الرئيسية / الشرق الأوسط وشمال إفريقيا / شمال إفريقيا / المغرب / رابطة العمل الشيوعي بعد سنة من إعلانها

رابطة العمل الشيوعي بعد سنة من إعلانها

  بحلول هذا اليوم: 18- 07- 2007 تكون قد مرت سنة كاملة على الإعلان الرسمي عن رابطة العمل الشيوعي، الفرع المغربي للتيار الماركسي الأممي.

   في مثل هذا اليوم من السنة الماضية: 18- 07- 2006، عملنا على طرح إعلان مبادئنا والبرنامج الانتقالي بشكل علني (على موقع: www.marxy.com) للطبقة العاملة والشباب الثوري وعموم الكادحين في المغرب والصحراء والمنطقة المغاربية عموما. وهو ما شكل حدثا عظيما في تاريخ الحركة الشيوعية والعمالية في المغرب والعالم العربي وإفريقيا.

   وبمجرد الإعلان عن الذات زف التيار الماركسي الأممي هذا النبأ من خلال بيان رسمي نجد فيه: «[…] هذه النجمة، التي لا تزال نجمة صغيرة، قد بدأت في اللمعان مع إعلان رابطة العمل الشيوعي. جميع مناضلي التيار الماركسي الأممي يتوجهون بأحر التحايا إلى الرفاق في رابطة العمل الشيوعي. معا سوف ننتصر! عاشت الثورة الاشتراكية العالمية!»

   نحن مجموعة لا تزال لحد الآن صغيرة العدد وليس لدينا أية عقدة في أن نقول ذلك علانية بل إن ذلك يحفزنا على العمل أكثر من أجل كسب أفضل المناضلين الماركسيين الثوريين والطليعة العمالية إلى صفوفنا. نحن واعون بمهمتنا وبصعوبتها وقد سبق لنا أن عبرنا عن ذلك في إعلان المبادئ بقولنا: « إننا لا نزال مجموعة صغيرة، إننا لسنا سوى جنين الحزب الجماهيري المستقبلي. عدد الكوادر الماركسية لا يزال محدودا وتتمثل المهمة الأكثر استعجالية في بناء منظمة ماركسية للكوادر ستكسب الحق في اعتبارها القيادة الثورية من طرف الجماهير. إن هذا العمل يتطلب وقتا، يتطلب سنوات بل حتى عقودا.»

   لازلنا مجموعة صغيرة لحد الآن، لكن لدينا كامل الحق في أن نفتخر بكوننا التيار الشيوعي الثوري الوحيد في المغرب والمنطقة المغاربية والعربية الذي يمتلك أرضية سياسية وبرنامجا ماركسيين ثوريين ينطلقان من الواقع الحي ويرسمان الطريق للطبقة العاملة لحسم السلطة وبناء الاشتراكية وفي نفس الوقت يحافظان على خيط الإرث النظري متواصلا من ماركس وإنجلز إلى لينين وتروتسكي وتيد غرانت، من الأممية الأولى إلى التيار الماركسي الأممي!

   بينما أغلبية التيارات اليسارية الأخرى تخلت عن مهمة بناء قيادة ثورية وطرح برنامج ثوري لتوجيه النضالات اليومية للطبقة العاملة وعموم الكادحين نحو حسم السلطة السياسية وتوجهت نحو خلق جمعيات تنموية و/أو عديمة الهوية الطبقية بحجة عدم آنية الثورة الاشتراكية أو فقدان الاشتراكية للمصداقية، أو بهدف الارتزاق بكل بساطة، وفي حين واصلت التيارات الأخرى سياسة الاختفاء عن الجماهير بحجة القمع وتطبيقا لفهم مغلوط للسرية، عملنا نحن، رابطة العمل الشيوعي، على الإجابة بطريقة لينينية عن إشكالية ما العمل؟ وأوضحنا للجماهير الكادحة والشباب الثوري الباحث عن بديل “من نحن وعن أي برنامج ندافع” بجرأة واستعداد تام لتقديم أي تضحيات من أجل الدفاع عن مبادئنا ومشروعنا.

   وبدل الفصل المصطنع، التعسفي والميكانيكي الذي تضعه باقي التيارات الأخرى بين النضال من أجل التحسينات الاقتصادية والديموقراطية وبين النضال من أجل الاشتراكية وحسم السلطة من طرف الطبقة العاملة، عملنا نحن على طرح برنامج انتقالي يربط بطريقة جدلية بين النضالين عبر طرح مطالب تنطلق من أشد حاجيات الجماهير إلحاحا وتوسع أفقها باستمرار.

   وبينما تخلت جميع التيارات الأخرى عن المبدأ الأممي بعضها انطلاقا من نزعة ستالينية متأصلة مرجعها نظرية “الاشتراكية في بلد واحد” السيئة الذكر، وبعضها الآخر انطلاقا من سعيهم التصفوي إلى خلق شبكة هلامية من المنظمات القطرية، عملنا نحن على إعلان انتمائنا المبدئي، السياسي، الإيديولوجي والتنظيمي إلى التيار الماركسي الأممي. وقد عبرنا عن ذلك في إعلان المبادئ قائلين: « نحن لا نعتبر أنفسنا منظمة ثورية مغربية بل نحن الفرع المغربي لمنظمة ثورية أممية هي التيار الماركسي الأممي.».

   تشكيل رابطة العمل الشيوعي والإعلان الرسمي عنها لم يأتي نتاجا لرغبة ذاتوية بل إجابة صحيحة عن حاجة موضوعية وذاتية إلى قيادة ثورية وبرنامج ماركسي لإعطاء مخرج اشتراكي عن المأزق المستعصي الذي يعيشه المجتمع في ظل النظام الرأسمالي القائم.

   لقد وصل النظام الرأسمالي التبعي القائم في المغرب أقصى درجات انحطاطه وتعفنه والصراعات داخل صفوف الطبقة السائدة صارت أوضح من أن تتمكن من إخفائها، بعض أقسام الطبقة السائدة تعتبر أن استمرار سيطرتها رهين بتقديم التنازلات لإلهاء الجماهير، تطبيقا للمقولة الشهيرة: “إصلاح يأتي من فوق خير ثورة من تحت” وأن القمع لن يعمل سوى على مفاقمة سخط الجماهير وتأجيج نضالاتها… بينما تعتبر أقسام أخرى أن تقديم التنازلات لن يؤدي سوى إلى رفع معنويات الجماهير وثقتها في قدرتها على انتزاع المكاسب من خلال النضال، مما سوف يؤدي إلى المزيد من النضالات، بينما القمع هو الوسيلة الوحيدة الناجعة “لفرض النظام”.

   تقديم التنازلات وإغداق الوعود الجميلة أو القمع و”العصا لمن عصى”؟ هذا هو السؤال الذي تنقسم على خلفيته الطبقة السائدة. لكن في الصراع الطبقي كما في الحروب، هناك أوضاع تكون فيها كل الإجابات خاطئة، التراجع خاطئ والتقدم خاطئ، الكر والفر كلاهما خطأ! وهذا بالضبط هو الوضع الذي تواجهه الطبقة السائدة بالمغرب ونظامها السياسي.

   الجماهير الشعبية الكادحة في المغرب والصحراء، التي لا يعني بالنسبة إليها استمرار هذا النظام سوى استمرار الاستغلال والجوع والبؤس والأمية والبطالة والقمع والاضطهاد السياسي والقومي، استوعبت بتجربتها المريرة استحالة تحقيقها لأي تحسين جدي وثابت في شروط عيشها في ظل هذا النظام، عرفت نضالاتها تطورا كميا ونوعيا عظيما، فالإضرابات والمسيرات الشعبية والاعتصامات ومختلف أشكال الاحتجاج شملت كل جهات المغرب والصحراء، شاركت فيها جميع الطبقات والشرائح المضطهدة من عمال وفلاحين فقراء وطلاب ومعطلين، بل وحتى ربات البيوت، مما يعكس عمق الحركة وجديتها.

   لكن جميع هذه النضالات الرائعة والتضحيات العظيمة محكوم عليها بالفشل وبأن تذهب هباء بسبب غياب قيادة ثورية حازمة تمتلك تصورا علميا واضحا وبرنامجا ماركسيا ثوريا ومستعدة للدفاع عنه في جميع الظروف. إن كل الأزمة تتلخص في أزمة القيادة الثورية، من هنا تنبع الحاجة إلى رابطة العمل الشيوعي. وكما سبق لنا أن أشرنا في إعلان المبادئ: « […] نحن متأكدون أن مجموعتنا ستلعب دورا حاسما في النضال من أجل الثورة الاشتراكية في بلدنا […]».

   نحن مؤمنون بأن التحول إلى قيادة ثورية لا يتم عبر إعلان ذلك بل يتم اكتسابه. ولا يمكن اكتسابه إلا بالعمل الجاد الدءوب على الصعيد النظري وعلى صعيد الممارسة إلى جانب الجماهير. وهكذا فإننا ومنذ تأسيسنا، عملنا على إعطاء دور محوري للنظرية الماركسية لا سواء فيما يخص التكوين النظري للمناضلين والحرص على نشر الأفكار الماركسية، قدر الإمكان، بين الجماهير والشباب الثوري، ولا سواء عبر إنتاج بعض المقالات حول مختلف القضايا (النضالات ضد الغلاء، الصحراء الغربية…) إضافة إلى إجراء حوار مع المناضل الماركسي الثوري، يوسي شوارتز، من إسرائيل (أنظر: الماركسيون المغاربة يحاورون يوسي شوارتز من إسرائيل).

   أما على صعيد الممارسة فقد كان أهم نشاط على الإطلاق خلال هذه السنة هو مشاركة ممثل عن منظمتنا في المؤتمر العالمي للتيار الماركسي الأممي، الذي انعقد في برشلونة، إسبانيا (يوليوز- غشت 2006). كما أننا كنا في قلب النضالات الجماهيرية التي اندلعت في مختلف ربوع البلاد (طنجة، تطوان، فاس، الرباط، مرزوكة…) ومن بين المحطات النوعية لتدخلنا في الحركة الجماهيرية نشير خصوصا إلى مشاركتنا في المؤتمر الوطني الثامن للجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين بالمغرب، الذي انعقد بالرباط، من يوم 28 إلى 31 أكتوبر الماضي، في مقر الاتحاد المغربي للشغل، حيث نظمنا رواقا ضم مختلف وثائقنا وعلى رأسها وثيقة إعلان المبادئ والبرنامج الانتقالي، إضافة إلى العديد من الكراريس النظرية ووثائق تيار El Militante – الفرع الإسباني للتيار الماركسي الأممي- وبعض الكتب والمجلات. وقد لاقى رواقنا، الذي كان الوحيد، إقبالا كبيرا من طرف المناضلين والعمال.

   وبناء على دعوة من أعضاء المكتب التنفيذي للجمعية الوطنية عملنا على استدعاء ممثل عن نقابة الطلاب الإسبان El Sindicato de Estudiantes، التي تعتبر أقوى تنظيم طلابي في إسبانيا وأكثرها تمثيلية على الإطلاق، للحضور كمنظمة صديقة للجمعية. خلال المؤتمر اقترح الرفيق خورخي، بسم نقابة الطلاب، على الرفاق في الجمعية الوطنية العديد من النقاط الهامة جدا والتي نعتقد أنه لو تم تفعيلها من طرف الرفاق في الجمعية لقدمت دفعة عظيمة إلى الأمام لعمل الجمعية (انظر: مداخلة الرفيق خورخي سانشو، مبعوث نقابة الطلاب – Sindicato de Estudiantes – الإسبانية في المؤتمر الثامن للجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين بالمغرب. (ورشة النضال المشترك))

   ومن بين المحطات الهامة الأخرى، هناك الحملات التضامنية الأممية التي نظمناها تضامنا مع النضالات العمالية: عمال معمل الأحذية ريكيبير- القصر الكبير- (انظر: جحيم كيماوي داخل مصنع للأحذية الفاخرة بالمغرب – أعيدوا القائد العمالي المطرود فورا! والمغرب: مصنع الأحذية Rieker يطرد عشرة عمال آخرين ويعطي أمرا بـ “اجتثاث الخلايا الماركسية!“) وكذا الحملة التضامنية – التي لا تزال مفتوحة- مع معتقلي فاتح ماي 2007 (انظر: موجة من القمع ضد اليسار بالمغرب ووقفة احتجاجية لدعم المعتقلين السياسيين بالمغرب، الخ) مما أعطى لتلك المعارك والمحطات النضالية صدى عالميا كبيرا (انظر: قائمة الموقعين).

   نحن نعيش بداية مرحلة جديدة بجميع المقاييس! مرحلة تتميز بأزمة عميقة للطبقة السائدة ونظامها، عالميا ومحليا، وإفلاس على جميع المستويات، كما تتميز من جهة أخرى بنهوض نضالي عارم للجماهير الكادحة والشعوب المضطهدة. وقد بدأ هذا الوضع الموضوعي يجد انعكاسا له في وعي الجماهير حيث بدأنا نشهد، على الصعيد العالمي، ميلا متزايدا نحو اليسار، خاصة في أمريكا اللاتينية. نفس الشيء نشهده في المغرب حيث بدأت الطبقة العاملة وعموم الكادحين تسائل النظام القائم بشكل يتزايد حدة وعمقا وتتخلص من الأوهام والثقة في الوعود، كما أن هناك تعطشا كبيرا لبديل ثوري وللأفكار الماركسية بين الشباب المناضل.

   هذا ما يجعلنا نؤمن بأن الآفاق رحبة أمامنا! وهذا ما يجعلنا نزداد حماسة وتصميما!

   هدفنا في رابطة العمل الشيوعي هو تحقيق الثورة الاشتراكية في المغرب والمنطقة المغاربية وكل الشرق الأوسط بتعاون مع القوى الماركسية الأممية والطبقة العاملة العالمية. إن الهدف النهائي هو تشييد الاشتراكية في العالم أجمع، عبر الثورة الاشتراكية العالمية وبناء مجتمع بدون طبقات!

   إذا ما كنت تتفق مع أفكارنا، التحق بنا في النضال!

   معا سوف ننتصر!
   من أجل فدرالية اشتراكية في المنطقة المغاربية والشرق الأوسط، جزء من
   الجمهورية العالمية للسوفييتات!
   عاشت الثورة الاشتراكية العالمية!

رابطة العمل الشيوعي المغرب
18-07-2007

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *