اليوم، 01 أبريل، افتتح المؤتمر السنوي السابع والعشرون للتيار الماركسي الكفاح، فرع التيار الماركسي الأممي في باكستان، أشغاله مرة أخرى في قاعة إقبال التي تبلغ سعتها 2000 شخص، بوسط لاهور. وقد استمرت عملية قدوم المندوبين إلى المؤتمر كل اليوم السابق وجزء من الليل.
جاء الرفاق من جميع أنحاء باكستان، من جميع الجهات والأقاليم، عمال ونقابيون وفلاحون وشباب. جميع القوميات والمجموعات الإثنية التي تعيش في هذا البلد الشاسع كانت ممثلة في المؤتمر، من أماكن بعيدة مثل كويتا ببالوشيستان، وكاراتشي بالسند، إلى المناطق القبلية في بيختونخوا (المعروفة بمنطقة الحدود الشمالية الغربية)، ومن كشمير وطبعا من المدن الرئيسية للبنجاب أيضا.
جاء خمسون رفيقا من بالوشيستان، حيث تضم منظمة الكفاح الآن أكثر من 200 عضو، متمركزين أساسا في كويتا. تشهد هذه منطقة في الوقت الحالي حربا بالوكالة بين الصين والولايات المتحدة والتي تتعلق بمشروع لخط أنابيب النفط التي يريد الصينيون جلبه من إيران عبر تلك المنطقة. لقد توجب على الرفاق القادمين من كويتا أن يسافروا طيلة 36 ساعة بالقطار من أجل الالتحاق بالمؤتمر.
وصل ستون رفيقا من كاراتشي. مؤخرا نظم الرفاق في كاراتشي مؤتمرهم الجهوي، حيث شارك حوالي 350 مناضل، الشيء الذي يعتبر أكبر تجمع للماركسيين في هذه المدينة على الإطلاق. هنا أيضا كانت الرحلة طويلة، حيث استغرقت 30 ساعة. لقد مر الرفاق من كاراتشي مؤخرا بمرحلة عمل كثيف، تضمن الحملة الانتخابية التي ترشح فيها الرفيق رياض ليند عن حزب الشعب الباكستاني، مدافعا عن برنامج اشتراكي ثوري. يمتلك الماركسيون في مصنع الصلب بكاراتشي وحده، 23 مناضلا نشيطا وعموما لديهم لائحة طويلة من العلاقات تضم ما بين 700 و800 التي أقاموها خلال المرحلة الأخيرة.
جاء 150 رفيقا من منطقة السند المعروفة بالسند الداخلية، بما في ذلك بلدة حيدر أباد،. وحضر 65 رفيقا من السند الشمالية والبنجاب الجنوبية، بينما قدم مابين 50 إلى 60 رفيقا من مولتان، و200 من جامبور وكوتادو [البنجاب الجنوبية]، وما يقارب 300 رفيق من البنجاب الوسطى وأكثر من 150 رفيقا من البنجاب الشمالية/ منطقة إسلام أباد.
صارت كشمير الجهة الأكبر من حيث عدد المناضلين بما يقارب 500 عضو الآن وقد كان الهدف هو جلب 600 رفيق (بما في ذلك المتعاطفين) إلى المؤتمر. لقد قطع الرفاق كل منطقة كشمير قادمين من الجبال وتجمعوا للمجيء معا على مثن قطار خاص. تشكل بشتونكوا منطقة جديدة نسبيا لنشاط الرفاق، حيث يعود تاريخ التحاق أوائل الرفاق بالتيار إلى ثلاثة سنوات فقط. وقد صار لديهم الآن أكثر من 400 عضو، حضر 200 منهم إلى المؤتمر.
تم تسجيل حضور ما مجموعه 1962 رفيق إلى المؤتمر، الشيء الذي يعتبر إنجازا مدهشا بالنظر إلى الارتفاع الهائل في التكاليف مقارنة مع السنة الماضية. تكلفة النقل تضاعفت مرتين، بينما ارتفعت أسعار السلع بثلاثة مرات. ألقى هذا الواقع بثقل هائل على كاهل الرفاق وقد صعب على بعض الرفاق إيجاد المال للمجيء. تم التعويض عن هذا جزئيا من خلال تنظيم العديد من المؤتمرات والتجمعات الجهوية الناجحة جدا. فإضافة إلى مؤتمر كاراتشي، كانت هناك مؤتمرات أخرى في السند والبنجاب الجنوبية ود، ج خان، وروالبيندي وكشمير وغيرها. وبسبب قصر الوقت الفاصل بين انتهاء الحملة الانتخابية وبين المؤتمر نفسه فإنه تم نقاش وثائق المؤتمر في الفروع، لكنه لم يكن من الممكن تنظيم أي لقاء جهوي. بعد المؤتمر ستعمل هذه المناطق على تنظيم تجمعات جهوية.
حضر المؤتمر رفيقان من السويد واللذان حصلا على امتياز السفر على متن القطار القادم من إسلام أباد، وهو القطار الذي كان مزينا بالأعلام واللافتات الحمراء وكان الرفاق ينشدون الشعارات والأغاني الثورية.
مرة أخرى، وكما السنة الماضية، كانت هناك تمثيلية هامة من الهند، ضمت أعضاء من لوك صابها (الغرفة الثانية للبرلمان الهندي) من كشمير الرفيق أ. ر. شاهين حيث بدأ نفوذ التيار يحقق تطورا مستمرا وبدأ المزيد من المناضلين اليساريين هناك يظهرون اهتماما كبيرا بأن يبنوا في الهند ما تمكنا من بنائه في باكستان.
كان تنظيم المؤتمر ممتازا واحترافيا. تمت صياغة ثلاثة وثائق رئيسية باللغة الأردية: وثيقة منظورات عالمية، وثيقة منظورات باكستانية ووثيقة التقرير التنظيمي. وقد وزعت ثلاثة آلاف نسخة من كل وثيقة في كل الفروع في البلد قبل المؤتمر من أجل نقاشها.
كان من الضروري هذه السنة إعطاء مسألة الأمن أهمية كبرى، بالنظر إلى الأحداث الأخيرة التي ضربت باكستان. في الماضي كانت لاهور آمنة من الهجمات التفجيرية، لكنها تعرضت هذه السنة لعدة هجمات. تم تفتيش الجميع أثناء الدخول إلى قاعة المؤتمر. أعطيت لهم أوراق الاعتماد وأخذت تواقيعهم وتم تسجيلهم والتأكد منهم من طرف أمناء الفروع التي ينتمون إليها. كما قدمت للرفاق لائحة بالقوانين والتعليمات التي يتوجب على الجميع الالتزام بها. ينبغي في هذا السياق أن نوجه شكرا خاصا للرفاق المكلفين بالأمن الذين قاموا بمهمتهم بجدية مطلقة.
مع حلول الساعة التاسعة والنصف، كان أغلب الرفاق حاضرين في القاعة ومستعدين لبدأ الأشغال. هذه السنة، وبسبب الإجراءات الأمنية الصارمة، تطلب دخول الرفاق إلى القاعة وقتا أطول.
قبل الافتتاح الرسمي للمؤتمر استدعي العديد من الرفاق إلى المنصة من أجل إلقاء أشعار ثورية وإنشاد أغاني ثورية. من بين هؤلاء الرفاق كانت هناك رفيقة شابة من بالوشيستان، والتي ألقت قصيدة حول “ثوري في هذا المجتمع”. يعتبر هذا أمرا استثنائيا إذا ما أخذنا في الاعتبار طبيعة المنطقة التي قدمت منها، حيث لا يزال اضطهاد النساء مسألة حاضرة بشكل خطير جدا.
بعد ذلك ألقى الرفيق باراس، السكرتير الإقليمي لفرع البنجاب، خطابا حيث أُهْدِىَ المؤتمر إلى تيد غرانت، الذي كرس كل حياته للدفاع عن الأفكار الاشتراكية الأصيلة. لقد أُهْدِىَ المؤتمر إلى تيد غرانت وإلى والدور الذي لعبه في بناء التيار الماركسي الأممي. وقد تم التركيز بشكل خاص على دوره في الدفاع عن الأفكار الماركسية الأساسية خلال مرحلة كانت الموضة خلالها ليس “مراجعة” الماركسية فقط، بل التخلي عنها كليا. من المعروف أنه لولا تيد غرانت لما كانت لهذه المنظمة أن تكون موجودة اليوم.
افتتح الرفيق منصور، النائب البرلماني السابق من كاسور، الدورة الصباحية بتقديم الضيوف الأمميين، من السويد (توماس ولينوس)، والهند (أ. ر. شاهين) وممثل القيادة الأممية، التيار الماركسي الأممي، فريد ويستون. تلا ذلك خطاب موجز ألقاه الرفيق لال خان، الذي قدم الرفاق الثلاثة الذين تقدموا كمرشحين خلال الانتخابات الأخيرة، الرفيق منصور، الرفيق رياض ليند والرفيق علي وزير.
عندما صعد الرفيق رياض ليند إلى المنصة وقف المؤتمرون وانطلقت موجة عارمة من التصفيق. كان هذا اعترافا له بالحملة الشجاعة التي خاضها في كاراتشي في مواجهة أحد أخطر العصابات السياسية في باكستان. تعرض خلال الحملة لإطلاق النار وقد شرح في خطابه أننا مستعدون للنضال حتى النهاية، وبأننا خاطرنا بفقدان بعض الرفاق في تلك الحملة بسبب هؤلاء المجرمين. وفي الخلاصة شرح أننا ناضلنا خلال الحملة الانتخابية من أجل الاشتراكية وليس من أجل المقاعد.
تلا ذلك خطاب الرفيق علي وزير، أحد الرفاق الذين ترشحوا للانتخابات الأخيرة. الإقليم الذي ترشح فيه هو جنوب وزيرستان (وانا)، التي هي منطقة قبلية، وقد دخل في مواجهة مباشرة مع طالبان. شرح أننا “دافعنا خلال الانتخابات عن أفكار الرفيق تيد غرانت”. وقد تم اتهامه خلال الحملة الانتخابية بكونه شيوعيا. وقد رد على ذلك قائلا: « إذا كان الدفاع عن مصالح العمال يعني أنني شيوعي، فإنني أعترف بكوني شيوعيا». وأضاف: « لقد ناضلنا في وسط أراضي طالبان. هم يمتلكون المال ولديهم المرتزقة، لكننا نمتلك الأفكار وسنناضل ضدهم وسوف ننتصر. سوف نهزمهم». بعد ذلك تكلم رفيق آخر من نفس المنطقة، الرفيق أنور زايب، وأشار إلى كيف تم تنظيم الحملة في وزيرستان.
بعد هذا افتتحت الدورة الرئيسية الأولى والتي خصصت للمنظورات العالمية، والتي سيرها الرفيق فريد ويستون، الذي قال:
« كان مؤتمر السنة الماضية حدثا هاما وقد أثار حماس جميع الرفاق في التيار الماركسي الأممي. جميع رفاق الأممية يتابعون باهتمام التطورات التي تحدث في باكستان، لا سواء من وجهة النظر الموضوعية ولا من وجهة نظر تطور الفرع الباكستاني أيضا. آخر مرة حضرت فيها مؤتمرا في باكستان كانت بالضبط قبل عشرة سنوات، سنة 1998. أستطيع أن أتذكر كم أعجبت بعمل الماركسيين الباكستانيين. آنذاك نظمنا مؤتمرنا في قاعة مكتبة جناح، التي كانت تضم 240 مقعدا. وها أنا الآن أقف أمام حوالي عشرة أضعاف ذلك العدد. لقد قطعنا طريقا طويلا أيها الرفاق!
« لا يثير قلقي سوى مسألة أين سنجد قاعة كبيرة بما يكفي لضم الخمسة آلاف والعشرة آلاف مناضل الذين سنضمهم خلال المرحلة المقبلة؟ ومن أين سنحصل على القدور والمقالي والصحون التي ستكفي للاهتمام بكل تلك الأعداد؟
« كل الأممية تعترف بالعمل الجبار الذي تنجزونه في ظل ظروف جد صعبة وتحيي كل واحد منكم. إن نجاحكم هو نجاح جميع رفاقنا، من كندا إلى الأرجنتين، ومن بريطانيا إلى نيجيريا، ومن السويد إلى أستراليا ونيوزيلندا، ومن جميع الفروع والمجموعات التي تمكنا من بنائها عبر العالم.»
بعد ذلك شرع في تلخيص الوضع العالمي، شرح أن المرحلة التي نعيشها هي أكثر المراحل اضطرابا في التاريخ. وتؤكد باكستان هذه الحقيقة من خلال الأحداث الدرامية التي وقعت أثناء الأشهر القليلة الماضية، ابتداء من المسيرة الحاشدة التي ضمت مليونا متظاهر للترحيب ببينازير بوتو إلى الاحتجاجات التي تلت اغتيالها. أكد على جدية الأزمة الاقتصادية التي تتطور في العالم بأسره وكيف سيؤثر هذا على الوضع في باكستان. عمل أيضا على إبراز الاستقطاب الهائل الذي يتطور بين الطبقات، والذي يوجد في مركز الوضع العالمي المضطرب الحالي. هناك تراكم لثروة هائلة في جانب وللفقر المدقع في الجانب الآخر.
أنهى خطابه بالتطرق مرة أخرى لمسألة دور الفرع الباكستاني والمهام المطروحة على كاهل الرفاق في بناء تيار ماركسي قوي منغرس داخل الحركة العمالية، كجزء من التيار الأممي في جميع البلدان. استقبل هذا الخطاب بترحيب حار من طرف جميع الرفاق.
تلت ذلك دورة لطرح الأسئلة والمداخلات. طرحت العديد من الأسئلة، وقد تنوعت من السؤال عن دور النقابات، وموقع حزب الشعب الباكستاني في الحكومة والوضع في كل من إيران والعراق. طرح أحد الرفاق سؤالا حول ماذا ستصبح عليه السياسة الخارجية للإدارة الأمريكية بعد الانتخابات الرئاسية المقبلة. وأثار رفيق آخر مسألة دور الصين. سأل أحد الرفاق عن احتمالات حدوث حرب عالمية خلال المرحلة المقبلة، وطرح آخر سؤالا حول موقف الشيوعيين من المشاعر الدينية لدى الأفراد.
في رده على هذه الأسئلة، حاول الرفيق فريد ويستون أن يجيب عنها كلها في الوقت الضيق المتوفر. وفي سياق رده على سؤال أحد الرفاق أشار إلى أن ثورة اشتراكية ناجحة في باكستان سوف يتوجب عليها أن تمتد إلى البلدان المجاورة. أما إذا تعرضت لعزلة طويلة فإنها سوف تنتهي في أفضل الأحوال مثل روسيا الستالينية أو الصين الماوية. وهذا هو السبب الذي يجعل من الهام جدا بناء حركة أممية.
شرح قائلا:
« لا يمكن لباكستان أن تعزل نفسها عن تأثير السوق العالمية. إذا كانت الصين القوية قد انتهت بالاندماج في السوق العالمية، كيف يمكن لباكستان أن تقاوم ذلك؟ الاشتراكية في بلد واحد مسألة مستحيلة. كيف بإمكانها أن تكون ممكنة في باكستان، إذا كانت مستحيلة في الاتحاد السوفييتي والصين؟»
تطرق لمسألة النقابات قائلا:
« نحن نرحب بإعلان حكومة غيلاني عن رفع الحظر على النقابات. لكننا نفهم أيضا أن وجود النقابات ليس كافيا. التناقض الرئيسي خلال هذه المرحلة موجود بين رغبة العمال في النضال وبين القيادة المتعفنة للحركة العمالية، المستعدة دوما للمساومة. يتوجب علينا أن نناضل داخل النقابات من أجل كسبها إلى برنامج ثوري.»
وقد أنهى خطابه بشرح أن: « الفرصة الرائعة التي تنفتح الآن داخل صفوف حزب الشعب الباكستاني والحركة العمالية من أجل بناء تيار ماركسي قوي كخطوة في اتجاه ذلك اليوم الذي سيكون فيه عمال باكستان قادرين أخيرا على أخذ زمام المجتمع وتسييره لمصلحتهم.» وهو ما تم استقباله بتصفيق حماسي وبرفع شعارات ثورية، لتتوقف الأشغال خلال استراحة الغذاء.
بعد استراحة الغذاء تحدث الرفيق منصور أحمد عن المسألة القومية. لقد تعرض الأصوليون الإسلاميون لهزيمة نكراء خلال الانتخابات الأخيرة. والآن كل الأنظار مركزة على الحكومة الائتلافية التي تم تشكيلها، وشرح قائلا: بما أنها ستفشل في حل أي من المشاكل الملحة التي تواجه البلد، فإنه من الممكن أن تلعب الطبقة السائدة بورقة المسألة القومية. هناك منذ الآن مؤشرات على أنها صارت مستعدة لتشجيع المواجهات الإثنية ويجب عل الماركسيين أن يستعدوا لهذا وأن يتدخلوا في الحركة ويقدموا بديلا طبقيا.
قدم أيضا تحليلا تاريخيا للمسألة القومية وأثارها على باكستان والهند، وشرح أن التقسيم الذي فرض على شعوب شبه القارة الهندية كان جريمة ولم يكن له أي مضمون تقدمي على الإطلاق. لكنه أضاف أن تصاعد النضال الطبقي يدفع مختلف القوميات إلى الاتحاد مع بعضها البعض رغم الانقسامات الإثنية.
وفي إشارة إلى الرفاق الموجودين في القاعة، قال أنه بمجرد ما يلتحق أي رفيق بالتيار الماركسي، فإنه يصبح عضوا في الطبقة العاملة الأممية، مهما كانت الأصول القومية التي ينحدر منها. شرح أنه يوجد في القاعة رفاق من مختلف القوميات والديانات وحدوا قواهم بشكل طوعي و”كسروا الأغلال التي كانت تقيدهم.”
وبمجرد انتهائه من إلقاء كلمته انخرط المؤتمرون مرة أخرى في رفع الشعارات. وقد رفعوا هذه المرة شعارات: “الثورة، الثورة، الثورة الاشتراكية” و”لا حروب قومية، لا حروب دينية، بل حرب طبقية!”
تلت ذلك مجموعة من المداخلات الهامة جدا من جانب الرفيق عادل من كشمير، والرفيق أنور بانوار، العضو القيادي من السند، والرفيق حميد خان من بالوشيستان. عندها ختم الرفيق منصور بخطاب أكثر حماسة، وهو ما استقبله جميع الرفاق الحاضرين بترحيب حار.
بعد ذلك انقسم المؤتمر إلى ثلاثة ورشات، ورشة حول العمل النقابي، وأخرى حول العمل بين الشباب والثالثة حول العمل النسائي. غدا [02 أبريل] ستبدأ الأشغال بعرض حول منظورات باكستانية، وهو ما سوف نورد عنه تقريرا فيما بعد.
لكن وقبل أن نختم نعتقد أنه من الهام أن نورد مختلف القطاعات الصناعية والمهن التي ينحدر منها الرفاق. كان هناك رفاق من القطاعات التالية:
الشركة الباكستانية للاتصالات (PTCL). مصلحة التنمية المائية والطاقية (WAPDA). عمال البريد. نقابة معلمي الأقاليم وكشمير. عمال قطاع الصحة. الخطوط الجوية الباكستانية. مصنع الصلب. صناعة النسيج. صناعة الجلد. الأبناك. وكالة الماء والتطهير السائل (WASA). السكك الحديدية. محطة الكهرباء كوت أدو المحدودة (KAPCO). شركة كراتشي للتزويد بالكهرباء (KESC). مصنع سيد باهي (لاهور). مصلحة الطيران المدني. عمال البلديات من مختلف المناطق. شركة تريت. عمال محكمة جامشورو. نقابة الصحفيين. الطرق السيارة الوطنية. يونيليفر، أسمدة فوجي. نقابة مصلحة الضرائب. قسم الشرطة.
العمل بين الطلاب بدوره امتد في كل أرجاء البلد. وقد حضر المؤتمر رفاق من الجامعات والكليات التالية: جامعة بالوشيستان (كويتا)، جامعة كاراتشي (كاراتشي)، الجامعة الأردية الاتحادية (كاراتشي)، جامعة السند (جامشورو)، جامعة لياقات للطب (جامشورو)، جامعة شاه لطيف (خيربور)، الجامعة الإسلامية (باهاوالبور)، جامعة BZU (مولتان)، جامعة البنجاب (لاهور)، جامعة لاهور لعلوم الإدارة، جامعة البنجاب الوسطى (لاهور)، جامعة الزراعة (فيصل أباد)، جامعة إسلام أباد الأردية الاتحادية، الجامعة الوطنية للغات الحديثة (إسلام أباد)، جامعة كواي-د-إ- عزام (إسلام أباد)، جامعة الزراعة البورية (روالبيندي)، كلية أيوب للطب (أبوتباد)، الجامعة الإسلامية (بيشاور)، جامعة جومال د- إ- خان، جامعة ملكند (ملكند)، جامعة AJK (مظفر أباد)، كلية الملك إدوارد للطب (لاهور)، كلية نيشتر للطب (مولتان)، الجامعة الحكومية (لاهور)، جامعة كومسات (أبوتباد).
تبين هذه اللائحة المثيرة للإعجاب أن التيار الماركسي قد غرس جذورا عميقة بين صفوف كل من الطبقة العاملة والشباب، مما يضعه في موقع استراتيجي للتدخل في الأحداث الدرامية التي ستنفتح خلال المرحلة المقبلة.
اليوم الثاني
عرف اليوم الثاني للمؤتمر حضور أكثر من 2000 مندوب وعضو وضيف. لم يكن الحماس الذي ساد اليوم الأول شيئا مقارنة مع الحماس الذي ساد خلال اليوم الثاني. أظهرت النقاشات التي دارت مستوى استيعاب عال للمهام المطروحة. وقد بين العمال والشباب الذين تدخلوا أن التيار الماركسي في باكستان قطع شوطا كبيرا جدا منذ بداياته الأولى خلال الثمانينيات.
افتتح هذا اليوم، مثل اليوم الأول، بإلقاء القصائد الثورية وإنشاد الأغاني التقليدية للحركة العمالية الباكستانية. وقد كانت كلمات إحدى تلك الأغاني مؤثرة بشكل خاص:
« لن نكتفي بالانتصار في بلد واحد؛ نحن نريد العالم بأسره، لأننا عمال العالم بأسره.»
ترأس الجلسة الرفيق إلياس خان. إنه رفيق لديه تاريخ طويل من النضال. كان في المعتقل مع الرفيق لال خان خلال سنوات الثمانينات وقد تعرضا للاضطهاد معا في ظل نظام ضياء الحق الرهيب. خلال كلمته الافتتاحية ذكر الرفيق إلياس خان المؤتمرين أن تيد غرانت توقع سنة 1998 بأن الطبقة السائدة ستسلم يوما ما مقاليد الحكومة لحزب الشعب الباكستاني. وقد بينت الأحداث صحة هذا التوقع الرائع.
بعد ذلك قدم الرفيق لال خان النقاش بخصوص المنظورات الباكستانية. شدد على الطبيعة الفاسدة للبورجوازية الباكستانية وأكد أيضا على الصراع الحاصل داخل جهاز الدولة. ثم أشار إلى ما يسمى صراعا بين “المجتمع المدني” والجيش. وأكد على زيف “الديمقراطية” في باكستان. إلا أنه شرح أن “الدكتاتورية” قد فقدت معناها في باكستان. فدكتاتورية مشرف ليست شيئا مقارنة مع دكتاتورية ضياء الحق! وفي سياق شرحه لهذه الفكرة قال: “الرفيق جام ساقي يفهم ما أعنيه”. كان الرفيق جام ساقي في الماضي أمينا عاما للحزب الشيوعي الباكستاني وقضى ثماني سنوات في أحد سجون ضياء في ظل ظروف رهيبة، وهو الآن عضو بارز في منظمة الكفاح.
وضح الرفيق لال خان التناقضات الطبقية الموجودة في المجتمع الباكستاني. كان قد حضر في واحدة مما يسمى تظاهرات “المجتمع المدني” بخصوص مسألة القضاة. شاركت في المظاهرة العديد من نساء الطبقة الوسطى والطبقة البورجوازية. ولاحظ لال خان بعض نساء الطبقة العاملة اللائي كن يراقبن المظاهرة. كن متسخات ومتعرقات ويحملن المجارف. سألهن عن ما الذي يشاهدنه. فأجبن ببساطة: “الألوان” في إشارة إلى الألبسة الجميلة التي ترتديها تلك السيدات الثريات. هذا الواقع يصف ببراعة الاختلاف الموجود بين “المجتمع المدني” وبين ما يطلق عليه الرفاق الآن اسم “المجتمع الهمجي” والذي يتشرفون بالقول أنهم ينتمون إليه! شرح لال خان قائلا: « من هذه الأجساد المتسخة والكريهة الرائحة تختمر الثورة».
انتقل إلى الإشارة إلى تدخل منظمة الكفاح في حركة المليوني شخص التي انطلقت للترحيب ببينازير بوتو بعد عودتها خلال شهر أكتوبر. وصف الحركة بكونها حركة « للمجتمع الهمجي الذي يتطلع إلى بوتو من أجل إحداث التغيير.» لكنه وصف أيضا كيف أثرت الحركة الجماهيرية على بوتو وكيف أنها بدأت فجأة تعبر عن ميل نحو اليسار إذ بدأت تندد بالخصخصة وما إلى ذلك. لا تستطيع الدولة تحمل هذه الانعطافة الجذرية وهذا ما يفسر لماذا قرر الجناح الأصولي داخل الدولة اغتيالها، في الوقت الذي كان فيه “الجناح اللبرالي” خائفا من الإقدام على أية خطوة.
شدد على مسألة أنه لو كان لدى الماركسيين 5.000 أو 10.000 مناضل خلال تلك الأحداث لكانت الأمور سارت في اتجاه معاكس جدا لما سارت عليه. لقد دعا الماركسيون إلى الإضراب العام، لكن قواهم كانت ضعيفة جدا. وشرح الوضع قائلا: « كنا نمتلك النوع لكن لم يكن لدينا الكم»
تطرق إلى مسألة تزوير الانتخابات، وموقف حزب الشعب الباكستاني وهو يدخل في تحالف مع عملاء البورجوازية المباشرين، بل إنه وقع اتفاقا مع الحركة الفاشية الممقوتة: الحركة القومية المتحدة بكاراتشي! وأوضح الرفيق كيف أن حكومة غيلاني الجديدة عاجزة عن حل أي من المشاكل الملحة التي تواجه العمال والفقراء الباكستانيين.
شرح كيف تستغل الطبقة السائدة في باكستان المسألة القومية. قال أنها عاجزة عن تقديم حل للمسألة القومية لكنها تستغلها. واختم بقوله: « سوف نوقف الحرب الدائرة في كاراتشي ليس بواسطة الأساليب السلمية، بل بالثورة!»
بعد هذا الخطاب جاء دور عامل من الخطوط الجوية الباكستانية (PIA)، والذي شدد على المدى الذي وصله انحطاط قادة النقابات. وقد عارض تصرفاتهم بتصرفات الرفيق منصور أحمد عندما كان عضوا في البرلمان، عندما كان يصارع بشراسة من أجل رفع الحظر عن النقابات.
تلا ذلك مداخلة من طرف الرفيق ندير من بالوشيستان والرفيق شوجات قاسمي من كشمير. أشار [شوجات قاسمي] إلى الجرائم الفظيعة التي ترتكب ضد شعب كشمير، وقال: « في كل مكان، من كشمير إلى بالوشيستان، إلى وزيرستان،الحل هو الثورة الاشتراكية. لم تكن هناك في الماضي أية منظمة ثورية، لكننا الآن موجودون!»
عند ذلك تدخل عامل في السكك الحديدية من كاراتشي، منصور راضي. وقد عبر عن حجم سعادته برؤية النساء في هذا المؤتمر، بعد ذلك انتقل إلى إلقاء قصيدة ضد مفهوم الملكية الخاصة. اقتبس عبارة من قصيدة للشاعر الثوري، حبيب جليب، الذي كان قد صاغ قصيدة، عندما طرح أيوب خان دستورا جديدا، يقول فيها: “لا يمكنك أن تحل مشاكلنا”، فالدستور “صباح بدون ضياء.”
أشار رفيق آخر في مداخلته إلى “مافيا البذور”، وشرح كيف يفرض الفقر على الفلاحين بينما يحقق الوسطاء الأرباح. وقال الرفيق أكرم، من روالبيندي: « أستطيع استنشاق عبير الثورة القادمة. إن الحل الوحيد هو الثورة!»
وشرح رفيق شاب، إنعام الحق، من جامعة بنجاب، كيف « يعلموننا أن الله يطلب منا أن نضحي كل سنة، لكننا نضحي كل يوم ويبدو أن الله لا يزال غير قادر على سماعنا.»
بعد ذلك جاءت مداخلة الرفيق منصور أحمد. شرح كم كان دقيقا تحليل الرفيق تيد غرانت للوضع في باكستان، وهو الذي لم يزر باكستان مطلقا، لكن تحليله كان الأكثر ملموسية وصحة. وروى تجربة الفرصة الثورية الضائعة، سنة 1968 في باكستان، وقال أنه يجب علينا ألا نسمح بتكرار ذلك مجددا.
شرح كيف أن ثورة 1968 ضاعت بسبب أخطاء قيادة حزب الشعب الباكستاني آنذاك. ونتيجة لذلك توجب على جيل كامل أن يعيش العذابات. وشرح أيضا كيف أن الماركسيين داخل حزب الشعب الباكستاني طالبوا قادة الحزب بالدعوة إلى الإضراب العام بعد اغتيال بوتو، لكن هذا الطلب قوبل بالتجاهل. لو أن الماركسيين كانوا أقوى لكان الوضع مختلفا.
جاء بعده الرفيق هاريش كومار، من السند، والذي شرح خطورة الأزمة الاقتصادية، مشددا على أن الطبيعة العالمية للاقتصاد تعني أن حدوث الأزمة في بلد واحد يؤثر في جميع البلدان الأخرى.
تدخل فريد ويستون بدوره في النقاش. حذر من المخاطر التي تحبل بها الوضعية الحالية. شرح أنها ستكون وضعية سيتعرض خلالها الماركسيون لضغوط هائلة وأنه يتوجب علينا أن نقاوم تلك الضغوط. يجب علينا أن نتحمل كماركسيين. تحبل المرحلة المقبلة بفرص عظيمة ويجب علينا أن نبني على تلك الأسس وأن نتحضر للتدخل في الأحداث الدرامية التي ستنفتح خلالها.
وضع الرفيق لال خان خلاصة للنقاش، مؤكدا على أننا: « تيار ماركسي، بلشفي تروتسكي، نمتلك برنامجنا المستقل.» وشدد بوجه خاص على ضرورة بناء القوى الماركسية في باكستان خلال المرحلة المقبلة.
كانت الجلسة التالية حول المسألة التنظيمية. وقدم لها الرفيق آدم بال الذي أشار إلى كيف يرى المرحلة المقبلة ومهام جميع الرفاق في بناء المنظمة. أكد على ضرورة أن يعمل جميع الرفاق على البناء بوعي في جميع المناطق.
وقبل أن نواصل، يجب أن نشير إلى رواق الكتب الجيد التجهيز الذي كان موجودا داخل قاعة المؤتمر. لقد صدرت مؤخرا طبعة باللغة الأردية للبيان الشيوعي عن دار بيت الكتاب للنشر. وقد أصدرت تلك الدار أيضا أول طبعة أردية على الإطلاق لكتاب ماركس: الرأسمال، مع مقدمة للال خان. هناك الآن تعطش كبير للأدبيات الماركسية في باكستان مما جعل هذه الدار تعمل على نشر الكتابات الماركسية الكلاسيكية.
آنذاك توقفت أشغال المؤتمر من أجل استراحة الغذاء. وبعد العودة إلى الأشغال تم الترحيب بالرفاق بإلقاء قصائد ثورية. عندها جاء جميع الرفاق الباشتون إلى المقدمة وأنشدوا أغنية ثورية باللغة الباشتونية. كان الجو مكهربا بالحماس. ليس جميع الرفاق يفهمون اللغة الباشتونية، لكن كلمة “ثورة” مشتركة بينهم جميعا وقد التحقوا جميعا بالمنشدين. لم يعد من الممكن إيقافهم عندما انخرطوا في الغناء والرقص على أنغام الموسيقى.
كان الوقت يصير ضيقا لكن المسير لم يتمكن من إيقاف الرفاق. فالمؤتمر كله انخرط في الغناء. وبمجرد ما انتهى الرفاق الباشتون من الغناء جاء الرفاق السنديون [من السند] إلى المقدمة وبدءوا في ترديد أغانيهم. بعدهم جاء الرفاق الكشميريون بأغانيهم الثورية.
لقد كان من المفرح رؤية جميع هذه القوميات المختلفة، بلغاتها المختلفة وهي تغني معا. هذا يعبر عن الرغبة الحقيقية عند العمال من جميع القوميات في الاتحاد معا. عندها بدأ رفع الشعار: “الاشتراكية قادمة”، وشعار: “الثورة، الثورة، الثورة الاشتراكية.”
في النهاية هدأ الرفاق وعادوا إلى مقاعدهم. تمت قراءة التقارير عن عمل ورشات الليلة الماضية حول العمل بين الشباب والعمل بين النساء والعمل في النقابات. بين التقرير أن المنظمة تضم 129 مناضلة، وهو الشيء الذي، وإن كان لا يزال يشكل نسبة ضئيلة مقارنة مع العدد الإجمالي لأعضاء المنظمة، يعتبر جيدا جدا بالنظر إلى الصعوبة الهائلة التي تواجهها النساء في الانخراط في النشاط السياسي في بلد حيث من الممنوع على النساء حتى أن يتواجدن في نفس الغرفة مع الرجال! وتمت الإشارة أيضا إلى أن عدد أعضاء المنظمة قد وصل الآن إلى 2518 وأن الهدف المسطر للسنة المقبلة هو 5100.
بعد ذلك تم تكريس وقت خاص للرفيق جام ساقي. إنه مناضل مخضرم، كان أمينا عاما للحزب الشيوعي الباكستاني. قضى ثماني سنوات في السجن في ظل دكتاتورية ضياء الرهيبة. إنه مناضل شهير وبطل عظيم في نظر عمال وشباب باكستان. وبينما كان يسير منهكا نحو المنصة، وقف كل المؤتمرين وانخرطوا في موجة عارمة من التصفيق. في كلمته استشهد الرفيق ساقي بمقولة آرخميدس: « أعطني رافعة ومكانا لأثبتها فيه وسأحرك العالم». وأضاف أن الرافعة هي هذه المنظمة: التيار الماركسي الكفاح.
تلا ذلك عرض شريط “دي في دي” لكلمة الرفيق آلان وودز (أنظر أدناه). عندما ظهر الرفيق آلان على الشاشتين الكبيرتين وقف كل المؤتمرين مرة أخرى وانخرطوا في التصفيق. كان الوضع كما لو أن آلان حاضر جسديا. في الواقع شرح العديد من الرفاق كم يفتقدون حضوره بينهم. لم يكن قد تبقى سوى القليل من الوقت فلم تكن هناك أية ترجمة لخطاب آلان وودز. لكن 80 % من الرفاق لديهم إلمام بالغة الإنجليزية ويمكنهم فهم الخطاب. ساد القاعة صمت مطلق بينما كان آلان يحلل الوضع العالمي، أزمة الرأسمالية واحتداد الصراع الطبقي. وفي نهاية الخطاب، الذي دام نصف ساعة، اندلعت موجة أخرى من التصفيق الحماسي المتواصل.
بعد ذلك تلي تقرير عن تطور التيار الماركسي الأممي في العالم، قدمه الرفيق فريد ويستون. وقبل أن يبدأ الرفيق في عرض التقرير، صدحت موسيقى النشيد الأممي، فوقف جميع الرفاق رافعين قبضاتهم.
توقف خطاب فريد ويستون عدة مرات بفعل موجات التصفيق التي كانت تنطلق عندما كان الرفيق يشير إلى التطورات الجديدة والنجاحات المتعددة التي يحققها التيار على الصعيد الأممي. وجه تصفيق خاص للرفاق المكسيكيين. وقد سر الرفاق بسماع الأخبار عن القوة والنفوذ المتزايد الذي يحققه الرفاق الفنزويليون وانتشوا بسماع خبر التحاق مجموعة اليسار الماركسي في البرازيل بالتيار الماركسي الأممي. وقد أبدوا اهتماما خاصا بالتطورات المحققة في إيران. هناك في الواقع العديد من الرفاق في بالوشيستان الذين تعتبر الفارسية لغتهم الأم.
تحمس الرفاق لسماع التقرير وفي ختامه أعادوا ترديد نشيد الأممية، بقيادة الرفيقات اللائي تقدمن إلى المنصة.
قدم فريد ويستون بعض الملاحظات الختامية حول الدور الذي لعبه تيد غرانت. بعد ذلك غادر الرفاق قاعة المؤتمر ونظموا مسيرة في الخارج. كان الجو السائد في المسيرة حماسيا جدا. وقد عبرت الشعارات والأناشيد عن الكفاحية والتصميم على العودة إلى حقول الاشتغال وبناء التيار.
كانت المساهمات المالية أحد المؤشرات عن المزاج السائد بين الرفاق ومعنوياتهم. لقد جمع المؤتمر ما يزيد بقليل عن 10.000 جنيه استرليني (20.000 دولار أمريكي)، وهو ما يعتبر مبلغا هائلا بالنظر إلى الأجور المتدنية في باكستان.
إن نوعية العمال والشباب الحاضرين في المؤتمر جيدة فوق ما يمكن وصفه. وقد أظهر نقاش نظم في المساء مع عمال مصنع كاراتشي للصلب عن مستوى عال جدا من الاستيعاب للأفكار الماركسية ولطبيعة المهام المطروحة. يمكننا أن نثق في أن هؤلاء الرفاق سوف يكرسون السنة المقبلة لبناء المنظمة والتحضير للأحداث العظام التي تحبل بها المرحلة المقبلة.
نود قبل الختام أن نتقدم بشكر خاص للرفيق علي رازا، الرفيق الهازاري من بالوشيستان. إنه مناضل نقابي وعضو الفدرالية الباكستانية للموظفين الشبه- طبيين، لكنه أيضا مصور بارع وبفضله استطعنا الحصول على الصور الرائعة المصاحبة لتقريري اليوم والأمس.
لاهور، 02 أبريل 2008
27th Congress of The Struggle meets at crucial turning point in Pakistan’s history