الرئيسية / الشرق الأوسط وشمال إفريقيا / شمال إفريقيا / المغرب / جريدة الثورة / المغرب: رابطة العمل الشيوعي تصدر العدد الخامس من جريدة الثورة

المغرب: رابطة العمل الشيوعي تصدر العدد الخامس من جريدة الثورة

أصدرت رابطة العمل الشيوعي، الفرع المغربي، للتيار الماركسي الأممي، العدد الخامس من جريدة الثورة (شتنبر 2016)، بعد توقفها خلال فصل الصيف (شهري يوليوز وغشت)، وقد خصص هذا العدد بالكامل لنشر وثيقة منظورات عالمية، التي صادق عليها المؤتمر العالمي للتيار الماركسي الأممي، صيف 2016.

الافتتاحية

أيها المناضلون العماليون، أيها الشباب الثوري الباحث عن بديل…

نضع بين أيديكم هذا العدد الخاص من جريدتكم الثورة والذي نخصصه بالكامل لنشر وثيقة منظورات عالمية، التي صادق عليها المؤتمر العالمي للتيار الماركسي الأممي، صيف 2016، ونحن على قناعة بأنه ليس هناك ما يمكن لنا أن نقدمه لكم في هذه الظروف العالمية والإقليمية والمحلية، وما تتميز به من اضطرابات وأزمات وغموض، أفضل من وثيقة تقدم تحليلا علميا للسيرورات العميقة وتفسر الأوضاع التي نعيشها وتوضح الاتجاهات العامة لتطورها، بما يمكن من التدخل الواعي في الأحداث لتغييرها. التفسير من أجل التغيير هذه هي المهمة الخالدة للماركسية.

المنظورات هي انتصار التوقع على الدهشة. ففي خضم المرحلة شديدة الاضطراب التي نعيش فيها، يصيب تسارع الأحداث وتوالي الأزمات وحدتها الجميع بالدهشة والدوار. حتى المفكرون البرجوازيون يعترفون بأنهم يدخلون متاهات مجهولة بالنسبة لهم ولا يمتلكون العدة لمواجهة التهديدات التي تمثلها على نظامهم المتهاوي. يحسون بحبل المشنقة يضيق حول أعناقهم لكنهم لا يعرفون ما الذي يمكنهم فعله. فهذه لاغارد، رئيسة صندوق النقد الدولي، تحذر من أن: «المخاطر تتزايد، ونحن في حاجة إلى وصفة جديدة». وها هو كبير المحللين الاقتصاديين في صحيفة فايننشال تايمز البريطانية، مارتن وولف، يقول: “إن وسائل التعامل مع مثل هذه الحالة ليست متاحة بسهولة”!

إنهم عاجزون عن معرفة ما يحدث حولهم وتقديم البديل عنه، لأنهم في آخر المطاف، رغم أوهامهم حول “حيادهم” و”تجردهم” و”موضوعيتهم”، محكومون بموقعهم الطبقي في نظرتهم إلى هذا الواقع، موقع البرجوازية والدفاع عن الرأسمالية. إنهم مؤمنون بأن “قوانين السوق” خالدة ولا بديل عنها، وأن نمط الإنتاج الرأسمالي وسيطرة أصحاب الأبناك وكبار الرأسماليين على الثروة والسلطة “قضية بديهية”، وأن عالمهم هو “العالم الوحيد الممكن”، لذلك لا يمكنهم أن يفهموا كيف يمكن لهذا النظام أن يغرق في الأزمة، أو حتمية زواله فبالأحرى أن يفهموا إمكانية وجود نظام بديل أفضل منه. وحدها الماركسية، التي تنطلق من موقع الطبقة النقيض: موقع الطبقة العاملة، موقع المنتجين الحقيقيين لكل الثروات والذين يشكلون أغلبية المجتمع على الصعيد العالمي، من يمكنها أن تقدم لنا الآليات الضرورية لتفسير الواقع بشكل علمي وتوقع اتجاهات تطوره، من أجل تغييره تغييرا ثوريا على أساس برنامج اشتراكي.

المنظورات هي انتصار تفاؤل الوعي على تشاؤم الواقع. ففي ظل الأوضاع الرهيبة التي يعيشها العالم بسبب جرائم الرأسمالية، من حروب ومجاعات واضطرابات وبطالة واستغلال وتدمير وحشي للبيئة، كل هذا من أجل الربح ولا شيء سوى الربح، من الطبيعي أن يصاب المرء بالخوف والإحباط. من الطبيعي أن تتطور أكثر الميولات والنزعات إغراقا في العبثية والعدمية، خاصة بين البرجوازيين الصغار. فأمام غياب البديل من الطبيعي أن يصير التشاؤم سيد الموقف.لكن الماركسية تعلمنا كيف ننظر وراء المظاهر ونفهم التيارات العميقة التي تعتمل تحت السطح، وبذلك نتمكن من أن نرى الإمكانيات الرائعة التي يحبل بها الواقع. فبينما لا يسمع الآخرون سوى الصراخ ولا يرون في ذلك سوى الآلام والدماء، فيصابون بالذعر والإحباط، نرى نحن في ذلك مخاض المجتمع الجديد الذي يصارع ليولد من رحم مجتمع يموت. مهمتنا هي أن نساعد على دفن المجتمع القديم، الذي تعفن وصار ينزف حروبا وخرابا، ومساعدة المجتمع الاشتراكي البديل على أن يرى النور.

أيها المناضلون العماليون، أيها الشباب الثوري الباحث عن بديل، كما قلنا في وثيقتنا، وها نحن نؤكد مجددا: “إن الطريق نحو الانتصارات العظيمة يمر عبر مراكمة النجاحات الصغيرة… لقد كنا نسبح ضد التيار، لكن مجرى التاريخ قد تغير الآن. لقد صار التيار يجري لصالحنا. إن مهمتنا هي إعادة تأسيس تقاليد البلشفية أمميا وبناء أممية بروليتارية قوية مهمتها تغيير العالم. هذا هو الهدف الذي وضعناه على كاهلنا، وهو الهدف الوحيد الذي يستحق النضال والتضحية من أجله، إنه: هدف تحرر الطبقة العاملة العظيم”. إذا كنتم تتفقون مع أفكارنا التحقوا بنا في هذا النضال.

لتحميل الجريدة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *