الرئيسية / التيار الماركسي الأممي / أنشطة ومؤتمرات / مجموعة اليسار الماركسي تلتحق بالتيار الماركسي الأممي: خطوة في طريق توحيد قوى الحركة التروتسكية الأممية

مجموعة اليسار الماركسي تلتحق بالتيار الماركسي الأممي: خطوة في طريق توحيد قوى الحركة التروتسكية الأممية

نظمت المجموعة البرازيلية، Esquerda Marxista، (اليسار الماركسي) مدرسة للكوادر ومؤتمرا بحضور حوالي 60 عضوا، إضافة إلى بعض المتعاطفين الذين جاءوا لحضور الحدث. في مؤتمرها هذا قررت مجموعة اليسار الماركسي بالإجماع توحيد القوى مع التيار الماركسي الأممي. يشكل هذا الحدث مَعلما هاما جدا للماركسية على الصعيد العالمي. مجموعة اليسار الماركسي هي الجناح اليساري الماركسي داخل حزب العمال البرازيلي، وتضم بين صفوفها قادة حركة المصانع المحتلة في البرازيل وحركة الاشتراكيين السود وبعضا من القادة النقابيين البارزين والعديد من الشباب الثوري.

لقد مددنا الجسور مع الرفاق مناضلي مجموعة اليسار الماركسي نتيجة لعمل فرعنا في فنزويلا: التيار الماركسي الثوري (Corriente Marxista Revolucionaria). إن عملنا داخل المصانع المحتلة من طرف العمال، في فنزويلا، مشابه جدا للعمل الذي كان يتم في البرازيل. كانت هذه هي القناة التي جعلت المجموعة في البرازيل تقترب منا. وبينما كنا بصدد التعرف على المجموعة بشكل أفضل، اكتشفنا أيضا أنهم قد طوروا تحليلا للثورة الجارية في فنزويلا مشابها جدا لتحليلنا. وفي خضم النقاشات التي أعقبت ذلك وجدنا أننا نتفق عمليا حول جميع القضايا الرئيسية.

يأتي هؤلاء الرفاق من تقاليد “لومبيرتية” (نسبة إلى بيير لومبرت، قائد ومؤسس هذا التيار). وقد كانت المسائل التي أدت إلى قطيعتهم مع الحركة اللومبيرتية هي عملهم داخل المصانع المحتلة، وتحليلهم للثورة الفنزويلية ومنهجيتهم في العمل داخل الحركة العمالية. نفس هذه المسائل هي التي أدت بهم إلى الاقتراب من التيار الماركسي الأممي. يمكننا أن نقول بوضوح تام أن الثورة في فنزويلا هي التي وحدت المجموعة البرازيلية مع التيار الماركسي الأممي. الثورة تفصل الإصلاحيين والعصبويين عن الماركسيين الحقيقيين وهي تعمل أيضا على توحيد الثوريين الحقيقيين.

لقد التحقت مجموعة اليسار الماركسي الآن بالتيار الماركسي الأممي. إن هذا تطور يكتسي أهمية عظيمة في مسار بناء أممية ثورية حقيقية. وأيضا يسير في الاتجاه المعاكس للتقليد الذي يفتن المجموعات العصبوية الصغيرة التي توجد على هامش الحركة العمالية، أي التشظي الدائم والانشقاقات. لدينا هنا مثال لتيارات ثورية حقيقية تمد الجسور بينها وتوحد القوى. إن التحاق المجموعة البرازيلية بتيارنا الأممي يشكل خطوة هامة في اتجاه بناء التيار الماركسي عبر كل أمريكا اللاتينية. نحن أيضا متأكدون من حتمية وجود المزيد من مثل هذه المجموعات التي ستلتحق في النهاية بنا في أمريكا اللاتينية.

قبل المؤتمر كانت هناك مدرسة للكوادر استمرت أربعة أيام. كان جدول أعمالها هو التالي: 1) تقرير عن الاجتماع الأخير للجنة التنفيذية الأممية للتيار الماركسي الأممي، المتركز أساسا حول تطور الأممية؛ 2) الماركسية والدولة؛ 3) نظرية الثورة الدائمة؛ 4) المنظورات العالمية؛ 5) جمع المساهمات. قبل هذا كان هناك اجتماع خاص لتنسيق حملة الدفاع ضد جميع أشكال الهجمات على حركة المصانع المحتلة، الشيء الذي تضمن الكثير من الإجراءات القانونية، القضايا، الخ.

المصانع المحتلة

خلال السنة الماضية كانت هناك حملة هجوم منسقة على المصانع المحتلة، مع تركيز الهجوم على مصنعي سيبلا وإنتيرفيبريا. لقد نظمت الدولة، كما سبق لنا أن أشرنا في مقالات سابقة، حملة عسكرية شاملة ضد المصانع. وفي سيبلا تم طرد جميع المناضلين السياسيين والنقابيين فورا بعد استيلاء البوليس على المصنع والعديد منهم يواجهون الآن متابعات قانونية. منذ ذلك الحين تم طرد ما مجموعه 250 عامل.

لكن وحتى في ظل هذه الظروف الرهيبة لم تنطفئ كليا شعلة مقاومة الطبقة العاملة. والمثال على ذلك ما حصل خلال انتخاب اللجنة الوطنية لحزب العمال. هناك عدد من أعضاء حزب العمال لا يزالون يشتغلون في مصنع سيبلا. من بين هؤلاء صوت أكثر من 40 عامل لصالح اليسار الماركسي. جاءوا إلى المقر المحلي لحزب العمال وأكدوا بوضوح أن الأشخاص الوحيدين الجديين هم الرفاق أعضاء مجموعة اليسار الماركسي وعملوا على رفع ملصقات الرفاق ولوحوا بها لكي يراها الجميع. هذا الواقع البسيط كان في حد ذاته عاملا مهما في تقوية الروح المعنوية لجميع الرفاق المعنيين. حتى في ظل الشروط القمعية السائدة داخل المصنع فإن مواقف العمال الأكثر طليعية واضحة.

روكي فيريرا، أحد قياديي عمال السكك الحديدي بساو باولو، يتحدث

والآن يواصل المدير، المفروض في المصنع من طرف المحكمة، طرد التقنيين والعمال ذوي الياقات البيضاء. إن هذا الأمر هام جدا، إذ أن هذه الفئة هي التي لم تكن أبدا تدعم بحزم مسألة احتلال المصنع. والآن هاهم يرون، من خلال تجربة الوقائع الحقيقية الملموسة للحياة، أن مناصب شغلهم ليست مضمونة من جانب أرباب العمل. في هذه الأثناء يمنح المدير نفسه أجرا جد مرتفع، أكثر كثيرا مما هو مقبول حتى من وجهة النظر البورجوازية.

فقط لإعطاء مثال عن مستوى القمع، نضيف أن مجموعة اليسار الماركسي كان لديها عضو منتخب على قائمة حزب العمال في خوانفيل، الرفيق ماريانو. كان منخرطا في تنظيم المسيرات والاحتجاجات، الخ، تضامنا مع عمال سيبلا وحول قضايا أخرى، من قبيل كلفة النقل العمومي. واجه هذا الرفيق وحده 19 قضية مختلفة رفعت ضده أمام المحاكم، بما في ذلك تهم من قبيل تعطيل النقل العمومي. لقد تعرض للهجوم من داخل حزب العمال، إلا أنه يتمتع أيضا بدعم كبير بين صفوف الطبقة العاملة في المدينة. وهو مقبل، لاحقا خلال هذه السنة، على إعادة الترشح في الانتخابات، وستكون معركة ضمان إعادة انتخابه أحد المعارك التي سيخوضها الرفاق.

لقد ناقش الرفاق الوضع العام. الشيء المثير للدهشة ليس هو الهجمة على المصانع المحتلة من طرف العمال، بل المدة الطويلة التي استطاع هؤلاء العمال أن يواصلوا خلالها تسيير تلك المصانع تحت الرقابة العمالية، والتي وصلت إلى حوالي خمسة سنوات. لقد كان الرفاق مقتنعين دائما أنه إذا لم تمتد حركة احتلال المصانع إلى مصانع أخرى، فإنهم سيصبحون، عاجلا أو آجلا، معزولين. لا يزال مصنع فلاسكو (Flaskô) صامدا بالرغم من محاولات الدولة الاستيلاء عليه. ولا تزال مصانع أخرى تنتمي إلى الحركة محل نزاع. من الصحيح أيضا القول بأن الظروف الموضوعية تغيرت إلى حد ما منذ أن بدأت حركة احتلال المصانع. وستساعدنا إطلالة موجزة على الوضع في البرازيل على فهم هذا الواقع.

الوضع الموضوعي في البرازيل

تعرف البرازيل مستوى عال جدا من النمو الاقتصادي، أكثر من 5%. وتتقاطر عليها مقادير هائلة من الاستثمارات الخارجية المباشرة. وقد قال الرفاق في تقريرهم أن هذه الاستثمارات كانت خلال السنة الماضية أكبر من الاستثمارات التي ذهبت إلى الصين! تفتح مصانع جديدة ويتم ضم آلاف العمال. هناك في بعض المناطق نقص حقيقي في اليد العاملة المؤهلة، ومستوى البطالة، بالرغم من كونه لا يزال عاليا نسبيا، هو أقل مما كان عليه قبل أربعة سنوات. لهذا الوضع وجهان اثنان، من جهة هو يفسر الهدوء النسبي في الصراع الطبقي، ومن جهة أخرى يقوي البروليتاريا البرازيلية. هناك في الواقع وضع متناقض داخل الطبقة العاملة البرازيلية.

لقد عملت حكومة لولا على تطبيق ما يعرف بـ “Bolsa Familia”، من أجل توفير حد أدنى من المساعدة المالية للفئات الأفقر بين الجماهير. لقد سبق للولا أن وعد، قبل أن يتم انتخابه، أنه بمجرد ما سيصل إلى السلطة سيصبح بإمكان كل البرازيليين أن يتناولوا ثلاثة وجبات يوميا. وهو الشيء الذي لم يكن متوفرا في الماضي. بفضل “Bolsa Familia” صار صحيحا أن جميع البرازيليين الآن يتناولون ثلاثة وجبات يوميا. هذا الواقع وحده يفسر لماذا لا يزال التأييد الذي يتمتع به لولا قويا بين صفوف الشرائح الأكثر اضطهادا من الساكنة.

ومن جهة أخرى، هناك عملية خصخصة الشركات العمومية، الاقتطاعات، الهجمات على نظام المعاشات، الهجمات على ظروف العمل، ضرب العديد من المكاسب المحققة في الماضي. وهكذا فإنه وبالرغم من أن العديد من العمال يمتلكون منصب شغل، وبعض الفئات استفادت حتى من ارتفاع في أجورها أعلى من معدل التضخم، فإن هناك شعور بأن الأوضاع صارت أسوء في أماكن العمل. كل هذا يحضر الشروط لحدوث ردود فعل في وقت معين في المستقبل القريب. لكن الوضع الآن يبدو هادئا نسبيا.

ومن جهة ثالثة لدينا الموقف اتجاه حزب العمال. بالرغم من أن الفئات الأشد فقرا تقف بثبات وراء لولا فإنه يسود مزاج من الاحتقار له بين الفئة المنظمة الأكثر أهمية بين صفوف الطبقة العاملة. يمكن رؤية ذلك في انخفاض عدد عضوية الحزب. لقد صار الحزب في العديد من المناطق مجرد صدفة فارغة. ظهر ذلك بشكل واضح جدا السنة الماضية خلال انتخاب المندوبين إلى المؤتمر الوطني لحزب العمال. كان من المفترض أن يكون هناك 2000 مندوب منتخب من قاعدة الحزب. لكن وبسبب عدم التمكن في العديد من المناطق من الحصول على الإقبال المطلوب، أو النصاب، لم يتم انتخاب سوى 950 مندوب.

يجب علينا أن نتذكر أيضا أن حكومة لولا الحالية هي حكومة ائتلافية مع العديد من الأحزاب البورجوازية. في الواقع لقد انعطفت هذه الحكومة نحو اليمين أكثر من حكومة لولا السابقة، ويمكن للعديد من العمال الناشطين أن يروا هذا بوضوح كبير. في هذا السياق تحاول بيروقراطية نقابةاتحاد العمال الموحد، الكونفدرالية النقابية الرئيسية، أن تحتوي السخط المتصاعد بين صفوف قواعدها.

وقد انعكس هذا أيضا من خلال الانشقاق الذي حدث داخل اتحاد العمال الموحد. بالرغم من أن الأغلبية الساحقة من الطبقة العاملة المنظمة بقيت مع اتحاد العمال الموحد، فإن عددا مهما من الفدراليات النقابية انشقت عنها في الفترة الأخيرة. إن هذا يعكس إحباط بعض فئات الطبقة العاملة من القيادة الحالية. مع الأسف استغلت بعض القوى السياسية العصبوية هذا الشعور لدفع هذه الفئات إلى الانشقاق عن اتحاد العمال الموحد، وذلك عوض تنظيمهم كمعارضة داخلها. فعملوا بهذه الطريقة على عزل الفئات الأكثر تقدما عن الجماهير، معبرين عن أنهم لا يمتلكون أي فهم للعلاقة بين الطليعة والجماهير. لا بد أن لينين يتقلب في قبره الآن!

تساعد هذه الوضعية في مجملها على فهم السبب الذي جعل حركة المصانع المحتلة تتعرض للعزلة ولماذا قررت الدولة أن هذه هي اللحظة المناسبة لشن الهجوم. إلا أنه سيكون من الخطأ التقليل من أهمية مستوى الدعم الذي تعرفه حركة المصانع المحتلة والنفوذ الذي حققته داخل الحركة العمالية في البرازيل وعبر أمريكا اللاتينية. جميع الفدراليات النقابية والأجهزة النقابية الجهوية خرجت لدعم المصانع المحتلة. وقد شهدنا خارج حدود البرازيل الاحترام الهائل الذي صارت تثيره بين صفوف عمال المناجم البوليفيين، الذين عملوا على استدعاء قادة المصانع المحتلة البرازيلية إلى مؤتمرهم خلال هذه السنة.

أصول مجموعة اليسار الماركسي

لقد نشأت مجموعة اليسار الماركسي في البرازيل، كما سبق لنا أن أشرنا، من انشقاق حدث داخل فرع التيار اللومبيرتي. إنه واحد من التيارات العصبوية العديدة التي نشأت من انهيار الأممية الرابعة القديمة. لقد عملت هذه العصبة على مهاجمة التيار الماركسي الأممي بأشد الطرق انحطاطا، وهو ما تطرقنا إليه في مقالنا: What the International Marxist Tendency really stands for – Reply to the Lambertists.

لقد كانت المجموعة البرازيلية، في الواقع، في صراع مع قيادة أمميتها طيلة سنوات عديدة. لم يكن انشقاقهم حدثا فجائيا حصل بين عشية وضحاها. إلا أن الخلاف حول الموقف من المصانع المحتلة وتحليل الوضع في فنزويلا كانت هي النقطة التي أفاضت الكأس. حيث أن مجموعة لومبرت، وبالرغم من دعمها الرسمي لحركة المصانع المحتلة، لم تعبئ، في الواقع، أية حملة دعم سياسي أو مادي لها.

لقد عانت المجموعة البرازيلية خلال الانشقاق من المناورات البيروقراطية والهجمات على يد هؤلاء الذين كانوا يعتقدون أنهم رفاقهم. وفي الوقت الذي كانوا يواجهون القمع من طرف الدولة وداخل حزب العمال، كانوا يتعرضون أيضا للهجوم من طرف أمميتهم نفسها.

قرروا بناء تيار كبير وقد ذهبت الأغلبية مع ما صار يعرف الآن باليسار الماركسي. في الواقع حدث الانشقاق بسبب أن أحد أجنحة المجموعة –والذي بقي مع اللومبيرتيين- أعيد بطريقة انتهازية إلى حزب العمال. وبعد سلسلة من النقاشات توصل هؤلاء الرفاق أخيرا إلى خلاصة أنه بالرغم من أنه كان من الضروري القطع مع ذلك التيار الانتهازي، فإنه من الضروري المحافظة على موقف متوازن اتجاه حزب العمال، مع استيعاب لواقع أنه بالرغم من الاتجاه اليميني لقيادة الحزب فإن الحزب لا يزال حزب الطبقة العاملة البرازيلية.

بعد مرور التيار بفترة صعبة، خصوصا بسبب الهجوم البوليسي العنيف على المصانع المحتلة، خرج صلبا بفضل تجربة السنوات القليلة الماضية. لقد تمكن من اجتياز محنة كل من هجمات الدولة وهجمات هؤلاء الذين كانوا يعتبرونهم رفاقهم. إن المزاج السائد الآن هو الحماس والتصميم على بناء تيار ماركسي حقيقي في البرازيل.

مدرسة الكوادر والمؤتمر

لقد تبين هذا المزاج بأبهى الصور خلال مدرسة الكوادر وخلال المؤتمر. في اليوم الأول للمدرسة قدم ممثل عن التيار الأممي تقريرا أمميا للرفاق، حيث سطر على التطور الذي يعرفه التيار الماركسي الأممي في بلدان العالم العديدة التي يشتغل فيها. ليس من المبالغة القول أن التقرير غمر الرفاق بحماس عظيم. لقد كان هناك رفاق قاموا إلى المتحدث يشكرونه وأعينهم مغرورقة بالدموع!

الشيء الذي تبين من خلال النقاشات هو واقع أن هؤلاء الرفاق عندما كانوا في أممية لومبرت لم يتوصلوا أبدا بمثل هذا النوع من التقارير. لقد كانوا يبقون في جهل مطلق فيما يتعلق بالوضع في البلدان الأخرى. قالوا أنهم لم يتوصلوا أبدا بتقرير مفصل كهذا، يتضمن عدد الأعضاء والتطور المحقق في كل فرع وشرح للعمل الذي يقوم به كل فرع، الخ. لقد أعطاهم ذلك الشعور بأن هذه الأممية، التيار الماركسي الأممي، منظمة جدية، وبأن الأمور من الآن فصاعدا سوف تكون جد مختلفة بالنسبة إليهم.

بعد ذلك تم تخصيص يومين لنقاش محورين، الدولة ونظرية الثورة الدائمة. خلال النقاش حول الدولة، الذي سيره الرفيق كاسترو بكفاءة، طرحت للنقاش جميع الأدبيات الماركسية الكلاسيكية المتعلقة بالموضوع، من ماركس وإنجلز حتى لينين. لقد انسجم النقاش حول دور الدولة بشكل جيد مع الخبرة التي راكمها الرفاق خلال السنة الماضية مع التدخل البوليسي ضد مصنع سيبلا (CIPLA) والمصانع الأخرى. تلا هذا نقاش شامل حول نظرية الثورة الدائمة، وهو النقاش الوثيق الصلة جدا بالبرازيل، قدمه وسيره بشكل رائع الرفيق دانييل. وقد أثار هذا الموضوع بدوره نقاشا واسعا.

جمع المساهمات

لكننا نعتقد أن أحد أكثر اللحظات إثارة خلال مدرسة الكوادر كانت هي لحظة جمع المساهمات. لم يكن جمع المساهمات أثناء المؤتمرات تقليد متبعا من طرف المجموعة من قبل. وقد فكر الرفاق الذين حضروا الجامعة الصيفية التي نظمها التيار الماركسي الأممي السنة الماضية بأنه سيكون من الجيد محاولة القيام بنفس الشيء خلال مؤتمراتهم. لقد عملوا أيضا على استلهام تقليد جديد آخر هو: تقديم تقييم مفصل عن مداخيل ومصاريف المجموعة خلال السنة الماضية وميزانية 2008. مسألة المساهمات طرحها الرفيق كايو الذي شرح الأهداف المتعددة المحددة خلال هذه السنة فيما يخص المصاريف. وتلا ذلك مداخلات من القاعة حيث تعهد جميع الرفاق بتقديم المساهمة.

كان المبلغ الذي تم جمعه هو 15,000 ريال، حوالي 6000 أورو (تقريبا 4000 جنيه إسترليني)، وهو المبلغ الذي يعتبر ضخما بالنظر إلى معدل متوسط الأجور في البرازيل. وبالإضافة إلى هذا المبلغ تعهد العديد من الرفاق بأن يرفعوا من مبلغ مساهمتهم الشهرية. وصل إجمالي الزيادة السنوية في مبلغ المساهمات إلى حوالي 10,000 ريال، حوالي 4000 أورو (تقريبا 2700 جنيه إسترليني)، مما سيمكنهم من تقوية جهازهم التنظيمي. بعض الرفاق قاموا وضاعفوا مبلغ مساهمتهم. وتعهد آخرون بتقديم مبالغ مالية مهمة. ويكفينا في هذا السياق إيراد مثال واحد: قال أحد الرفاق الشباب، والذي لم يتقاضى أجرته منذ ثلاثة أشهر، أنه سيحصل قريبا على مستحقاته وأنه سوف يقدم أجرة شهر كامل كمساهمة. ومن الأمثلة المؤثرة بوجه خاص كانت هناك حالة أحد الرفاق الذين تعرضوا للطرد من مصنع سيبلا، والذي لا يزال يقاوم من أجل البقاء، حيث أخرج من جيبه كل الوريقات المالية القليلة التي يمتلكها وقدمها مساهمة. لقد كان هذا شعور حقيقي بالمجهود الجماعي، من أصغر المساهمات حتى أكبرها.

إن هذا الحماس الواضح الذي ساد طيلة لحظات المدرسة تأكد بشكل ملموس خلال المساهمات المالية. لقد خرج الرفاق من مرحلة صعبة، عانوا فيها الانشقاق والهجمات من طرف الدولة على المصانع المحتلة. لقد وضعت تلك التجارب المنظمة بأسرها على المحك. لكنهم خرجوا منها أكثر صلابة. ويبين المبلغ المالي الذي تم جمعه أنهم جديون في مسألة بناء تيار ماركسي قوي في البرازيل.

إن تعلقهم بالأممية تأكد أيضا من خلال المخططات التي أعدوها من أجل نشر أفكار التيار الماركسي الأممي في بلدان أمريكا اللاتينية الأخرى التي ليس لدينا فيها وجود، وحيث لدينا احتمالات، من قبيل الباراغواي والأوروغواي وعدة بلدان أخرى.

المؤتمر

مدرسة الكوادر تلاها مؤتمر المنظمة. كانت الوثيقة الرئيسية المطروحة على جدول الأعمال هي وثيقة تحليل عام للوضع في البرازيل والمنظورات، والتي طرحت بدورها مسألة انتمائهم الأممي. أكدت الوثيقة بوضوح على أنهم يتمنون الانتساب إلى التيار الماركسي الأممي وأنهم يقدمون طلبا رسميا إلى السكرتارية الأممية واللجنة التنفيذية الأممية والمؤتمر العالمي للموافقة على طلبهم. لاقت هذه التوصية إجماعا تاما من طرف جميع المندوبين والزوار. لم يكن هناك أي اختلاف أو شك حول هذه النقطة. وبمجرد ما سيصادق المؤتمر العالمي على هذا الطلب، ستصبح مجموعة اليسار الماركسي الفرع البرازيلي الرسمي للتيار الماركسي الأممي. عمليا إنها تشتغل باعتبارها الفرع البرازيلي للتيار الماركسي الأممي. لقد عملنا مع الرفاق منذ سنتين ولا يتعلق الأمر إلا بمسألة ترسيم الاندماج. في فنزويلا سبق لمجموعة صغيرة كانوا قد شكلوها هناك أن اندمجت بالتيار الماركسي الثوري لتشكيل منظمة واحدة.

تمثل هذه خطوة عظيمة إلى الأمام في مسيرة تطور الأممية عبر أمريكا اللاتينية وعلى الصعيد العالمي. إن البرازيل بلد هام جدا. إنه خامس أكبر بلد في العالم؛ لديه ساكنة تبلغ حوالي 200 مليون نسمة؛ لكن الشيء الأكثر أهمية هو أنه يحتوي على طبقة عاملة هائلة وذات تقاليد نضالية جد كفاحية. ويجب علينا ألا ننسى بأن حزب العمال، وبالرغم من قيادة لولا الحالية، قد نشأ هو نفسه من رحم النضالات الكفاحية التي قادها عمال الصلب، خاصة في منطقة ساو باولو. لدى مناضلي اليسار الماركسي تقاليد طويلة ويمتلكون بين صفوفهم أعضاء مؤسسين لحزب العمال، من أمثال سيرج غولار. كما أن التكوين الاجتماعي للمجموعة بدوره هام جدا. فكما سبق لنا أن أشرنا، فإنها تحتوي على قادة حركة المصانع المحتلة، والعديد من القادة النقابيين الآخرين، وقادة حركة السود الاشتراكية وفئة واسعة من الشباب.

المجموعة منخرطة أيضا في عمل نشر أفكار الماركسية على الصعيد الأممي. لديهم في الباراغواي علاقات وثيقة مع قادة المصانع المحتلة، الذين نسقوا مع حركة احتلال المصانع البرازيلية. وقد أبدى هؤلاء القادة بدورهم اهتمامهم بالتيار الماركسي الأممي. لديهم أيضا علاقات في الأوروغواي وعلاقات وطيدة جدا مع قادة عمال المناجم البوليفيين. وهكذا فإن المجموعة البرازيلية ستلعب أيضا دورا حاسما في مساعدة التيار الماركسي الأممي في كل أمريكا اللاتينية.

التوجه

لقد طرحت مسألة التوجه طيلة النقاشات. لقد صحح الرفاق توجههم خلال آخر مؤتمر عقدته المجموعة، سنة 2007، حيث أعادوا التأكيد على سعيهم إلى بناء تيار ماركسي داخل صفوف حزب العمال. قبل ذلك كانوا يسرون في طريق كان سوف يقودهم إلى التخلي عن العمل داخل حزب العمال. لقد كانت تجربة الانتخابات التي انعقدت خلال نهاية 2006 هي التي أقنعتهم بالحاجة إلى البقاء داخل حزب العمال.

إلا أن تصحيح الاتجاه هذا لا يقدم في ذاته ولذاته حلا لمشكلة كيفية البناء في ظل الظروف الحالية. يمر حزب العمال، كما شرحنا أعلاه، من مرحلة جزر في الوقت الحالي. إنه يفقد أعضائه. ولم يعد يشكل خيارا بالنسبة لبعض أكثر العمال والشباب تقدما. يطرح هذا مسألة كيف نقوم بكسب أفضل فئات العمال في نفس الوقت الذي نعمل فيه على بناء موقع داخل حزب العمال. إن هذا الوضع الذي تعرفه البرازيل يشبه كثيرا الوضع الذي تواجهه العديد من فروعنا، ومن ثم فإنه يطرح مسألة العمل المستقل.

أحد الحملات التي قرروا التركيز عليها هي حملة التضامن مع فنزويلا، التي قرروا تنظيمها. لقد أنشئوا حملة ارفعوا أيديكم عن فنزويلا في البرازيل، Tirem as Mãos da Venezuela. ولديهم أيضا جبهتهم الشبابية “Juventude Revolucao” (الشباب الثوري)، التي تشتغل كجبهة شبابية مفتوحة. إنها قناة يمكنهم من خلالها كسب الشباب بشكل مباشر إلى التيار. لقد صوتوا على توصية بخصوص كيفية تقوية هذا العمل.

ومن بين التوصيات الأخرى التي صوتوا عليها كان هناك أيضا: توصية بخصوص التنظيم، انتخاب اللجان، الحملة من أجل إعادة انتخاب المستشار في خوانفيل، العمل النقابي، المصانع المحتلة، التكوين السياسي، حركة السود الاشتراكية. وكل هذه التوصيات متوفرة باللغة البرتغالية.

خلاصات عامة

سنة 1992 كان تيارنا في كل الأمريكيتين محصورا في مجموعة صغيرة من الرفاق بالمكسيك. منذ ذلك الحين تمكنا من الامتداد إلى الأرجنتين وفنزويلا والبيرو وبوليفيا والسلفادور وكندا والولايات المتحدة. لدينا أيضا علاقات في الباراغواي والأوروغواي والهندوراس وغواتيمالا وكولومبيا والشيلي. ونساهم في كوبا في النقاش الدائر حول مصير الثورة ونشارك كل سنة في معرض الكتاب الذي ينظم في هافانا، وقد شاركنا هذه السنة من خلال تقديم كتاب تروتسكي الثورة المغدورة.

عندما بدأنا عملنا لأول مرة منذ سبعة أو ثمانية سنوات، تعرضنا لهجوم العديد من العصب الأمريكية اللاتينية، الذين اعتبرونا مجموعة “أوروبية” لا تفهم أي شيء عن أمريكا اللاتينية ولا يمكنها أن تبني أي شيء هناك. يعكس هذا ضيق أفقهم وغياب نزعة أممية حقيقية عندهم. نحن نعطي الدليل في الممارسة، من خلال نتائج ملموسة، أنه بإمكاننا البناء في جميع البلدان. ليست المسألة متعلقة بالقارة التي ترتكز فيها المنظمة بل بامتلاك تحليل صحيح وفهم صحيح ومنظورات صحيحة وأساليب عمل صحيحة. نحن ماركسيون وأمميون، ومهمتنا أن نبني التيار في جميع البلدان. إن انتماء المجموعة البرازيلية إلى أمميتنا يشكل لبنة عظيمة في مسيرة هذه المهمة التاريخية.

هذه نهاية المؤتمر بغناء الرفاق لنشيد:

Uniâo Comunista,
CMI e Esquerda Marxista,
Avançar Revolucâo,
Venezuela, Brasil e Paquistâo

ترجمة النشيد:

الاتحاد الشيوعي
بين التيار الماركسي الأممي واليسار الماركسي
الثورة إلى الأمام
في فنزويلا البرازيل وباكستان

فريد ويستون
الجمعة: 29 فبراير 2008


نورد هنا رسالة من اللجنة التنفيذية لمجموعة اليسار الماركسي إلى السكرتارية الأممية للتيار الماركسي الأممي

إلى السكرتارية الأممية للتيار الماركسي الأممي

بسعادة غامرة نبعث إليكم رسميا بقرار مؤتمرنا الوطني، الذي انعقد يوم 01 و02 من شهر فبراير، القاضي بالاندماج بالتيار الماركسي الأممي. إنها بالنسبة إلينا خطوة هامة في مسار بناء المنظمة الماركسية البرازيلية ونعتقد أن هذا التوحيد يشكل أيضا خطوة هامة للحركة الماركسية على الصعيد الأممي. إن الشعور السائد بيننا، في الواقع، هو أننا أعضاء في نفس المنظمة. نحن متفقون على أنه يجب علينا إيجاد أفضل سبيل لجعل هذه الخطوة الهامة مسألة ملموسة، بإعطائها التغطية الإعلامية التي تستحقها داخل الحركة العمالية في البرازيل وفي أمريكا اللاتينية والعالم.

إن مشاركة الرفيق فريد ويستون في مؤتمرنا وفي مدرسة الكوادر أمر شديد الأهمية، يؤكد اتفاقنا حول الفهم التاريخي الجدلي للواقع وحول الأساليب التنظيمية. من الواضح طبعا أننا لا نفكر بنفس الطريقة بخصوص جميع التفاصيل الصغيرة، وهو الشيء الذي يعتبر مستحيل التحقيق، ومن الأكيد أنه أمامنا الكثير لنتعلمه خلال المرحلة المقبلة من خلال العلاقة العضوية مع التيار الماركسي الأممي ونتمنى أيضا أن يكون في إمكاننا المساعدة بالخبرة التي نمتلكها.

سيكون علينا أن نبعث مندوبين إلى المؤتمر العالمي للتيار الماركسي الأممي، الذي سينعقد شهر يوليوز، وسيتقرر هذا خلال اجتماع لجنتنا المركزية، خلال 02 و03 و04 من شهر ماي.

لقد بدأنا فعلا في تنظيم توزيع وثيقة المنظورات العالمية، التي ستفتح النقاش خلال المؤتمر العالمي، على جميع أعضاء المنظمة البرازيلية. نحن متفقون مع الخطوط العامة للتحليل المقدم من طرف الرفاق حول الوضع العالمي والمهام الرئيسية للماركسيين خلال المرحلة الحالية. إن هذا هام جدا بالنسبة إلينا ويؤكد أن الطريق مفتوح أمامنا. لقد أحطنا علما بأن الموعد النهائي لإرسال التعديلات على تلك الوثيقة هو فاتح يونيو.

من الآن وحتى انعقاد المؤتمر في برشلونة، سنبقى رهن إشارتكم للمساعدة، بأية طريقة ضرورية وتتوافق مع إمكانياتنا، في الحملات الأممية التي ينظمها التيار الماركسي الأممي وفروعه، إضافة إلى مساهمتنا المالية مع الأممية.

مع تحايانا الماركسية!
اللجنة التنفيذية لليسار الماركسي
23 فبراير 2008

عنوان النص بالإنجليزية:

Brazilian Esquerda Marxista joins International Marxist Tendency: A breakthrough in the unification of international Trotskyism

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *