الرئيسية / الأممية الشيوعية الثورية / أنشطة ومؤتمرات / انطلاق المؤتمر التأسيسي للأممية الشيوعية الثورية!

انطلاق المؤتمر التأسيسي للأممية الشيوعية الثورية!

اجتمع أكثر من 500 شيوعي/ة من كل أركان العالم في اليوم الأول من المؤتمر التأسيسي للأممية الشيوعية الثورية (RCI)، بالإضافة إلى تسجيل 7,160 آخرين للمشاهدة عبر الإنترنت حتى الآن. لقد كان الجو مشحونًا بالحيوية حيث ناقش الرفاق الصراع الطبقي في كل القارات، مع التركيز على المهمة المركزية للأممية الشيوعية الثورية في أسبوع تأسيسها: تجنيد وتدريب الشيوعيين للثورة القادمة. إذا لم تكن قد سجلت بعد لمشاهدة المؤتمر التأسيسي، فلا يزال بإمكانك ذلك: سجل الآن!

وقد كان الطابع الأممي للحدث واضحًا منذ البداية. فقد حضر 500 رفيق/ة شخصيًا من الأرجنتين والنمسا وبلجيكا وبوليفيا والبرازيل وبريطانيا وكندا وتشيلي وكولومبيا والتشيك والدنمارك والسلفادور وفنلندا وفرنسا وألمانيا والمكسيك والمغرب واليونان والمجر وأيرلندا وإيطاليا والمكسيك وهولندا وباكستان وبيرو وبولندا والبرتغال وبورتوريكو وإسبانيا وسريلانكا والسويد وسويسرا وتايوان والولايات المتحدة الأمريكية وفنزويلا وبلدان يوغوسلافيا السابقة، بما في ذلك البوسنة وصربيا ومقدونيا الشمالية، وبلدان أخرى كثيرة جدًا من الصعب حصرهم.

لأول مرة، كان هذا حدثًا مختلطًا، حيث أقيمت تجمعات المشاهدة في كل القارات، وتابع الحضور البث في 120 بلدًا مختلفًا.

بدأ المؤتمر بإعلان التحية الرفاقية التي أرسلها إيفان بينيرو، القائد التاريخي للحزب الشيوعي البرازيلي. بينيرو هو جزء من مجموعة تم طردها بيروقراطيًا من الحزب الشيوعي البرازيلي بسبب موقفها المبدئي من الحرب والإمبريالية، وتتنظم الآن باسم الحزب الشيوعي الثوري البرازيلي. وقد نشرنا رسالته كاملة هنا.

افتتح روب سيويل المؤتمر رسميًا وسط موجة من التصفيق: “مرحبًا بكم في المؤتمر التأسيسي للأممية الشيوعية الثورية!” وفي إطار الاستعداد لهذا المؤتمر أطلقنا إلى العالم وثيقتنا التأسيسية: بيان الأممية الشيوعية الثورية. لقد تمت ترجمة البيان إلى 25 لغة، وهو يمثل، في نفس الوقت، دراسة علمية للسيرورات الرئيسية في العالم، ودعوة للعمال والشباب الشيوعيين في جميع أنحاء العالم للتنظم تحت هذه الراية.

وكما أوضح آلان وودز، فإن هذا النص يتحدث عن نفسه. إن أفكار الأممية الشيوعية الثورية ليست أقل من أفكار الشيوعية العلمية الحقيقية التي احتفظت بكل راهنيتها ونضارتها منذ أن كتب البيان الشيوعي شابان، ماركس وإنجلز. وهذا هو التقليد الذي نمثله بكل فخر.

وفي حين أن الشيوعيين قد لا يمتلكون الجيوش أو الأسلحة أو القوات البحرية والجوية التي تمتلكها الطبقة السائدة، فإن حركتنا الأممية الجريئة، المرتكزة على الأفكار والأساليب الماركسية الحقيقية، لديها القدرة على تغيير العالم بالكامل. وكما قال فيكتور هوغو ذات مرة: لا شيء، ولا جيش، أقوى من فكرة قد حان وقتها.

تحولات في الوعي

إن الأزمة العالمية للرأسمالية تواجه الجماهير كل يوم بأهوال الحرب والإمبريالية والقمع. ولكن مثل الضغوط الهائلة الموجودة تحت القشرة الرقيقة التي تفصلنا عن الصهارة المشتعلة في جوف الأرض، حيث يتزايد هذا الضغط ويتراكم، فإنه في النهاية يجد نقطة ضعف ليظهر. في نهاية المطاف، ينفجر هذا الضغط على شكل كوارث: الزلازل والانفجارات البركانية. ونفس السيرورة الجدلية تتطور بين وعي الملايين محضرة لانفجارات ثورية. ومع أن الحياة في ظل الرأسمالية أصبحت على نحو متزايد لا تطاق بالنسبة لمليارات البشر، فإن المزيد والمزيد من الناس يبحثون عن التغيير الجذري المحتمل للوضع الراهن.

لقد عملت حرب الإبادة الجماعية التي شنتها إسرائيل، والتي علق عليها العديد من الرفاق، على تسريع هذه السيرورة بشكل كبير. ففي الولايات المتحدة، كشف دعم “جو بايدن الإبادة الجماعية” غير المشروط لنتنياهو بوضوح عن الطبيعة الإمبريالية للطبقة السائدة في الولايات المتحدة. إن هذا الإنفاق العسكري الباهظ لن ​​يؤدي إلا إلى تقويض ثقة الطبقة العاملة الأمريكية في النظام الرأسمالي في وقت حيث الاقتصاد الأمريكي مثقل بالديون.

وفي بريطانيا، تمت الدعوة إلى انتخابات عامة مفاجئة يكافح فيها الجمهور للتمييز بين سوناك وستارمر، وكلاهما يذعن أمام الإمبريالية الأمريكية، وقد اصطفا للدفاع عن المذبحة التي تشنها إسرائيل. وقد تسبب هذا في رد فعل  كبير بين العمال والشباب الذين ليس لديهم ما يكسبونه من فوز أي من الحزبين الرئيسيين.

إن المزاج الغاضب في المجتمع يساعد على تفسير التأثير المذهل الذي خلفه الظهور التلفزيوني المباشر للرفيقة البريطانية فيونا لالي، التي هاجمت أبرز ممثلة عن يمين حزب المحافظين، سويلا برافرمان، وفضحتها كونها كاذبة وداعية للحرب.

لقد انتشرت لقطات لقاء فيونا بكثرة، وحصدت عشرات الملايين من المشاهدات عبر الإنترنت، وعلى إثرها اتخذ رفاق الحزب الشيوعي الثوري في بريطانيا خطوة استثنائية بترشيح فيونا مرشحة شيوعية ثورية للبرلمان. لقد تلاقت الحملة الشيوعية الجريئة التي قام بها الرفاق مع الرغبة العميقة في إحداث تغيير جذري في المجتمع، وهو ما لا يقدمه أي حزب آخر.

وفي الشرق الأوسط، تهدد الحرب في غزة بإشعال برميل بارود لم نشهد مثله منذ الربيع العربي. ومع عدم ظهور أي علامة تشير إلى توقف إسرائيل عن حربها، فإن انفجارًا اجتماعيًا في هذه المنطقة أصبح أمرًا منتظرًا. ومن شأن مثل هذه الحركة أن ترسل موجات صدمة في جميع أنحاء العالم، وتكون بمكانة منارة ثورية للعمال والشباب على المستوى العالمي.

الشيوعيون قادمون

كثيرًا ما يتهمنا أعداء الشيوعية بأننا طوباويين. ولكن، كما أوضح آلان، ليس هناك قطرة من المثالية في أفكارنا. إن أكثر الطوباويين يأسًا هم أولئك، على عكسنا، الذين يعتقدون أن هذا النظام يمكن إصلاحه.

وكما نرى، يُجري الإعداد لأحداث متفجرة في جميع أنحاء العالم. وتكتسب الأفكار الشيوعية شعبية متزايدة بين شريحة واسعة من الشباب. إن سقوط الرأسمالية أمر لا مفر منه مثل النظام الإقطاعي الذي حلت محله ذات يوم. لكن الإطاحة بها يجب أن يكون عملًا واعيًا. وقد شبه آلان الرأسمالية بشخصية الفولكلور الروسي كوشي الخالد الذي يعرج باستمرار بالرغم من التحلل المثير للاشمئزاز لجسده حتى يُقتل ذات يوم. والرأسمالية أيضًا لن تموت بمحض إرادتها. فيجب على الطبقة العاملة أن تسقطها بوعي، ولكن من أجل ذلك يجب أن يكون لديها قيادة شيوعية واعية. ولتحقيق هذه الغاية، أسسنا الأممية الشيوعية الثورية (RCI). وكما أوضح آلان: “يجب علينا الآن أن نسير بجرأة في اتجاه جديد، وأن نرفع بجرأة راية حزب جديد وأممية شيوعية ثورية”.

وفي ختام اليوم، وافق المؤتمر بالإجماع على بيان الأممية الشيوعية الثورية، مع مزيد من الغناء للأممية.

بدأ المؤتمر التأسيسي للأممية الشيوعية الثورية بدفعة كبيرة. وسوف نستمر في نشر التقارير على مدار الأسبوع، ولكن لتحقيق أقصى استفادة من هذا الحدث التاريخي، سجلوا الآن وشاهدوا معنا عبر الإنترنت في حين نواصل غدًا!

موقع الدفاع عن الماركسية

11 يونيو/حزيران 2024

النص الأصلي:

The founding conference of the Revolutionary Communist International begins!