مرة أخرى لم تتمكن منظمات الحركة العمالية الإسرائيلية، في هذا اليوم الأممي للطبقة العاملة، حتى من توحيد العمال اليهود والعمال العرب الذين يسكنون نفس الأرض. وعوض تنظيم مظاهرة كبيرة تضم الطبقة العاملة والشباب اليهود والعرب، بقيادة الهستدروت وحزب العمل إضافة إلى باقي المنظمات اليسارية الصغيرة الأخرى، وجدنا أنفسنا أمام مسيرات متفرقة.
مدينة عربية- يهودية مثل حيفا كانت لتشكل المكان المثالي لبناء مثل تلك الوحدة. لكن عوض ذلك نظم حوالي 5000 شخص، يوم السبت الماضي، مظاهرة في الناصرة تحت راية الحزب الشيوعي وجبهة حداش (Hadash). بينما في تل أبيب خرج إلى التظاهر حوالي 200 شاب من أعضاء هاشومر هاتزاير (Hashomer Hatzayir) – المنظمة الشبيبية السابقة للحزب اليساري الستاليني الصهيوني مابام (Mapam)- وبانكي (Banki) – الحركة الشبيبية للحزب الشيوعي.
مسيرة تل أبيب لهذه السنة كانت أقل حجما بكثير من مسيرة السنة الماضية التي وصلت إلى 5000 متظاهر على الأقل، والتي كانت من تنظيم شبيبة حزب العمل. حسب رواية قادة شبيبة حزب العمل، فإنهم اضطروا، في آخر لحظة، إلى عدم المشاركة في المظاهرة لكونهم خافوا من هجوم الفوضويين وأعضاء مجموعة مافاك سوسياليستي (Maavak Sozialisti) على المسيرة كما حدث السنة الماضية. ويقول الفوضويون وأعضاء مافاك سوسياليستي أنهم تعرضوا للإقصاء بسبب الممارسات البيروقراطية للمنظمين. ربما كلاهما على حق.
لكن السبب الحقيقي في عدم تنظيم أي شيء جدي، خلال يوم فاتح ماي، يكمن في واقع أن حزب العمل قد قبل الالتحاق بالحكومة الجديدة التي يقودها أولمرت، ومن ثم النكث بوعوده الانتخابية بالنضال ولو من أجل إصلاحات بسيطة، من قبيل الحد الأدنى للأجور المساوي لـ 1000 $ شهريا، في بلد لا يمكن فيه لأي أسرة أن تعيش بمثل ذلك المبلغ.
إن قادة حزب العمل بقبولهم المشاركة في هذه الحكومة يتجهزون لكي يلعبوا دور رجال الإطفاء، الذين مهمتهم إطفاء نيران الصراع الطبقي. وقد بدءوا ذلك بفاتح ماي ! لكنهم لن يتمكنوا من التحكم في العمال لفترة طويلة. وسيعطي يوم فاتح ماي خلال السنوات المقبلة الدليل على أنه يوم للصراع كما كان دائما.
يوسي شوارتز، إسرائيل
الأربعاء: 03 ماي 2006
عنوان النص بالإنجليزية :