هذا المقال في الأصل عرض قدمه الرفاق من مصر في الجامعة الشيوعية الثورية 2024 “قوة الأفكار”. وفيه يقدمون منظورت الأوضاع في مصر من وجهة نظر الشيوعيين الثوريين، ويشرحون أسباب الأزمة الحالية وآفاق التطورات الثورية، بالإضافة إلى مهام الشيوعيين.
إن الصراع الطبقي في مصر يمر من مرحلة مختلفة تمامًا عما مضى، فبعد سنوات طويلة من انعدام الحركة والسكون المجتمعي وترسيخ دعائم الديكتاتورية العسكرية بالحديد والنار ها قد بدأنا نشهد عودة جديدة للصراع الطبقي والاحتجاجات الاجتماعية. تتجمع الآن غيوم العاصفة الثورية المستقبلية في مصر.
إن العشر سنوات الماضية كانت سنوات صعبة على الجماهير والطبقة العاملة وكان لها أثرها، ونستطيع أن نقول أنها ستكون عشرية مفصلية. يمر العمال والجماهير الآن من مدرسة الديكتاتورية العسكرية التي تعلمهم الكثير من الدروس حول طبيعة الدولة والجيش وغيرها من الدروس الهامة، وبمجرد ما أن تتحرك الجماهير في حركة ثورية أو شبه ثورية سوف تُسقط هذه الديكتاتورية العسكرية المقيتة، فنظام عبد الفتاح السيسي برغم قوته الظاهرية إلا إنه في الحقيقة نظام هش للغاية، ولا يُبقي نظامه قائمًا إلا بناء على العنف الفج وسلبية الجماهير المستمرة حتى الآن، ولكن التي يمكن أن تنتهي في أي لحظة.
بالمناسبة، إن النظام برمته في أزمة شرعية وليس عبد الفتاح السيسي فقط، حيث إن السياسة السلطوية البونابارتية لعبد الفتاح السيسي طوال العشر سنوات الماضية ورطت كل الطبقة السائدة ومؤسسات الدولة في الأزمة، ومن أكبر المتضررين هي المؤسسة العسكرية التي كانت خارج حدود النقد لعقود في مصر، التي أصبحت تنظر لها الجماهير أنها من الأسباب الرئيسية للأزمة. إن هذه الحقيقة وحدها ترعب مفكري رأس المال الجديين في مصر الذين يرون أنفسهم يخسرون صمام أمان نظامهم.
من أزمة إلى أزمة أعمق
وعلى الجانب الاقتصادي تحولت حياة الجماهير لجحيم حقيقي وصراع دائم من أجل لقمة العيش والبقاء على قيد الحياة، وأحدثكم الآن وقد ارتفعت أسعار المواد البترولية للمرة الثالثة العام الحالي، وسوف ترتفع ثلاث مرات أخرى في خلال السنة والنصف القادمين، مع انخفاض كبير في قيمة العملة “الجنيه” وبذلك ارتفاع موحش في الأسعار. إن معيشة العمال تعرضت لضربات قاسية من كل الجوانب، وشباب الطبقة الوسطى لا يحلمون إلا بشيء واحد: الهروب من البلاد، والمُفقرين يتركون ليئنوا في صمت. هذا هو واقع حياة الجماهير.
لقد كانت آثار الأزمة الاقتصادية عنيفة جدًا على الاقتصاد الرأسمالي المصري الهش، فكل ما حدث حرفيًا في العالم خلال الأربع سنوات الماضية أدى لتفاقم أزمة المعيشة في مصر بشكل مطرد: من الكورونا إلى الحرب الروسية الأوكرانية، ومن العدوان على غزة وصواريخ الحوثيين إلى احتمالية اندلاع صراع إقليمي مع ما يعنيه ذلك على الاقتصاد العالمي ليس فقط المصري، كان أول بوادر ذلك التأثر انخفاض عائدات قناة السويس أكثر من 70% حسب تصريحات مديرة صندوق النقد الدولي، نتيجة ضربات الحوثيين لسفن الشحن في مضيق باب المندب.
وقد بدأ من الآن النظام النفخ في مزمار التقشف أكثر من قبل وبدأوا يتحدثون عن “اقتصاد الحرب” بشكل صريح والإجراءات الصعبة وما إلى ذلك، والتي لا يعلم الجماهير كيف يمكن أن تكون أصعب من الوضع الحالي، ولكن هكذا هو النظام الرأسمالي الذي لا يوجد لأزمته قاع.
إن النظام حاول طوال العشر سنوات الماضية حل أزمته عن طريق الديون وتدخل الدولة بأموال الجماهير، أي إلقاء عبء الأزمة على كاهل الجماهير في كلتا الحالتين. والآن يسير في نفس الطريق ويعمل على تفادى خطر الإفلاس الآن عن طريق تجهيز الظروف لأزمة أعمق وأعمق، ومجددًا يحقن النظام الاقتصاد المصري بمزيد من “فودو” الديون وينفق أموالًا لا يملكها ويدفع الاقتصاد أبعد من حدوده بشكل مصطنع على أمل غيبي بتحسن الأمور بقدرة قادر في المستقبل، وهو بهذا يعمل على خلق تناقضات أكثر عمقًا وتدميرًا.
لقد وصلت الديون بالفعل إلى 160 مليار دولار، وأقساط الديون المطالب دفعها عام 2024 فقط هي 42.3 مليار دولار، كما تمثل فوائد الديون وحدها 33% من الموازنة العامة للعام المالي 2024/2025، وهذه أرقام كبيرة تلقي بثقلها على اقتصادنا الهش. من المفترض أن تسدد مصر كل عام مبلغًا يعادل 30% من ناتجها المحلي الإجمالي، أو 196% من ميزانية حكومتها!
وهذه الفجوة يعاد تمويلها من الجماهير مجددًا سواء بشكل مباشر أو غير مباشر: التقشف والاقتطاعات أو مزيد من الديون. هذا في ظل سير النظام العالمي بكامله نحو ركود جديد يمكن أن يبدأ في أي لحظة، وهو ما سيكون آثاره مدمرة على الجماهير المصرية. إنها حلقة مفرغة من الديون والتقشف والاقتطاعات، وانحدار هبوطي نحو القاع.
إن الاقتصاد الرأسمالي المصري بكامله يقع فريسة للقوى الإمبريالية التي استبدلت السيطرة العسكرية المباشرة بالديون الخارجية والتبادل التجاري غير المتكافئ والشركات متعددة الجنسيات والمؤسسات المالية الدولية، مثل صندوق النقد الدولي. والنظام القائم في مصر هو جزء من تلك السلسلة، بل وجزء أصيل من أوراق الإمبريالية للحفاظ على مصالحها في المنطقة. لذلك نحن نرى أنه لا إمكانية للتحرر من أشكال الاستعمار الجديدة “المالية” ومن نير الإمبريالية إلا بإسقاط النظام الرأسمالي التابع القائم في مصر عبر الثورة الاشتراكية.
العدوان على غزة
كما إن لاندلاع العدوان الصهيوني الإجرامي على غزة تأثير كبير على وعي الجماهير المصرية، فالجماهير المصرية مثل كل جماهير المنطقة متعاطفون بشكل غريزي مع إخوانهم وأخواتهم في فلسطين، وهم ينظرون بغضب إلى تواطؤ بل وخيانة النظام المصري أمام طلبات الولايات المتحدة وإسرائيل فيما يخص المعابر على سبيل المثال، حيث تحول لحرس حدود لإسرائيل يحاصر الفلسطينيين من أجلها. بالإضافة إلى الإهانة التي شعرت بها الجماهير وهي ترى الدبابات الإسرائيلية على الجانب الآخر لمعبر رفح، وهو ما مر دون أدنى رد فعل من النظام.
إن هناك غضب مكتوم يتراكم في مصر بسبب المجازر الصهيونية المستمرة في غزة، كما في كل مكان في العالم، ولكننا لا نعرف أبعاده بسبب الطبيعة القمعية للنظام، فمنذ اندلاع العدوان على غزة لم يتسامح النظام مطلقًا مع أي مظهر من مظاهر التضامن مع فلسطين، وما زال عشرات الشباب من الذين قبض عليهم في فعاليات تضامنية مع فلسطين في السجون حتى الآن، طبعًا بخلاف مئات وآلاف المعتقلين/ات السياسيين الآخرين. هذا بعدما خرجت عدة مظاهرات في بداية العدوان تهتف بسقوط النظام و”عيش حرية عدالة اجتماعية” بجانب هتافاتها ضد إسرائيل.
لقد تحولت الأحداث في فلسطين والاحتلال الإسرائيلي إلى نقطة مفصلية للجيل الشاب الجديد، تمامًا مثلما كانت الانتفاضة الثانية حدث مفصلي للجيل الشاب حينها الذي قاد ثورة 2011، وتمامًا مثلما حدث مع الانتفاضة الأولى 1987. ومجددًا يربط العمال والشباب في مصر بين ما يحدث في فلسطين وبين قمع النظام في الداخل. وهم مليئين بالغضب بسبب موقف النظام تجاه جرائم الصهاينة في غزة.
إن موقف النظام المصري -وكل أنظمة المنطقة- موقف مخزٍ ومشين، ولكن نشرت المجموعة الصحفية “صحيح مصر” يوم الأربعاء (30 أكتوبر) معلومات -لم يتم التأكد بعد من صحتها بشكل كامل- عن رسو سفينة ألمانية محملة بحاويات من القنابل والمتفجرات في ميناء الإسكندرية يوم 28 أكتوبر، هذا بعدما منعتها عدة بلدان دخول موانئها (سلوفينيا ومالطا وناميبيا وأنغولا)، لكي تنتقل بعدها إلى ميناء أشدود في إسرائيل. وقد نفى المتحدث العسكري صحة تلك الأخبار، وأن الجيش لا يشارك في “مساعدة إسرائيل في عملياتها العسكرية جملة وتفصيلاً”. وحتى الآن لا نعلم صحة هذه الواقعة من عدمها، وعلى الأغلب لن نعرف.
ولكن في اليوم التالي انتشر فيديو (السبت 2/11/2024) لسفينة حربية إسرائيلية تعبر قناة السويس وسط ذهول المصريين العاديين وسبهم للسفينة، وهو ما لم تستطع الدولة إنكاره هذه المرة وتحججت باتفاقيات حرية الملاحة. فأي خزي وأي عار سوف يلاحق الديكتاتورية العسكرية الحقيرة التي تحكم مصر الآن!
إن هذا يجعل النظام المصري والرأسمالية المصرية مشاركين بشكل فعال في المجزرة الصهيونية والإبادة الجماعية في حق الشعب الفلسطيني في غزة والعدوان الصهيوني على لبنان، ليسوا فقط متواطئين بالحصار والتخاذل كما كانوا من قبل طوال تاريخهم.
وهذا يثبت أن الطبقات الرأسمالية السائدة في المنطقة وأنظمتها الديكتاتورية الحاكمة يقفون في صف الدولة الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني مهما أظهروا عكس ذلك، وأنه عندما سوف تتعرض سلطتهم وأنظمتهم لخطر الثورة فإنهم لن يترددوا في طلب المساعدة من الدولة الصهيونية، ومن خلفها الإمبريالية بالطبع. كما يؤكد ذلك على أن أنظمة المنطقة المختلفة، وفي مقدمتهم النظام المصري، ليسوا سوى أنظمة تابعة للإمبريالية الأمريكية والصهيونية وأدوات لهم. وإن إسقاط تلك الأنظمة هي الخطوة الأولى والأساسية لتحرير فلسطين وإسقاط الدولة الصهيونية.
إرهاصات عودة الصراع الطبقي
لقد شنت الديكتاتورية العسكرية هجمات طبقية شرسة على مستويات معيشة الطبقة العاملة والجماهير، وعملت بشكل دؤوب على تحميل ثقل الأزمة على أكتاف العمال، وفي نفس وقت كون الرأسماليين ثروات فاحشة من الأزمة وبسببها. لقد تحولت حياة الجماهير لصراع دائم من أجل لقمة العيش، ووصل الفقر إلى مستويات غير مسبوقة يمكن ملامستها في حياة الجماهير، لدرجة أن الدولة حجبت الأرقام الرسمية عن الفقر منذ 2019.
لقد استغل النظام الهزيمة الثقيلة لثورة 2011-13 لكي يعيد هيمنة رأس المال على المجتمع بالقوة الجبرية، بعد أن تهددت هيمنته في الثورة، واستخدم في ذلك أقسى أنواع القمع والبطش.
وفي نفس الوقت نشهد حاليًا إفاقة جزئية للصراع الطبقي، فالعديد من العمال/ات في العديد من المصانع والشركات يخوضون نضالات بطولية من أجل تحديد الحد الأدنى للأجور، أو بمعنى أصح من أجل تطبيق الحد الأدنى للأجور المقرر حديثًا الذي لم يتم تطبيقه بشكل حقيقي حتى الآن.
ولعل أبرز الأمثلة هي إضراب عمال/ات المحلة وإضراب عمال/ات وبريات سمنود، ففي هذين المصنعين -وغيرهم- خاضت الطبقة العاملة معركة طبقية حقيقية تعرضت فيها لقمع الدولة واعتقال عشرات العمال، كما تعرضت للخيانة من الاتحاد النقابي الرسمي الذي وقف في صف الدولة ورجال الأعمال، بل وأيضًا تعرضوا لخيانة أعضاء مجلس النواب الذي عملوا مرسالًا لضباط الأمن الوطني وهددوا العمال.
لقد نجح عمال/ات المحلة في انتزاع بعض مطالبهم، ولم ينجح عمال/ات وبريات سمنود، ولكن بدأت سيرورة النضال التي سوف تسير بوتيرة تخف وتصعد، وستراكم في غمارها الطبقة العاملة الدروس اللازمة. فكل التحية لعمال وعاملات مصر الذين يتقدمون الصفوف الأولى في مواجهة الديكتاتورية العسكرية وفي الدفاع عن مستويات معيشة الجماهير.
إن الموجة الأخير من النضال الطبقي، التي يبدو أنها لم تنته بعد، علامة واضحة على بداية استيقاظ الطبقة العاملة، حيث لم تترك الأزمة ووطأتها القاسية خيار آخر أمام الجماهير إلا النهوض للنضال. لكن الهزيمة أنست الطبقة العاملة العديد من الدروس الهامة، ولكنها سوف تعود لتتعلمها في غمرة النضال بسرعة، بل وسوف تتفوق على معارك الماضي.
من المؤكد إن تلك الموجة سوف تتكرر في المستقبل القريب مرات ومرات، حيث إن أي تنازل من الدولة أو الرأسماليين للطبقة العاملة سوف يأكله التضخم وتدني مستويات المعيشة، هذا إن تم تقديمه أصلًا، وعلى هذا فسوف تتكرر تلك الموجة النضالية التي لم تنته بعد. وهذه هي طبيعة النظام الرأسمالي في مرحلة أزمته، الذي لا يستطيع في ظلها أن يقدم تنازلات حقيقية وجدية ودائمة أو حتى طويلة ومتوسطة الأمد للجماهير، وأي شيء سوف تُجبر الطبقة السائدة على تقديمه باليمين سوف تعمل على استرداده أضعافًا باليسار.
وهذا في نفس الوقت هو سبب فشل وإفلاس التيارات الإصلاحية، اليمينية منها واليسارية، في تقديم أي حل حقيقي وملموس لمشاكل الجماهير في أي مكان في العالم. إن هناك فراغ كبير في المعارضة بشكل عام واليسار بشكل خاص في مصر، وفقدت كل أحزاب المعارضة التقليدية مصداقيتها في أعين الجماهير.
من أجل منظمة شيوعية ثورية!
للأسف وضعنا يمنعنا من الانخراط في تلك الموجة والاستفادة من فراغ المعارضة، فنحن ما زلنا أضعف بكثير من أن نكون قادرين على ذلك، ولكننا نراقب ونحلل أوضاع ونضالات طبقتنا العاملة. ولحسن الحظ ما زال أمامنا وقت للتجهز، ولكن ليس كل الوقت. فصحيح إننا الآن لسنا في مرحلة ثورية أو شبه ثورية في مصر لكن هذا يمكن أن يتغير بين يوم وليلة، ويجب أن نتحلى بحس الاستعجال بجانب حس النسبية.
إن الشيوعيين الثوريين في مصر ما يزالون قوة صغيرة جدًا ومبعثرة على هامش الحركة العمالية والجماهيرية، وقمع الديكتاتورية العسكرية الفج يمنعنا من التواصل مع الطبقة العاملة والشباب الثوري بشكل مباشر. وما زالت النظرية الماركسية الصحيحة قليلة الانتشار مع أنها هي الوحيدة القادرة على توفير حل حقيقي لمشاكل الطبقة العاملة والجماهير. هذا هو التناقض الذي نعمل من أجل حله.
إن حجر زاوية البناء بالنسبة لنا: الأفكار والنظرية والمنظورات. بدون النظرية الماركسية نحن لا شيء، وبالنظرية الماركسية نحن كل شيء. صحيح أننا معزولين عن الطبقة العاملة والجماهير حاليًا لكن هذا سوف يتغير في المستقبل بأيدي الطبقة العاملة والجماهير أنفسهم. يجب أن نستغل الفترة الحالية لدراسة النظرية الماركسية وخبرة الطبقة العاملة العالمية، بدراسة أعمال المفكرين الماركسيين العظام أنفسهم: ماركس وأنجلز ولينين وتروتسكي وتيد غرانت وغيرهم، هذا بجانب الوصول بأقصى قدر ممكن لأفضل العناصر بين العمال والشباب الثوري.
فإن مهمتنا الآن ليست كسب الجماهير بأية حال من الأحوال، ليس لأننا لا نريد ذلك بل لأن قوانا أضعف بكثير من ذلك الهدف الكبير جدًا. إن مهمتنا بالتحديد هي: الاستعداد للتوجه للجماهير في المستقبل، وهذا عن طريق بناء منظمة شيوعية ثورية مكونة من كوادر ماركسية مدربة ومحترفة، أي إن مهمتنا هي البدء في بناء القيادة الثورية التي تستحقها الطبقة العاملة المصرية العظيمة.
إن هذه ليست مهمة سهلة إطلاقًا، إننا لا نعد أنفسنا ومن سينضم إلينا بالراحة والامتيازات، بل بالعمل والعمل والمزيد من العمل، بـ”العرق والتضحيات” كما قال لينين.
إن النظام الرأسمالي في مصر والعالم الآن دخل في طريق مسدود ويعيش فترة احتضار عنيفة، ولكن هذه الجثة الرأسمالية النتنة ترفض أن تموت بسلام وتفضل أن يُضحى من أجلها بمئات وآلاف البشر يوميًا فقط من أجل تظل في حالتها المزرية. فالرأسماليين والمتحدثين بلسانهم والمدافعين عنهم سواء بالسلاح أو الكلمة لم يعودوا حتى يعدوا الجماهير بمستقبل مشرق بل أقصى وعودهم حماسة هو بقاء الحال على ما هو عليه، ودائمًا ما يفشلون في ذلك أيضًا.
فكما تقول الآية: “الشيطان يعدكم الفقر”، وشيطان العصر الحديث الرأسمالي في مرحلة احتضاره لا يعدنا فقط الفقر بل والجوع والحروب والقمع والاضطهاد، أي لا يعدنا إلا الهمجية. فكما قالت روزا لوكمسبورغ: إما الاشتراكية أو الهمجية، هذا هو بالفعل الخيار المطروح أمامنا. ليس هناك ما هو أهم من ذلك النضال يستحق أن نهب له حياتنا، وندعو كل الشيوعيين/ات والثوريين/ات للانضمام إلينا في إنجاز هذه المهمة التي يتوقف عليها مصير البشرية.
الحرية للمعتقلين السياسيين!
تسقط الديكتاتورية العسكرية الحاكمة!
تسقط الرأسمالية!
من أجل منظمة شيوعية ثورية!
انضموا إلى الأممية الشيوعية الثورية!
النداء الاشتراكي – مصر
25 نوفمبر/تشرين الثاني 2024