إن النظام الرأسمالي يغرق في الأزمات أكثر فأكثر. ويمر العالم، وفي القلب منه منطقتنا -الشرق الأوسط وشمال أفريقيا-، من فصل جديد من الأزمة الرأسمالية الدائمة. وهو ما ينتج تطورات ثورية في بلد تلو الآخر، كان أخرها في بنغلاديش بإسقاط رئيسة الوزراء الشيخة حسينة.
وقد شهدت منطقتنا ثورات جماهيرية هائلة، ضربت فيها الجماهير أسمى معانى البطولة والتضحية، ولكن غياب القيادة الثورية دفع تلك الثورات للهزيمة وتم إغراق المنطقة وبلدانها المختلفة بالدم، من ترسيخ ديكتاتوريات عسكرية لحروب أهلية رجعية.
وبعد هزيمة الموجات الثورية في المنطقة، ها هي الظروف تتهيأ لانفجار ثوري جديد في المنطقة برمتها. فالأزمة الرأسمالية التي دفعت الجماهير للانتفاض في العقد الماضي أصبحت أكثر وطأة، فتدهورت مستويات معيشة الجماهير على كل الأصعدة. ويضاف إلى ذلك، العدوان الصهيوني على غزة الذي خلف عشرات آلاف من الضحايا، بدعم كامل من الإمبريالية وتواطأ كامل من أنظمة المنطقة.
إننا نعيش في حقبة ثورية بامتياز، وهذا يدفع كل الشيوعيين/ات والثوريين/ات للعمل بحس الاستعجال على تلافي نقطة الضعف الأساسية في الموجات الثورية الماضية، أي العمل على بناء القيادة الثورية. وكما قال لينين: “لا حركة ثورية بدون نظرية ثورية”، إن هذه المقولة أثبتت صحتها منذ قالها لينين مرورا بأكثر من قرن وعشرات الثورات، وحتى أخر ثورة شهدها العالم. إن أهمية النظرية هي في كونها مرشد للعمل، فهي تبين الطريق للمضي قدما للأمام، نحو انتصار الثورة وتغيير المجتمع تغييرا حقيقيًا.
وفي هذا الصدد، ننظم الجامعة الشيوعية الثورية 2024. ننظم تلك الجامعة باللغة العربية لشيوعيين/ات المنطقة لإعداد الكوادر الشيوعية الثورية التي سوف تبني منظمات وأحزاب شيوعية ثورية هي فقط القادرة على إسقاط الأنظمة الرأسمالية وتغيير المجتمع تغييرا ثوريا على أسس اشتراكية، من أجل القضاء على الفقر والاستغلال والحروب.
سوف تتناول الجامعة الشيوعية الثورية سلسلة من الموضوعات الراهنية. سوف نبدأ بالمنظورات العالمية، والأوضاع في عدة بلدان في المنطقة. واليوم الثاني صباحًا سوف يخصص لدراسة المادية الديالكتيكية، ومساءً للدفاع عن لينين الذي عاش طوال حياته للدفاع عن المادية الديالكتيكية. واليوم الثالث صباحًا سوف نتناول مسألة الرأسمالية والحرب والنهج الماركسي في تلك المسألة، ومساءً سيكون النقاش مخصصًا للقضية الفلسطينية والطرح الشيوعي الثوري لحلها. واليوم الرابع سيكون مخصصًا لنقاش حول الأممية الشيوعية الثورية وجذورها والبرنامج الذي تدافع عنه.
إن هذه الجامعة هدفها واضح: إعداد كوادر شيوعية ثورية. فالنظرية ليست غاية في حد ذاتها بل هي مرشد للعمل. ندعوكم للتسجيل في الجامعة الشيوعية الثورية، الجامعة الفريدة من نوعها في المنطقة، كما ندعوكم للالتحاق بنا. انضموا إلى الشيوعيين! انضموا إلى الأممية الشيوعية الثورية!
سجلوا الآن في الجامعة الشيوعية الثورية 2024!
المنظورات العالمية
يمر العالم من أكثر الفترات اضطرابًا في التاريخ، فقد دخلت الرأسمالية أعمق وأعقد أزماتها على الإطلاق. إن الفقر والبطالة والحروب والاضطرابات والثورات والثورات المضادة هي الوضع الطبيعي الجديد. وفي ظل هذا الاضطراب الشديد من الضروري تناول المنظورات العالمية التي تعمل بمثابة مرشد للطريق في ظل عواصف الأحداث، بالاعتماد على النظرية الماركسية، حيث “النظرية هي تفوق التوقع على الدهشة” كما قال تروتسكي. كما سنتناول منظورات الوضع في عدة بلدان في المنطقة.
يعلمنا التاريخ أن الحرب والجوع غالبا ما يكونان خادمي الثورة. إن الأحداث الدرامية التي تتكشف أمام أعيننا هي تشنجات عالم قديم يحتضر، وعالم جديد يكافح لكي يولد. ستناقش جلستنا الافتتاحية آفاق الصراع الطبقي العالمي، وتحدد المهام الرئيسية للشيوعيين الثوريين في جميع أنحاء المنطقة والعالم.
المادية الديالكتيكية: دفاعا عن الفلسفة الماركسية
لقد قال لينين ذات مرة: “لا حركة ثورية دون نظرية ثورية”. فمن أجل انتصار النضال من أجل الشيوعية، يجب أن يسترشد ذلك النضال بالأفكار الصحيحة. وقد وضعت الاشتراكية العلمية لماركس وانجلز أفكار هيجل على أساس مادي، ودفعت الفلسفة بلوغ ذروتها في أعلى إنجاز لها المتمثل في: المادية الديالكتيكية.
ستتناول الجلسة الأولى من اليوم الثاني، 26 أكتوبر/تشرين الأول، المادية الديالكتيكية التي هي منهج ماركس وانجلز ولينين وتروتسكي. كما سوف يتم تناول الطبيعة الرجعية لكل أنواع النظريات الغريبة على الطبقة العاملة مثل نظرية ما بعد الحداثة، والتي يتم تقديمها للشباب تحت قناع ثوري. إن النظرية الماركسية، القائمة على المادية الديالكتيكية، هي وحدها القادرة على توجيه الثوريين نحو النصر.
دفاعا عن لينين
تحل العام الحالي (2024) الذكرى المئوية لوفاة لينين، أحد أبرز الثوريين في التاريخ، والذي قاد الحزب البلشفي الذي استولى على السلطة لمصلحة الطبقة العاملة والفلاحين الروس في عام 1917، وبدء في محاولة تغيير المجتمع على أسس اشتراكية لأول مرة في التاريخ.
لقد غيّر لينين العالم بتطبيقه أفكار الماركسية على الواقع. ولن يغفر له البرجوازيون وأتباعهم أبدا جرأته على قيادة العمال في معركة منتصرة ضد الرأسماليين، وخوضه نضالا لا هوادة فيه للاحتفاظ بالسلطة لمصلحة دولة العمال في مواجهة الثورة المضادة والحرب الأهلية والحصار الإمبريالي.
يهدف هذا العرض، في اليوم الثاني 26 أكتوبر/تشرين الأول، إلى إبراز أهمية لينين الحقيقي، وليس الصورة المزيفة للمؤرخين البرجوازيين، ولا الأيقونة الفارغة التي أقامها البيروقراطيون الستالينيون، الذين خاض ضدهم لينين النضال الأخير في حياته.
وفي ظل الأزمة الرأسمالية المستمرة، تكتسب أفكار لينين صدى واسعا على نحو متزايد. ومن نواحٍ عدة، أصبح لينين وأفكاره أكثر أهمية اليوم من أي وقت مضى. يجب أن نتسلح بالعديد من الدروس القيمة من حياة لينين ومساهماته في النظرية الماركسية لإعداد أنفسنا للمعارك القادمة، والتي ستكمل ما بدأه قبل أكثر من قرن من الزمان.
الرأسمالية والحرب
نرى في مختلف مناطق العالم العديد من الحروب التي تشن لمصلحة أقلية ضئيلة من المليارديرات وتجار الأسلحة والسياسيين، وفي نفس الوقت، كانت تلك الحروب سببا في كوارث للأغلبية العظمى من الناس: الموت والمجاعة والتشريد والتقشف. هذا ما تقدمه لنا الرأسمالية اليوم، والأسوأ من ذلك في انتظارنا. وكنا، في الأممية الشيوعية الثورية، أطلقنا حملة ضد الحرب والعسكرة والإمبريالية. كما نشرنا بيانا نشرح فيه موقفنا، وندعو من خلاله كل الشيوعيين/ات والنقابيين/ات للانضمام إلينا في تلك الحملة. واليوم، رسالة حملتنا أصبحت أكثر إلحاحا من أي وقت مضى منذ أن نشرنا هذا البيان لأول مرة.
قد يكون من السهل أن ينظر المرء إلى العالم اليوم ويرى كل هذه الحروب المتزايدة، ثم يرفع يده في حالة من اليأس والاستسلام. لكن ما الذي يسبب الحروب فعلا؟ وكيف يمكن مناهضة الحروب والعسكرة من وجهة الشيوعيين الثوريين؟ وكيف نبني عالم خالٍ من الحروب؟ سوف يشرح هذا العرض النهج الماركسي في التعامل مع الحرب التي هي نتاج حتمي للرأسمالية، وكيفية تطبيق المنهج الماركسي في يومنا هذا.
القضية الفلسطينية: أي منظور للحل؟
إن مسألة الاضطهاد القومي وكيفية النضال ضده هي قضية مهمة تواجه العالم اليوم. ولعل أبرز القضايا القومية المطروحة على العالم هي القضية الفلسطينية.
إن القضية الفلسطينية هي قضية مركزية بالنسبة للماركسيين في المنطقة والعالم، وهي مرتبطة بشكل وثيق بسيرورة الصراع الطبقي في المنطقة والعالم، واليوم تحولت لنقطة مرجعية للصراع الطبقي والنضال ضد الإمبريالية والرأسمالية في العالم.
وقد أعادت المجزرة الصهيونية بحق غزة المستمرة لمدة سنة كاملة الآن النقاشات النظرية في اليسار إلى الواجهة من جديد، كما أُعيد طرح أسئلة محورية حول القضية الفلسطينية، من أهمها: أين ذهب البديل الاشتراكي للقضية الفلسطينية؟
في هذه الجلسة، سوف يتم تناول القضية الفلسطينية من أبعادها المختلفة، من حيث تاريخ القضية والفصائل الفلسطينية وغيرها من المسائل، بالإضافة إلى الطريق الشيوعي الثوري للمضي قدما للأمام لحل القضية الفلسطينية.
الأممية الشيوعية الثورية: من نحن؟ وعن أي برنامج ندافع؟
تعود جذور الأممية الشيوعية الثورية للأممية الأولى والثانية والمؤتمرات الأولى للأممية الثالثة الشيوعية قبل الانحطاط الستاليني، بالإضافة إلى المعارضة اليسارية بقيادة ليون تروتسكي، والأممية الرابعة قبل أن تنحط بعد الحرب العالمية الثانية.
ففي فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية، كان هناك تراجع عام لقوى الماركسية الحقيقية، وكان اليسار خاضعا لتشوهات الستالينية والإصلاحية. وبينما كانت مجموعات أخرى تستعد لحرب عالمية ثالثة حينها أو تنكر وجود الطبقة العاملة، دافع تيارنا بحزم عن النظرية الماركسية وتقاليدها، والتي أثبتت صحتها في كل منعطف. لقد حافظت الأممية على استمرارية الإرث الماركسي في ظل ظروف معاكسة من التقدم الاقتصادي الرأسمالي حينها وانهيار الاتحاد السوفيتي.
وبالبناء على الأساس المتين للنظرية الماركسية استطاعت أمميتنا اليوم أن تبرز باعتبارها أقوى قوة ثورية بين العمال والشباب في جميع أنحاء العالم. وهو ما سهل لنا الوصول للمحطة الأخيرة والقفزة النوعية بإعلان الأممية الشيوعية الثورية في شهر يونيو/حزيران الماضي.