في سياق التضامن العمالي الأممي مع الاحتجاجات الجماهيرية التي يخوضها العمال وعموم الفقراء في مصر ضد البطالة والاستغلال والقهر، توصلنا بهذا البيان من طرف اتحاد المجالس والنقابات العمالية في العراق. ونحن إذ ننشره نحيي الرفاق/ الرفيقات في اتحاد المجالس والنقابات العمالية في على تضامنهم، ونعلن عن استعدادنا لنشر جميع بيانات التضامن من طرف النقابات العمالية والأحزاب الشيوعية واليسارية في العالم العربي والعالم.
أعلنت جماهير مصر انتفاضة شاملة في عموم البلاد، هي الأوسع في مصر والمنطقة، امتازت بالجرأة والتصميم والاتساع. بدأت الانتفاضة برفع مطالب مواجهة الفساد والبطالة والاستبداد، ثم رفعت شعار إسقاط النظام في هتاف تحول بسرعة إلى شعار محوري ومركزي “الشعب يريد…. إسقاط النظام”.
ومع الإصرار الجماهيري وتطور الانتفاضة بالساعات أسرع رأس النظام إلى تغيير الحكومة والقيام بتجريم وإقصاء بعض المسؤولين في محاولة لاحتواء الأوضاع. إلا أن الجماهير تصر على مطلب إسقاط النظام.
لقد وجهت الانتفاضة في مصر، إنذارا إلى كل الأنظمة في المنطقة، وامتد تأثيرها فورا إلى عدة أقطار منها اليمن والسودان، وأعلن عمال وتحرريو العالم وقوفهم في خندق جماهير مصر المطالبة بالخبز والحرية، وشهدت عدة مدن تظاهرات تأييد للانتفاضة، في بيروت ودمشق وبغداد وعمان. إن إصرار جماهير مصر على استمرار الانتفاضة، والتمسك بالشعارات الراديكالية، سيقود إلى انتصار تاريخي، وسيشكل زلزالا سياسيا، خاصة وان التغيير يقع في اكبر بلد في المنطقة ويتمتع بتأثير محوري على الأوضاع السياسية.
إن إعلان الإضرابات العمالية العامة ودخول العمال بقوة إلى الميدان سيعطى الانتفاضة زخما وعمقا وتجذرا، فعشرات الملايين من العمال في مصر هم قوة قادرة على إحداث التغيير بقواهم وبالتضافر مع قوى الملايين من الكادحين والتحرريين في عموم مصر. إن الإعلان عن تأسيس اتحاد عمالي مستقل عن المؤسسات الحكومية هو خطوة جريئة باتجاه تنظيم صفوف العمال وانخراطهم كقوة لها وزنها السياسي، يمكنها أن تطبع مسار الأوضاع بطابع عمالي طبقي. كما أن الإعلان عن تنظيم لجان عمالية للتدخل في الانتفاضة في مواقع العمل وفي محلات السكن هو أعظم تقدم للحركة العمالية في مصر والمنطقة. انه مؤشر تدخل العمال في رسم المصير السياسي للمجتمع والقضاء على التصورات التي ترى النضال العمالي ينحصر في المطالب اليومية الاقتصادية وترك النضال السياسي، لقد وجهت الانتفاضة في تونس ضربة لهذه التصورات وستضع انتفاضة مصر القطيعة معها.
إن تدخل العمال وتشكيل لجانهم، وإبراز الدور القيادي والطليعي للطبقة العاملة سيحيي التقاليد الثورية ويقدم الحركة العمالية في المنطقة إلى الأمام بخطوات ثورية، وقد بدأت ملامح هذا التأثير منذ اللحظة. إن تقدم الحركة العمالية والصف المستقل للعمال في الانتفاضة كممثل للمصالح الطبقية لعشرات الملايين، سيصبح عنوانا للتغيير في مصر، وسيغير تناسب القوى السياسية بقوة في مصر والعالم العربي والمنطقة.
إن عدة أعوام من النضالات المطلبية لعمال غزل المحلة ومصانع حلوان والحديد والصلب والضرائب العقارية، والمساهمات الفعالة للمناضلين والقادة العماليين في المراكز النقابية والعمالية، هي عمق وتحذر لهذه الانتفاضة، وإن ترسيخ وتعميق الطابع الطبقي للانتفاضة سيكون وسيلة فعالة باتجاه انتصارها.
إن “خطر” انتصار الانتفاضة في مصر أصاب بالهلع مراكز الرأسمال العالمي وخاصة في أميركا وبريطانيا والدول التي لديها مصالح إستراتيجية في الشرق الأوسط. وهم يسعون بكل ما لديهم للتدخل في مسار الانتفاضة، واحتواءها بإجراء إصلاحات شكلية جزئية.
إن الجماهير التي قدمت دماءها في الانتفاضة وقدمت أعدادا من المضحين بأنفسهم، عقدت العزم على المضي إلى الأمام، نحو النصر. وتطوير الانتفاضة إلى ثورة شاملة.
إلى الأمام يا جماهير مصر نحو تحقيق أهداف الانتفاضة وإقامة مجتمع جديد قائم على الحرية والمساواة.
نعلن تضامننا التام ووقوفنا في خندق انتفاضة جماهير مصر
- عاشت انتفاضة الجماهير في مصر
- عاشت الحرية
اتحاد المجالس والنقابات العمالية في العراق
الاثنين: 31 يناير 2011