تميز فاتح ماي في فنزويلا هذه السنة بالانقسام العميق بين الثوريين وأعداء الثورة. إذ بينما حاولت نقابة CTV [ كونفدرالية العمال الفنزويليين] الموالية للإمبريالية بيأس تعبئة مؤيديها لإظهار عدائهم اتجاه حكومة هوغو تشافيز البوليفارية، نظمت الكونفدرالية الثورية الجديدة UNT [الاتحاد الوطني للعمال] مسيرة جماهيرية شارك فيها مئات آلاف العمال والشباب.
قطعت المسيرة أثناء سيرها خلال شارع Urdaneta، جسر Llaguno الشهير الذي استخدم في الصور المفبركة التي استعملتها المعارضة كمبرر لانقلاب أبريل 2002. لقد كانت المظاهرات ملئ بالرايات واللافتات لمختلف قطاعات الطبقة العاملة والفروع النقابية المحلية.
بينما نظم يوم فاتح ماي لسنة 2005 في سياق موجة التأميمات وخاصة شركتي إينفيفال (Inveval) وإينفبال (Invepal)، فإن فاتح ماي لهذه السنة انطبع بالمكائد واستفزازات الإمبريالية الأمريكية ضد فنزويلا. منذ الانتخابات التشريعية شهر دجنبر من السنة الماضية، كثف المسؤولون الأمريكيون هجماتهم ضد فنزويلا. لقد صرحت غونداليزا رايس أن تشافيز “عامل اضطراب” في أمريكا اللاتينية بينما ذهب دونالد رامسفيلد أبعد من ذلك بتشبيهه لتشافيز بهتلر. كما قامت الولايات المتحدة أيضا بإرسال حوالي 6000 جندي إلى الكاريبي للقيام بتداريب عسكرية، مما يعتبر تهديدا واضحا لفنزويلا وكوبا (انظر الرابط)
احتفالا بفاتح ماي، صادقت الحكومة على قانوني عمل جديدين. أحدهما مرسوم متعلق بـ (solvencia laboral) والذي يجبر الشركات والمصانع المتعاونة مع الدولة والتي تستفيد من الأموال أو العقود العمومية، على احترام قوانين الشغل الأساسية للبلد وتضمن حق الممارسة النقابية، وحق العمال في الانتظام، الخ. وإذا ما تم انتهاك هذه الحقوق يكون بمقدور مفتشي الشغل قانونيا معاقبة هذه المصانع والشركات.
في الوقت الذي يشكل فيه هذا الإجراء بالتأكيد خطوة كبيرة إلى الأمام، يبقى المشكل الرئيسي هو كون الدولة البرجوازية القديمة لا تزال في مكانها. هذا القانون لا يعطي حق التفتيش للنقابات الثورية. لجعل هذه القوانين فعالة حقا من الضروري تدمير جهاز الدولة البرجوازي ووضع الأسس لدولة عمالية عبر تطبيق مبادئ لينين التي أوضحها في كتابه: الدولة والثورة.
أما القانون الثاني فقد تضمن الرفع من الحد الأدنى للأجور بـ 10 %وقضى بأنه يجب على المشغلين أداء الأجور المؤجلة أو الغير مدفوعة لعمالهم. كما تقررت إصلاحات أخرى، بما فيها الرفع من قيمة التعويضات عن العمل أيام الآحاد والعطل.
كانت هناك العديد من النقابات والمجموعات البوليفارية المحلية حاضرة في المسيرة الثورية الكبرى في كاراكاس. ومن الضروري الإشارة إلى المجموعات المتعددة من العمال التي سارت مجتمعة تحت راية الجبهة الثورية لعمال الشركات المحتلة والموضوعة تحت الرقابة العمالية (أنظر: http://freteco.elmilitante.org). وقد كان عمال إنفيفال وإنفيبال مورون وعمال إينفبال ماركاي المسرحون وعمال Tomatera Caigua من بين العمال الذين شاركوا في المسيرة يحملون لافتات وأقمصة مكتوب عليها شعارات للدعاية للنضال من أجل التأميم والرقابة العمالية. شارك في هذه المظاهرات العديد من القادة النقابيين الهامين مثل لويس بريمو (Luis Primo).
وزعت الجبهة الثورية حوالي 10.000 نسخة من منشورها، تشرح فيه أنه من الضروري لنقابة UNT تبني مخطط للاستيلاء على المصانع وتأميمها تحت الرقابة العمالية، يهدف إلى إجراء تغييرات جوهرية على علاقات الإنتاج، تشريك أهم القطاعات الاقتصادية وتحويل المجتمع على أساس اشتراكي.
كان العمال متحمسين جدا، يرفعون شعارات تنادي بالاشتراكية وبتحقيق 10 مليون صوت لحملة تشافيز الانتخابية ومن أجل نظام الديموقراطية العمالية في فنزويلا. وقد كانت من بين اللافتات التي رفعت في المسيرة واحدة جاء بها الرفاق من إنفيفال تحمل شعار: “مصادرة المصانع المستولى عليها”.
سوف تنظم نقابة UNT مؤتمرا يوم 27 ماي. سوف يشكل هذا حدثا هاما في المسلسل الثوري بفنزويلا. سوف يتدخل مناضلون عن الجبهة الثورية في هذا اللقاء وسيطرحون مسألة المصانع المحتلة من طرف العمال وسيدعون إلى تنظيم حملة وطنية.
إن مظاهرة فاتح ماي تبين مرة أخرى الوضعية الملائمة الموجودة الآن في فنزويلا. لقد اتضحت موازين القوى الحقيقية القائمة، المعارضة ضعيفة بينما القوى الثورية جبارة. هذا هو الوقت لدفع نضالات العمال إلى الأمام وتوحيدهم على الصعيد الوطني.
التيار الماركسي الثوري، كاراكاس
venezuela.elmilitante.org
الخميس: 04 ماي 2006
عنوان النص بالإنجليزية :