شهدت مدينة مراكش يوم الخميس الماضي 28 ابريل 2011، تفجيرات إرهابية، في مقهى بساحة جامع الفنا، ذهب ضحيتها حسب المعطيات المتوفرة 16 عشر قتيلا من جنسيات مختلفة إضافة إلى عدد كبير من الجرحى.
أمام هذا الحادث المروع نتقدم نحن رابطة العمل الشيوعي لأسر الضحايا والشعوب التي ينتمون إليها وإلى الشعب المغربي بأحر التعازي والمواساة ونستنكر بشدة هذا العمل الإجرامي الحقير أيا كانت الجهة التي خططت ونظمت ونفذت.
يأتي هذا العمل الإجرامي في سياق ظرفية تتسم بنهوض نضالي ثوري عظيم للعمال والشباب هدفه إسقاط الاستبداد، مما يجعله يتأطر ضمن الهجوم الرجعي الذي يشنه المعسكر المعادي للثورة من أجل بث الرعب والفوضى لكبح المد الثوري.
إن المستفيد الأول من هذه العمل الإرهابي هو جهاز القمع. وسوف تستعمل الطبقة السائدة وجهاز دولتها هذا الهجوم ذريعة لشن حملة من القمع الوحشي ضد جميع الحركات الاحتجاجية وعلى رأسها نضالات الطبقة العاملة وشباب عشرين فبراير، وهو ما بدأت ملامحه تظهر منذ الآن.
وعليه فإننا نحمل المسؤولية بالدرجة الأولى للطبقة السائدة وجهاز دولتها، التي لا نستبعد أن تكون هي من خططت لهذا الهجوم الإرهابي ونفذته، أو، على الأقل، سهلت مهمة من خططوا له ونفذوه بسبب تلاقي مصالحهما.
تزعم وزارة الداخلية أنها بصدد التحقيق في الجريمة للكشف عن المتورطين فيها، لكننا لا نثق في أجهزة الدولة الفاسدة، المسؤولة الأولى عن الاختطافات والتقتيل في حق المتظاهرين والتعذيب ومختلف الجرائم، والتي ما يزال على رأسها جلادون مجرمون متهمون بارتكاب جرائم فضيعة في حق الشعب المغربي ومناضلاته ومناضليه. إننا ندعو إلى تشكيل لجان تقصي من الأحزاب العمالية والنقابات والجمعيات الحقوقية التقدمية وممثلين عن أسر الضحايا والشباب الثوري، توضع تحت تصرفها كل الإمكانيات الضرورية لمباشرة التحقيق ومراقبة سيره، حتى يتم الكشف عن كل من تورط في هذه العملية ومحاكمته.
أيها العمال والشباب الثوري فلنجعل من دماء هؤلاء الأبرياء التي أريقت ظلما حافزا لمواصلة النضال من أجل إسقاط النظام الإرهابي القائم الذي طالما قتل وجرح وشرد، فهي الطريقة الوحيدة للقضاء على الإرهاب من جذوره.
رابطة العمل الشيوعي
الجمعة: 29 أبريل 2011