أصدرت رابطة العمل الشيوعي، الفرع المغربي، للتيار الماركسي الأممي، العدد السادس من جريدة الثورة (أكتوبر 2016) والذي نخلد من خلاله ذكرى ثورة أكتوبر التي يفصلنا عن الذكرى المائوية لها سنة واحدة، كما تضمن العدد مجموعة من المقالات عن الوضع الدولي (مصر، اليمن، الولايات المتحدة الأمريكية) إضافة إلى مقال نحلل من خلاله نتائج الانتخابات التشريعية التي جرت مؤخرا في المغرب، وكذلك الجزء الثاني من ردنا على مقال الرفيق الحبيب التيتي “حتى لا تتحول الماركسية إلى دجل”، والذي هو تتمة لمقالنا “حتى لا يتحول الدجل إلى ماركسية”، الذي سبق أن نشرناه في العدد الرابع – يونيو 2016- من جريدتنا الثورة.
الافتتاحية
في مثل هذا الشهر، قبل 99 سنة، تمكن عمال وفلاحو ما كان يسمى آنذاك بالإمبراطورية القيصرية، من إسقاط واحد من أكثر الأنظمة رجعية وتخلفا، وبناء الدولة العمالية الأولى في التاريخ.
صحيح أن الثورة تعرضت للانحطاط الستاليني لاحقا، وذلك بسبب عوامل عديدة (وحدها الماركسية التي أثبتت قدرتها على تفسيرها) وعلى رأسها مستوى التخلف الثقافي والمادي الذي كان يميز روسيا القيصرية، والعزلة الخانقة التي وجدت الثورة فيها نفسها بسبب فشل الثورات في ألمانيا وفرنسا، الخ والدمار الرهيب الذي سببته لها سنوات الحرب العالمية والحرب الأهلية. لكنها رغم ذلك استحقت مكانتها باعتبارها أعظم حدث في التاريخ، لأنها مكنت العمال والفلاحين الفقراء من أخذ مصيرهم بأيديهم وتسيير المجتمع، لأول مرة، تحت رقابتهم ولمصلحتهم، ولأنها حققت منجزات عظيمة على كافة المستويات الاقتصادية والعلمية والتقنية والثقافية، ورفعت بلدا من قاع التخلف والهمجية إلى ذرى التقدم خلال فترة زمنية قصيرة نسبيا، ولأنها أعطت للإنسانية الأمل في إمكانية عالم آخر بديل بدون رأسماليين.
لقد أثبتت ثورة أكتوبر أنه يوجد أمام الإنسانية بديل آخر ممكن هو البديل الاشتراكي، ليحل محل النظام الرأسمالي القائم، نظام الاستغلال والحروب والمجاعات والتلوث، الذي يجر الحضارة نحو الخراب.
كان العالم سنة 1917 يعيش على حافة البربرية، في خضم حرب دموية أشعلها أصحاب الشركات والأبناك في صراعهم المحموم من أجل اقتسام العالم والسيطرة على مصادر الطاقة وتحقيق أكبر قدر من الأرباح. كانت الدماء والدموع في كل مكان. كان ملايين البشر مجبرين على الفرار من منازلهم وكان ملايين الأطفال يعانون الجوع والأمراض. وكان اليأس هو سيد الموقف. وحدهم الماركسيون آنذاك من استمروا متفائلين، وحدهم رفعوا شعار يا عمال العالم اتحدوا، ووحدهم دافعوا آنذاك عن الأمل في عالم أفضل. فقادوا العمال للقضاء على الرأسمالية وبناء الاشتراكية.
لكن الرأسمالية تمكنت من الاستمرار بسبب خيانة القادة الإصلاحيين الاشتراكيين الديمقراطيين، ثم الستالينيين لاحقا، والذين تعاونوا مع البرجوازية العالمية لسحق الثورات العمالية. فواصلت نشر المزيد من الدمار والخراب على مستويات أكبر.
نحن الآن نعيش في ظروف شبيهة بما عاشه شباب وعمال مطلع القرن العشرين، وجيلنا هو الذي على كاهله إتمام المهمة التي بدأ بها جيل بداية القرن العشرين، أي مهمة القضاء نهائيا على الرأسمالية وبناء الاشتراكية. لذا فلنحتفل بالذكرى 99 لثورة أكتوبر من خلال النضال من أجل الثورة الاشتراكية في بلادنا والعالم.
المحتويات:
- الانتخابات التشريعية المغربية: أحزاب النظام تقتسم المقاعد في ظل غياب البديل
- انتحار طفل هو سقوط نظام!!
- الإمبريالية الغربية تغض النظر عن الأحداث في اليمن
- في ذكرى ثورة أكتوبر 1917 الاشتراكية
- الطفولة والأسرة وانحطاط الرأسمالية
- منظورات الصراع الطبقي في مصر ومهام المناضلين الثوريين
- حتى لا يتحول الدجل إلى ماركسية – رد على مقال الرفيق التيتي الحبيب “حتى لا تتحول الماركسية الى دجل” (الجزء الثاني)
- مقتطفات من البرنامج الانتقالي