هذا الخطاب ألقاه آلان وودز (محرر موقع marxist.com) يوم 03 أبريل يناقش فيه جائحة كوفيد 19 وأسوأ أزمة رأسمالية على الإطلاق. وبالرغم من مرور شهر عليه الا أنه ما زال يحتفظ بكامل راهنيته والمعطيات الحالية لم تزد الا تأكيدا لخلاصات ما جاء في الفيديو.
لقد وجهت جائحة كورونا ضربة رهيبة للاقتصاد والوضع السياسي في العالم. في البداية قلل قادة معظم البلدان من خطورة الحالة في محاولة منهم لإبقاء النشاط الاقتصادي مستمرا، وهم الآن يتدافعون بشدة من أجل استعادة الاستقرار وتجنب الاضطرابات الاجتماعية.
إنهم يخرقون جميع قواعدهم في هذا المسعى: يغطون الأجور من خلال الاكتتاب ويخضعون بعض الصناعات لسيطرة الدولة وينفقون مبالغ ضخمة لدعم النظام. عندما ستنتهي الجائحة سوف يحاولون التراجع عن هذه الحلول والاستثمارات قصيرة الأجل، وسيقدمون الفاتورة للطبقة العاملة على شكل اقتطاعات وتقشف، لكن ذلك لن يكون سهلا حيث أن الطبقة العاملة لن تتقبل الهجمات باستكانة.
في هذا الأثناء يضغط أرباب العمل على العمال للاختيار بين الصحة وبين مناصب الشغل. وفي بلدان مثل إيطاليا، ترفع منظمات أرباب العمل صوتها عاليا من أجل إبقاء المصانع مفتوحة، بحجة أن صناعة الأسلحة والمنسوجات، على سبيل المثال، “صناعات ضرورية”. بينما يكافح قطاع الخدمات الصحية في كل مكان من أجل التأقلم مع الوضع، حيث أصبح عمال قطاع الصحة يتساقطون بشكل متزايد ضحايا في المعركة ضد الفيروس.
وعلى الرغم من “عقلية الحرب” المؤقتة ومشاعر الوحدة الوطنية التي أدت إلى وقوف الناس وراء حكوماتهم لفترة من الزمن، فإنه مع ارتفاع عدد القتلى وانفضاح الطبيعة الفاسدة للنظام الرأسمالي، سيتوصل ملايين الناس إلى صحوة سياسية. لقد أطلقت جائحة كورونا العنان لمرحلة جديدة مضطربة في السياسة العالمية.
الى الامام