من موقعنا نحن نقابة الطلاب (Sindicato de Estudiante)، نود أن نحي بحرارة مؤتمر ج. و.ح. ش. م. م. إنه شرف لنا أن نشارك في هذا المؤتمر الأكثر أهمية للمنظمة الشبيبية الأكثر كفاحية بين صفوف اليسار بالمغرب.
نقابة الطلاب هي المنظمة الشبيبية الأكثر أهمية في إسبانيا. خلال هذه السنة سوف نخلد مؤتمرنا الوطني الثالث عشر وسنكمل عشرين سنة من الوجود. سنة 1986 قدنا وتزعمنا النضالات الطلابية الأكثر أهمية في تاريخ إسبانيا، تمكنا بفضلها من إجبار وزارة التعليم على تقديم استقالتها، ومنذ تلك اللحظة ونحن نتزعم العديد من النضالات للدفاع عن التعليم العمومي والحقوق الديموقراطية للطلاب.
نقابة الطلاب منظمة طبقية يسارية مشكلة أساسا من أبناء العمال لأننا نحن الذين نعاني من الدراسة في شروط سيئة. منظمة للنضال والمطالبة بالحقوق، متواجدة في جميع ربوع إسبانيا، تستثير وتنظم النضالات وتوسع مداها أكثر ما يمكن، لا سواء إلى أكبر عدد من الطلاب المعاهد والجامعات ولا سواء إلى القطاعات الأخرى (الأباء، الأساتذة) بما فيها العمال. نحن أيضا منظمة ديموقراطية يعبر فيها المنخرطون، بشكل أساسي، بواسطة إشراك الطلاب في الحياة الداخلية للمنظمة ومؤتمراتها. منظمة تتوجه نحو الحركة العمالية وتبحث عن الالتقاء معها، نناضل ضد عقود العمل المحدودة وضد العمل الهش لأننا نحن الشباب هم الأكثر تعرضا للاستغلال من طرف أرباب العمل، نحن الذين نعاني من أسوء ظروف العمل. ونناضل أيضا من أجل الرفع من أجور العمال ومستوى عيشهم لأننا نعتمد عليهم ولأنها تتعرض، مثلها مثل التعليم العمومي، لهجومات شرسة.
أخيرا، نقابة الطلاب هي منظمة أممية ومعادية للرأسمالية. بمعنى أننا نعتبر أن مصالح عمال وطلاب جميع بلدان العالم متشابهة لأننا نعاني الاستغلال في ظل نظام اجتماعي عالمي، هو الرأسمالية. لقد نظمت النقابة حملات تضامنية مع شباب وعمال البلدان الأخرى. ومن بين الأمثلة الرائعة عن هذا كان انخراط منظمتنا والأنشطة التي نظمتها نقابتنا في الحركة ضد الحرب الإمبريالية في العراق. لقد تميز توجهنا داخل الحركة المعادية للحرب، منذ البداية، بشرح مصالح الطبقة السائدة في هذه المواجهة والتزاماتنا اتجاه الشباب والعمال العراقيين. رسالتنا الحازمة في مضمونها الأممي والطبقي والمعادي للرأسمالية، كانت واضحة ومسموعة داخل حركة حاشدة وتاريخية، مكنت آلاف الشباب من التوصل إلى خلاصة أنه من أجل تحقيق سلام دائم، يتوجب علينا السير أبعد والقضاء على هذا النظام، إن السلام الذي يدافع عنه الإمبرياليون من أمثال بوش، أثنار وبلير في العراق وفي العديد من بلدان العالم الأخرى، هو سلام المقابر. وقد قمنا أيضا بتنظيم أنشطة نضالية أخرى للتضامن الأممي، من قبيل حملة دعم الثورة الفنزويلية، القضية الفلسطينية، ضد التمييز العنصري في جنوب إفريقيا.
تتميز المرحلة التي نعيش فيها ليس فقط بالعجرفة الغير محدودة للطغاة الإمبرياليين بل أيضا بالمقاومة المتصاعدة التي ينظمها ضدهم عمال وشباب العالم بأسره. في هذا السياق يعتبر العالم العربي والإسلامي من جهة وأمريكا اللاتينية من جهة أخرى أكثر الأمثلة الدالة على ذلك وضوحا.
تعتبر نقابة الطلاب أنه يجب على المنظمات اليسارية أن تحتل الخطوط الأولى في التعبئة من أجل إيقاف الاحتلال الإمبريالي لفلسطين، العراق وأفغانستان، وكذا الاعتداءات ضد لبنان والعالم العربي في مجمله. إن دعمنا لنضالات شعوب المنطقة ضد الإمبريالية دعم مطلق، لكننا نعتبر أنه لا يمكن للنضال ضد الإمبريالية أن يحقق النجاح إلا إذا تم ربط النضال من أجل التحرر الوطني بالنضال من أجل التحرر الاجتماعي، وإعطائه مضمونا طبقيا.
نحن نؤيد بحزم إقامة سلام عادل في الشرق الأوسط. ولا يمكن تحقيق هذا السلام إلا من خلال النضال المشترك للعمال اليهود والعرب، رغم الاختلاف القومي وضد نظام الاستغلال الرأسمالي. لا يمكن القضاء نهائيا على سموم العداء القومي والديني في المنطقة إلا في ظل دولة فدرالية اشتراكية فوق الأراضي الإسرائيلية والفلسطينية، حيث ستتمتع كلا القوميتين بأوسع الحقوق في الحكم الذاتي وحيث سيكون من الممكن الجمع بين الثروات الطبيعية الهائلة والتكنولوجيا الأكثر تطورا، وبالتخلص من قيود الملكية الخاصة، في مصلحة كل شعوب المنطقة. إن هذا، بطبيعة الحال، لن يكون ممكنا تحقيقه في بلد صغير معزول من قبيل فلسطين التاريخية، إنه من الضروري خلق فدرالية اشتراكية لكل الشرق الأوسط عبر القضاء على الأنظمة الفاسدة البرجوازية العربية القائمة في الأردن، مصر، العربية السعودية… المتحالفة مع الإمبريالية.
هذا المنظور الاشتراكي بالضبط هو الذي صار يتقدم إلى الأمام بقوة متصاعدة تدريجيا في أمريكا اللاتينية، مثيرا رعب الأوليغارشية والإمبريالية. إذ منذ الانتفاضة التي شهدتها الإكوادور، سنة 2000، وجدت جميع بلدان أمريكا اللاتينية نفسها في قلب إعصار ثوري، نهض خلاله العمال والشباب والفلاحون من أجل أخذ مصيرهم بأيديهم، والقضاء على العبودية الرأسمالية. من بين الأمثلة الأكثر وضوحا في هذا السياق، نجد الثورة البوليفارية في فنزويلا: حيث أعطت حكومة هوغو تشافيز الثورية الدليل على أنه يمكن استعمال الثروات الطبيعية لمصلحة الأغلبية، وتحسن بشكل ملموس الشروط الصحية والتعليمية للمحرومين. لكن وبالرغم من ذلك، فإن السيرورة الثورية في فنزويلا لم تصل بعد إلى نهايتها، إذ بما أن الرأسماليين لم يتم مصادرة ممتلكاتهم بعد والعمال الفنزويليون لم يسيطروا على الاقتصاد والمجتمع، فإن إمكانية تنظيم القوى المعادية للثورة لمحاولات جديدة، من قبيل انقلاب 2002 أو تخريب الصناعة النفطية سنة 2003، تبقى واردة. إن الثورة التي تتوقف في منتصف الطريق هي ثورة محكوم عليها بالهلاك، لذا فإننا ـ نحن نقابة الطلاب ـ أيدنا دائما جميع المبادرات الرامية إلى توسيع الرقابة العمالية والتقدم نحو الاشتراكية في فنزويلا. لكن فنزويلا ليست وحدها، حيث هناك بوليفيا والآن المكسيك حيث، وبالرغم من تزوير الانتخابات، خرجت الجماهير إلى الشارع للدفاع عن مستقبلها مسائلة مؤسسات “الديموقراطية” البرجوازية، بل عملت في بعض الأماكن، من قبيل أواكساكا، على بناء أجهزة السلطة البديلة. في هذا النضال لا يمكننا، نحن الشباب اليساري في إسبانيا والمغرب أن نظل مكتوفي الأيدي، يجب علينا أن ننهض بنشاط للدفاع عن الثورة في أمريكا اللاتينية. إلا أن أفضل خدمة يمكننا أن نقدمها للحركة الثورية في البلدان الأخرى هي تقوية المنظمات الطبقية (من قبيل ج.و.ح.ش.م.م أو نقابة الطلاب Sindicato de Estudiantes) في بلداننا نحن.
- الشباب الثوري في إسبانيا والعالم يقفون إلى جانبكم.
- إلى الأمام أيها الرفاق!
- نضالكم هو نضالنا!