الرئيسية / الشرق الأوسط وشمال إفريقيا / شمال إفريقيا / المغرب / المغرب: مقتل المهاجر السنغالي في طنجة يكشف الوجه العنصري للنظام القائم

المغرب: مقتل المهاجر السنغالي في طنجة يكشف الوجه العنصري للنظام القائم

عند الأزمات وتفسخ الأنظمة، تظهر على السطح جميع الأمراض الاجتماعية التي كانت مستترة، ففي ليلة الجمعة 29 غشت 2014، قامت شرذمة من المجرمين العنصريين بمهاجمة منزل شباب سنغاليين وقاموا بذبح الشاب السنغالي ” بول ألفون” بطريقة وحشية، وجرح 14 مهاجرا آخر، في حي بوخالف بمدينة طنجة، مما فجر مواجهات بين هؤلاء الشباب المهاجرين وبين قوات القمع التي تدخلت لمنع وصول المحتجين إلى المستشفى حيث يرقد زميلهم.

وقد قامت السلطات المغربية عقب الحادث باعتقال حوالي 11 شخص من بينهم 09 سنغاليين على خلفية مقتل الشاب السنغالي، وإلقاء القبض على العشرات من المهاجرين من جنوب الصحراء ورحلت أزيد من 25 مهاجرا من الذين تعتبرهم في “وضعية غير قانونية”، في محاولة لإبعاد شهود العيان على الجريمة.

أدى هذا الهجوم الهمجي، من جانب شرذمة العنصريين المجرمين، إلى تأجيج مشاعر السخط الهائل لدى كل المهاجرين المقيمين بالمغرب وشرائح واسعة من المجتمع المغربي وقد ساهمت هذه الجريمة في إثارة الانتباه إلى الممارسات الهمجية العديدة التي تقوم بها بعض عصابات المجرمين العنصريين خلال السنوات الأخيرة الماضية في ظل الحكومة الأصولية. وأعرب هشام رشيد – المسؤول عن مجموعة مكافحة العنصرية للدفاع ومرافقة الأجانب والمهاجرين – السبت عن قلقه لأن هذه الصدامات تتكرر، ففي منتصف أغسطس/آب الماضي جرح خمسة أشخاص في صدامات مماثلة، على حد قوله. وفي نهاية 2013 قضى مهاجران من أصول أفريقية في ظروف غامضة، مما أثار احتجاجات في الحي.

وقبل سنة، في الرباط، قتل شاب سنغالي على يد مساعد سائق الحافلة التي كان من المفترض أن تقله إلى مدينة فاس، إذ وحسب محامية الضحية، فإن الضحية استقل الحافلة ووجد فتاة تجلس في الرقم المخصص لتذكرته، وعند احتجاجه بدأت تسبه وتنعته بأوصاف عنصرية ليتطور الشجار ويتدخل مساعد السائق الذي قام بطعن الشاب بسلاح أبيض فأرداه قتيلا.

إن النظام المغربي يستخدم قضية المهاجرين من جنوب الصحراء ورقة مساومة أو ورقة ضغط على دول المجموعة الأوروبية مقابل أن يعدّل الاتحاد الأوروبي من مواقفه اتجاه المغرب، مستفيدا من لعبه دور دركي يؤمن الحدود الجنوبية الأوروبية، فقد قام المغرب بالسماح للمئات من المهاجرين من اجتياز الحدود بين اسبانيا والمغرب كعقاب على الإجراء الذي تعرض له محمد السادس اثر توقيف يخته من طرف الحرس المدني الاسباني في المياه الإقليمية قرب مدينة سبتة.

ويتعرض العديد من المهاجرين، بشكل دائم وممنهج، للاعتداءات من طرف البوليس المغربي، خاصة أثناء عملية ترحيلهم، فقد ذكرت منظمة “هيومن رايتس ووتش” في تقريرها المنشور في مطلع سنة 2014 أن “الشرطة المغربية تستعمل القوة المفرطة ضد المهاجرين من بلدان جنوب الصحراء” وتقوم بـ”عمليات الإعادة والطرد بالقوة للمهاجرين دون أي إجراءات قانونية”، مستعملة “ممارسات عنيفة وغير إنسانية ومهينة تجاه المهاجرين من خلال ضربهم وسرقة حاجياتهم وتهديم ملاجئهم” .

إن النظام المغربي القائم هو المستفيد الوحيد من مثل هذه الجرائم، والذي يلعب في الكثير من الأحيان دور المحرض والمؤجج لخلق صراعات داخلية بين صفوف عموم الكادحين بناء على انتماءاتهم العرقية.

إن العمال المغاربة والشباب الثوري يجب أن يكونوا الحلفاء الحقيقيين للمهاجرين من جنوب الصحراء، الفارين إلى الضفة الأخرى هربا من البؤس والقهر، وهي نفس الأسباب التي تجعل أيضا مئات آلاف من المغاربة يفرون ويعرضون حياتهم للخطر. يجب أن يرتبط النضال من أجل حقوق المهاجرين بالنضال من أجل الحقوق الاجتماعية، وضد هذا النظام الرأسمالي الذي أصبح مرادفا للبؤس، الاضطهاد، الإذلال والظلم اليومي، والذي لن يتم القضاء عليه إلا بالتدخل المنظم للطبقة العاملة عبر قوتها الهائلة.

نحن في رابطة العمل الشيوعي، إذ نتقدم بأحر التعازي لأسرة الفقيد وعموم الطبقة العاملة السنغالية والطبقة العاملة المغربية والمهاجرين الجنوب صحراويين، نعبر عن تنديدنا الشديد بسياسة النظام القائم بالمغرب تجاه إخوتنا الطبقيين المهاجرين من جنوب الصحراء، رفاقنا في الفقر والاستغلال والنضال، والتي ليست سوى استمرار لنفس السياسة الرجعية التي يمارسها ضد الطبقة العاملة المغربية والشباب المغربي، كما نندد بعصابات المتاجرة في البشر وشرذمة العنصريين، المرتبطين بشكل أو بآخر بأجهزة الدولة وفكرها العنصري المقيت.

وندعو النقابات والجمعيات الحقوقية والتيارات والأحزاب اليسارية وعموم المناضلين التقدميين إلى إعلان التضامن الصريح مع رفاقنا وإخوتنا في الشقاء هؤلاء، وخوض نضال حازم ضد العنصرية بجميع أشكالها. كما ندعو الشباب المهاجرين والطلاب من جنوب الصحراء إلى الالتحاق بالنضالات التي تخوضها الطبقة العاملة المغربية والطلاب وعموم الكادحين (باعة متجولين ومعطلين، الخ)، فلن نخسر جميعا سوى قيودنا.

وباعتبارنا منظمة أممية فإننا ندعو المناضلين الماركسيين من بينهم والباحثين عن بديل ثوري، الذين يتفقون مع تصورنا، إلى الالتحاق بنا في رابطة العمل الشيوعي والتيار الماركسي الأممي، كمناضلات ومناضلين بحقوق كاملة وعلى قدم المساواة وبدون أي قيد أو شرط.

رابطة العمل الشيوعي
الأحد: 07 شتنبر 2014

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *