نعيش في ظل العولمة الرأسمالية والهيمنة الإمبريالية، ويتعرض الشباب والعمال والمضطهدون في العالم بأسره لهجمة متواصلة من جانب الطبقة السائدة التي تحاول، في جميع البلدان، فرض سياسات الخصخصة والاقتطاعات من ميزانية الخدمات العمومية وتهشيش شروط العمل. في ظل هذه الشروط يصبح التوجه الأممي واجبا لامناص منه بالنسبة لأي منظمة ثورية حقيقية.
بالنسبة لنقابة الطلاب، يعتبر من الأولويات إقامة علاقات أخوية مع المنظمات ذات الهوية الطبقية في المغرب، من أجل التوصل في إسبانيا إلى إدماج الشباب والعمال ذوي الأصول المغاربية، الذين يشكلون الشريحة الأكثر اضطهادا بين صفوف طبقتنا. لهذا كان شرفا عظيما بالنسبة إلي أن أمثل نقابة الطلاب، المنظمة الشبيبية الأكثر كفاحية في إسبانيا، والتيار الماركسي الأممي في المؤتمر الثامن للج وح ش م م (الجمعية الوطنية لحملة الشواهد المعطلين بالمغرب).
يعاني المغرب بشدة، مثله مثل الأغلبية الساحقة من البلدان المستعمرة سابقا، من أزمة البطالة الكثيفة التي تضرب على وجه الخصوص الشباب، الذين وبالرغم من حصولهم على شواهد جامعية يجدون أنفسهم بدون آفاق سوى الهجرة. تميزت الج وح ش م م، التي دخلت السنة الخامسة عشر من عمرها، بإعطائها مضمونا طبقيا ومعاديا للرأسمالية للنضال ضد بطالة الشباب، ولهذا تعرضت للقمع الشديد من طرف النظام الملكي الدكتاتوري المغربي.
انعقد المؤتمر بالرباط، من يوم 28 إلى 31 أكتوبر الماضي، في مقر الاتحاد المغربي للشغل، أحد المركزيات النقابية المغربية التي بالضبط بسبب احتضانها لأنشطة الجمعية الوطنية لحملة الشواهد المعطلين بالمغرب، قام النظام بتدمير جزئي لمقرها في الرباط سنة 1999. كانت قاعة الاجتماع مزينة بالشعارات الثورية والرايات الفلسطينية واللبنانية وصور شهداء الجمعية.
كان افتتاح المؤتمر رائعا، حيث حضره أكثر من 150 شاب معطل من جميع أنحاء المغرب وكان يسوده جو من الكفاحية العالية. افتتح المؤتمر بإنشاد شعارت وأغاني ثورية، وخصصت دقيقة صمت لذكرى شهداء الجمعية, ثم فتح المجال لإلقاء كلمات المنظمات الصديقة لا سواء من المغرب (الاتحاد المغربي للشغل، الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، المعتقلون السياسيون…) أو من إسبانيا (نقابة الكونفدرالية العامة للشغل، نقابة الطلاب).
طيلة المؤتمر قامت نقابة الطلاب إلى جانب رابطة العمل الشيوعي (فرع التيار الماركسي الأممي بالمغرب) بعرض رواق لأدبياتنا السياسية أثار استحسان جميع المؤتمرين. تم بيع عشرات الملصقات وإعلانات المؤتمر 13 لنقابة الطلاب وحوالي 200 وثيقة مع الترجمة العربية لأهم مقالات موقع الدفاع عن الماركسية. لم يتبق لنا عمليا أية وثائق في اليومين الأخيرين للمؤتمر!
المداخلة السياسية الرئيسية في المؤتمر هي التي كانت خلال ورشة النضال المشترك التي قدمت نقابة الطلاب فيها دعوة رسمية لقيادة الجمعية الوطنية للحضور في المؤتمر 13 للنقابة، ووضعنا موقعنا الإلكتروني رهن إشارتهم، للتعريف بنضالاتهم على الصعيد الأممي، واقترحنا تعاوننا معهم في حملات التشهير بالقمع الذي يتعرضون له، من أجل فضح النظام المغربي أمام الحركة العمالية الأممية واقترحت على الجمعية الوطنية أن تنخرط رسميا في الحملة الدولية ارفعوا أيديكم عن فنزويلا، لأنه من الضروري، قبل انتخابات الثالث من دجنبر الرئاسية المقبلة، على جميع المنظمات ذات الهوية الطبقية والثورية في العالم أن تخطو خطوة إلى الأمام في التضامن مع الثورة البوليفارية.
بالإضافة إلى التدخل في المؤتمر، حضرنا مساء يوم 29 وقفة قرب مقر البرلمان المغربي، ضد القمع وفي ذكرى المناضلين الذين اختطفوا خلال سنوات حكم الحسن الثاني ومحمد السادس. حضر الوقفة حوالي 300 شخص وقد انقسمت بوضوح بين جناح إصلاحي يقتصر على الدفاع عن حقوق الإنسان وآخر ثوري يربط النضال ضد القمع بالنضال من أجل التحرر الاجتماعي. وبالرغم من الحضور البوليسي الهام، إلا أنه لم يكن هناك قمع هذه المرة.
ولكي أختم أتوجه بالشكر مرة أخرى إلى الرفاق مناضلي رابطة العمل الشيوعي على كل الدعم السياسي الذي قدموه والمجهود الهائل الذي بذلوه في الترجمة وعلى حسن ضيافتهم التي بدونها ما كان بالإمكان حضور نقابة الطلاب إلى المغرب.
خورخي سانشو
الأربعاء: 15 نوفمبر 2006
عنوان النص بالإسبانية: