في منتصف ليلة الأربعاء، 28 يونيو، اجتاحت قوات الاحتلال الإسرائيلية قطاع غزة مدمرة في طريقها للبشر والحجر في موجة جديدة من الهمجية والإجرام ضد شعبنا الفلسطيني الأعزل.
يأتي هذا التصعيد الإسرائيلي استمرارا لسياسة الغطرسة الإمبريالية والتقتيل والتجويع والحصار وتدمير البيوت والبنية التحتية وتجريف الأراضي الزراعية، الخ. طيلة عقود، بدعم فعلي من طرف القوى الإمبريالية جميعها (وعلى رأسها حصن الرجعية العالمية: الإمبريالية الأمريكية) ومؤسساتها الدولية (الأمم المتحدة…).
وعلى عكس ادعاءات بعض السذج أو المشعوذين، ليست هذه الجرائم خرقا للشرعية الدولية (شرعية الإمبريالية) وقانونها وأعرافها، بل نتاجا طبيعيا لنظام وصل أقصى درجات انحطاطه وتعفنه ومنسجمة كليا مع قانونه وشرعيته. ففي نفس الوقت الذي تقتِّل فيه الإمبريالية الإسرائيلية شعبنا في فلسطين، هاهي القوى الإمبريالية الأخرى: بريطانيا، أمريكا… (التي ينتظر منها البعض “أن ترعى السلام في الشرق الأوسط ولم لا في أماكن أخرى”!! بل و”تحمي الشعب الفلسطيني من العدوان” أيضا!!)، تدمر العراق وأفغانستان وتعتدي على جميع شعوب العالم (كوبا، فنزويلا، كوريا الشمالية، الخ).
حتى دموع التماسيح لم تعد تُذرف، إذ اكتفى “المنتظم الدولي” بالفرجة على حرب الإبادة ضد شعبنا.
أما الأنظمة العميلة القائمة في الوطن العربي فقد جاء ردها حاسما، إذ سارع النظام المصري إلى تكديس المزيد من القوات على حدوده مع غزة لتعزيز حالة الحصار التي يعيشها شعبنا وضمان أكبر نجاح للغزو الإسرائيلي. كما استنفرت هذه الأنظمة جميع أجهزة القمع لديها تحسبا لأي تحرك شعبي للتنديد بالعدوان واستعدادا لسحق أي احتجاج.
السلطة المسماة – لأسباب مجهولة بالنسبة إلينا- وطنية فلسطينية والتي يخدم هذا الاعتداء مصلحة أطراف منها، وقفت، كما هو منتظر، عاجزة عن القيام بأي شيء في وجه هذا العدوان ماعدا التنديد المحتشم واستجداء “المنتظم الدولي”، أي القوى الإمبريالية، لكي تحمي الشعب الفلسطيني وتوقف العدوان!!
أما قوى اليسار في الوطن العربي عموما وفي فلسطين، فهي لا تزال، إلى حد بعيد، أسيرة أوهام إمكانية الحل في ظل الرأسمالية وبناء على “مقررات الشرعية الدولية” ولا تزال تدافع عن الوحدة الوطنية (بين السيد والعبد، بين الرجعي والثوري…) وتحصر تصورها للحل في إطار قومجي ضيق (يصل حد العنصرية أحيانا)، مما يجعلها عاجزة عن تقديم أي بديل ثوري، طبقي، أممي، أي اشتراكي للقضية والصراع.
نحن مناضلو التوجه القاعدي – الخط العمالي داخل الحركة الطلابية المغربية- إذ نندد بشدة بسياسات العدوان الإسرائيلي على شعبنا الفلسطيني البطل، وندين تواطؤ القوى الإمبريالية والأنظمة العربية العميلة، نعلن ما يلي:
- تضامننا المبدئي مع نضالات الشعب الفلسطيني من أجل حقه في تقرير فعلي لمصيره.
- تضامننا المبدئي مع نضالات الشعب العراقي وجميع الشعوب المناضلة ضد الرأسمالية وجرائمها.
- دعوتنا إلى تشكيل لجان شعبية مسلحة للدفاع الذاتي في جميع الأحياء العمالية والمعامل والمدارس والجامعات… منتخبة ديمقراطيا من طرف الجماهير وتحت رقابتها وتسييرها، للتصدي لجميع الاعتداءات الإسرائيلية وحماية الأحياء وأماكن العمل والدراسة والمظاهرات، الخ.
- دعوتنا إلى الحركة العمالية والنقابات العمالية وقوى اليسار الثوري – منظمات وأفراد- والمنظمات والتيارات الطلابية التقدمية، في الوطن العربي والعالم أجمع، إلى رفع المطلب الفوري:
- انسحاب القوات الإسرائيلية فورا من غزة وكل الأراضي الفلسطينية المحتلة، إطلاق سراح كل الأسرى ووقف الغزو حالا!
كما ندعوها إلى تبني برنامج اشتراكي ثوري أممي، يربط نضالات الطبقة العاملة الفلسطينية وباقي شرائح الشعب الكادح بنضالات الطبقة العاملة الإسرائيلية والطبقة العاملة في منطقة الشرق الأوسط والعالم في نضال ثوري للقضاء على الأنظمة الرأسمالية وبناء فدرالية اشتراكية للشرق الأوسط، فقط في ظلها ستتمكن جميع الشعوب والأعراق من أن تعيش، جنبا إلى جنب، في سلام حقيقي ودائم وثابت، جزء من فدرالية اشتراكية عالمية للجمهوريات الاشتراكية.
المجد للشهداء!
الحرية للمعتقلين!
النصر للثورة الاشتراكية!
عن التوجه القاعدي
29 يونيو 2006