الرئيسية / الشرق الأوسط وشمال إفريقيا / الشرق الأوسط / فلسطين/إسرائيل / فلسطين: انتفاضة حتى النصر [افتتاحية العدد 13 من مجلة الحرية والشيوعية]

فلسطين: انتفاضة حتى النصر [افتتاحية العدد 13 من مجلة الحرية والشيوعية]

نضع بين أيديكم، أيتها الرفيقات أيها الرفاق، العدد 13 لمجلتنا الحرية والشيوعية، والذي خصصناه بالكامل للقضية الفلسطينية، لشرح جذور القضية ومسارها التاريخي وتحليل الأوضاع الراهنة وتوضيح الموقف الماركسي مما يحدث والمنظور الاشتراكي الثوري للحل.

لتحميل العدد 13 اضغط هنا

كثيرا ما كنا نردد، نحن الماركسيون، إن الخيار الوحيد أمام البشرية في وقتنا الحالي هو إما الاشتراكية أو الهمجية، وهو ما كان أعداؤنا يعتبرونه مبالغة، إذ كيف نجرؤ على اتهام “أفضل العوالم الممكنة”، الذي هو عالمهم الرأسمالي، بأنه يجر الحضارة إلى الهمجية. لكن الآن لا بد أن وحشية وهمجية الدولة الصهيونية، بمشاركة فعلية من جميع القوى الإمبريالية وتواطؤ من كل أنظمة المنطقة، قد صدم الكثيرين وجعلهم يعيدون التفكير في بعض المسلمات السابقة. إن ما يحدث أمام أنظارنا اليوم يساهم في إحداث تغيير عميق في وعي العمال والشباب، وهو ما ستكون له عواقب ثورية هائلة مستقبلا.

 وبينما تواصل الدولة الصهيونية جرائمها، ويخرج الرجعيون بوجههم القبيح ليعلنوا صراحة تأييدهم لها، نجد الإصلاحيين وأنصار النزعة السلمية يدافعون عن نفس الجرائم لكن بطريقة أكثر مواربة، فهم يوهمون كل من يريد الاستماع لهم أن المشكلة كلها في شخص نتنياهو وحكومته، أو في هذا المسؤول أو ذاك. ويشرحون أن الحل هو “ضبط النفس” و”وقف إطلاق النار”، و”العودة إلى الوضع السابق”، أي العودة إلى نفس وضع الاضطهاد والعبودية لكن بطريقة “أكثر لطفا”.

لقد شرحنا في المقالات التي يتضمنها العدد كيف أن الإمبريالية، أي الرأسمالية في مرحلة انحطاطها النهائي، هي التي خلقت هذه المأساة وتعمل على تأبيدها. ليس المسألة مرتبطة بهذه الحكومة أو تلك ولا بهذا المسؤول أو ذاك، إنها مرتبطة بوجود الرأسمالية نفسها.

الرأسمالية نظام يحمل في جيناته الحروب والمجاعات والاستغلال والاضطهاد وما هنالك من مظالم، وذلك منذ أن ظهرت. لقد “ولدت الرأسمالية وهي تنز دما وقذارة، من جميع مسامها”، كما سبق لماركس أن شرح. صحيح أنها قد تتمكن في ظروف الازدهار والهدوء أن تلطف تلك البشاعات وتجملها بهذا الشكل أو ذاك، لكنها في مراحل الأزمة، وخاصة الأزمات العميقة مثل التي نعيشها اليوم، تصعد بشكل متفجر إلى السطح وتحول حياة الملايين إلى خراب.

أيها الرفاق والرفيقات، إن الرأسمالية هي الرعب بدون نهاية، لذا لا تصدقوا من يقول لكم إن هذه المأساة ستكون الأخيرة، أو أن “تلك الحرب ستكون نهاية كل الحروب”، أو أنهم “سيقدمون الحلول من خلال هذا الاجتماع أو ذاك”.

ولا بد أن 75 سنة من الجرائم الصهيونية، مع كل “المقررات” و”الاتفاقيات” و”التسويات” و”خرائط الطريق”، والثرثرة حول “حل الدولتين” و”السلام”، والتي لم تدفع التحرر الفلسطيني ولو قيد أنملة إلى الأمام، دليل على أنه لا وجود لأي حل في ظل الرأسمالية، لأن الرأسمالية هي المشكل.

لذا فإن نضال الشعب الفلسطيني من أجل التحرر هو في نفس الوقت نضال ضد الإمبريالية والرأسمالية، لا وجود لأي مسار آخر. إما أن ذلك النضال سينتصر باعتباره نضالا من أجل إسقاط الرأسمالية وبناء الاشتراكية أو أنه لن ينتصر أبدا.

كما شرحنا أنه ليس للشعب الفلسطيني من حليف بين حكومات بلدان المنطقة “الشقيقة” ولا حكومات البلدان الغربية “الديمقراطية”، وعليه فإنه لا يمكن انتظار أي حل من جانب الدول الرأسمالية والقوى الإمبريالية ومنظمة الأمم (غير) المتحدة.  إن الحلفاء الحقيقيين للشعب الفلسطيني في نضاله من أجل التحرر، هم ملايير العمال والكادحين، في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا وعبر العالم.

وأوضحنا أننا، نحن الشيوعيون، التيار الماركسي الأممي، لسنا محايدين في هذا الصراع، وفي أي صراع يدور بين المضطهَدين والمضطهِدين. إننا نقف دائما وبوضوح إلى جانب الفقراء والمضطهَدين، ضد الأغنياء والأقوياء المضطهِدين.

ونعلنها صراحة نحن مع انتفاضة الشعب الفلسطيني حتى النصر.

أيها الرفاق أيتها الرفيقات، إن التضامن مع الشعب الفلسطيني في نضاله شعور نبيل عظيم، كما أن المشاركة في المظاهرات الداعية إلى وقف العدوان الصهيوني واجب نضالي أساسي. لكن هذا غير كاف في حد ذاته، لا بد من الانخراط في النضال الثوري من أجل إسقاط هذا النظام الرأسمالي المتعفن، أصل كل الحروب والمآسي، الذي فقد كل مبررات بقاءه لكنه يقاوم ويجر البشرية إلى الهمجية، واستبداله بنظام اشتراكي تكون فيه الثروة والسلطة في يد الجماهير العاملة نفسها، حيث سيكون من الممكن القضاء على كل اضطهاد وكل استغلال وكل الحروب.

هذا هو المشروع الذي نسعى من أجله، نحن الشيوعيون، في التيار الماركسي الأممي، وهذا هو المشروع الذي ندعوكم إلى الالتحاق بنا للنضال من أجله. ونقول لكم: إذا كنتم شيوعيين ثوريين إنتظموا معنا في التيار الماركسي الأممي !

  • لا للعدوان الصهيوني على الشعب الفلسطيني!
  • لا للتدخلات الإمبريالية!
  • نعم لإنهاء الاحتلال!
  • من أجل فدرالية اشتراكية لكامل فلسطين، تكون جزءا من فدرالية اشتراكية للشرق الأوسط!
  • الانتفاضة حتى النصر!