يقوم النظام المغربي بحرص شديد بكل ما في وسعه لتجنب المواقف التي يمكنها أن تؤدي إلى حدوث مواجهات بين الشباب الثوري وقوى القمع، لكن الحركة تواصل نموها، وكان هذا هو السياق الذي اجتمع خلاله الماركسيون مناضلي/ مناضلات رابطة العمل الشيوعي في أول جامعة ربيعية ماركسية ينظمونها.
اجتمع مناضلون/ات شباب من ست مدن لمدة ثلاث أيام مكثفة للتثقيف السياسي والنقاش. معظمهم قادة فعليون لحركة الشباب عشرين فبراير ضد النظام الاستبدادي. بينما بعث رفاق من مدينة أخرى اعتذارهم عن الحضور. ولقد عانى العديد منهم من القمع منذ بداية هذا العام على أيدي الشرطة، من بينهم المناضل الطلابي العزوزي من جامعة فاس والذي عاد إلى ساحة النضال.
تلقى الرفاق رسائل التضامن التي وردت من العديد من البلدان بما في ذلك إيران وفروع التيار الماركسي الأممي بأمريكا اللاتينية. وقد اعتمد اللقاء كليا على التمويل الذاتي من قبل الرفاق أنفسهم بدون أي ‘مساعدة’ من أي منظمة غير حكومية. والشيء الأكثر لفتا للانتباه هو التعطش الكبير للنظرية. إن مقولة لينين “لا حركة ثورية بدون نظرية ثورية” مفهومة جيدا من قبل الشباب المناضلين.
النقاشات العميقة والتي كانت تستمر أحيانا إلى وقت متأخر من الليل، كانت تقطع بين الحين والآخر بالضحكات وروح الدعابة المميزة للعالم العربي، يمتلك هؤلاء الرفاق الكثير من القواسم المشتركة مع الشباب الثوريين الروس الذين وصفهم بيير بروي في كتابه عن تاريخ الحزب البلشفي: “مجموعة مرحة من الشباب”. كما أن الجامعة كانت حدثا منظما بشكل جيد. (انظر الصورة 2).
جدول أعمال الجامعة
كانت الموضوعات التي تمت مناقشتها هي ما يلي :
- ما هو التيار الماركسي الأممي وكيف تطور في الفترة الأخيرة.
- المنظورات العالمية.
- الثورة العربية وبيان التيار الماركسي الأممي.
- الثورة المغربية ومهامها.
- رابطة العمل الشيوعي، ما هي وعن أي برنامج تدافع (تقديم لإعلان المبادئ)
- البرنامج الانتقالي بين الأمس واليوم (مقارنة مع برامج الأحزاب الشيوعية في العالم العربي).
باستثناء التقرير عن تطور التيار الماركسي الأممي كانت جميع المواضيع الأخرى من إعداد الرفاق والرفيقات المغاربة. وأضيفت ورشة خاصة بالثورة الدائمة ومهام حركة شباب عشرين فبراير. لقد كان جدول الأعمال مكثفا حقا.
ما هي المرحلة التي تمر منها الثورة؟
كانت المناقشة الأكثر أهمية بالطبع هي المناقشة حول الثورة المغربية ومهام الشباب الماركسي. وأول شيء يجب التأكيد عليه هو أن الثورة قد بدأت مع الحركة التي يشهدها البلد وطنيا لتغيير النظام والتي انطلقت بمبادرة من حركة شباب عشرين فبراير. يثبت المغرب أنه لا يشكل استثناء في العالم العربي. إننا نشهد حركة تسيس جماهيري ثوري، خاصة في أوساط الشباب، قال أحد الرفاق: “عندما يتردد الشباب في المقاهي -التي تعتبر مؤسسة حقيقية في المغرب- بين مشاهدة مباراة لكرة القدم لفريق برشلونة وبين متابعة تغطية أخبار الثورة العربية على قناة الجزيرة، فيمكنك أن تقول إن تغييرا جديا يعرفه وعيهم “.
لكن الثورة ليست سوى في مراحلها الأولى. ليست الحركة مدفوعة فقط بالرغبة في وضع حد للاستبداد، بل هي أيضا ثورة ضد النظام الاقتصادي، ضد الرأسمالية، وكيف يمكن أن يكون الأمر خلاف ذلك في بلد يتم حرمان الملايين من الناس فيه من الحق في تلبية أبسط احتياجاتهم كالتعليم (68 ٪ لا يزالون أميين)، والمياه الصالحة للشرب (فقط 57 ٪ من السكان يصلون إليها)، والكهرباء، والرعاية الطبية (طبيب واحد لكل 2200 نسمة)، والسكن اللائق (يوجد عجز يقدر بمليون منزل على الأقل)، وحيث 4,7 مليون من المسنين ليس لديهم معاش تقاعدي، وقد تضاعف عدد الفقراء فقرا مطلقا خلال العشر سنوات الأخيرة، وتعيش أغلبية الشعب بثلاثة دولارات في اليوم. وعلى الرغم من النفي الرسمي، فإن النظام الدكتاتوري واع جدا بحقيقة أن هذه الحركة تشكل خطرا على بقائه.
هذا هو السبب الذي يدفعه إلى محاولة يائسة للتحكم في جميع المناسبات. فدربي كرة القدم الشهير بين الفريقين الأكثر شعبية في الدار البيضاء، على سبيل المثال، تم تأجيله عدة مرات خوفا من التجمعات الجماهيرية لشباب الطبقة العاملة. حيث أن أدنى شرارة يمكنها أن تؤدي بمثل هذا الحدث الكروي إلى اندلاع انتفاضة. كما أن بعض الأنشطة الأخرى مثل الأسواق غير الشرعية في المدن الصغيرة يتم السكوت عنها الآن من جانب السلطات. وهي التي كانت قبل بضعة أشهر ممنوعة بواسطة القبضة القوية للدولة. إن الوضع كما لو أن النظام يحاول تجنب أدنى سبب لحدوث المواجهة بين الدولة والشعب. إنهم يبذلون كل ما في وسعهم لتجنب وقوع حتى أدنى الحوادث مع الشرطة أو غيرها من قوات القمع المتغطرسة.
ليس بالقمع وحده
إن النظام يعرف أن القمع وحده لن يحميه على الرغم من أنه لم يتردد في إطلاق جهازه القمعي، وسوف يفعل ذلك مرة أخرى عندما يشعر أن ذلك ضروري. في هذه اللحظة يستخدم النظام كافة أنواع الحيل والمناورات بهدف خداع الحركة وإضعافها. وهذا هو المعنى الحقيقي للخطاب الملكي بشأن الإصلاح الدستوري (انظر المغرب : الإصلاح الدستوري لن ينقذ النظام).
يحاول النظام، بمساعدة عملاءه السياسيين في البرلمان ووسائل الإعلام والمنظمات غير الحكومية، استعادة المبادرة وتركيز انتباه الشعب على إصلاح الدستور. وهو فضلا عن ذلك يحاول أيضا تقسيم الحركة واحتواءها عبر عملاءه الإصلاحيين. وهنا نرى دور الاتحاد الاشتراكي (‘الحزب الاشتراكي’ لجلالة الملك) الذي اندمج مع النظام منذ أكثر من عقد. هذا الحزب، إلى جانب قادة حزب التقدم والاشتراكية (‘الحزب الشيوعي’ لجلالة الملك، الذي يشغل مناصب وزارية) يدعو، بلا خجل، الآن إلى “الإصلاح” والمشاركة في مظاهرات حركة عشرين فبراير. إنهم يتبعون القول المأثور “إذا لم تتمكن من ضربهم، فعليك الانضمام إليهم”. في البداية عندما أطلقت الدعوة إلى تنظيم يوم الغضب في 20 فبراير، رفض قادة هذه الأحزاب المشاركة فيها. ومن المفارقات أن أحد قادة حزب التقدم والاشتراكية [نبيل بنعبد الله] قد فهم الإمكانات الحقيقية لهذه الحركة. وقال: “لن نسمح بالخروج في مسيرة تطالب اليوم بـ “ملكية برلمانية” وغدا سيكون سقف مطالبها يقول للملك ‘degage ‘ “. وهو محق تماما! والآن قفز هؤلاء القادة إلى العربة بهدف توجيه الحركة عبر خطوط آمنة وحماية النظام.
المدونة والصحافية، زينب رزهوي، أبرزت مؤخرا أحد من الأخطار التي يتضمنها الخطاب الملكي الخادع. فبإعلانه عن إصلاحات لا يمكن أن تلبي مطالب الحركة “فتح الملك بابا يضعه في مواجهة مباشرة مع الشعب. إننا نسير نحو مواجهة مباشرة بين ‘العرش’ والشعب، لأن المغاربة لا يجهلون أين توجد السلطة الحقيقية. لقد بدأ العد التنازلي للنظام “.
التمايز السياسي داخل حركة عشرين فبراير
إن توازن القوى داخل المجتمع المغربي يميل بشكل واضح لصالح الثورة. والاستعراض الهزيل لحركة الشباب الموالين للملك يوضح هذا. فعلى الرغم من الدعم الإعلامي الكبير فإن هذه الحركة لم تتمكن من الخروج وانقسمت على نفسها في الآونة الأخيرة، وقد تحولت مظاهرة نظمتها مؤخرا هذه الحركة إلى مظاهرة للمعارضة عندما قرر الشباب الثوري مواجهتها! وهذا يفسر لماذا قررت وزارة الداخلية عدم السماح مجددا بمظاهرات حركة 9 مارس لأنها لا تحشد سوى عدد قليل جدا من الملكيين وبهذا المعنى فإنها تمثل تشجيعا أكبر لليسار، والأهم من ذلك، هو أنها تزيد من حدة الاستقطاب.
يمكننا أن نرى داخل حركة الشباب عشرين فبراير تمايز داخليا سريعا بين الجناح الإصلاحي، الذي أصبح مطلبه يقتصر على “الملكية البرلمانية”، وهذا هو حال الأحزاب الإصلاحية الصغيرة، التي انبثقت عن انقسامات متتالية عن حزب الاتحاد الاشتراكي، وهما الحزب الاشتراكي الموحد، وحزب الطليعة الاشتراكي. في الواقع، قليلون هم من لا يزال لديهم شك في أن هؤلاء القادة، أو على الأقل بعضهم، يأملون سرا أن يتمكنوا من الحلول محل حزبي الاتحاد الاشتراكي والتقدم والاشتراكية، اللذان فقدا مصداقيتهما، كنقاط دعم في كنف النظام بعد “إصلاحه”. ومع ذلك، فحتى مطلب “الملكية البرلمانية” قد يكون أكثر مما يمكن للنظام تقديمه من تنازلات. لكنه من جهة أخرى ليس كافيا على الإطلاق من وجهة نظر الشباب والعمال.
وفي الجانب الآخر لسيرورة التمايز هذه داخل حركة عشرين فبراير، هناك الكثير من الشباب غير المنظم والمستقل، إضافة إلى شباب النهج الديمقراطي وغيره من المجموعات اليسارية الأخرى مثل رابطة العمل الشيوعي. يسار حركة عشرين فبراير يقف إلى جانب أكثر أشكال الديمقراطية اتساقا ويدعو إلى جمعية تأسيسية ويرفض الاستبداد الملكي في جميع أشكاله.
والآن “تلتحق” المنظمات الغير الحكومية المرتبطة بالنظام، أو تلك التي يمولها الاتحاد الأوروبي، بالحركة وتحاول السيطرة عليها. إن هذا التبني من جانب هؤلاء الناس ليس بادرة ودية على الإطلاق، بل هو أشبه بقبلة الموت، كما سبق للكاتب المسرحي الفرنسي، جون راسين، أن قال ذات مرة: ” أعانق منافسي، لكن من أجل خنقه بشكل أفضل”. شرحنا في مقال سابق (إلى أين يسير المغرب؟ بقلم جون دوفال، 17 يونيو 2004) دور المنظمات غير الحكومية في المغرب باعتبارها منطقة إصلاحية عازلة بين الشباب الثوري وبين النظام. وقد ثبتت صحة هذا الآن عمليا.
حركة الشيخ ياسين الأصولية ‘العدل والإحسان’، انضمت بدورها رسميا إلى حركة عشرين فبراير، وقد تم القبول بهم بصورة مخجلة، لكن دورهم في الحركة يدفع المزيد والمزيد من النشطاء إلى رفضهم.عندما يتم تنظيم الاجتماعات للبت في المطالب أو التحركات الجديدة ينزلون بشكل جماعي ويحاولون تحديد مسار الحركة. لكن عندما يتم تنظيم التحركات لا يرسلون سوى عدد رمزي جدا من أعضائهم. ومن بين الأسباب وراء ذلك خوفهم من تأثر بعض شبابهم بالمزاج الثوري السائد في المسيرات.
بعض الأحداث المعبرة تشير إلى أن هذا هو ما يحدث، ففي إحدى المظاهرات سمع الرفاق بعض الشباب الإسلاميين يرفعون شعار “الاشتراكية هي الحل الوحيد”. وفي مسيرة أخرى ردد آخرون بحماس شعار: “القضاء على التعليم الطبقي”. يستند تأثير الأصوليين على شبابهم في قدرتهم على عزلهم بإحكام (في المساجد والمدارس الدينية، الخ) عن بقية المجتمع. لكن بمجرد ما تندلع الثورة وتدخل قواعدهم في اتصال مع حمى الشارع فإنها تبدأ في التفكير بشكل مختلف. حدث شيء مماثل في مصر مع جماعة الإخوان المسلمين.
إن النضال ضد المحاولات التي تقوم بها كل أنواع المجموعات الإصلاحية وعملاء النظام للسيطرة على حركة عشرين فبراير، هو نضال مهم جدا. إن الدفاع عن الديمقراطية الداخلية والرقابة على أولئك الذين يتم انتخابهم عن طريق الهياكل الديمقراطية والحق في عزلهم أمر حيوي.
لا ثقة في النظام فلنوجه حركة عشرين فبراير نحو الجماهير!
يرتبط هذا بالطبع بالتوجه السياسي للحركة الثورية، يحاول النظام جر قيادة الحركة إلى ‘المهادنة’. إنه يحاول فعلا “استمالة” البعض منهم، من خلال تسويقهم في وسائل الإعلام، ومغازلتهم باتصالات رسمية مع النظام، ومع السفارات الأجنبية (مثل فرنسا)، ويقدم لهم وضعا اعتباريا يمكنه بسهولة أن يخدع بعض الشباب الغير مكون سياسيا. إن أولئك الذين لا يفهمون فعلا طبيعة النظام الاستبدادي ويحدون مطالبهم ضمن الإصلاحات من داخل النظام يمكن أن يقعوا بسهولة ضحايا لهذه الخدعة.
لقد رفضت حركة عشرين فبراير الآن اللجنة الملكية التي شكلت لإصلاح الدستور ضمن إطار وضع من قبل الملك. إنهم يرفضون أن يستخدموا من قبل النظام. نزار بنمات، أحد الناشطين في حركة عشرين فبراير، قال بحق ما يلي: “لا يمكن إصلاح الدستور الحالي لأنه دستور إقطاعي، وشمولي، ومتخلف وديني”. ونود أن نضيف أن شكل الدولة إقطاعي إلا أن الهدف الرئيسي من هذا الدستور هو الحفاظ على المصالح الرأسمالية للنظام الملكي والعائلات البرجوازية الرئيسية.
شرح مناضلو/ مناضلات رابطة العمل الشيوعي أنه لا يمكن وضع أي ثقة في النظام وإصلاحاته. إن “دستور العبيد” هذا لا يمكن إصلاحه. لا يمكن للحركة أن تثق إلا في قواتها. ولهذا يجب عليها أن تمضي قدما وتوسع قاعدتها وتعطي محتوى طبقيا للمطالب الديمقراطية. وقريبا جدا سوف تكشف إستراتيجية “يوم النضال” المتكررة عن حدودها.
لا يمكنك أن تستمر إلى ما لا نهاية في الدعوة إلى المظاهرات دون الحصول على أي نتائج ملموسة. سيثير هذا بعض التعب والشعور بالوقوف عند طريق مسدود، وستكون هناك حاجة لأساليب وتوجهات جديدة. في الثورة على الحركة المضي قدما وإلا فإنها ستتراجع. نعم، بدلا من “الملكية البرلمانية” نطالب بالجمعية التأسيسية، لكنها جمعية يتم استدعاؤها من قبل الشعب المنظم في لجان منتخبة ديمقراطيا، محلية وجهوية، لا يمكن أن يترك هذا المطلب مجردا.
اتخذ أحد الرفاق مبادرة جريئة في مدينة صغيرة، تمثلت في رفع مطلب تشكيل جمع عام لكل أبناء المدينة. ذهبوا بمكبرات الصوت إلى الأحياء الشعبية ودعوا إلى تنظيم هذا الجمع وناقشوه مع الجماهير. وكانت النتيجة هي أن عمالا شبابا من ثلاثة أحياء أبدوا استعدادهم لتنظيم هذا التجمع. وتم تنظيم جمع عام على صعيد المدينة حيث طرح العمال وربات البيوت والعاطلون مطالبهم، وأضافوها إلى النقاط العشرة الرسمية لحركة عشرين فبراير. وقد تمت صياغة تلك المطالب وستصير الآن جزءا من البرنامج.
وهكذا فإن الدعوة لتنظيم التجمعات الشعبية في كل قرية ومدينة وحي هي عنصر حيوي في المرحلة المقبلة للحركة، فكلما نزلت أعمق في المجتمع، كلما صارت المطالب أكثر راديكالية. وعندما اجتمع تلاميذ ‘المدارس الثانوية’ المختلفة في حركة 23 مارس الجديدة لمناقشة مطالبهم، ظهر أنه كلما رفعت أكثر مطالب الطبقة العاملة كلما تقوى مطلب الإطاحة بالنظام. وعلى سبيل المثال، تتضمن قائمة مطالب حركة عشرين فبراير الدعوة إلى توفير الشغل لحاملي الشواهد. نعم هناك الكثير من العاطلين من طلاب الدراسات العليا، لكن الشباب والعمال يريدون تغيير هذا الطلب إلى “العمل للجميع أو ضمان التعويض عن البطالة”.
هذا هو الطريق إلى الأمام. واستنادا إلى هذا المجموعة من المطالب يصير من الممكن التحضير لتحركات جديدة. شرح رفاق/ رفيقات رابطة العمل الشيوعي أنه ينبغي على حركة عشرين فبراير التوجه إلى المصانع. يجب أن نناقش مع العمال، ونشرك الجماهير ونرفع مطالب العمال كجزء لا يتجزأ من الحركة من أجل الديمقراطية.
بناء القوى الماركسية الآن
مناضلات/ مناضلو رابطة العمل الشيوعي يعملون أيضا جنبا إلى جنب، حيثما كان ذلك ممكنا، مع شباب وطلاب النهج الديمقراطي، الذي هو أكبر مجموعة يسارية داخل الحركة. وقد تم استدعائهم مؤخرا إلى نشاط التيار الطلابي للنهج الديمقراطي فصيل طلبة اليسار التقدمي الذي أنشئ حديثا. حيث قاموا بتوزيع بيان خلاله (انظر marxy.com)، دعوا فيه إلى العمل المشترك وأشاروا فيه أيضا، بطريقة رفاقية، إلى حدود المطالب الديمقراطية التي يرفعها الفصيل. وقد استقبل تدخلهم بشكل جيد.
إن مفتاح الثورة في المغرب، كما في بقية العالم العربي، هو بناء القيادة الماركسية في خضم هذه الأحداث العاصفة. إذا أردنا أن ننجح فهذا هو الحل الوحيد، علينا أن نمتلك الجرأة في التدخل، لكن التنظيم والتثقيف السياسي للقوى الماركسية مسألتان ذاتي أهمية حاسمة. وقد كان هذا مفهوما من قبل جميع المشاركين/ات في الجامعة.
واستنادا إلى هذه المناقشات سوف يصدر الرفاق كراسة تعليمية. وسيتم نشر بيان التيار الماركسي الأممي في الثورة العربية في عدد خاص من جريدتهم الشيوعي، وسيتم بيعها في مظاهرات فاتح ماي، وسيتم إن أمكن تنظيم جامعة جديدة في فصل الصيف المقبل.
عند نهاية الجامعة شرع الشباب تلقائيا في غناء أغاني المغني الملتزم المصري، الشيخ إمام، الذي بدأت شعبيته تزداد مرة أخرى في العالم العربي. (انظر على سبيل المثال هذا الفيديو على يوتيوب)
وروى أحد الرفاق أنه في بداية الثورة العربية انتقد ستاليني عراقي آلان وودز والتيار الماركسي الأممي لرؤيتهم الثورات تنمو في كل مكان بعد سقوط بن علي، قال حرفيا إن النظام المصري أكثر صلابة الآن من أي وقت مضى. وأن من أبرز مميزات ‘التروتسكيين’ رؤية الثورات في كل مكان”. إن هؤلاء الناس يعيشون خارج الواقع. الآن توقف هذا الرجل عن الكتابة حول السياسة (وهو الخبر الجيد!) وصار يكرس وقته للكتابة عن ‘الثقافة’ (وهو الخبر السيئ للثقافة).
لقد زاد نفوذ التيار الماركسي الأممي بشكل كبير في العالم العربي بفضل مقالاته، وتحاليله وتدخله الملموس في الثورة. واستنادا إلى هذه المكتسبات السياسية سيبني التيار الماركسي الأممي قواه في العالم العربي كما بناها في أمريكا اللاتينية خلال السنوات العشر الماضية.
مراسل موقع الدفاع عن الماركسية من المغرب
الثلاثاء: 19 أبريل 2011
عنوان النص بالإنجليزية:
Morocco: First Marxist Spring School – Youth prepares for new stage in revolution