبون الخبرات والدروس اللازمة، تلك الخبرات والدروس ستكون حاسمة في المستقبل، وعلى أساس هذا يتوقف مستقبل الثورة الاشتراكية في مصر.
- عاشت الطبقة العاملة ونضالاتها!
- تسقط الديكتاتورية العسكرية الحاكمة!
- تسقط حكومات رجال الأعمال!
- لا حل سوى انتصار الثورة الاشتراكية بقيادة حكومة عمالية!
2 تعليقات
تعقيبات: مصر: استراتيجية الديكتاتورية لحقوق الإنسان – ماركسي
تعقيبات: مصر: موجة من التحركات المهنية كاشفة لما هو آتٍ – ماركسي