توصل رفاقنا في موقع “الدفاع عن الماركسية” بهذه الرسالة الهامة من أحد قراء الموقع في النيبال، والتي يوضح فيها أوجه قصور الماويين أتباع بارشندا في ضوء استقالة هذا الأخير من الحكومة.
الرفاق الأعزاء في موقع الدفاع عن الماركسية،
كما بلغ إلى علمكم ولا شك، قدم بارشندا استقالته مؤخرا من منصب رئيس الوزراء في حكومة جمهورية النيبال. وفي سياق تفسيره لأسباب انهيار الحكومة التي يقودها الماويون، قدم بارشندا ثلاثة أسباب رئيسية وهي: أولا عدم التعاون من جانب شركاء الائتلاف، الحزب الشيوعي النيبالي الماركسي اللينيني الموحد (UML) ومنتدى حقوق الشعب مادهيسي (MJF)، ثانيا: انعدام الخبرة لدى الحزب الشيوعي النيبالي الموحد -الماوي- (UCPN-M) في تسيير الحكومة، ثالثا: الضغوط القوية من جانب القوى الإمبريالية، خاصة الهند والولايات المتحدة الأمريكية من أجل الحفاظ على الوضع الراهن.
كان بارشندا واقعا تحت ضغوط هائلة من جانب أطر الحزب وأيضا من جانب الجماهير التي صوتت لصالح الماويين من أجل أن يطبقوا الوعود التي بقي الحزب الشيوعي النيبالي الموحد -الماوي- يرددها طيلة سنوات الحرب الطويلة وفي الجمعية التأسيسية والانتخابات التي انعقدت سنة 2008. لكنه لم يتمكن من تنفيذ وعوده لأنه لا يمتلك أية سيطرة فعلية على الجيش النيبالي، الذي يسيطر عليه الجنرالات الملكيون والموالون للإمبريالية. بالرغم من احتجاجات الائتلاف الحاكم وأحزاب المعارضة، قام بارشندا بإقالة القائد الأعلى للجيش الجنرال كاتوال، الذي أعيد تنصيبه في اليوم نفسه بموجب مرسوم رئاسي. الشيء الذي أدى إلى إحباط الماويين وكان السبب المباشر لاستقالة بارشندا. إلا أن هناك أسباب أعمق وراء فشل الماويين مرتبطة باستراتيجياتهم وبرامجهم وسياساتهم للثورة في النيبال.
بسبب نظريتهم الستالينية الماوية “للثورة في بلد واحد”، انتهت حرب الماويين “الشعبية” في النيبال إلى الباب المسدود كما كان متوقعا. وبانعزالهم عن الطبقة العاملة الأممية وجد الماويون أنفسهم في وضع بائس وصاروا ينغمسون في العمل البرلماني (مما يشبه سياسة الحزب الماركسي اللينيني الموحد بعد سنة 1990) بينما يجلس مقاتلوهم مثل البط المدجن في المعسكرات التي تشرف عليها الإمبريالية.
إن واحدة من أبرز أوجه القصور لدى الحركة الماوية في النيبال هي كونهم يعترون الانتفاضة المسلحة التي قامت بها أطرهم، هي الصراع الطبقي الحقيقي الذي يخوضه العمال والفلاحون في هذا البلد، وهو ما لم يكن في الواقع سوى وهم. لم يعطي الماويون النيباليون الكثير من الأهمية لمسألة تنظيم البروليتاريا من أجل العمل المستقل، وهو السبب الذي جعل البروليتاريا لحد الآن لا تزال منقسمة على أسس عرقية وغير قادرة على القيام بنضال حاسم على الصعيد السياسي.
لقد سقط حتى الآن أكثر من 15.000 قتيل في النيبال في سياق ما سمي بالانتفاضة الشعبية، وما تزال منظورات التغيير الثوري قاتمة أمام المجتمع النيبالي، جزئيا بسبب السياسات الخاطئة لدى القادة الماويين وجزئيا بسبب الدعم القوي الذي تقدمه الإمبريالية لمساعدة القوى الرجعية داخل البلد.
إنني أحث البروليتاريا الأممية لتتدخل في الوضع النيبالي، من خلال أولا: ممارسة الضغط على القادة الماويين ليغيروا الاتجاه ويعملوا على التحالف مع البروليتاريا الأممية وتبني إستراتيجية الثورة الدائمة، وثانيا عبر مساعدة الماويين النيباليين على تطوير برنامج اشتراكي لقيادة الصراع الطبقي نحو نهايته المنطقية.
من الهام جدا في هذه اللحظات الحرجة من تاريخ بلدنا أن تعمل المنظمات العمالية في العالم بأسره على إنقاذ الحركة في النيبال، لكي لا يتعرض العمال والفلاحون النيباليون للإحباط في نضالهم ضد الإمبريالية والرجعية المحلية.
كامرد هولاكي، كتماندو
الثلاثاء: 26 ماي 2009
عنوان النص بالإنجليزية: