الرئيسية / الشرق الأوسط وشمال إفريقيا / شمال إفريقيا / تونس / بيان الحزب الشيوعي العمالي العراقي حول الحركات الاحتجاجية في المغرب العربي

بيان الحزب الشيوعي العمالي العراقي حول الحركات الاحتجاجية في المغرب العربي

في سياق التضامن العمالي الأممي مع الاحتجاجات الجماهيرية التي يخوضها العمال وعموم الفقراء التونسيون والجزائريون ضد البطالة والاستغلال والقهر، توصلنا بهذا البيان من طرف الحزب الشيوعي العمالي العراقي تنظيم الخارج. ونحن إذ ننشره نحيي الرفاق/ الرفيقات في الحزب الشيوعي العمالي العراقي على تضامنهم، ونعلن عن استعدادنا لنشر جميع بيانات التضامن من طرف الأحزاب الشيوعية واليسارية في العالم العربي والعالم.


الحركات الاحتجاجية في المغرب العربي، نضال طبقي ضد الرأسمال!

بدأ مساء الأمس في الجزائر العاصمة تحرك احتجاجي في أغلب احياء المدينة وشرع حشد الغاضبين وغالبيتهم من الفقراء الكادحين يعبثون بكل ما وجدوه في طريقهم في أحياء باب الوادي، الشراقة، بلوزداد، اسطاوالي والحراش، كما لم يتردد هؤلاء عن حرق العجلات المطاطية واستهداف السيارات الرباعية الدفع، فضلاً عن رشق قوات مكافحة الشغب بالحجارة، كطريقة في التعبير عن تذمرهم من الصعود الجنوني في اسعار المواد الغذائية. حيث انتقلت الإحتجاجات كالبرق إلى محافظة وهران ومناطق البليدة، تيبازة… فقد انبرى العمال والكادحون والفقراء ضد رفع اسعار المواد الغذائية الرئيسة، حيث زادت اسعار تلك المواد خلال الأيام الأخيرة بزيادات بلغت 30 إلى 50 بالمائة عن أسعارها المعتادة، على الرغم من حديث السلطات المتكرر عن تجميد الأسعار.

ان هذه الاحتجاجات لها نفس المدلولات والأسباب التي ادت الى احتجاجات وتظاهرت عنيفة في سيدي ابو زيد في تونس التي إندلعت في 19/12/2010 وامتدت بسرعة الى مدن تونسية أخرى… وفي الوقت نفسه هي امتدادا للحالة نفسها التي هبّ فيها العمال والجماهير في تونس في سنة 1984 والتي عرفت بــ ” إنتفاضة الخبز” أن الاحتجاجات والتظاهرات في البلدين احتجاجات في سبيل الخبز والحرية والمساواة….لقد كان العمال في طليعة كافة هذه الحركات النضالية العامة.

إن حركتي الاحتجاج في البلدين هما تؤامان في بطن الصراع نفسه. انه الصراع الطبقي الأشمل والأوسع ضد الرأسمال، ودولته، ضد البرجوازية الحاكمة بقيادة الحركات القومية العربية في الدولتين، دولة تونس بقيادة بن علي وحزبه القومي” التجمع الدستوري الديمقراطي” وفي الجزائر بقيادة “جبهة التحرير الوطني” وأبو تفليقة…. انهما حزبان للطبقة البرجوازية الحاكمة يديران البلاد على أسس الفساد والنهب المباشر والعلني. إن الطبقة البرجوازية في البلدين وجدت ضالتها في هذه المرحلة في الحركة القومية العربية وهذين الحزبين وهذين الشخصين وائتلافاتهما العلنية والسرية الداخلية والمساندة القوية من قبل الامبريالية في الدول الكبرى وبالتحديد امريكا و فرنسا…

يا ترى لماذا الفقر والمجاعة في بلد مثل الجزائر التي تعيش فوق بحر من النفط، إضافة إلى العديد من الثروات الأخرى، في البلد الذي له تاريخه النضالي ضد الاستعمار الفرنسي. و في تونس التي زاد عمق الهوة فيها بين العمال من جانب والرأسماليين الكبار بقيادة بن علي و حزبه من جانب آخر … ؟ ليس هناك علاج لهذه الحلقات المتواصلة من الاضرابات والاحتجاجات و التظاهرات. ان الحركة القومية العربية كحركة للطبقة البرجوازية الحاكمة في البلدين، حركة رجعية لا تمثل اي وجه من وجوه مصالح الطبقة العاملة ولا الجماهير الكادحة في العالم العربي، بل أن عبارات ” الأمة العربية ” والقضية الفلسطينية” اصبحتا شعارين لتحميق الجماهير وذر الرماد في العيون وتكبيل أياديها وتسليمهما الى الطبقة البرجوازية الحاكمة.

ان القضاء على سرطان الرأسمال وممارساته وسلطته وسياساته وكل نماذج سلطته وحكوماته وخصوصاً الدول القمعية والعسكرتارية والبوليسية مثل الجزائر وتونس… يتم عبر الثورة العمالية. تبدأ هذه الثورة من فصل العمال صفوفهم عن باقي الحركات البرجوازية وبالتحديد فصل نضالهم عن الحركة القومية العربية واحزابها وشخصياتها ومفكريها وتاريخها وثقافتها وتقاليدها كافة. كذلك فصل نضالهم وآمالهم وتطلعاتهم عن أفق حركات الاسلام السياسي كافة، حيث تحاول وتحت إسم “المعارضة” إستغلال هذه الإوضاع وجرّ الجماهير نحو بديلها البرجوازي الآخر واخضاعها تحت سلطتها ردحاً آخر من الزمن. لذا يجب الحذر واليقظة إتجاهم بدقة طبقية عالية ورص صفوف النضال العمالي تحت راية ماركس وشيوعيته، تحت راية الحرية والمساواة والحكومة العمالية.

هذا النضال الجماهيري والعمالي الواسع ينبغي أن يُنظم وفق هذا السياق، وخصوصاً من قبل قادة الطبقة العاملة وقيادات الحركات الإحتجاجية الحالية. يجب ان ينظم ويوحد تحت راية وشعارات واضحة وتحويله الى حركة عمالية وجماهيرية واسعة في كلا البلدين، بحيث تشمل كافة القطاعات والمؤسسات العمالية والجماهيرية النضالية.

إننا في الحزب الشيوعي العمالي العراقي نؤيد ونساند مطالب العمال والجماهير الكادحة والعاطلين عن العمل في الجزائر وتونس ونعلن عن تضامننا القوي مع نضالاتهم في سبيل تحقيق مطالبهم كافة. في الوقت نفسه نعلن ان كافة الاجراءت القمعية التي إتخذتها الحكومتان في كلتا البلدينن مدانة من قبلنا ويجب ان تدان من قبل كافة النقابات والاتحادات العمالية والمنظمات التقدمية في العالم العربي والعالم أجمع.

الحزب الشيوعي العمالي العراقي، تنظيم الخارج
06 كانون الثاني/ يناير لسنة 2011

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *