الرئيسية / كتب ومنشورات / مجلات وجرائد / التيار الماركسي الأممي يصدر العدد العاشر من مجلته: الحرية والشيوعية (الافتتاحية والمحتويات)

التيار الماركسي الأممي يصدر العدد العاشر من مجلته: الحرية والشيوعية (الافتتاحية والمحتويات)

يسرنا أن نضع بين أيدي جميع قراء ومتابعي موقع ماركسي ومناضلي التيار الماركسي الأممي والمتعاطفين معه، العدد العاشر من مجلة “الحرية والشيوعية”، المجلة العربية للتيار الماركسي الأممي.

لتحميل المجلة اضغط على الصورة أو هنا

هذا العدد تم إعداده خلال صيف هذه السنة، مباشرة بعد نهاية الجامعة الماركسية الأممية، وستقرؤون فيه تحليلات سياسية ونظرية، حيث ستجدون في الملف النظري مقالا موسعا عن الماركسية ضد التحررية (المدرسة الاقتصادية النمساوية) للرفيق آدم بوث، من الفرع البريطاني للتيار الماركسي الأممي، ومقال عن الركود التضخمي والصراع الطبقي للرفيق روب سيويل، القيادي في الفرع البريطاني للتيار الماركسي الأممي.

في ملف الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ننشر مقالة حول تصاعد العنف ضد النساء في مصر. وفي الملف الأممي ننشر مقالا لآلان وودز الذي هو في الأصل خطاب ألقاه في الجامعة الماركسية الأممية وعرض فيه المنظورات العالمية”.

في الملف الفني، ننشر مقالا بمناسبة الذكر الخمسين لصدور فيلم “العراب” للرفيق أشعيا جونسون، من الفرع الأمريكي للتيار الماركسي الأممي.

الافتتاحية:

قال لينين قبل أزيد من مائة عام إن الرأسمالية هي الرعب بدون نهاية، ومنذ ذلك الحين كل يوم يمر لا ينفك يأتي بالمزيد من الأدلة على صحة ذلك الموقف. حروب لا تنتهي وأزمات ومجاعات واستغلال بشع وعبودية وتلوث بيئي وارتفاع لدرجات الحرارة بمستويات منذرة بالكارثة… كل ذلك من أجل مراكمة الأرباح لصالح أقلية صغيرة من كبار الرأسماليين على حساب الملايير من البشر وعلى حساب البيئة.

في هذه السنة وحدها (2022) ستدفع الرأسمالية بأكثر من 260 مليون شخص إضافي إلى الفقر المدقع، وهو ما يعادل مجموع ساكنة كل من المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا وإسبانيا مجتمعين معا. وارتفاع أسعار الغذاء لوحده سوف يرمي بـ 65 مليون شخص إلى الفقر المدقع، ليصير مجموع الذين يعيشون الفقر المدقع عالميا إلى 860 مليون شخص. (المصدر: منظمة أوكسفام)

هذا وحسب تقرير لمنظمة أوكسفام، فإن مختلف أشكال اللامساواة (انعدام الخدمات الطبية، الجوع، الاضطرابات المناخية…) تساهم في وفاة 21.000 انسان كل يوم على الأقل، وهو ما يعني وفاة شخص واحد كل أربعة ثوان.

كل ذلك في خضم وفرة غير مسبوقة في التاريخ، إذ في زمن الجائحة والكساد تضاعفت ثروة 10 أشخاص الأكثر ثراء في العالم، بحيث انتقلت من 700 مليار دولار إلى 1.500 مليار دولار، بوتيرة 15.000 دولار في الثانية الواحدة (أجل لقد قرأتها بشكل صحيح: في الثانية الواحدة)، أو 1,3 مليار دولار في اليوم.

لقد صار هؤلاء العشرة لوحدهم يمتلكون ثروة تزيد عما يمتلكه 3,1 مليار انسان مجتمعين. لقد اغتنوا إلى درجة أنهم حتى ولو خسروا 99,99% من ثروتهم الحالية سيستمرون أكثر غنى من 99% من سكان العالم.

أليس هناك من حل؟ هل يستحق هذا الوضع أن يستمر؟ هل هذا “وضع طبيعي”؟ يقول برتولت بريخت في مسرحية الاستثناء والقاعدة:

“إننا نناشدكم على وجه الخصوص، ألا تقولوا:
“هذا أمر طبيعي”
إزاء ما يعترضكم من الأحداث كل يوم…
ففي عصر يسوده الاضطراب وسفك الدماء
والفوضى المنظمة والجشع
وتفقد الإنسانية إنسانيتها
لا ينبغي لكم أن تقولوا:
“هذا أمر طبيعي”
حتى لا يستعصي شيء على التغيير”.

وإذا ما نحن تركنا جانبا القدريين الأغبياء والمدافعين المتطرفين عن الرأسمالية، سنجد أنه حتى منظري الرأسمالية الأكثر تبصرا يعترفون بأن الوضع سيء وأنه ليس قضاء وقدرا، رغم أنهم، بطبيعة الحال، لا يصلون إلى خلاصات ثورية، بل بالتحديد من أجل تفادي تلك الخلاصات الثورية…

أوردت منظمة أوكسفام في أحد تقاريرها أن فرض ضريبة سنوية قدرها 02% فقط على ثروات أصحاب الملايين، و05% فقط على ثروات أصحاب الملايير، من شأنها أن تجمع مبلغا قدره 2520 مليار دولار سنويا، وهو الذي من شأنه أن ينقذ 2,3 مليار إنسان من الفقر، ويمكِّن من توفير الخدمات طبية والحماية الاجتماعية لكل سكان البلدان ضعيفة ومتوسطة الدخل.

طبعا لا تمتلك تلك المنظمة، وأنصارها من الإصلاحيين، أي جواب عن الأسئلة الجدية من قبيل من سوف يفرض تلك الضريبة، وكيف سيفرضها، ومن سيوجهها لخدمة الفقراء، وما هي مصلحته من وراء ذلك، الخ. فكلها أسئلة جوابها الوحيد سيصب في ضرورة الثورة الاشتراكية وبناء السلطة العمالية على أنقاض الدولة البرجوازية.

لكن ورغم ذلك فإنه إذا كان في مقدور تلك الإجراءات الهزيلة أن تحقق كل تلك المكاسب، فتخيلوا فقط ما الذي يمكن تحقيقه من خلال مصادرة كل ثروات تلك الطفيليات بدون أي تعويض، ووضعها تحت الرقابة الديمقراطية للمنتجين الحقيقيين، عمال العالم بأسره، أنفسهم، وتسييرها بمخطط اشتراكي واع !

سيصير في الإمكان القضاء كليا على الجوع والفقر والحروب والكثير جدا من الأمراض والتلوث وبلوغ آفاق لا يمكن الآن تخيلها من الثقافة والرفاه للجنس البشري في انسجام كامل مع المنظومة البيئية.

هذا هو المشروع الاشتراكي الذي نناضل، نحن الماركسيون، في سبيله، وهذه هي القضية التي ندعوكم إلى الالتحاق بنا، في التيار الماركسي الأممي، للنضال من أجلها.

وهذه مجلتنا بين أيديكم، اقرأوها وزعوها في جامعاتكم وأماكن عملكم وأوساطكم، وراسلونا وانضموا إلينا لبناء القيادة الثورية في منطقتنا والعالم!