اعتقلت الشرطة عشرة مناضلين بعد مشاركتهم في وقفة احتجاجية سلمية أمام قصر العدالة بمدينة بني ملال المغربية. كانت الوقفة من تنظيم لجنة الدعم التي شكلت بعد اعتقال وإدانة المناضلين الذين اعتقلوا إثر مشاركتهم في مظاهرات فاتح ماي الماضي. وقد نظمت الوقفة يوم 5 يونيو، لكن وبعد ساعات قلائل قامت قوات الشرطة بهجوم مفاجئ على المحتجين واعتقلت أعضاء من الجمعية المغربية لحقوق الإنسان ومناضلي الفرع المحلي لنقابتي الكونفدرالية الديمقراطية للشغل والاتحاد المغربي للشغل، ومناضلي الأحزاب اليسارية (حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي وحزب النهج الديمقراطي)، والجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين بالمغرب وأطاك المغرب. المناضلون المعتقلون هم: عبد الكبير الربعاوي، عباس عباسي، محمد فاضل، عبد العزيز تيمور، إبراهيم أحنصال، إسماعيل أمرار، محمد بوكرين، عبد الرحمان العاجي، محمد اليوسفي ونبيل الشرقي.
وقد تشكلت هيئة تنسيق وطنية مكونة من أحزاب يسارية، منظمات حقوقية، نقابات وعائلات المعتقلين السياسيين، أطلق عليها اسم الهيئة الوطنية للتضامن مع معتقلي فاتح ماي 2007. نظمت هذه الهيئة، يوم 15 يونيو، وقفة أمام البرلمان بالرباط. وقد تعرض هذا الشكل النضالي بدوره إلى قمع همجي من طرف قوات البوليس (للإطلاع على الصور والمزيد من المعلومات انظر هنا). العديد من المناضلين توجب نقلهم إلى المستشفى بسبب الجروح التي تعرضوا لها. وقد انخرط بعض المناضلين الآن في إضراب عن الطعام احتجاجا ضد هذه الموجة الجديدة من القمع التي تجتاح البلد.
النظام يفقد أعصابه
إن استعمال الدولة ليد القمع ضد الأشكال التضامنية ممارسة هدفها الواضح هو الترهيب من أجل إخافة الآخرين من الالتحاق بهذه الاحتجاجات. ليست هذه الممارسات ظاهرة معزولة. إنها تعكس الطبيعة الحقيقة لنظام محمد السادس الدكتاتوري. إن هذا الملك الدكتاتور الجديد، البعيد كل البعد عن القطع مع سياسات والده الحسن الثاني، يدافع في الواقع عن استمرارية الدولة التوتاليتارية. فبعد فترة، كانت حتمية، من الأوهام والآمال في الملك الجديد، صار النظام فاقدا للمصداقية. وتقود خيبة الأمل هذه أيضا إلى اندلاع موجة من الاحتجاجات الكفاحية عبر ربوع البلد (انظر هنا صور احتجاجات الجماهير بمراكش ضد تدمير منازلهم). لقد صار مزاج الجماهير يشهد تغييرا سريعا. إذ بعد مرحلة من الانتظار السلبي “لحدوث شيء ما”، صارت الآن بعض الفئات من الجماهير، على الأقل، مستعدة للنضال من أجل تغيير حياتهم نحو الأفضل.
الحكومة الإسبانية تزود النظام المغربي بوسائل لمكافحة الشغب
يشعر النظام المغربي بأنه محاصر، وهو بالفعل كذلك. إن هذه الموجات المتتالية من الاعتقالات والسجن ضد المناضلين اليساريين ليست دليلا على الثقة، بل إنها تعكس شعورا بالذعر من جانب أجهزة الدولة. وقد صرحت جريدة الأيام، خلال بداية هذه السنة، أن الحكومة المغربية قامت بشراء تجهيزات خاصة لمكافحة الشغب لتسليح شرطتها، من عند حكومة الاشتراكي الديمقراطي ثاباطيرو. يبدو أيضا أن المغرب موجود على رأس قائمة البلدان التي اشترت هذا النوع من التجهيزات من إسبانيا. بدون شك سوف تتوالى المزيد من الاعتقالات والمزيد من القمع والمزيد من الأحكام بالسجن. هذا هو السبب الذي يجعل من الضروري عدم توقف حركة التضامن الأممية عن الاحتجاج ضد هذا القمع. يجب في المقام الأول أن نجعل منظمات الطبقة العاملة والمجموعات اليسارية في العالم بأسره على علم بهذا القمع. آنذاك يتوجب بعث رسائل الاحتجاج إلى سفارات المملكة المغربية المتواجدة في بلدانكم (انظر قائمة بالعناوين هنا) مع بعث نسخة إلى contact@marxy.com وIn Defence of Marxism
عائلات المعتقلين تشكر الحملة الأممية للتضامن مع أبنائهم
عبرت عائلات المعتقلين السياسيين، في رسالة بعثتها إلينا، عن امتنانها لجميع الرفاق الذين استجابوا لندائنا.
« إثر الحملة التضامنية التي أعلنت عنها وخاضتها مختلف الهيئات والمنظمات الحقوقية والديمقراطية سواء بالمغرب أو خارجه [. . . ] تعرب عائلات هؤلاء المعتقلين عن تأثرها الكبير للمساندة الواسعة والتضامن الكبير مع أبنائها [. . . ] إن عائلات المعتقلين، إذ تشكر كل من يساندها في هذه المحنة، تجدد مطالبتها لجميع المنظمات الحقوقية والمناضلين والنقابيين وكافة مكونات المجتمع المدني، في العالم بأسره، بتكثيف حملة التضامن مع هؤلاء الشباب المعتقل ومساندتهم إلى حين فرض إطلاق سراحهم.»
لا تستهينوا بأهمية تضامنكم. جميع رسائلكم، حتى أبسطها، تشكل حافزا معنويا حقيقيا لتلك العائلات وهؤلاء المعتقلين. كما أنها مصدر إزعاج دائم للنظام.
فلتتوقف جميع الهجمات ضد حرية التعبير والتظاهر والتنظيم في المغرب!
أطلقوا سراح معتقلي فاتح ماي 2007 وجميع المعتقلين السياسيين فورا!
للمزيد من المعلومات يمكن الإطلاع على موقع التيار اليساري “النهج الديمقراطي: www.annahjaddimocrati.org”
عنوان النص بالإنجليزية:
Arrests of left activists go unabated in Morocco – Mood of the masses is changing