يومي 14 و15 نوفمبر، اجتمع الماركسيون من جميع أنحاء الولايات المتحدة وحول العالم، عبر تطبيق التواصل عن بعد، من أجل المشاركة في الجامعة الماركسية التي نظمها فرعنا الأمريكي، تحت شعار “بعد انتخابات 2020: التحضير للثورة الاشتراكية الأمريكية”.
لقد كانت سنة 2020 صاخبة للغاية، حبلى بتغيرات حادة ومفاجئة، ليس أقلها الانتخابات الرئاسية الأمريكية. من الضروري بالنسبة للاشتراكيين الثوريين إجراء تقييم لكل تلك التطورات التي شهدها الصراع الطبقي. إلا أن هناك نتيجة واحدة واضحة يمكن استخلاصها من تلك الانتخابات وهي أنه لا يمكن للطبقة العاملة الأمريكية والعالمية الاعتماد لا على الديمقراطيين ولا على الجمهوريين لتحقيق التحرر.
ومن أجل تعميق النقاش، عقدت منظمة الثورة الاشتراكية ست جلسات غطت العديد من القضايا بدءا من الانتخابات إلى مكافحة العنف ضد النساء إلى كارثة المناخ وغير ذلك. لقد شهد هذا النشاط حضور عدد غير مسبوق، حيث انضم إلى الجلسات ما يقرب من 600 مشارك/ة طوال يومي نهاية الأسبوع!
انتخابات 2020 والنضال من أجل الثورة الاشتراكية
في الجلسة الأولى، يوم السبت، تحدث الرفيق جون بيترسون، رئيس تحرير مجلة Socialist Revolution، عن الانتخابات وكيف أن الطبقة العاملة لم يكن لها أي خيار حقيقي بين دونالد ترامب وجو بايدن. ونظرا لعدم وجود حزب سياسي يمثل الطبقة العاملة الأمريكية، فإن العمال الأمريكيين منقسمون على أسس انتخابية بين الجمهوريين والديمقراطيين. تمكن بايدن من الفوز في هذه الانتخابات، لكن عددا كبيرا من الناخبين أعطوا أصواتهم لترامب. يدعي بايدن وبيلوسي أن لديهما تفويضا لتشكيل حكومة وحدة وطنية، لكن الواقع هو أن البلاد منقسمة إلى حد بعيد.
علينا ألا نقع في الخطأ، فعندما يتحدث أي سياسي رأسمالي عن المصالحة، فإنه يكون بصدد تمهيد الطريق لشن المزيد من الهجمات ضد الطبقة العاملة. تظهر سلسلة التبرعات المالية الضخمة أن بايدن هو المرشح المفضل لوول ستريت. وعلاوة على ذلك فقد بدأ الديمقراطيون، من الوسط واليمين، هجوما ضد الجناح اليساري للحزب.
ومع ذلك فإن الضغط من أجل تشكيل حكومة وحدة وطنية هو علامة ضعف وليس علامة قوة. فالطبقة السائدة غير قادرة على الحكم بالطريقة القديمة، وهي منقسمة حول كيفية مواجهة الأزمة، ومواجهة الطبقة العاملة. سيستمر ترامب في السيطرة بقوة على الحزب الجمهوري من خلال “لجان العمل السياسي” (PAC) التي أعلن عنها حديثا، كما أن “الترامبية” لم تنته. تضم قاعدته ملايين العمال الغاضبين واليائسين، لأنه لا يوجد بديل أمام الطبقة العاملة عن الحزبين الرأسماليين الكبيرين. لقد فقد الديمقراطيون دعم قطاعات كبيرة من العمال الريفيين والنقابيين بعد أن كان يعتبرهم لعقود أنصارا محسومين وفرض عليهم سياسته التقشفية. من غير المحتمل أن يعود هذا القسم من الطبقة العاملة إلى الليبراليين.
علينا أن نفهم الترامبية إذا كنا نريد أن نحاربها. معسكر ترامب ليس كتلة رجعية واحدة متجانسة. وبسبب عدم وجود بديل جماهيري للطبقة العاملة، استغل ترامب بمهارة وكلبية حالة السخط، وطرح نفسه بديلا عن “النخب” والديمقراطيين المدعومين من وول ستريت. وفي هذا الصدد على سبيل المثال نجد أن العديد من أنصار ترامب في فلوريدا قد صوتوا أيضا على رفع الحد الأدنى للأجور إلى 15 دولارا [في الساعة]. قد لا يكون مثل هؤلاء الأشخاص مستعدين بعد للانضمام إلى منظمة اشتراكية، لكنهم سينضمون إلى حزب عمالي جماهيري! إن ظهور مثل هذا الحزب سيقوض قدرة الديماغوجيين، مثل ترامب، على تقديم الحزب الجمهوري وكأنه حزب الطبقة العاملة. يمكن لحزب عمالي جماهيري أن يوحد قوى البروليتاريا الأمريكية. إن الاشتراكية هي الوحيدة القادرة على هزيمة الترامبية، ونحن بحاجة إلى إعداد تيار ماركسي قوي للتدخل عندما يتشكل مثل ذلك الحزب العمالي.
انتفاضة جورج فلويد والنضال ضد الإرهاب البوليسي
خلال إحدى الجلسات المتزامنة التي تلت ذلك، ناقشت الرفيقة إيريكا رويدل، وهي مسؤولة عن التنظيم في فرع المنظمة في مينيابوليس، الاحتجاجات على مقتل جورج فلويد وانتفاضة حياة السود مهمة هذا الصيف. لقد عبر أكثر من 50% من الأمريكيين عن أن إحراق مقر الشرطة في مينيابوليس عمل مبرر. بالطبع لم تظهر حركة حياة السود مهمة من العدم، فجذورها تعود إلى الاحتجاجات على مقتل تريفون مارتن عام 2012. وقد تلت جرائم قتل السود -مثل مايكل براون في فيرجسون بولاية ميسوري عام 2014- المزيد من الاحتجاجات، لكن الحركة لم تصل أبدا إلى الحدة التي شهدناها هذا الصيف.
لم يكن جورج فلويد هو الرجل الأسود الأول ولا الثاني الذي قتلته الشرطة، بل واحدا من 49 رجلا أسود قتلتهم الشرطة في مينيابوليس خلال السنوات الأخيرة. لقد كان مقتله هو القشة التي قصمت ظهر البعير كما يقول المثل. اتخذت الاحتجاجات منظورا طبقيا. حيث ربط المتظاهرون في مينيابوليس، على سبيل المثال، المطالب ضد عنف الدولة بالحاجة إلى توفير الخدمات والإسكان بتكلفة معقولة وجودة عالية.
نحن الماركسيين، وعلى عكس ما يزعمه أعداؤنا، لا نتجاهل أنماط القهر. لكننا نشرح أن العنصرية والتعصب هما نتاج للرأسمالية. لقد لعبت الشرطة خلال السنوات الأولى لتشكل المجتمع الأمريكي دورا مهما في تعزيز العنصرية، بدءا من القيام بدور صائدي العبيد. ليست الدولة، كما يوضح لينين في كتابه “الدولة والثورة”، سوى هيئات من الرجال المسلحين، الشرطة والسجون وما إلى ذلك. والطبقة السائدة تستخدم تلك المؤسسات من أجل قمع الطبقات الأخرى في المجتمع. سرعان ما علم الرصاص المطاطي المتظاهرين هذا الدرس. ليس هناك مجال لمناقشة “إصلاح” جهاز الشرطة في حين أن هدفه الوحيد هو تنظيم العنف ضد الطبقة العاملة. وعندما تعلمت المجتمعات المحلية في مينيابوليس أنها لم تعد قادرة على الاعتماد على الشرطة، قامت بتنظيم لجان أحياء خاصة بها ودوريات من أجل ضمان الأمن. وعلاوة على ذلك فقد انتشرت الاحتجاجات من مينيابوليس إلى جميع أنحاء البلاد.
كما تعلم الحاضرون أن شعار: “ألغوا الشرطة” شعار غير صحيح. تدرك الحركة الجماهيرية بشكل فطري أنه لا يمكن إصلاح جهاز الشرطة، لكن الليبراليين استولوا على شعاراتها. فبعد أن احتشد المتظاهرون حول المخفر الخامس، أعلن مجلس مدينة مينيابوليس أنه سيعمل على حل قسم الشرطة. لكنه لم يعمل ولو على تغيير اسمه، ناهيك عن أن يقوم بحله. مجلس مدينة مينيابوليس يهيمن عليه الديمقراطيون “التقدميون” الذين يعيقون تقدم الحركة. لا تمتلك حركة حياة السود مهمة أي حزب سياسي. ما نحتاجه حقا هو قيادة تدرك أن ما يحتاج إلى التغيير هو الرأسمالية. إن ما نحتاجه هو منظمة تعلمت على أساس دروس كل مراحل الصراع الطبقي، وتعمل على نقل تلك الدروس إلى نضالات اليوم. وإلا فإن الجماهير ستستنزف كل طاقتها، مثلما حدث خلال احتجاجات هذا الصيف، قبل أن يحقق النضال أهدافه.
لمواجهة الكارثة المناخية: نحن بحاجة إلى اقتصاد مخطط!
كما تحدث الرفيق أنطونيو بالمر، العضو المشارك في هيئة تحرير Socialist Revolution، عن أزمة المناخ والحاجة إلى اقتصاد مخطط. في السنوات السابقة كان تغير المناخ يطرح على أنه مشكلة المستقبل، لكن وكما حدث مع العديد من القضايا الأخرى داخل المجتمع الرأسمالي، فقد سار التاريخ بقفزات وبدأت آثار تغير المناخ تتسارع وتؤثر بشكل مباشر على حياة ملايين الناس في جميع أنحاء العالم.
منذ بداية التصنيع الرأسمالي، ازدادت كمية ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي بنحو 50%، وقد حدث نصف تلك الزيادة خلال العقود الثلاثة الماضية فقط. وخلال السنوات 22 الأخيرة تم تسجيل عشرين سنة من أكثر الأعوام دفئا على الإطلاق. وفي فبراير من هذا العام، رصد العلماء أعلى درجة حرارة شهدتها القارة القطبية الجنوبية على الإطلاق. أما على المستوى العالمي فقد كان شهر شتنبر الأخير أكثر الشهور دفئا في تاريخ البشرية.
الإجراءات التي يجب القيام بها الآن بشكل عاجل، كان يجب أن تبدأ قبل عقود. كان في مقدور البشرية في ظل اقتصاد مخطط بطريقة عقلانية أن تكون قد انتقلت منذ فترة طويلة إلى استعمال الطاقات المتجددة بالكامل. لكن في ظل الرأسمالية، يشكل دافع الربح القوة الوحيدة المحركة للاقتصاد، وفي مقدور صناعات الوقود الأحفوري مواصلة أنشطتها الكارثية حتى يومنا هذا.
الحد الأدنى الضروري للتغيير الذي يجب القيام به هو إجراء إصلاح شامل للاقتصاد العالمي بأكمله. لا يتعين علينا فقط تغيير أنظمة إنتاج الطاقة وأنظمة النقل والنظام الزراعي، بل نحتاج أيضا إلى الاستعداد لعواقب الأضرار التي حدثت بالفعل، من خلال تجهيز المدن الساحلية بالدفاعات ضد الفيضانات والاستعداد لنقل مئات الملايين من الناس. إن الحلول التقنية لهذه المشاكل موجودة بالفعل، لكن وإلى أن تطيح الطبقة العاملة بالرأسمالية، سيبقى أي نقاش حول الحد من تغير المناخ مجرد فرضيات بحتة.
إلا أنه وعلى الرغم من الآفاق القاتمة التي تلوح أمام مستقبل كوكبنا، فقد أكد الرفيق أنطونيو على أنه يجب علينا أن نبقى متفائلين. يعد تغير المناخ بدوره أحد عوامل التجذر التي ستدفع الطبقة العاملة إلى السير في طريق الثورة. وقد صار من الممكن بالفعل ملاحظة خط مناهض للرأسمالية داخل الجناح الشبابي في حركة الدفاع عن البيئة. تتمثل المهمة الرئيسية في قيادة الطبقة العاملة على أساس برنامج اشتراكي ثوري يجمع بين النضال من أجل مناصب الشغل وتحسين مستويات المعيشة الخ، وبين النضال من أجل إعادة هيكلة الاقتصاد والاستثمار بشكل ضخم في معالجة آثار تغير المناخ. وحده الاقتصاد المخطط تحت رقابة العمال ما سيمكن من مواجهة هذه الأزمة بفعالية!
كيف يمكن للاشتراكية الثورية أن تعيد إنعاش الحركة العمالية
بدأ اليوم الثاني بجلستين أخريين: قدم الرفيق توم تروتييه، العضو المساهم في هيئة تحرير مجلة Socialist Revolution، عرضا حول الدور الذي يمكن أن تلعبه الاشتراكية الثورية في تنشيط الحركة العمالية. هناك عدد من المزايا المرتبطة بالانخراط في النقابة، لكن تلك المكاسب تبقى محدودة بسبب الرأسمالية نفسها. لقد حدث انخفاض كبير في التمثيلية النقابية منذ عام 1947. إن الأجور الحقيقية للعمال اليوم صارت أقل مما كانت عليه عام 1973، عند نهاية فترة الازدهار الاقتصادي التي أعقبت الحرب.
لقد تجاوز معدل التضخم معدل نمو الأجور. كما أن البطالة تفاقمت خلال الأزمة الحالية. يمكن لأرباب العمل استخدام العاطلين كأداة ضد العمال المشتغلين، لإجبارهم على قبول تخفيض الأجور. بينما تستخدم القيادة النقابية الحالية سياسات التعاون الطبقي بنجاح من أجل إخضاع العمال. وعندما يخسر الرأسمالي المال، يبدأ دعاة التعاون الطبقي في اقتراح تخفيض الأجور والعلاوات بحجة الاحتفاظ بمناصب الشغل. لكن وعلى الرغم من ذلك يستمر الرأسماليون في تفكيك القطاعات الصناعية.
إذا نظرنا إلى الحركة العمالية اليوم لن نجد أي معارضة يسارية منظمة لتلك السياسات. يجب على الاشتراكيين الثوريين تغيير هذا الوضع. لقد تم بناء معظم النقابات من قبل الاشتراكيين والشيوعيين واللاسلطويين. وتم انتزاع يوم العمل من ثماني ساعات والحق في المعاشات التقاعدية وغيرها من المكتسبات بفضل نضالات قادة كفاحيين مثل يوجين. ف. ديبس و”بيغ بيل” هايوود. وقد أظهر التاريخ الحديث أن الطبقة العاملة الأمريكية ما تزال مكافحة، مثلما أثبتت نضالات معلمي وست فرجينيا عام 2018! إن الروح النضالية والكفاحية للطبقة العاملة الأمريكية وقوتها أمر حيوي، لكن لتحقيق النصر تحتاج الطبقة العاملة أيضا إلى الأفكار الماركسية.
يجب على الماركسيين داخل النقابات العمالية أن ينطلقوا من حقيقة أن مصالح العمال ومصالح أرباب العمل متناقضة بشكل تناحري. نحن ننظر إلى مثال إضراب سائقي الشاحنات بمينيابوليس عام 1934، حيث تمكن خمسة مناضلين ماركسيين فقط من زيادة عدد أعضاء الفرع المحلي للنقابة من 75 إلى 5000 عضو، وتحقيق مكتسبات كبيرة، بفضل امتلاك الاستراتيجية والتكتيكات الصحيحة. يجب على الماركسيين أن ينشروا فكرة أنه على العمال ألا يكتفوا بالنضال في أماكن العمل فقط، بل أن يناضلوا أيضا على الجبهة السياسية من خلال حزبهم الخاص. كما يمكن للإضرابات نفسها أن تتخذ طابعا سياسيا. ومن بين الأمثلة الحديثة على ذلك إضراب مراقبي الحركة الجوية ضد إغلاق الحكومة الفيدرالية في 2018 و2019. مهمتنا اليوم هي إعداد الكوادر الماركسية داخل هذه النقابات، حتى نتمكن من التدخل في الحركة بشكل عام والتأثير عليها من خلال أفكارنا ومنظوراتنا.
لا مزيد من القتل! حركة النضال ضد قتل النساء في المكسيك
تحدثت الرفيقة كارين كامبوس، من منظمة La Izquierda Socialista (اليسار الاشتراكي)، الفرع المكسيكي للتيار الماركسي الأممي، عن النضالات ضد قتل النساء في المكسيك. إن هذه الظاهرة المرعبة، التي يتم فيها تحقير المرأة وتحطيم سمعتها وقتلها لمجرد كونها امرأة، قد نمت بشكل ملحوظ خلال الفترة الماضية. بعد عقود من ارتفاع معدلات قتل النساء في المكسيك تضمن القانون الصادر في يونيو 2012 العقوبات على هذه الجريمة، التي تعتبر أحد أعراض اتجاه الرأسمالية نحو البربرية، لكن جرائم القتل استمرت في الارتفاع بلا هوادة.
وعلى الرغم من مرور عقود على ما يسمى الحرب على المخدرات -والتي ترقى في الممارسة العملية إلى عملية احتلال عسكري- فإن الجريمة المنظمة ما تزال متواصلة، بل إن عصابات المخدرات تقوم بدور الدولة في بعض المناطق. تسبب هذا في تحلل اجتماعي شديد، مما وفر أرضا خصبة لنمو كراهية النساء والنزعة الذكورية والهمجية العامة. وبينما يتحدث الرأسماليون عن الافتقار إلى القيم والحاجة إلى التعليم، فإنه لا يمكن أن تكون هناك أي “قيم” عندما تكون الظروف المادية لظهورها غائبة تماما. وهكذا فإن مشكلة قتل النساء في المكسيك مرتبطة في نهاية المطاف بالرأسمالية والإمبريالية.
وقد أثار هذا الوضع، بحق، حركة جماهيرية ضد قتل النساء، شارك فيها الماركسيون المكسيكيون وتدخلوا بحماس كبير. في العام الماضي خرج مئات الآلاف من المتظاهرين إلى الشوارع في جميع أنحاء البلاد. طالبت الحركات النسوية بالحق في السيطرة والقيادة داخل الحركة. لكن النظرية النسوية، التي تضع مسألة الجندر فوق كل اعتبار، والتي تطمس تناقض المصالح بين النساء البرجوازيات والنساء البروليتاريات، قد أدت في الممارسة إلى عزل نضال نساء الطبقة العاملة عن نضال الطبقة العاملة بشكل عام.
لكي تتقدم الحركة تحتاج إلى الأفكار الماركسية، التي تضع اضطهاد المرأة على أساس طبقي، وبالتالي يمكنها توحيد الطبقة العاملة بأكملها في النضال ضد قتل النساء، وضد الرأسمالية. لطالما طرح مناضلو La Izquierda Socialista هذا المنظور داخل الحركة. وفي حين أن الاشتراكية لن تقضي على اضطهاد المرأة بين عشية وضحاها، فإنها ستضع الأساس المادي لكي تقوم الطبقة العاملة بالتغلب على آلاف السنين من انقسامات المجتمع الطبقي.
الاشتراكية في حياتنا! لماذا نحتاج إلى منظمة ثورية
خلال الجلسة الختامية، تحدثت الرفيقة لورا براون، العضو المساهمة في تحرير Socialist Revolution ، عن النجاحات الأخيرة التي أحرزها التيار الماركسي الأممي في الولايات المتحدة وفي جميع أنحاء العالم. لقد دفعت أحداث 2020 شريحة كبيرة من العمال والشباب نحو الأفكار الاشتراكية الثورية. وقد كتب إلينا مئات الأشخاص يطلبون معرفة المزيد عنا والانضمام إلى المنظمة، كما أن التيار الماركسي الأممي قد توسع إلى مدن جديدة في جميع أنحاء البلاد. إن المنظمة وبعد أن بدأت بفرد واحد، قبل أكثر من عقدين بقليل، قد صار لها الآن وجود متزايد في 60 مدينة وبلدة أمريكية.
وقدمت الرفيقة لورا بعض الملامح البارزة لعمل التيار الماركسي الأممي خلال العام الماضي. فخلال حملات بيرني ساندرز في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي لعامي 2016 و 2020، تجنبت المنظمة كل من الأخطاء الانتهازية والأخطاء اليسارية المتطرفة على حد سواء، حيث تعاملت مع الجوانب التقدمية للحركة، بينما كانت تشرح دائما الحاجة إلى القطع مع الحزب الديمقراطي. لقد تدخل الرفاق بقوة في الاحتجاجات ضد مقتل جورج فلويد، والتي هي أكبر حركة في تاريخ الولايات المتحدة، ودافعوا عن ضرورة مواجهة العنصرية وعنف البوليس من خلال الثورة الاشتراكية وربط تلك الحركة بالحركة العامة للطبقة العاملة. وطوال دورة الانتخابات العامة لعام 2020، قاوم الماركسيون ضغط سياسة “أهون الشرين” وعوضا عن ذلك دافعوا عن ضرورة بناء حزب اشتراكي جماهيري قائم على الحركة العمالية المنظمة.
كما استمع الحاضرون إلى كلمات مناضلي التيار الماركسي الأممي في المكسيك وباكستان وإيطاليا وجنوب إفريقيا وكندا وفرنسا والبرازيل والسويد والمغرب والنمسا وتشيلي وبريطانيا. وفي حين أن تفاصيل الأوضاع تختلف من بلد إلى آخر، فإن هناك خيطين مشتركين عبر جميع المساهمات: واقع الأزمة العالمية للرأسمالية، ونجاحات التيار الماركسي الأممي في جهوده لبناء قيادة الثورة الاشتراكية العالمية المستقبلية.
وضمن التقارير الأممية تلقينا تحديثا لأخبار الحملة من أجل الإفراج عن رفيقنا الباكستاني عمار فياز. لقد تعرض الرفيق عمار للاختطاف على يد السلطات في 08 نوفمبر وما زال مختطفا منذ ذلك الحين. لقد مر العديد من الاشتراكيين، بمن فيهم العديد من مناضلي التيار الماركسي الأممي، بهذه المحنة خلال الأشهر والسنوات الأخيرة، ولم يتم إطلاق سراحهم إلا بفضل حملات التضامن الأممية الضخمة. وخلال النشاط التقطنا صورة تضامنية للمطالبة بالإفراج الفوري عن رفيقنا، كما نطلب منكم مساعدتنا في هذه الجهود.
لقد جاء هذا النشاط في سياق الركود الاقتصادي العالمي وانتشار الجائحة على الصعيد العالمي، والانتخابات الرئاسية الأمريكية الأكثر إثارة للجدل في التاريخ الأمريكي. لكن في مواجهة هذه الأزمة الرأسمالية غير المسبوقة، يمتلئ الماركسيون الأمريكيون بالتفاؤل، لأنه تحت سطح المجتمع، تختمر حركة اشتراكية ثورية قوية، ومناضلو التيار الماركسي الأممي ينظمون قواهم عبر الولايات المتحدة لضمان أن تكون هذه الحركة المزدهرة هي التي ستقضي أخيرا على الرأسمالية إلى الأبد.
الثورة الاشتراكية
17 نونبر 2020
مترجم عن موقع الفرع الأمريكي للتيار الماركسي الأممي “الثورة الاشتراكية”
US Marxist School 2020: preparing for the American socialist revolution