يوم الخميس 26 أكتوبر، نظم اجتماع صغير لكن هام في الجامعة البوليفارية الفنزويلية بكاراكاس. كان الهدف هو تشكيل لجنة يمكنها أن تنظم حملة ارفعوا أيديكم عن فنزويلا في فنزويلا نفسها.
حملة ارفعوا أيديكم عن فنزويلا، التي تنشط اليوم في أكثر من 30 بلدا، لديها منذ بداياتها الأولى علاقة مع أوسع شريحة من المتعاطفين والمناضلين داخل صفوف الحركة الثورية في فنزويلا. منذ سنوات تشكلت شبكة من الأشخاص المتعاونين مع الحملة والذين كانوا يساعدون في العديد من الجوانب العملية والسياسية ـ يرسلون المقالات والتقارير حول الأحداث الرئيسية إلى الموقع الإلكتروني للحملة الأممية، يجهزون المناضلين الثوريين الفنزويليين للقيام بجولات خطابية في البلدان الأخرى، التعريف بإنجازات الحملة الأممية داخل فنزويلا، الخ.
إلا أن هذه الشبكة ظلت موجودة على أسس، إلى هذا الحد أو ذاك، غير رسمية. لقد اتخذ القرار الآن بتشكيل الحملة بطريقة منظمة ورسمية. ضم اللقاء الذي نظم في الجامعة البوليفارية العديد من المناضلين من مختلف قطاعات الحركة الثورية، رفاق يشتغلون في وزارة الثقافة، عمال من شركة النفط العمومية PDVSA، صحفيون من مختلف وسائل الإعلام، موظفون في البلدية، مناضلين في نقابة الاتحاد الوطني للعمال والرفاق مناضلو التيار الماركسي الثوري(CMR).
بينما أرسلت كل من الجبهة الوطنية الفلاحية إيزكويل زامورا، والمنظمة الشبابية Patria Joven والمنسق الإيديولوجي للحركة من أجل الديموقراطية المباشرة، اعتذارهم لعدم قدرتهم الحضور، لكنهم عبروا عن اهتمامهم بمعرفة المزيد حول الحملة ومن ثم يروا كيف يمكنهم أن يتعاونوا معها.
افتتح النشاط من طرف أليسيا كانديطو، صحفية إيطالية مقيمة بفنزويلا. عرفت بأرضية الحملة ومنجزاتها عبر العالم وبأهدافها الأساسية وطرق اشتغالها. شرحت أليسيا أن حملة ارفعوا أيديكم عن فنزويلا تأسست أثناء الإغلاقات التي قام بها أرباب العمل في دجنبر 2002، بمبادرة من آلان وودز، المنظر الماركسي البريطاني، الذي وجه نداءا إلى الحركة العمالية الأممية للدفاع عن الثورة البوليفارية ضد هجمات الإمبريالية.
وانتقلت أليسيا إلى شرح منجزات الحملة، حيث أثمر العمل الدؤوب للمساندين البريطانيين للحملة في النقابات عن مصادقة مؤتمر نقابة TUC على توصية دعم، النشاط الناجح الذي نظمته حملة ارفعوا أيديكم عن فنزويلا في فيينا، حيث تحدث تشافيز عن الاشتراكية والثورة في لقاء ضم 5000 شخص، الخ. وأكدت على توجه الحملة نحو الحركة العاملة والنقابات باعتباره الطريقة الوحيدة لتوسيع مدى المساندة على أوسع نطاق وضمان أن ينظر إلى المساندة باعتبارها التزاما فعالا بقضية الاشتراكية.
الأهداف الرئيسية لتشكيل فرع للحملة داخل فنزويلا نفسها هي، على حد تعبير الرفيقة، من جهة تعميق الفهم للمسلسل الثوري في البلدان الأخرى ومن جهة أخرى جعل الشعب الفنزويلي واعيا بواقع أنه ليس وحيدا في نضاله. وأكدت على أن النقطة الثانية لديها أهمية سياسية. العديد من مؤيدي المواقف الإصلاحية يستعملون العزلة المزعومة للثورة البوليفارية كحجة لاتخاذ المزيد من المواقف اليمينية. أما إذا علم الشعب أن العمال والشباب عبر العالم يرون في فنزويلا نموذجا للمقاومة والثورة، يمكن لذلك أن يلهم القواعد الثورية بأن تسير أكثر إلى الأمام ويجذروا الثورة.
بعد هذا التقديم، كان هناك نقاش تدخل فيه العديد من الحاضرين بطرحهم لمختلف الأسئلة والمواقف. البعض شكك في مسألة التأكيد على التوجه نحو الحركة العمالية وفتح نقاش حول دور الطبقة العاملة في الثورة. قال هؤلاء الرفاق أنه بسبب ضعف البروليتاريا العددي والنسبة الكبرى للمشتغلين في القطاع الحكومي، فإن الطبقة العاملة غير قادرة على لعب نفس الدور الذي لعبته في ثورات أخرى، ومن ثم فإنه على الحملة أن تأخذ هذا بعين الاعتبار.
هذه المبررات رد عليها الرفيق جاكوب مورا، القائد السابق في الحزب الشيوعي ونائب وزير الصحة سابقا في الحكومة البوليفارية. أوضح هذا الرفيق أن التاريخ قد بين مرات ومرات أنه لا يمكن لأي ثورة أن تحقق النصر بدون التدخل الواعي للطبقة العاملة. كما أنه أشار إلى أن العمال الفنزويليين لعبوا دورا محوريا في الدفاع عن الثورة والحكومة البوليفارية، معطيا مثال عمال شركة النفط PDVSA في بويرطو لاكروز، الذين ناضلوا للحفاظ على المصفاة مشتغلة بالرغم من الإغلاق الذي نظمه أرباب العمل. كان هذا العمل وغيره هو ما أنقذ الثورة في الواقع.
بعد هذا النقاش، تم الاتفاق على أنه من الحاسم استعمال الحملة لتقوية الروابط مع نقابة الاتحاد الوطني للعمال وحركة المصانع المحتلة من طرف العمال FRETECO.
ختم اللقاء بنقاش قصير حول مختلف المهام الملقاة على عاتق لجنة ارفعوا أيديكم عن فنزويلا بكاراكاس. وتم الاتفاق على تنظيم لقاء افتتاحي كبير للإعلان عن الحملة يوم الاثنين 20 نوفمبر بحضور عدد من المسؤولين الثوريين وآلان وودز، مؤسس الحملة الأممية.
من الجلي أن هذا اللقاء سيكون حدثا مهما في تشكيل الحملة، وهو الذي ستتلوه العديد من المؤتمرات الصحفية واللقاءات الجماهيرية التي ستنظمها حملة ارفعوا أيديكم عن فنزويلا طيلة فترة الانتخابات. نهاية شهر نوفمبر، ستنظم الحملة وفودا من بريطانيا والولايات المتحدة والسويد وبلدان أخرى للذهاب إلى فنزويلا. ستكون هذه خطوة هامة في بناء الحملة وسيعطيها طبيعة أممية ومعادية للإمبريالية. ومن خلال الاستفادة من وجود رفاق من بلدان أخرى، ستتدخل الحملة في كاراكاس بنشاط في الانتخابات وستوسع مدى الدعم وتجعل الشعب الفنزويلي واعيا بحقيقة أن هناك آلاف المناضلين الثوريين عبر العالم يتتبعون الأحداث الجارية في فنزويلا عن كثب وهم مستعدون للدفاع عنها ضد الهجمات الإمبريالية.
باتريك لارسن- كاراكاس
الأربعاء: 01 نوفمبر 2006
عنوان النص بالإنجليزية:
First meeting of Hands Off Venezuela committee in Caracas