يوم الاثنين 18 أبريل، قدم لي أدن تشافيز (Adan Chavez) – أحد قادة الحركة البوليفارية والأخ الأكبر للرئيس والذي يشغل الآن منصب سفير فنزويلا في كوبا- دعوة منه لتناول الإفطار معه في الإقامة التقليدية لرؤساء فنزويلا La casona، فكانت فرصة لإجراء هذا الحوار القصير معه.
«بالنسبة للثورة البوليفارية، ليس هنالك من “طريق ثالث” ممكن، يجب أن نختار الاشتراكية»
آلان وودز : هل يمكنكم أن تحدثوننا قليلا عن عائلتكم؟ أعتقد أنكم تنحدرون من أسرة متواضعة.
أدن تشافيز: هذا صحيح، فأنا من ولاية باريناس (Barinas) التي تقع في ولاية لوس جانوس (Los llanos)- السهول- في الجزء الغربي من فنزويلا. إنها منطقة فلاحية، تعتمد أساسا على الرعي. أبي وأمي كانا معلمان، وهما الآن متقاعدان. ولقد أصبح والدي، منذ 1998، حاكما لولاية. نحن ستة إخوة أنا أكبرهم.
آلان وودز: كيف صرت منخرطا في العمل السياسي؟
أدن تشافيز: عندما كان سني 16 سنة، التحقت بحركة اليسار الثوري (M.I.R) وهي منظمة ماركسية لينينية كانت لها علاقة مع حركة اليسار الثوري الشيلية. في صفوفها بدأت تكويني السياسي والثوري. لكنه بعد ثلاث سنوات، بدأ هذا الحزب بالانحطاط، وصار حزبا تحريفيا وانشق إلى قسمين: قسم استمر في تسمية نفسه بـ”ح.ي.ث” بينما أطلق القسم الآخر على نفسه اسم البديل الجديد. لكنني قررت أن لا أنتمي إلى أي من هاتين المجموعتين. فأنا لم أكن أتفق مع التحريفيين وكنت أؤيد فكرة ضرورة بناء حزب ثوري حقيقي لديه علاقة بالجماهير.
آلان وودز: ماذا عملت آنذاك؟
أدن تشافيز: لقد كنا مجموعة من الشباب نناضل من داخل الجامعة. ولقد أمضينا تقريبا عاما ونصف على هذا الحال. إلى حين انضمامنا إلى حزب آخر: حزب الثورة الفنزويلية (P.R.V). لقد كان هذا الحزب يشتغل في السرية وكان قائده هو دوغلاس برافو (Douglas Bravo)، الغواري الشهير. ولقد قمنا بقيادة حرب عصابات المدن. لكن وبسبب طبيعة الحزب السرية، لم نتمكن من خلق علاقات مع الجماهير. إضافة إلى هذا كان أعضائه دغمائيين جدا وعصبويين. كما كان الحال بالنسبة لـ”ح.ي.ث” انشق “ح.ث.ف” واختفى عن الوجود. لبناء حركة جماهيرية ثورية، يمكنها حسم السلطة، يجب امتلاك علاقات قوية مع الجماهير الشعبية وكذا امتلاك الدعم بين صفوف القوات المسلحة.
كان ذلك هو الوقت الذي كان فيه أخي هوغو يؤدي الخدمة في صفوف القوات المسلحة الوطنية كضابط شاب. وكانت قد تشكلت مجموعة صغيرة من الضباط الساخطين على الأوضاع في البلد والذين كانوا يفكرون في ضرورة عمل شيء لتغييرها. لقد كانوا جنودا تقدميين ووطنيين. فقمت بإخبار القيادة بوجودهم. وهكذا تم خلق علاقة بين الجانبيين. ولقد كانت لهوغو تشافيز علاقات مع مجموعات يسارية أخرى.
رغم أن “ح.ث.ف” اختفى الآن عن الوجود فإنه يجب علينا الاعتراف له بهذا. مرة أخرى صرت بدون حزب أنتمي إليه، لكننا بقينا على علاقة مع هؤلاء الضباط الوطنيين نقدم لهم جميع المساعدات التي نستطيعها.
هكذا تم تشكيل حركة مدنية/عسكرية هي الحركة البوليفارية الثورية 200 (M.B.R.200). لقد كان أعضاؤها يدرسون ويناقشون وأخيرا قرروا أنه عليهم إحياء الأفكار الثورية لسيمون بوليفار وسيمون رودريغيز وايزيكويل زمورا.
آلان وودز: لكنك ماركسي؟
أدن تشافيز: طبعا.
آلان وودز: إذن، كيف ترون دور الماركسية في الثورة البوليفارية؟
أدن تشافيز: أعتقد أنه وبنفس الطريقة التي قمنا بها بإحياء أفكار بوليفار ورودريغيز وزمورا، علينا أن نعمل على إحياء أفكار الماركسية الحقة، مطبقين إياها بشكل صحيح في بلدنا. إن الطريقة العلمية للماركسية ضرورية. إننا حركة مبنية على “مبادئ الشجرة ذات الثلاثة جذور”: لسيمون بوليفار وسيمون رودريغيز وايزيكويل زمورا. لكنك إذا قرأت هذه المبادئ سوف ترى أنها لا تتناقض إطلاقا مع الماركسية، إي أنها تدافع عن مبادئ الديموقراطية والمساواة والإنسانية.
آلان وودز: هذه المبادئ، هل يمكنها أن تطبق في ظل النظام الرأسمالي؟
أدن تشافيز: أعتقد شخصيا أنه لا يمكن ذلك. ولقد سبق للرئيس تشافيز أن صرح، خلال الأشهر القليلة الماضية، أن الرأسمالية هي الاستعباد وأنه على الحركة البوليفارية أن تتجه نحو الاشتراكية. وهذه الخلاصة ليست وليدة الصدفة. إنها نتاج للعديد من النقاشات، والعديد من الخبرات، وتحاليل عميقة للأوضاع. لقد كان الرئيس فيما مضى مناصرا لما يطلق عليه “الطريق الثالث”، أي طريق بين الرأسمالية والاشتراكية. لقد اختبرنا هذا المسار، وكما قال الرئيس: توصلنا إلى أنه ليس هنالك للثورة البوليفارية من طريق ثالث ممكن. يجب علينا اختيار طريق الاشتراكية. هذا لا يعني أننا سوف نستورد نماذج من الخارج. إن الاشتراكية هي نظام يأتي فيه الإنسان قبل الرأسمال. لكن يجب علينا أن نكيف أفكار الاشتراكية مع الشروط الملموسة.
آلان وودز: أعتقد أنكم بصدد قراءة كتابي “العقل في ثورة”، هل يمكنكم إبداء رأيكم فيه؟ يمكنكم أن تتحدثوا بكامل الصراحة!
أدن تشافيز: أعتقد أنه كتاب رائع. إنني لم أنتهي بعد من قراءته، لكن انطباعي هو أنه تحليل ماركسي صارم للفلسفة مطبق على الطبيعة. تخصصي هو الفيزياء مما يجعل هذا الكتاب ذو أهمية عظيمة بالنسبة لي. وقد أثار اهتمامي أكثر ما كتبتموه حول أصل الكون وهو الموضوع الذي كنت دائما مهتما به، لكنني أهملته فيما بعد مع الأسف.
آلان وودز: إن الطبعة الكوبية للعقل في ثورة قد تم إعدادها، وأتمنى أنكم سوف تساعدونني على نشرها.
أدن تشافيز: سوف يكون هذا شرفا عظيما لي ومثارا لسعادتي.
آلان وودز: تعلمون أننا قد نظمنا حملة للتضامن مع الثورة أطلقنا عليها اسم، “Hands off Venezuela”، (“ارفعوا أيديكم عن فنزويلا!”) هي الآن نشيطة في أكثر من 30 بلدا عبر العالم، ما رأيكم في هذا؟
أدن تشافيز: أعتقد أنها مبادرة جد هامة. أرى أنكم تكافحون من أجل التصدي لحملة الكذب التي تشنها وسائل الإعلام ضد الثورة البوليفارية. أعتقد أن حملة “Hands off Venezuela” هي، بالإضافة إلى طبيعتها التضامنية، محاولة لإشراك مختلف شعوب العالم. وهذا يستحق الدعم الكبير.
آلان وودز: أخيرا، هل لديكم أية رسالة توجهونها لمناصري حملة :”Hands off Venezuela”؟
أدن تشافيز: قبل كل شيء إنني أؤكد على الأهمية الكبيرة للحملة وأطلب منكم أن تواصلوا. وتأكدوا أن هذا العمل سوف يعطي ثماره في النهاية. إن رسالتي هي التفاؤل والأمل. إننا نناضل جميعا متحدين من أجل نفس القضية.
عنوان النص بالإنجليزية :