الرئيسية / دول العالم / أمريكا / الولايات المتحدة / المؤتمر التأسيسي للحزب الشيوعي الثوري في أمريكا: مستقبل الشيوعية الأمريكية مشرق

المؤتمر التأسيسي للحزب الشيوعي الثوري في أمريكا: مستقبل الشيوعية الأمريكية مشرق

لقد أنتج التاريخ جيلا من الشيوعيين في الولايات المتحدة. والآن تم رسميا تأسيس حزب سياسي جديد لتوحيدهم تحت راية مشتركة: حزب الشيوعيين الثوريين في أمريكا.

يسعى حزبنا إلى توحيد جميع الشيوعيين الجادين والعمال الممتلكين للوعي الطبقي في قوة متماسكة يمكنها قيادة الطبقة العاملة الأمريكية إلى الإطاحة الثورية بالرأسمالية، في حياتنا.

اجتمع أكثر من 400 شيوعي في فيلادلفيا يومي 27-28 يوليوز 2024، لحضور المؤتمر التأسيسي للحزب. وقد حضر المؤتمر رفاق من أكثر من 50 مدينة أمريكية، مع مندوبين منتخبين من خلايا الحزب في كل المناطق الرئيسية في البلد:

الشمال الشرقي:

• بوسطن

• نيو هافن

• نيوجيرسي

• مدينة نيويورك

• فيلادلفيا

• بورتلاند

• بروفيدنس

الغرب الأوسط:

• شيكاغو

• كولومبيا

• دي موين

• ديترويت

• ماديسون

• مينيابوليس

• سانت لويس

• كانساس سيتي

الجنوب:

• أتلانتا

• دالاس-فورت وورث

• هيوستن

• لويزفيل

• رالي

الغرب:

• البوكيرك

• بيلينجهام

• دنفر

• لوس أنجلوس

• فينيكس

• سان دييغو

• منطقة خليج سان فرانسيسكو

• سياتل

• توسان

كما حضر المؤتمر ضيوف من العديد من المدن الأخرى، فضلا عن زوار من بريطانيا وكندا والمكسيك والسويد وأيرلندا والنمسا.

كان المزاج حماسيا جدا منذ بداية المؤتمر. وطوال اليومين كان المندوبون مشغولين بمناقشة العمل في مناطقهم وأهمية تأسيس حزب الشيوعيين الثوريين لأمريكا.

منظورات الثورة

بدأ اليوم الأول (السبت 27 يوليوز) بمناقشة حول المنظورات العالمية، والتي قدمها فريد ويستون، عضو السكرتاريا الأممية للأممية الشيوعية الثورية. أوضح فريد الأزمة التاريخية التي تواجه الرأسمالية العالمية التي تعاني من الاضطراب الاقتصادي، ومستويات ديون غير مسبوقة، والاستقطاب السياسي، والتوترات العسكرية المتزايدة، بما في ذلك الحروب في أوكرانيا وغزة.

هذه العوامل تدفع كل بلدان العالم نحو انفجار الصراع الطبقي خلال السنوات القادمة. والحركات الجماهيرية الأخيرة في كينيا وبنغلاديش هي مؤشر على ما يحبل به المستقبل في كل مكان. ولهذا السبب أسسنا الأممية الشيوعية الثورية في يونيو، لبناء قيادة شيوعية أممية للطبقة العاملة العالمية.

في فترة ما بعد الظهر، ركز المؤتمر انتباهه على تطور الأزمة الرأسمالية والصراع الطبقي في الولايات المتحدة. تحدث جون بيترسون، عضو اللجنة التنفيذية لحزب الشيوعيين الثوريين لأمريكا، عن التطورات الثورية القادمة في أقوى بلد إمبريالي على وجه الأرض.

إن الوضع السياسي الحالي في الولايات المتحدة يتسم بالاضطراب الاقتصادي الذي يؤدي إلى استياء شديد، لكن وبسبب الافتقار إلى قيادة شيوعية حقيقية يمكنها الوصول إلى جماهير الطبقة العاملة، يتم توجيه هذا الاستياء في مسارات مرتبكة.

الترامبية، التي تستغل هذا الاستياء، ظهرت لأول مرة على الساحة في عام 2015، ومنذ ذلك الحين انتشرت لتصبح أكبر تشويه لوعي فئات واسعة من الطبقة العاملة. يستفيد ترامب من الاستسلام السياسي الكامل لبرني ساندرز وألكسندريا أوكاسيو كورتيز والحزب الاشتراكي الديمقراطي، للحزب الديمقراطي، مما أعطى ترامب احتكارا شبه كامل للمزاج “المناهض للمؤسسة” في المجتمع الأمريكي. كما أن قيادة النقابات العمالية AFL-CIO ترفض أن تقدم للطبقة العاملة أي طريق كفاحي للمضي قدما.

لقد سلطت أحداث الأسابيع الأخيرة الضوء على خرف الطبقة السائدة وافتقارها للخيارات. وفي حين أن نتيجة الانتخابات في نوفمبر سيكون لها تأثير معين على التطورات الفورية، فإن المسار العام هو نحو احتداد الصراع الطبقي، بغض النظر عمن سيدخل البيت الأبيض.

وبينما نشارك نحن الشيوعيون في هذه السيرورة، فإن شعارنا هو: الاستقلال الطبقي التام عن الحزبين الديمقراطي والجمهوري. وتتمثل مهمتنا المباشرة في كسب وتنظيم وتدريب كوادر البلشفية الأمريكية، من بين مئات الآلاف من الشباب ذوي الميول اليسارية الذين يتحركون بالفعل في اتجاهنا، من أجل الاستعداد مقدما للنضالات التي تنتظرنا.

بعد هذه المناقشات، قدم فريد ويستون تقريرا عن تقدم الأممية الشيوعية الثورية، مع تقديم الرفاق الحاضرين من كندا والمكسيك لتقارير مباشرة عن العمل في تلك البلدان. ​​لقد أسفرت حملة “هل أنت شيوعي؟” لعام 2023، وتشكيل أحزاب شيوعية ثورية جديدة، وتأسيس الأممية الشيوعية الثورية، عن نتائج مذهلة في مختلف البلدان، الشيء الذي يمثل دليلا على أن ظهور “الجيل الشيوعي” ظاهرة أممية ونتاج للأزمة البنيوية للنظام الرأسمالي.

وفي ختام اليوم، عقد المؤتمر نشاطا رائعا لجمع المساهمات المالية، والذي تجاوزنا خلاله الهدف المتوقع بفارق كبير. إن إطلاق حزب سياسي جديد ليس بالمهمة السهلة. فهو يتطلب الوقت والجهد والمال لجعله ناجحا. كانت التضحيات العظيمة التي قدمها الرفاق لبناء الحزب ملهمة حقا، وكانت بمثابة مقياس آخر للالتزام البلشفي من جانب الحاضرين. يمكن للمتعاطفين معنا وقرائنا أيضا المساهمة في صندوق النضال الخاص بنا.

نحو تنظيم أول 10,000 بلشفي في الولايات المتحدة

بعد مناقشة المنظورات والمسار العام للرأسمالية الأمريكية والعالمية في اليوم الأول، ركز اليوم الثاني على المهام المباشرة التي تواجه الشيوعيين في الولايات المتحدة.

غالبا ما يُفترض أن العصر الذهبي للشيوعية الأميركية كان في ثلاثينيات القرن العشرين. حيث قاد الحزب الشيوعي الأميركي بعض النضالات المهمة في تلك الفترة، لكنه انحط في نهاية المطاف إلى منظمة إصلاحية.

لكن وكما أوضح أنطونيو بالمر، من اللجنة التنفيذية لحزب الشيوعيين الثوريين لأمريكا، فإن العصر الذهبي الحقيقي للشيوعية الأميركية يوجد أمامنا، إذا حضرنا له بأنفسنا!

قبل عام، لاحظت المنظمة تصاعد شعبية الشيوعية بين الشباب في الولايات المتحدة وأطلقت حملة “هل أنت شيوعي؟”. فكانت النتائج مذهلة، وكشفت عن عمق المشاعر الشيوعية في المجتمع الأمريكي.

ومنذ ذلك الحين، تضاعف حجم المنظمة بأكثر من الضعف، حيث نمت بنسبة 115%. يحدث هذا في وقت تغرق فيه بقية تيارات اليسار الأخرى في الأزمة وتنقسم إلى شظايا. ونتيجة لهذا التحول، تم طرح اقتراح تأسيس الحزب الشيوعي لأمريكا في فبراير من هذا العام، واستمر نشاط كسب المناضلين لراية الشيوعية على قدم وساق.

وتشهد إنجازات أخرى حديثة للمنظمة على هذا التطور. حيث أصبح لحزب الشيوعيين الثوريين لأمريكا الآن حضور في 17 من أكبر 20 منطقة حضرية في الولايات المتحدة. وفي وقت سابق من هذا العام، أطلقت المنظمة صحيفة جديدة -مع زيادة كبيرة في التوزيع- وبودكاست جديد، تلقى ما يقرب من 60 ألف عملية تنزيل خلال الأشهر القليلة الأولى فقط.

وقد تحدث مندوبون من مختلف أنحاء الولايات المتحدة عن جهودهم المحلية في بناء الحزب، التي أسفرت عن هذه النتائج. وبالإضافة إلى أساليب كسب المناضلين المجربة والصحيحة، أبدع الرفاق أنواعا جديدة من النشاط لمنظمتنا، مثل الدعوة إلى المظاهرات والتجمعات، وبناء خلايا في أماكن العمل لحزب الشيوعيين الثوريين لأمريكا، والقيام بالتحريض الشيوعي، وهو ما مكنهم من الالتقاء بمئات الشيوعيين.

يثبت كل هذا النشاط أن هناك حقا آلافا من الرفاق المستقبليين، ينتظرون منا كسبهم لهذا الحزب. ونحن بحاجة فقط إلى العثور عليهم!

لنتعلم من لينين

في فترة ما بعد الظهر، عقد المؤتمر مناقشة افتتحها فريد ويستون حول الحاجة إلى تأسيس حزبنا على الأساس الصلب للنظرية الماركسية.

استشهد فريد بلينين، الذي أوضح في مقولته الشهيرة أنه “لا حركة ثورية بدون نظرية ثورية”. والواقع أن الحزب الثوري الوحيد الذي نجح في قيادة النضال من أجل الإطاحة بالرأسمالية، أي الحزب البلشفي، كان يستند بقوة إلى أفكار ماركس وإنجلز.

النظرية الماركسية هي بوصلتنا. وبدونها لن نكون قادرين على الإبحار عبر تعقيدات الصراع الطبقي.

النظرية ضرورية أيضا لتوسيع المنظمة والحفاظ على نمونا. لكي نصبح حزبا يضم 1000 و5000 و10000 عضو وأكثر، يجب على جميع الرفاق العمل ليصبحوا كوادر ماركسية. إن الطريق إلى الأمام نحو حزب شيوعي جماهيري لا يمكن أن يأتي إلا على هذا الأساس.

إن كسب الشيوعيين غير المنظمين في جميع أنحاء البلاد أمر ضروري وممتاز، ونحن نحقق نجاحا هائلا في هذا العمل. لكن إذا لم يتم دمج هؤلاء الأعضاء الجدد في خلايا فعالة حيث يمكنهم تعميق فهمهم للماركسية وتحمل المسؤولية الحقيقية للمساعدة في بناء الحزب، فإن نمونا سوف يكون معاقا. لن يتمكن الحزب من النمو كميا وكيفيا إلا من خلال الجمع بين جهود الكسب الجريئة وبين التكوين الماركسي الجاد.

ولحسن الحظ، فهنا أيضا، يقف حزب الشيوعيين الثوريين لأمريكا على أساس صلب. فخلال يومي المؤتمر  تم بيع ما مجموعه 24800 دولار أمريكي من الكتب والكراسات الماركسية! هذا التعطش الواضح للنظرية الماركسية يبشر بالخير لمستقبل الحزب.

تأسيس حزب الشيوعيين الثوريين في أمريكا

في الجلسة الأخيرة من أشغال المؤتمر، تحدثت لورا براون، من اللجنة التنفيذية للحزب عن هيكل الحزب: المركزية الديمقراطية.

إن هذا المبدأ التنظيمي، الذي ينبع من تاريخ وديناميات الصراع الطبقي الأساسية، يتلخص في الأساس في وجود ديمقراطية كاملة ونقاش حر قبل التصويت، ووحدة كاملة في العمل بعد اتخاذ القرار.

بعد هذه الجلسة، انتخب المؤتمر لجنة مركزية لتكون بمثابة فريق قيادة وطني للحزب. ثم، في نهاية هذين اليومين من المداولات والمناقشات، تم طرح الوثائق ومقترح تأسيس حزب الشيوعيين الثوريين لأمريكا للتصويت الرسمي، بناء على اقتراح جون بيترسون.

تم الموافقة بالإجماع على مسودات وثائق المؤتمر – “بيان للجيل الشيوعي في أمريكا“، و”برنامج كفاحي للشيوعيين الثوريين في أمريكا“، والنظام الأساسي لحزب الشيوعيين الثوريين لأمريكا، مع التعديلات التي أدخلت عليه أثناء المؤتمر.

وفي الأخير صوت المؤتمر للإعلان رسميا عن تأسيس حزب الشيوعيين الثوريين لأمريكا. وأكد جون أن هذا التصويت ليس مجرد إجراء شكلي، وأن كل الحاضرين بتصويتهم لصالحه يكونون ملتزمين بنضال مدى الحياة. وفي المقابل يصيرون قادرين على النضال بوعي من أجل عصر جديد في التاريخ البشري، عصر يليق بالإنسانية حقا.

وبالنظر إلى المزاج الحماسي الذي ساد المؤتمر لم يكن من المستغرب أن يصوت المؤتمر بالإجماع على إعلان الحزب، وسط هتافات وتصفيق الحاضرين. واختتم جون كلمته قائلا: “أنتم جميعا أعضاء مؤسسون رسميا لحزب الشيوعيين الثوريين لأمريكا. لكن هناك عشرات الآلاف من الشيوعيين الآخرين الذين ينتظرون الانضمام إلى صفوفنا! فلنذهب إليهم ونكسبهم إلى صفوفنا!”.

ثم ألقى فريد ويستون تعليقات ختامية لأشغال المؤتمر، الذي اختتم بترديد حماسي لنشيدي الأممية والراية الحمراء.

إعلان حزب الشيوعيين الثوريين لأمريكا للعالم

اختتمت أشغال المؤتمر بمسيرة للأعلام الحمراء جابت شوارع فيلادلفيا، والتي كانت أكبر مسيرة شيوعية يشهدها هذا البلد منذ أجيال.

تظاهر 400 شيوعي حاملين للأعلام واللافتات الشيوعية، وساروا عبر شارع ماركت، إلى قاعة الاستقلال، لحضور تجمع شيوعي.

وقد كانت قاعة الاستقلال موقعا مناسبا لذلك التجمع. إن الثورة الأمريكية الأولى، التي دشنت عصرا ثوريا مذهلا في تاريخ البشرية، تشكل جزءا من التراث الثوري لهذا البلد، الذي ندعمه وندافع عنه. ولكنها لم تكن لتذهب إلى أبعد من ذلك بقدر ما سمحت به الظروف الاقتصادية في القرن الثامن عشر. وكانت الثورة الأمريكية الثانية هي الحرب الأهلية التي اقتلعت العبودية.

ونحن اليوم نناضل من أجل الثورة الأمريكية الثالثة -الثورة الاشتراكية- التي ستحرر البشرية حقا.

أمام قاعة الاستقلال، ألقى الرفاق خطابات نارية حول الحاجة إلى بناء حزب عمالي مستقل ومحاربة محاولات الرأسماليين لتقسيمنا، وكذلك ما يعنيه النضال من أجل عالم خالٍ من قيود الرأسمالية والإمبريالية.

فلترتعد ​​الطبقات السائدة!

شعر جميع الرفاق الحاضرين بالسعادة الغامرة بكون المسيرة قد أثارت على الفور غضب الرجعيين على الإنترنت.

ففي غضون بضع ساعات فقط، انتشر مقطع فيديو للمسيرة على تويتر اليميني، مع تعليقات من أمثال إيلون ماسك وأليكس جونز.

كما تم لاحقا التقاط مقطع فيديو للمسيرة بواسطة Fox News Digital وغيرها من قنوات الأخبار في جميع أنحاء العالم!

لم تكن هذه الدعاية سوى استباق لما سنراه في السنوات القادمة، حيث سيواصل الحزب الاستيلاء على المشهد السياسي والنضال الطبقي. اعتقد الرأسماليون الأمريكيون أنهم قضوا على الشيوعية إلى الأبد منذ عقود عديدة، لكنهم سيدركون قريبا أنهم كانوا مخطئين تماما. لقد بدأ حفارو قبر الرأسمالية الأمريكية -الطبقة العاملة الأمريكية التي يزيد عددها عن 100 مليون- في الاستيقاظ، وبمجرد أن يدركوا قوتهم ويتوفروا على قيادة شيوعية بمنظورات واضحة، لن تكون هناك أية قوة على وجه الأرض قادرة على إيقافهم.

نحن، الأعضاء المؤسسون لحزب الشيوعيين الثوريين في أمريكا، فخورون بأن نكون مؤسسي الحركة الشيوعية الأكبر حجما، ونحن مفعمون بالثقة في المستقبل. إن التاريخ إلى جانبنا. وكما أوضح ماركس في الوثيقة التأسيسية لحركتنا:

“إن الشيوعيين يرفضون إخفاء آرائهم وأهدافهم. إنهم يعلنون صراحة أن غاياتهم لا يمكن تحقيقها إلا بالإطاحة بالقوة بكل الظروف الاجتماعية القائمة. فلترتعد الطبقات السائدة أمام الثورة الشيوعية. ليس لدى البروليتاريا ما تخسره سوى أغلالها ولديها عالم لتكسبه”.

الشيوعيون الثوريون في أمريكا

1 أغسطس/آب 2024

ترجم عن موقع الدفاع عن الماركسية:

Founding Congress of the RCA: the future of American communism is bright