بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، وجدت قيادة ما كان يسمى آنذاك بالأممية الرابعة نفسها فاقدة كليا للاتجاه. إذ لم يكونوا قادرين على استيعاب ما يحدث حولهم، مما شكل بداية النهاية للمنظمة.
إلا أنه قبل التطرق لتحليل مختصر للأسباب التي جعلت الأممية تنهار، من المفيد الإشارة إلى بعض أهم المقتطفات من إحدى الوثائق التي صاغتها قيادة الأممية آنذاك. ويجب علينا أن نتذكر أن ذلك كتب سنة 1946، أي بالضبط عندما كانت الرأسمالية تتأهب للدخول في أكبر مرحلة ازدهار في تاريخها وعندما كان الاتحاد السوفياتي قد خرج من الحرب العالمية الثانية في أوج قوته. نعتقد أنهم كانوا يخاطبون أنفسهم.
«بالرغم من بعض مظاهر الضعف الذي تعانيها الحركة العمالية الثورية، فانه لا يوجد أي سبب يجعلنا نستنتج أننا نواجه مرحلة جديدة من الاستقرار الرأسمالي والتطور.»
«إن استعادة النشاط الاقتصادي في البلدان الرأسمالية التي أضعفتها الحرب، ولاسيما بلدان القارة الأوروبية، سوف يتميز بوتيرة بطيئة بوجه خاص. ستبقى اقتصاديات تلك البلدان في مستويات أقرب إلى الركود والانحسار.»
«في ظل هكذا شروط، يعتبر حدوث تطور طويل وشامل نسبيا ومستقر لقوى الديمقراطية السياسية، مسالة أكثر صعوبة مما مضى. إن التنازلات الديمقراطية القليلة التي قدمتها البرجوازية منذ نهاية الحرب، هي نتيجة، من جهة للضغط الجماهيري ومن جهة أخرى للسياسة التصالحية والاستسلامية التي نهجتها الأحزاب الإصلاحية والستالينية.»
«و ما نراه اليوم، هو أزمة ذات بعد عالمي – تتجاوز كل ما شهدناه في الماضي – وتطور موجة ثورية عالمية، ستعرفها مختلف أجزاء العالم بوتائر لا متكافئة، لكنها سوف تمارس تأثيرا متواصلا ومتبادلا من مركز إلى آخر وهكذا ستحدد منظورا ثوريا طويلا.» (التشديد في النص الأصلي).
«يبرهن المجرى الحالي للأحداث، في جميع البلدان، أن الإمكانيات الموضوعية لبناء أحزاب الأممية الرابعة لم تكن أبدا أكثر ملائمة مما هي عليه اليوم، وهي تزيد نضجا باستمرار.»
«إن العامل الأساسي الذي يدفعنا إلى تحضير أنفسنا، بحماس وإيمان، لمهمة بناء أحزاب الأممية الرابعة، هو، في المقام الأول، أننا نمتلك القناعة الراسخة بتوفر إمكانيات عظيمة في هذا المجال.»
«خلف مظاهر القوة التي يتمتع بها الاتحاد السوفياتي، والتي لم يسبق له بلوغها من قبل، تكمن حقيقة أن الاتحاد السوفياتي والبيروقراطية السوفياتية قد دخلا مرحلة حرجة من تطورهما.» (نقلا عن: “السلام الامبريالي الجديد وبناء أحزاب الأممية الرابعة” – توصية مصادق عليها في مداولات الأممية، أبريل 1946.)
فلنقارن ما ذكر أعلاه مع ما كانت تقوله قيادة الحزب الشيوعي الثوري البريطاني (الذي كان تيد غرانت أهم منظريه). إنهم وبالرغم من كونهم لم يكونوا يتوقعون أن يطول الازدهار الاقتصادي، لما بعد الحرب، كل تلك المدة، إلا أنهم تمكنوا من رؤية أن المرحلة التي كانوا يعيشونها، كانت مرحلة انتعاش اقتصادي واستقرار للنظام.
«في مواجهة الإصلاحيين والستالينيين الذين يحاولون تهدئة الجماهير عبر طرحهم لمنظور نهوض جديد للرأسمالية ومستقبل زاهر للديمقراطية، تعتبر التوصية المصادق عليها في مداولات الأممية صحيحة مائة في المائة في تأكيدها على أن الاقتصاد الرأسمالي العالمي قد دخل مرحلة أفول وانحطاط. لكن عندما يتعلق الأمر بتوصية هدفها إعطاء توجيه لكوادرنا حول المنظورات الاقتصادية المباشرة – والتي سينبع عنها الطور الجديد من الصراع الطبقي ومن تم دعايتنا وتكتيكاتنا- فإن هذه المنظورات خاطئة بشكل جلي.» (التشديد في النص الأصلي).
«إن الأزمة الحالية والمستوى المتدني للإنتاجية، ليست أزمة اقتصادية بالمعنى الكلاسيكي الذي يعطيه لها الماركسيون. بل يتعلق الأمر بأزمة “نقص في الإنتاجية” سببها تركيز قوى الإنتاج لصالح الحرب الامبريالية وكذا الدمار الذي سببته تلك الحرب.»
«إن نظرية الانهيار العفوي للرأسمالية بعيدة كليا عن المفهوم البلشفي. لقد أكد لينين وتروتسكي مرارا وتكرارا على أن الرأسمالية سوف تتمكن دائما من إيجاد مخرج لها إذا لم يتم تدميرها عبر التدخل الواعي للحزب الثوري الذي- من موقعه القيادي- يستغل الصعوبات والأزمات التي تعانيها الرأسمالية ليقوم بإسقاطها. إن تجربة الحرب العالمية الثانية تؤكد بعمق صحة مفهوم لينين وتروتسكي هذا.»
«هذا بينما مكّن ضعف أحزاب الأممية الرابعة (التي لا تزال، خلال هذا الطور، عبارة عن عصب صغيرة) الرأسمالية من إيجاد مخرج لها من الانهيار الاقتصادي. ولقد عبّد هذا الواقع الطريق في أوروبا الغربية لحدوث نهوض اقتصادي ثابت وسريع بما يكفي.» ( التشديد في النص الأصلي.)
«إن الأممية الرابعة سوف لن تعمل سوى على ضرب مصداقيتها إذا ما رفضت الاعتراف بالنهوض الاقتصادي الحتمي، وسوف تعمل على تضليل كوادرها وكذا الجماهير الواسعة بتوقعها لركود دائم ووثيرة نمو بطيئة في أوروبا الغربية، بينما تتخذ الأحداث مسارا آخرا.»[1]
ما نراه من خلال المقتطفات أعلاه، هو أن قادة الأممية الرابعة سنة 1946، لم يستوعبوا طريقة ماركس، انجلز، لينين وتروتسكي. إذ أن الماركسية بالنسبة لهؤلاء القادة لم تكن طريقة علمية، بل عقيدة دغمائية تطبق بطريقة فظة. فكل ما كانوا يعملونه هو ترديد منظورات سنة 1938. لقد نسوا واقع أن المنظور لا يمكنه أن يصير خطة عمل. إن كل ما يمكنه فعله هو فقط تحديد الاتجاهات العامة، ويتوجب أحيانا تغييره بشكل جذري تبعا لتغير الأحداث. كل هذا كان بالنسبة لهؤلاء “القادة” كتابا مختوما.
لقد تجاهلوا السيرورات الواقعية وحاولوا ببساطة فرض رغبتهم الذاتية على الواقع. لا بد أنهم، على ما يبدو، اعتقدوا أن أي تسليم منهم بإمكانية حدوث نهوض رأسمالي، سوف يدخل الإحباط إلى صفوفهم. وهو الشيء الذي تمكنوا من تحقيقه في الأخير! إذ أن أخطائهم قادت إلى تدمير الأممية الرابعة التي ناضل تروتسكي بعناء شديد لبنائها.
لقد توقع تروتسكي حدوث موجة ثورية عند نهاية الحرب العالمية الثانية، مشابهة لتلك التي حدثت بعد الحرب العالمية الأولى، وتوقع أن تصبح الأممية الرابعة القوة المهيمنة داخل الحركة العمالية. لقد حدثت بالفعل تلك الموجة الثورية. إلى هنا تأكدت المنظورات. الحرب الأهلية في اليونان، حركة المقاومة والإضرابات في كل من إيطاليا وفرنسا قبيل نهاية الحرب ومباشرة بعدها، الثورة الصينية سنة 1949، النضال من أجل الاستقلال في كل العالم المستعمر، الانتصار الساحق لحزب العمال البريطاني في انتخابات 1945،الخ. كل هذا أكد أن توقعات تروتسكي كانت صحيحة.
لكن المشكل هو أن قوى الأممية الرابعة كانت أضعف من أن تتمكن من لعب دور رئيسي في هذه الأحداث. عندما يكون الحزب الثوري ضعيفا جدا، وعندما لا يكون في المكان المناسب في الوقت المناسب، يمكن للفترة الثورية أن تمر وتضيع الفرصة. والنتيجة كانت هزيمة تاريخية كبرى للعديد من الحركات الثورية التي ظهرت مع نهاية الحرب العالمية II. وعندما حدثت انتصارات، كما كان الشأن في الصين، فإنها اتخذت شكل الستالينية، أي دولة عمالية مشوهة على نموذج الاتحاد السوفياتي. لم تكن تلك الثورات بقيادة الطبقة العاملة، لكنها بالرغم من ذلك زادت من قوة الستالينية. إن هذه الأخيرة وبدل أن تواجه أزمات فورية، كما كان قادة الأممية يتوقعون، صارت أكثر قوة مما كانت عليه في السابق. لقد كانت الستالينية تتقوى في الغرب كذلك، حيث كانت روسيا تبدو في نظر العديد من العمال وكأنها “تنشر الثورة”.
إلى هذه المرحلة تعود أصول القطيعة والانشقاق الذي عرفته الحركة التروتسكية. إذ أن قيادة الأممية الرابعة آنذاك كانت عاجزة تماما عن فهم ما يجري. فإذا ما قرأت كتابات قادة من أمثال جيمس كانون (قائد حزب العمال الاشتراكي الأمريكي آنذاك) خلال أواخر الأربعينات وبداية الخمسينات، سوف لن تجد سوى منظورات خاطئة تماما. لقد كان منظوره مبنيا على إمكانية حدوث أزمات فورية للرأسمالية وهكذا استخلص إمكانية حدوث تطورات ثورية على المدى القريب. هذا إلى درجة أنه أنكر أن الحرب العالمية الثانية قد انتهت!
سنة 1946، عقدت الأممية الرابعة “المؤتمر الأممي”. وقد أسهم إرنست ماندل وآخرين في صياغة ذلك البيان الذي كان يتناقض كليا مع الواقع. لقد طورت قيادة الأممية آنذاك نظرية تقول باستحالة حدوث أي ازدهار اقتصادي، وهو الشيء الذي تأكد خطئه كليا. إن الطبقة العاملة انهزمت بسبب نظريات القادة الستالينيين والإصلاحيين، بينما كانت الأممية الرابعة أضعف من أن توقف ذلك.
لقد كانت هزيمة الطبقة العاملة، بعد الحرب، الشرط السياسي المسبق الحاسم لحدوث انعطافة في الاقتصاد. الولايات المتحدة خرجت قوية جدا من الحرب. لقد كانت القوة الرأسمالية العظمى الأهم التي حققت أكبر الأرباح من الإنتاج الحربي. وخوفا من حدوث الثورة في أوروبا، عملت الولايات المتحدة على ضخ مبالغ هائلة من الأموال في خزائن البلدان الأوروبية كألمانيا، إيطاليا، فرنسا، الخ، لإعادة إحياء اقتصادياتها (مخطط مارشال الشهير).
كان الدمار الذي سببته الحرب يعني ضرورة برنامج ضخم لإعادة الإعمار. كل هذا وضع الأسس لحدوث أكبر ازدهار اقتصادي عرفته الرأسمالية في تاريخها.
لقد كانت قيادة الأممية الرابعة عاجزة عن التكيف مع هذه التطورات الجديدة. إنهم لم يفهموا ضرورة القيام بمراجعة للوضعية. إنهم كانوا في الواقع يعتقدون أنه في إمكانهم الحفاظ على وحدة صفوفهم فقط عبر الوعد بأن الثورة توجد “على مرمى حجر”. إن سياسة كهذه لم يكن بإمكانها سوى أن تشق صفوف الأممية وهذا بالضبط ما حصل.
كما سبق للينين أن شرح، إذا لم تعمل على تصحيح أخطائك، فإنك سوف تظل تتخبط في خطأ تلو الآخر. والنتيجة النهائية هي العصبوية. إن من كانوا يسمون أنفسهم بـ”قادة” الأممية الرابعة، وبسبب عدم فهمهم لأخطائهم خلال سنوات الأربعينات، واصلوا السير في طريق انحطاطهم عبر تبني كل أنواع النظريات الغريبة. فمن نظرية تقول بالثورة فورا، إلى أخرى تقول بـ”تبرجز” الطبقة العاملة الأوروبية – وهو ما شكل انعطافة بـ 180 درجة! وعلى سبيل المثال، أعلن إرنست ماندل في أحد اللقاءات في لندن (شهر أبريل 1968) أنه لن يكون هنالك أي تحرك للطبقة العاملة الأوروبية طيلة ما لا يقل عن عشرين سنة. لقد أعلن هذا بالضبط عشية نهوض الحركة العمالية الفرنسية خلال شهر ماي1968! إنهم لم يكونوا قادرين على رؤية الواقع سنة 1946 ولم يتمكنوا من رؤيته في 1968 أيضا.
لقد استوعبت قيادة الفرع البريطاني للأممية الرابعة (الحزب الشيوعي الثوري) التحولات التي كانت تحدث وعملت على تطوير منظورات مغايرة. لقد كان تيد غرانت هو المنظر البارز في ح ش ث. وهو لا يزال نشيطا لحدود اللحظة، كعضو في هيئة تحرير (Socialist Apeal). إذا دخلتم إلى موقعنا على الانترنيت سوف تجدون فيه كتابا بعنوان (The unbroken thread) الذي يضم مختارات من كتابات تيد غرانت منذ سنة 1938 إلى سنة 1983. كما يمكنكم أن تطلعوا على كتاباته على موقع: www.tedgrant.org. ومن بين تلك الكتابات سوف تجدون مقالا تحت عنوان: “منظورات اقتصادية لسنة 1946” والذي يشكل دراسة للازدهار الاقتصادي الذي كان يحدث، والذي يشكل تقييما أكثر صحة لتطور الأحداث آنذاك. وتضمنت هذه الوثيقة نفس التحاليل التي احتوتها التعديلات التي اقترحها الح ش ث لمنظورات الأممية الرابعة سنة 1946.
وكما توضح المقتطفات التي سردناها أعلاه، فإن قادة الأممية الرابعة كانوا مخطئين أيضا فيما يخص المسألة الروسية. إذ بدل الأزمة التي توقعوها، تمكنت روسيا الستالينية من ترسيخ وتوسيع أسس قوتها. كما أخطئوا أيضا في مسألة الصين، حيث كانوا يقولون أن ماو سوف يصل إلى اتفاق مع شانغ كاي تشيك وسوف يخون الثورة. بينما تعكس كتابات تيد غرانت حول الصين (أنظر: The Chinese Revolution، يناير1949 ) فهما أكثر دقة لما كان يجري آنذاك.
وقد واصلت قيادة الأممية تخبطها، بارتكابها سلسلة من الأخطاء فيما يتعلق بما كان يحدث في أوروبا الشرقية، حيث رفضوا، في البداية، الاعتراف بأن الأنظمة التي قامت في أوروبا الشرقية هي أنظمة على شاكلة روسيا السوفياتية، ليقفزوا فيما بعد إلى الجهة المقابلة (دون أن يشرحوا السبب) حتى أنهم أعلنوا بعض تلك البلدان (الصين، يوغسلافيا، الخ.) دولا “عمالية سليمة”، ليتخلوا عن هذا التحديد فيما بعد بمجرد ما تبين أنه من الصعب الدفاع عنه.
كل هذا كاف جدا لإعطاء الدليل على أن ماندل، كانون وشركائهما، قد فقدوا الاتجاه، منذ الحرب العالمية، مما قادهم إلى الابتعاد عن القيام بتحليل ماركسي حقيقي. وقد قاد هذا الأممية إلى حدوث انشقاق تلو الآخر ومن ثم إلى التدمير الكلي للمنظمة. لقد حاول التروتسكيون البريطانيون إنقاذ ما يمكن إنقاذه من الغرق، لكن قواهم كانت ضعيفة. لقد مرت عدة عقود قبل أن يصبح من الممكن الحديث عن استعادة الحركة لنشاطها. لكن هذه قصة أخرى تطرقنا إليها في نقاش آخر.
من الضروري على عمال وشباب اليوم، الباحثين عن بديل ثوري للمأزق الذي يعيشه المجتمع الرأسمالي، أن يعملوا على دراسة الوثيقتين معا لكونهما مليئتين بالدروس. عليهم أن يقارنوا بين الطريقتين المختلفتين المستعملتين في كلتا الوثيقتين ومن ثم الحكم بأنفسهم.
عندما تتم خيانة الطموح الثوري للجماهير – بينما شروط إنجاز التغيير الثوري ناضجة – وتتعرض الطبقة العاملة لهزائم ساحقة، نجد أنفسنا أمام سيرورة تاريخية متشابهة. حيث لا تبقى سوى الشريحة المتقدمة من الطبقة العاملة محافظة على نشاطها، وغالبا ما تميل هذه الشريحة إلى أن تكون العناصر الأكثر ولاءً للبيروقراطية الحزبية والنقابية. يستخلصون النتائج الخاطئة من دروس الهزائم ويصيرون عائقا إضافيا أمام العمال والشباب. أثناء أوضاع كهذه يصبح الدفاع عن الأفكار الماركسية مسألة أكثر صعوبة ويجد الماركسيون أنفسهم أكثر عزلة.
خلال مثل هذه الشروط بالذات يصير من الممكن للتيارات العصبوية اليسراوية المتطرفة (مثلها مثل التيارات الإصلاحية) أن تزدهر وتنمو. لقد ظهر التيار الفوضوي كقوة في صفوف الأممية الأولى نتيجة لهزيمة كمونة باريس. إن الميل اليسراوي المتطرف لقادة الأممية الرابعة يمكن تفسيره، هو أيضا، بنفس الطريقة – يمكن تفسيره بالهزيمة التي تعرضت لها الحركة الثورية ما بعد الحرب العالمية الثانية.
إدا لم نتمكن من فهم كيفية تحرك الطبقة العاملة، من الممكن أن نستخلص النتائج الخاطئة من أوضاع مشابهة. عندما تتعرض الحركة لمرحلة جزر تتقوى بيروقراطية النقابات والأحزاب العمالية الجماهيرية. يواصل بعض العمال الأكثر طليعية نضالهم ضد البيروقراطية، لكنهم لا يجدون أي صدى لنضالهم بين صفوف القواعد. ومن ثم يستخلصون أن هذه المنظمات قد صارت متبقرطة إلى درجة أنه من المستحيل مواصلة النضال في صفوفها، فينتهون بمغادرتها، ليعملوا على خلق نقابات أو أحزاب جديدة بهدف تمكين الطبقة العاملة من بديل لتلك المنظمات المبقرطة. لكنهم، مع الأسف، يجدون أن الأمور خارج المنظمات الرسمية ليست بالسهولة التي كانوا يتوقعونها. ذلك لأنه ليس هنالك من طريق مختصر ولا وصفة سحرية لحل المشاكل. إذ عندما تكون الحركة في مرحلة جزر، نتيجة لهزائم سابقة، لا يمكنك أن تحل المسألة بمجرد إعلان شعار حزب ثوري “مستقل”، أو تجاهل الحقائق والإدعاء بأن الثورة موجودة على مرمى حجر. إن لحركة الطبقة العاملة منطقها الخاص، ولها توقيتها الخاص. ولا يمكنك أن تجبرها – قبل الأوان – على أن تتحرك بسرعة.
يتوجب علينا أن نتعلم من هذه الخبرة التاريخية وأن نطور منظورا للمستقبل. لقد كان انهيار الأممية الرابعة، في جزء منه، نتاجا للشروط الموضوعية. لكن يتوجب علينا أن نتذكر أيضا أن قادة الحزب الشيوعي الثوري البريطاني لم يتعرضوا لنفس المصير. لماذا؟ إن الجواب يكمن في أنهم كانوا مستوعبين لجوهر الماركسية، كانوا مستوعبين لطريقة ماركس، انجلز، لينين وتروتسكي. لم تكن الماركسية بالنسبة لهم مثل كرة المشعوذين البلورية، بل طريقة علمية، كانت مرشد عمل.
لقد صار عمال وشباب اليوم مجبرين، بسبب أزمة العالم الرأسمالي، على الانتقال أكثر فأكثر إلى الهجوم. أمامنا اليوم فرصة تاريخية لمواصلة النضال الذي خاضه القادة الماركسيون العظماء في الماضي ومن ثم حسمه نهائيا.
فريد ويستون
26 أكتوبر 2004
عنوان النص بالإنجليزية :
[1]: Economic perspectives- proposed line of amendment to international conference resolution ‘new imperialist peace and the building of the parties of the fourth international’December 1946
لافرق بين الخيانة والخطا لان النتيجة واحدة
قمة الجنون هو ان يكرر المرئ تجارب خاطئة عدة مرات ويتوقع نتائج مختلفة من اقوال الشهيد اينشتين
شكرا لموقعكم الكريم لردكم الدمث والمؤدب لتعليقي فذلك ينم على حسن اخلاقم التي هي أساس رسالة الانسان في هذا الكون فالانسان اغلى مانملك والحرية الحقيقية تكمن حينما يكون الانسان منضبطا وخلوقا وشريفا فكلما اصبح الانسان حرا زاد اخلاقا وادبا ووعيا اما بعد فانا اعتبر تلك المقولة موجهة ليس للناس الذين شوهوا الأممية الرابعة من يساريين متطرفين وجامدين عقائديا كرروا أخطاء سئ الذكر ستالين وانطبق عليهم الاية الكريمة كلما جائت امة لعنت اختها فامراض الجمود العقائدي والتطرف اليساري والطفولية اليسارية والتحريفية الكاوتسكية ومن وقع في فايروس النيوليبرالية الكومبرادورية كل تلك الامراض وقعت بها جميع المناهج العلمية الجدلية سواء ماويين اولينينيين او تروتسكيين او ماركسيين عروبيين ناهيك عن النزعة الارادوية الحمقاء لخروتشوف وستالين التي تنبذ قراءة الواقع والظروف وتعول على الانسان أي كالذي يمرض نفسيا باكتئاب حاد ويقول انا طبيب نفسي ولا يعد العدة في ظروف الشفاء او استشارة طبيب كفوء ومحترم اما انا اخوتي الكرام فقد كنت قبل عام 2005 و2007 من محبي الأممية الرابعة ولازلت اكن لها الاحترام ولكنني بعد عام 2007 أصبحت على خط فكر الشهيد ناهض حتر رحمه الله وارجو من عطوفتكم قراءة كتبه فقد تعجبكم وتغذي معلوماتكم وتبنون عليها وفي الختام لكم كل الاحترام والمودة والله الموفق
الى القامات المثقفة الخلاقة في الأممية الرابعة تحية طيبة وبعد اقترح عليكم قراءة كتاب الخاسرون وكتاب المعزب رباح وكتاب الملك حسين رحمه الله بقلم يساري اردني والكتب الثلاثة تلك من اعداد الشهيد ناهض حتر ودمتم بحفظ الله ورعايته اخوكم نعمان
توجد مقولة مشهورة للشهيد ناهض حتر الانسان لايغير مبادئه هذا شيء صحيح لانه يدخل في شراك التحريفية ولكن الانسان الواعي المثقف العلمي الخلاق يغير مواقفه تبعا لحسابات معقدة وتغيرات في بنية المجتمع وصيرورة الواقع الاجتماعي والبيئة المحلية حتى لا يكون جامدا وميتا سريريا في فكره وسبل تغيير واقعه وتفسيره على أسس علمية فكل جامد هو من يكون مصابا بموت سريري فكري
ادعوكم للمقارنة بين كتابات المدعو فؤاد النمري الذي يبكي على اطلال سئ الذكر ستالين وكتابات المدعو علاء الصفار مدعي التروتسكية والتروتسكية منه براء وبين كتابات القامة المثقفة العلمية الخلاقة الشهيد ناهض حتر فهل يستوي الردح الأيديولوجي مع التاني والابداع
من خزعبلات أفكار ستالين للمدعو فؤاد النمري يزعم دائما ان طبقة المثقفين والفلاحين والمعلمين والانتلجنسيا هي طبقة برجوازية وضيعة فتلك الأفكار هي التي شوهت ودمرت الاشتراكية العلمية فارجو منكم تمييز الأوهام من التحليل النقي العلمي
التغيير المشوه هو كمن يبدل العزوبية بجحيم الزواج التعيس فيوجد مثل يقول العزوبية ولا الجيزة الردية
فرق كبير بين نظرة تروتسكي العلمية والتقدير الذي يكنه للعمال التقنيين والمعلمين والمثقفين كأيدي بيضاء ومصدر توعية للعمال غير التقنيين وغير المهرة او غير المثقفة وبين نظرة أشكال فؤاد النمري تلميذ ستالين التي بها ابتذال لهم بوصفهم برجوازية وضيعة أليس هذا ردحا ايديولوجيا