خلال هذه السنة شارك مناضلو رابطة العمل الشيوعي (رعش) والتيار الطلابي التوجه القاعدي، في تخليد يوم فاتح ماي إلى جانب عمال الاتحاد المغربي للشغل. كانت مظاهرات هذه السنة أكبر من مثيلاتها خلال السنة الماضية كما أن الجو السائد فيها كان أكثر كفاحية.
خرج حوالي خمسة عشر من رفاقنا حاملين لافتة كبيرة إضافة إلى الأعلام والملصقات. كانت الشعارات والأغاني الثورية التي أنشدناها موجهة ضد الرأسمالية والاستغلال والإمبريالية. كما عبرت عن تضامننا العميق مع عمال العالم بأسره، وخاصة مع نضالات الجماهير في فلسطين والعراق وفنزويلا.
وزع تيارنا الطلابي: التوجه القاعدي، بيانا سياسيا شرح فيه أنه يشكل الخط البروليتاري داخل الحركة الطلابية وأنه عضو في التيار الماركسي بالمغرب: رابطة العمل الشيوعي. وقد وزعنا حوالي 200 نسخة من هذا البيان. وفي ختام المظاهرة عملنا على قراءته أمام حوالي 150 من العمال والطلبة.
لقد وصل الحماس الذي أثاره هذا البيان درجة جعلت هؤلاء العمال والطلاب المائة والخمسين يصفقون بحرارة للرفيق الذي تلاه. كما قام بعضهم بتهنئة رفاقنا الطلاب على ما اعتبروه دليلا على الشجاعة. والسبب وراء ذلك كان هو أن البيان يدعوا إلى الإسقاط الثوري للدكتاتورية وإلى التضامن ليس فقط مع الجماهير المغربية، بل أيضا مع الشعب في الصحراء الغربية!
وفي النهاية طلب أحد صحفيي جريدة النهار رقم هاتف الرفيق الذي تلا البيان كما عمل أحد أصحاب المدونات الالكترونية على إجراء حوار صحفي معه. يمكنكم أن تتخيلوا معنويات الرفاق بعد كل هذا النجاح: لقد لامست السماء!
نفس المزاج الكفاحي ساد أيضا مظاهرة نقابة عمالية أخرى، الكنفدرالية الديمقراطية للشغل. ويرجع هذا أساسا إلى اتخاذ النقابة المذكورة لقرار انسحاب أعضائها من “الغرفة الثانية” للبرلمان والدعوة إلى خوض إضراب عام يوم 21 ماي. كان الشعار الرئيسي الذي رفع خلال المظاهرة هو: “هذا صوت القواعد: التصعيد التصعيد!”، إضافة إلى شعار آخر: “سوا اليوم سوا غدا، الإضراب العام ولا بد!” (سواء اليوم أو غدا، لا بد من الإضراب العام). كما رفعت العديد من الشعارات الأخرى ضد غلاء المعيشة والاستغلال والخصخصة وضد احتلال فلسطين والعراق.
كانت قوات البوليس حاضرة طبعا، لكن كان من الواضح أنها تلقت تعليمات بعدم استفزاز الجماهير في ظل هذا الجو المكهرب.
أنظر بقية الصور
أنظر الترجمة الإنجليزية للنص: