في أعقاب الاحتجاجات الجماهيرية ضد الانقطاعات المتكررة في الماء الشروب والكهرباء وغيرها من المشاكل التي تعانيها بلدة الجبهة (شفشاون) بالمغرب، تم اعتقال ثلاثة من المشاركين فيها. ولهذا فإننا ندعو جميع قراءنا إلى أن يبعثوا برسائل التضامن.
يوم الاثنين: 11/01/2010، تم اعتقال ثلاثة شبان من بين المحتجين وهم: ياسين البازي، ومحمد زتيف، ومحمد سعيد أورياغل، في بلدة الجبهة إقليم شفشاون، شمال المغرب. وقد كان هؤلاء الثلاثة من بين المحتجين ضد الانقطاعات المتكررة في الماء الشروب والكهرباء ببلدتهم منذ السنة الماضية.
وقد تم اتهامهم بالمشاركة في مظاهرات غير مرخص لها وتدمير الممتلكات العمومية. الشيء الذي يعتبر خطوة قمعية هدفها إرهاب الجماهير التي نهضت بشجاعة للنضال من أجل شروط عيش أفضل في منطقتهم.
وفيما يلي نورد خلفية الاعتقالات: يوم 29 دجنبر، نظم حشد كبير من السكان اعتصاما أمام مقر مكتب الماء الصالح للشرب. حيث مر أسبوع كامل دون أن تحصل أغلب العائلات ولو على قطرة ماء. إلا أن مدير المكتب رفض الحوار معهم، بل وقام بتوجيه السباب لممثلي المعتصمين. وبسبب هذه الموقف المتعجرف من طرفه، ورفضه تقديم أي حل، نظمت الجماهير مظاهرة احتجاجية جابت أرجاء البلدة.
لقد كانت هذه المظاهرة أكبر من تلك التي نظمت في الجبهة السنة الماضية ضد الاعتداء الإسرائيلي على غزة. كانت في الواقع أكثر تمثيلية لساكنة الجبهة بأسرها، إذ شارك فيها عدد كبير من كبار السن، رجالا ونساء على حد سواء. لم يسبق لبلدة الجبهة أن شهدت مثل هذا الحدث في السابق. الشيء الذي أجبر السلطات ورجال الدرك على فتح حوار مع المحتجين، وتقديم كل أنواع الوعود بغية إخماد الحركة. وفي اليوم الموالي قام الأساتذة وأصحاب الحوانيت والحرفيون الصغار والشباب بتنظيم إضراب عام بالبلدة.
لقد كان ذلك يوم “عصيان مدني”. وكانت كل مرافق البلدة تقريبا مغلقة. وعلى الساعة العاشرة صباحا خرج التلاميذ في مظاهرة إلى وسط البلدة. فالتحق بهم العديد من الناس الآخرين. في هذه اللحظة صار المزاج السائد في البلدة كفاحيا جدا. فقام البعض بكسر واجهة مكتب الماء الصالح للشرب. كما أن الشعارات بدورها صارت أكثر فأكثر جذرية وأكثر شمولية؛ ضد غلاء المعيشة وضد البطالة، الخ. وفي نهاية المظاهرة عقدت الجماهير جمعا عاما شارك فيه الجميع وقالوا فيه كلمتهم.
فتمت صياغة قائمة بالمطالب والتظلمات. وقد ضمت هذه القائمة مطالب من قبيل:
- ضمان ضخ مستمر للمياه الصالحة للشرب للبلدة كلها.
- وضع حد للانقطاعات المتكررة في الكهرباء
- توفير أطباء بالمركز الصحي بالجبهة
- توفير سيارة إسعاف
- إصلاح الطرق الرابطة بين الجبهة ومختلف المناطق المجاورة
- إحداث ملعب كرة قدم بالجبهة
- توفير مناصب الشغل للعاطلين عن العمل.
عندها قاموا بانتخاب لجنة للحوار مع السلطات. وكما هي العادة دائما لم يحصلوا سوى على الوعود فقط، دون أية حلول ملموسة. بعد إجراء الحوار قامت اللجنة بقراءة نتائجه على المعتصمين، الذين قرروا إعطاء مهلة للسلطات لتقدم بعض الحلول، وفي نفس الآن قرروا مواصلة التعبئة بهدف ضمان استمرار الضغط على السلطات. وقد استغلت السلطات الانتقامية والدرك هذه المهلة للتحضير لخطة إرهاب وقمع ضد قادة هذه الحركة. وكجزء من هذه الخطة جاء اعتقال الشباب الثلاثة مع بداية الأسبوع الحالي.
الجمعية المغربية لحقوق الإنسان انخرطت في الاحتجاج ضد هذه الاعتقالات التعسفية والتهم الملفقة.
إن التيار الماركسي الأممي يدعو جميع الرفاق والمتعاطفين وقراء موقع الدفاع عن الماركسية [وموقع ماركسي] إلى دعم حملة التضامن مع معتقلي الجبهة الثلاثة! إننا نطالب بالإسقاط الفوري لجميع التهم والمتابعات والإطلاق الفوري لسراح المعتقلين. كما يجب أن تتوقف فورا حملة الترهيب التي تنظمها السلطات والدرك.
رجاء ابعثو برسائل التضامن إلى: contact@marxy.com
موقع الدفاع عن الماركسية
الخميس: 14 يناير 2010
النص بالانجليزية: