الرئيسية / الشرق الأوسط وشمال إفريقيا / شمال إفريقيا / السودان / السودان: استمرار الحرب الهمجية وأزمة القيادة

السودان: استمرار الحرب الهمجية وأزمة القيادة

هذا المقال في الأصل مداخلة قدمها محمد حسام في الجامعة الشيوعية الثورية 2024 “قوة الأفكار”. وفي هذا المقال يشرح الرفيق الطبيعة الرجعية للحرب الأهلية الحالية في السودان، وأسبابها ونتائجها المأساوية على الجماهير. والسبيل لتلافي أخطاء وهزائم الماضي، المتمثلة بشكل أساسي في فشل الثورة السودانية في القضاء على النظام نتيجة خيانة قادة الثورة.


لقد شهدت السودان ثورة عظيمة اندلعت في ديسمبر 2018 وأدت إلى إسقاط الديكتاتور عمر البشير في أبريل 2019 بعد أن حكم السودان ودفنه مدة 40 عامًا. كانت هذه الثورة أكثر ثورات المنطقة تقدمًا في الـ20 عامًا الماضية. لقد انتفضت الجماهير ونفضت عن نفسها الذل والقمع والفقر الذي عانته تحت حكم نظام الإنقاذ، وكانت في مقدمتها الطبقة العاملة السودانية العظيمة التي دخلت بثقلها في الأحداث، والتي لولاها لما كان من الممكن إسقاط البشير، بجانب الشباب الثوري في السودان الذي أبدع في أشكال نضاله في لجان المقاومة.

لقد كانت كل عوامل الانتصار موجودة: فالطبقة السائدة كانت مرتبكة ومشتتة، والجيش كان قد بدأ يتأثر وكان هناك بوادر شقوق على أسس طبقية، والطبقة العاملة كانت معبأة بشكل مهول وقد شنت العديد من الإضرابات والعصيانات المدنية التي تجاوزت نسبة المشاركة فيها 98%! ولجان المقاومة المنتشرة في كل مكان كانت أشبه بأجهزة حكم محلية. وكل ما كان ينقص هو قيادة ثورية تعبأ الجماهير لشن الضربة الأخيرة القاضية للطبقة السائدة ونظامها.

في وقت من الأوقات لم يكن حتى هناك ازدواجية للسلطة في السودان، بل كانت السلطة في يد العمال والجماهير بالفعل ولكنها تسربت من بين أصابعها، ولم يكن للدولة أي سلطة إطلاقًا على أرض الواقع في كثير من المواقع. لقد كانت الجماهير تعلم ما لا تريد: الفقر والظلم والقمع والاضطهاد والتهميش والفرقة، ولكنها لم تكن تعلم كيف تصل إلى أهدافها، وهذه هي مهمة القيادة الثورية.

للأسف كانت القيادة في يد قوى ليبرالية وقبلية وبرجوازية، والقوة الوحيدة التي كانت قادرة على مجابهتها هو الحزب الشيوعي السوداني الذي كان يتمتع بنفوذ كبير في الحركة العمالية ولجان المقاومة وتجمع المهنيين السودانيين.

لن نتناول هنا الليبراليين والبرجوازيين وملاك الأراضي والجنرالات وجرائمهم في حق الثورة ومجازرهم في حق الثوار، فهؤلاء أعداءً أصلًا ليس من المنتظر منهم أن يساعدونا على تجريدهم من ثرواتهم وسلطاتهم. لكننا نتحدث هنا عن من هم من المفترض أن يكونوا قادة الحركة العمالية والجماهيرية.

إن قيادة الحزب الشيوعي السوداني أضاعوا فرصة انتصار الثورة السودانية نتيجة نهجهم الإصلاحي. وكما قال تيد غرانت: “الخيانة متضمنة في الإصلاحية”، فعند كل منعطف خانت قيادة الحزب الشيوعي السوداني الثورة ووجهت طاقة الجماهير في الاتجاه الخاطيء أو كبحت طاقتها وإمكاناتها، من أول ميثاق الحرية والتغيير وقواها التي انضم إليهم الحزب ثم انسحب لاحقًا، مرورًا بعدم طرح برنامج وخطة واضحة لانتصار الثورة السودانية، ووصولًا إلى رفض تسليح الجماهير في مواجهة عصابات الجنجويد بحجة الدعاوى السلمية وتفادي “الحرب الأهلية”، التي أتتهم في نهاية ولكن دون ذرة من التقدمية فيها، هذا بدلًا من شن حرب أهلية تقدمية ضد الجنجويد وقيادة الجيش، بتحالف العمال والفلاحين والجنود.

كل هذا سببه واضح: النظرية الستالينية المتمثلة في “الثورة على مرحلتين”، فنتيجة تلك “النظرية” الخيانية تم التضحية بالثورة السودانية، كما العشرات من الثورات في كل أرجاء الكوكب. لنقولها بصراحة: لقد خانت قيادة الحزب الشيوعي السوداني وتجمع المهنيين السودانيين الثورة والجماهير. وبدلًا من أن يعمل الحزب الشيوعي على توحيد النضال بين الحركة العمالية ولجان المقاومة من أجل مشروع ثوري لإسقاط النظام الرأسمالي، عمل القادة على الدخول في تحالفات من أجل “الدولة المدنية الديمقراطية” المزعومة، هذا السراب الذي ظل الحزب طوال تاريخه يطارده ولم يصل له، ولن يصل له.

حرب همجية رجعية

وقد استطاعت قوى الثورة المضادة تجميع قواها وترتيب صفوفها نتيجة عدم قدرة الثورة السودانية تسديد الضربة القاضية في التوقيت المناسب. وبعد أن تحالف البرهان وحميدتي لقتل الثورة ووأدها، تفاجأت الجماهير ذات صباح باندلاع حرب رجعية همجية بين الذئبين.

إن الحرب المستمرة حتى الآن حرب بين الجنرال البرهان وكل ما يمثله من امتداد لنظام عمر البشير الوحشي ورجل العصابات حميدتي وكل ما يمثله من همجية حرب القبائل. إنها حرب رجعية تدور من أجل تحديد من هو صاحب اليد العليا، فالطرفين أصبحوا أقوياء بشكل لم تعد أرض السودان الشاسعة تسعهما معًا. وكما يقال: “لابد للسفينة أن يكون لها ربان واحد”، فسفينة البرجوازية السودانية القذرة التي فقدت توازنها فترة من الزمن بسبب قوة الثورة تنتظر الآن ربانها الجديد المنتصر الذي سيطل من أعلى جبل جثث الجماهير، كما على جثة غريمه.

إن كلا الطرفين يقدمان مبرراتهما لتلك الحرب، لكن كما هو الحال في كل الحروب الرجعية فإن الأسباب المعلنة ليس لها علاقة بالحقيقة. إن دعاوى حميدتي الدفاع عن الديمقراطية والمدنية وضد الانقلاب من أسخف ما يمكن للمرء أن يسمع، فرجل العصابات الذي موله نظام عمر البشير، والذي ارتكب وما زال يرتكب ومليشياته مجازر مروعة في حق الجماهير السودانية يدعي الآن دفاعه عن الديمقراطية والمدنية، فأي وقاحة تلك التي يتمتع بها هذا المجرم!

وعلى الجانب الآخر يدعي البرهان خوضه للحرب دفاعًا عن الدولة وتماسكها، ولا أعلم يقينًا أين كان الاهتمام بالدولة وتماسكها عندما كان الجيش ينشأ ويمول ويسلح الجنجويد لشن حرب إبادة ضد شعب دارفور؟ وعندما تحالف البرهان وحميدتي لقتل الثوار أمام مقرات الجيش وبعد الإطاحة بعبد الله حمدوك؟ الحقيقة أن كل مشكلة البرهان وزمرته من الجنرالات وكبار الضباط أن حميدتي كبر أكثر من اللازم وأصبح يهدد سلطتهم، وليس في أنه مليشياوي أو مجرم. أين كان الاهتمام بالدولة وتماسكها عندما كان يُباع السودانيين مرتزقة في حرب السعودية والإمارات العدوانية على اليمن؟

والواقعة الأخيرة التي شهدت تحالف قائد الدعم السريع في ولاية الجزيرة المليشياوي القاتل أبو عاقلة كيكل وعفو الجيش عنه خير دليل على أن التناقض بين الطرفين هو تناقض ثانوي بين اللصوص وليس دفاعًا عن المُثل التي يدعونها. بالمناسبة في الغالب لن تكون تلك الحالة الأخيرة. ويجب أن نتساءل هنا: من الذي يملك حق العفو عن المليشياوي القاتل كيكل هل الجماهير الذين ذاقوا ويلات جرائمه أم البرهان والجنرالات الذين اختلفوا معه على السرقة؟ والآن تترك الجماهير في الجزيرة وحدها لتدفع ثمن تلك الاصطفافات الجديدة لرجل العصابات بانتقام بشع مروع من الجنجويد حيث يقتلون الرجال والأطفال ويغتصبون ويسبون النساء ويحرقون الأرض وما عليها.

بالإضافة إلى أن كل طرف من طرفي الصراع يحارب ليس فقط من أجل مصالحه بل ووكيلًا عن مصالح قوى إقليمية وإمبريالية، فالبرهان تدعمه السعودية ومصر وحميدتي تدعمه الإمارات وإثيوبيا، بخلاف تدخل قوى عالمية مثل الولايات المتحدة وإسرائيل وروسيا والاتحاد الأوروبي، بشكل مباشر أو غير مباشر، وجميعها قوى رجعية لا تهدف لشيء سوى استمرار تدخلها في شؤون الشعب السوداني واستغلالها له. أي إن الحرب الأهلية الرجعية في السودان تتشابك بشكل كبير مع صراع النفوذ المحتدم بين القوى الإقليمية والعالمية المختلفة.

آثار الحرب على الجماهير السودانية

لقد كانت لتلك الحرب آثار مدمرة على الجماهير السودانية، فقد أنتجت الحرب أكبر موجة نزوح يشهدها العالم منذ سنوات بنزوح أكثر من 12 مليون سوادني/ة يواجهون المجهول المرعب، لا سواء نزوح داخلي أو في بلدان الجوار، وفي الحالتين يعانون الأمرين ويتركون فريسة لتجار الحروب ومستغليها. كما يواجه أكثر من نصف السودانيين على الأقل خطر المجاعة، وهناك 19 مليون طالب/ة تسربوا من التعليم. ولعل الثمن الأفدح على الإطلاق بالطبع هو عداد القتلى الذي لا يتوقف، فحتى الآن لا يمكن حصر أعداد ضحايا هذا الصراع الهمجي، وعلى الأغلب لن نتمكن من حصرهم.

كما تضرر الاقتصاد السوداني أشد الضرر، فقد انخفضت إيرادات الدولة حوالي 80%، وانكمش الاقتصاد بما يقارب 50%، هذا ترافق مع زيادة أسعار إيجارات البيوت حوالي 300%، وانفلات أسعار الغذاء. لقد وقع الاقتصاد برمته فريسة في يد قادة الجيش والجنجويد ورجال الأعمال والوجهاء المرتبطين بهم فيما تشبه شبكات المافيا المتشابكة. لقد ظل هؤلاء المجرمون يراكمون أرباحهم لا سواء باحتكار الموارد الاقتصادية أو استغلال الجماهير، فعلى سبيل المثال لقد وصلت الصادرات الحيوانية من السودان إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق، هذا في الوقت الذي يعاني فيه 40% من الأطفال السودانيين من سوء التغذية. هذا دون الحديث عن تجارة الذهب التي لم يعطلها اندلاع الحرب إطلاقًا، والتي يتحكم فيها الجنجويد بشكل أساسي.

والنساء السودانيات هن من أكثر من يعانون من ويلات الحرب الحالية. إن العنف ضد النساء مستشري بشكل فاق التصورات، فهناك عشرات حالات اغتصاب وتعذيب النساء، حيث يستخدم الاغتصاب كسلاح في الحرب، خصوصًا من طرف همج الجنجويد، بالإضافة إلى وجود تقارير تفيد باختطاف النساء وإجبارهن على العمل كعبيد جنس أو عبيد للأعمال المنزلية!!!

شيء لم يكن في خيال أكثر المتشائمين حدة: لقد عادت العبودية وسوق النخاسة إلى السودان! إن هؤلاء المجرمين السفلة يعطوننا لمحة عن الجحيم الحقيقي، وعن القاع الذي يمكن أن يصل له المجتمع الذي تفككه البرجوازية المنحطة، والتي تفشل الثورة في الإطاحة بها. من الممكن أن يتسائل المرء ما هو المقصود بعبارة “الاشتراكية أو الهمجية” التي يرددها الماركسيين دائمًا نقلًا عن روزا لوكسمبروغ وكارل ماركس؟ إن الوضع في السودان هو المقصود، هذه هي الهمجية.

ولكن حتى في ظل تلك الظروف البشعة ما زالت الجماهير السودانية تبدع في أشكال تنظيماتها الذاتية، وهو ما ظهر في غرف الإغاثة التي تشكل امتدادًا للجان المقاومة، وتمثل تلك الغرف بقايا الإنسانية في ظل الهمجية التي يبثها الطرفان المتحاربان. ولكنها تعاني من نفس عوامل ضعف لجان المقاومة، وهي غياب البوصلة السياسية المتمثلة في النظرية الثورية والاستراتيجية الثورية وقيادة ثورية موحدة، وهو ما يجعل فعاليتها محدودة في نهاية المطاف وتقتصر على رد الفعل.

جذوة الثورة المتبقية

إن الوضع في السودان الآن شديد الضبابية، فالحرب ما زالت مستمرة وليس من الواضح بعد كيف ومتى ستنتهي، بالرغم أن الكفة مالت لصالح الجيش في الأيام والأسابيع الماضية، لكنها ما زالت بعيدة عن أن تحسم لصالح أي من الطرفين. والجماهير منهكة أشد الإنهاك ما بين النزوح واللجوء والمذابح. وحتى بعد انتهاء الحرب سوف تأخذ الجماهير وقت لتتعافى من تلك الضربة، فالضربة كانت قاصمة بحق. 

وفي ظل غياب بديل ثوري أمام الجماهير بدأنا نشهد ميلها للجيش في مواجهة الجنجويد رغبة منها في انتهاء الحرب في أسرع وقت والقضاء على الجنجويد. وهذا طبيعي، فالجماهير تعبت وترغب في انتهاء كابوس الحرب الأهلية الرجعية بأي ثمن، حتى لو بانتصار “أهون الشرين” المتمثل في الجيش بدلًا من الشر الأعظم المتمثل في الجنجويد. ولكن يجب ألا ينساق الثوريين أمام دعاوى أهون الشرين تلك، لأننا نعلم أن هذا طريق دائمًا ما يقود لظهور شر أعظم، ولأن مهمتنا بالتحديد هي القضاء على كل الشرور.

لكن بالرغم من ذلك ما زالت بقايا جذوة الثورة مشتعلة، بشكل خاص في بقايا لجان المقاومة التي تمثل الصفوف الأولى للدفاع عن الثورة. وإننا إذ نحيي لجان المقاومة التي تقاوم  محاولات حلها وتدجينها من طرف القوى الرجعية الداخلية والخارجية المختلفة، كما تبنت في مجملها موقفًا متوازنًا في الحرب الحالية برفض طرفي الصراع “البرهان وحميدتي”، ونتفق معهم ومع جماهير السودان كلها في أن الهدف المبدئي هو وقف الحرب الرجعية الحالية، لكننا نرى إن الوسيلة الوحيدة لوقف الحرب والقضاء على الجنجويد هو بتحالف لجان المقاومة والحركة العمالية مع الجنود وصغار الضباط وهذا عن طريق مجالس شعبية وعمالية في كل الأحياء وأماكن العمل، وكتائب مسلحة للدفاع الذاتي منبثقة منها وخاضعة لها، إذ لا يمكن أن تُشن حرب تقدمية على الجنجويد بالقيادة الرجعية للبرهان وزمرته الذين تسببوا أصلًا في خلق وحش الجنجويد الرجعي.

لا يمكن أن يكون هؤلاء الجنرالات جزءً من الحل إذ أنهم هم ونظامهم الرأسمالي الديكتاتوري سبب كل ما يعنيه السودان الآن. ولهذا فنحن ندعو بالفعل لتسليح الجماهير ولا نتبنى أبدًا موقفًا مسالمًا مثل الحزب الشيوعي السوداني، أي ذلك الموقف الذي -في جوهره- يدعو الجماهير لكي تذبح في صمت، ولكن ندعو لتسليح العمال والجماهير تحت قيادة ثورية وليس قيادة البرهان وزمرته من الجنرالات.

هل يجب أن يتم القضاء على الجنجويد؟ نعم بالطبع يجب القضاء على تلك الحثالة البشرية المتمثلة في الجنجويد. إنها مهمة ملحة للغاية، ورغبة حقيقية لدى قطاعات واسعة من الشعب السوداني. يجب أن نعد أنفسنا لمحاربتهم والقضاء عليهم، ولكن من أجل انتصار الثورة وليس من أجل تنصيب عبد الفتاح البرهان أو أي جنرال آخر على كرسي حكم السودان.

فلنكن صريحين: إن الاحتمالات الموضوعية لتنفيذ ذلك الآن ضعيفة. لقد كان هناك إمكانية حقيقية لذلك عندما كانت الجماهير العاملة ما تزال متماسكة ولجان المقاومة قوية وهناك تقارب بين الجماهير والجنود وصغار الضباط على الأرض. كان كل هذا واقعًا فعلًا، ولكن قيادة الثورة ضيعت الفرصة، ودفعت الجماهير ثمن ذلك. وعلى الشيوعيين/ات والثوريين/ات في السودان الآن العمل في ظل ظروف غاية في الصعوبة على التماسك وإعادة تنظيم الصفوف، هذه هي المهمة الأهم والأولى، والتي إن استطعنا إتمامها ستكون نقطة انطلاق قوية للمستقبل.

إن الضمانة من أجل الانتصار والتدخل من أجل وقف الحرب بشكل ثوري لمصلحة الجماهير، أو على الأقل الاستعداد لما بعد الحرب في ظل الحفاظ على جذوة الثورة، هو ببناء قيادة شيوعية ثورية حقيقية، وليست تلك القيادة الإصلاحية المرتعشة في الحزب الشيوعي السوداني، بل قيادة تعرف كيف يتحقق النصر ومصممة على تحقيقه، وهذه هي مهمتنا التي ندعوكم لمساعدتنا في إنجازها.

فقط بالقضاء على النظام الذي أنتج البرهان وحميدتي ومن قبلهم عمر البشير ومن قبلهم النميري يمكن وضع حدًا للدائرة المفرغة من القمع والمجازر والانقلابات والفقر والهمجية وبناء غد أفضل للجماهير السودانية، غد اشتراكي، غد الـ”حرية سلام عدالة”.

يسقط حميدتي والبرهان!

تسقط الحرب الرجعية!

لا حرب عادلة إلا الحرب الطبقية!

تسقط الرأسمالية!

من أجل بناء قيادة شيوعية ثورية!

انضموا إلى الأممية الشيوعية الثورية!

محمد حسام

19 نوفمبر/تشرين الثاني 2024