الرئيسية / دول العالم / آسيا / باكستان / إضراب عام واغلاقات الطرق في كشمير

إضراب عام واغلاقات الطرق في كشمير

خلال الاحتجاجات الجماهيرية التي نظمت يوم 13 أبريل 2006، دعا الرفيق شوجات كازمي (Shujat Kazmi)، منظم جبهة الشعب المتحدة، في خطاب له أمام مسيرة ضمت عدة آلاف من المتظاهرين، إلى خوض إضراب عام يوم السبت 22 أبريل في كشمير لفرض الاستجابة إلى مطالبهم.

  مع الساعة الثامنة من صباح يوم السبت 22 أبريل، بدأت الجماهير تتجمع في أهم محطة للحافلات بمظفر أباد، عاصمة جانب كشمير المستعمر من طرف باكستان. مع الساعة التاسعة، وصل عدد الناس الذين تجمعوا إلى أكثر من 5000. وتحت قيادة الرفيق شوجات كاومي بدأت المظاهرة تتحرك عبر أهم شوارع وأسواق مظفر أباد. لقد نظمت المسيرة الاحتجاجية تحت راية “مسيرة حق الشعب”. المنظمات التي أيدت وساندت الدعوة إلى الإضراب العام والتظاهر كانت هي “جبهة الشعب المتحدة، تحالف الشباب الثوري لجامو كشمير، الجبهة الموحدة للطلاب وحملة الدفاع عن النقابة الباكستانية(PTUDC).

  كانت معنويات المتظاهرين جد عالية وكانوا يطفحون بالحماس والحمية الثورية. كان ممكن سماع صدى الشعارات الثورية التي ترددت في وادي هملايا من بعيد جدا. أهم الشعارات التي رفعت كانت « ما دامت الجماهير تعاني، فإن الحرب ستستمر»، « مادامت الجماهير جائعة، فإن هذه الحرية وهمية، نرفض قوانين الاستبداد والقمع هذه»، «حكم الرصاص والعصي يجب أن يسقط»، «لا لبطائق الكهرباء، لا لبطائق الانتفاع، الثورة، الثورة…الثورة الاشتراكية».

  وبعد مرور المسيرة عبر مختلف المناطق، وصلت إلى ساحة عزيز في وسط المدينة. لقد كان هناك أعداد غفيرة من المتظاهرين إلى درجة إغلاق جميع الطرق المؤدية إلى الساحة. كان هناك العديد من الخطباء بما فيهم قادة محليون لحزب الشعب الباكستاني. جميع الخطباء ألقوا خطابات قاسية ضد النظام بسبب عجزه عن مساعدة الضحايا وإعادة التأهيل وبسبب عدم توفيره للتعويضات المعلنة للضحايا.

  لقد حذروا النظام بأنه إذا لم يتم الاستجابة لمطالبهم فإن النضال من أجل إسقاط الحكام سوف يتصاعد أكثر. آخر متحدث كان هو منسق جبهة الشعب المتحدة، الرفيق شوجات كازمي. وقد قال أن هذه حرب طبقية ويجب خوضها من طرف المضطهدين ضد المضطهدين. قال أنه على الكادحين أن يعيدوا إحياء تقاليد ثورة 1968-1969 في باكستان.

  إن النظام الرأسمالي الاستغلالي يجب أن يتم إسقاطه من أجل تحقيق الحرية والانعتاق الحقيقيين للجماهير الكادحة. لا يمكن تغيير مصير الجماهير بمجرد تغيير وجوه الحاكمين. لذا فإن الجماهير لا يمكنها تغيير مصيرها سوى بإنجاز الثورة الاشتراكية.

  وفي الأخير قال كازمي أن الخطة المستقبلية للنضال سوف يتم الإعلان عنها يوم فاتح ماي، اليوم العالمي للطبقة العاملة. خلال المسيرة ثم إحراق بطائق الكهرباء والماء وباقي بطائق الانتفاع في أهم ساحة للمدينة.

  في تلك الأثناء، كانت جميع الدكاكين والمطاعم والمدارس وغيرها من مؤسسات مظفر أباد مغلقة منذ الساعة الثامنة صباحا. كان هناك إضراب شامل لقطاع النقل. أغلقت جميع الطرق الرئيسية المؤدية إلى مظفر أباد، بما فيها الطريق السيار الرابط مع مدينة سرينغار (Srinagar) – عاصمة جانب كشمير المحتل من طرف الهند –

وادي نيلوم:

  كما كانت الحالة عليه في مظفر أباد، شهدت جميع مدن وقرى وادي نيلوم إضرابا شاملا واغلاقات وتجمعات جماهيرية. من الساعة الثامنة صباحا إلى حدود الثانية زوالا لم تتحرك أية سيارة. أغلقت جميع الدكاكين والمراكز البلدية. وكانت هناك مسيرات احتجاج ومظاهرات في مدن كاهوري(Kahuri)، باتيكا (Pateika) ودفليان(Devlian)، شارك فيها مئات المتظاهرين إن لم نقل الآلاف.

  وادي جيلوم:

  في وادي جيلوم تم إغلاق الطريق السيار الرئيسي المؤدي إلى سرينغار وكانت هناك تجمعات جماهيرية. وشهدت مدن غاري دوباتا، هتيان، بالا، شيناري، داني، شاكار، شيتيان، ماجوهي، تهوتا، جوراهي، داندالي، راهرا ودالاي، إضرابا شاملا. جميع الأسواق والمؤسسات العمومية أغلقت.

  كانت هناك مسيرات جماهيرية ومظاهرات في 14 مدينة بالوادي. شارك الآلاف في المظاهرات وكان أغلب الخطباء والمنظمين لهذه التحركات ينتمون إلى حملة الدفاع عن النقابة الباكستانية، تحالف الشباب الثوري لجامو كشمير والجناح اليساري لحزب الشعب الباكستاني. وقد توعد المتحدثون بأنهم سيواصلون النضال إلى حين فرض الاستجابة لمطالبهم وعبروا عن عزمهم تغيير هذا النظام الاستغلالي المتعفن. في مدينة غاري دوباتان عمل البوليس على اعتقال الرفيق رشاد نكفي (Rashad Naqvi) والرفيق فرهاد إقبال(Farhad Iqbal) والرفيق منير ساتي(Munir Satti) خلال المظاهرة. لقد شكل هذا استفزازا للجماهير فسارت مظاهرة حاشدة نحو مركز الاعتقال وحاصرته وطالب المتظاهرون بالإطلاق الفوري لرفاقهم. كان الضغط هائلا لدرجة أن البوليس خافوا واضطروا إلى إطلاق سراح الرفاق الثلاثة بعد دقائق من الحصار. في مدينة ماجوهي حاول البوليس تفريق المتظاهرين عبر إطلاق النار فوق رؤوس المتظاهرين، لكن وبدل أن يؤدي ذلك إلى تفريق الجماهير، أدى إلى الرفع من سخطها فوجد البوليس أنفسهم مجبرين على الفرار. كانت هناك أحداث مشابهة لهذه في مدن أخرى بوادي جيلوم ووادي نيلوم. وحسب تقدير متحفظ فإن 20000 شخص كانوا في شوارع وادي جيلوم.

  راولكوت:

  بالرغم من أن النداء إلى تنظيم الإضراب جاء من مظفر أباد، فإن منظمة تحالف الشباب الثوري لجامو كشمير دعت إلى إضراب تضامني في المناطق الأخرى من كشمير. وافقت جمعيات النقل وأصحاب الدكاكين على الالتحاق بالإضراب منذ البداية. لقد أغلقت الدكاكين وغيرها من المؤسسات العمومية منذ الثامنة صباحا إلى الثانية زوالا. كان هناك إغلاق تام وتجمعات جماهيرية في راولكوت. لقد شهدت المدينة مسيرة شارك فيها أكثر من ألف شخص. أهم الخطباء كانوا هم الرفيق عادل خان(Adil Khan) منسق منظمة تحالف الشباب الثوري لجامو كشمير ورئيس نقابة النقل سردار أرشاد(Sardar Arshad) ورئيس فرع حزب الشعب الباكستاني رجا اجاز(Raja Ejaz). وأعلن أيضا أن يوم فاتح ماي سيكون يوما للاحتجاج من أجل الاستجابة لمطالب ضحايا الزلزال.

  كان هناك أيضا إضراب شامل في مدينة شوتاكالا (Chotagala) يوم السبت 22 أبريل. التحق بالمسيرة أكثر من500 شخص وكانت هذه المسيرة من تنظيم ستة رفاق يبلغون من العمر أقل من 18 سنة. أكبر مسيرة شهدها إقليم بونش هي التي نظمت بخيغالا(Khaigala) حيث شارك فيها أكثر من 2000 شخص. وكان هناك أيضا إضراب شامل بالمنطقة.

  في مدينتي هاجيرا وثورا كان هناك إضراب شامل دام خمسة ساعات ومسيرة كبيرة من تنظيم تحالف الشباب الثوري لجامو كشمير.

   كما نظم تحالف الشباب الثوري لجامو كشمير تظاهرة احتجاج في مدينة باغ المنكوبة. وقد قام الرفيقان عابد حسين وعابد شوغاتي، القياديان البارزان في تحالف الشباب الثوري لجامو كشمير، بإلقاء خطابات ثورية في نهاية المظاهرة.

  لقد كان هذا هو أكبر إضراب عام، على الإطلاق، شهده الجانب المحتل من طرف باكستان من كشمير وكانت المسيرة التي نظمت في مظفر أباد هي الأكبر من نوعها في تاريخ المدينة. لقد نظمت هذه الحركة من طرف الماركسيين الكشميريين. لقد بدأ الماركسيون يسيطرون تدريجيا على المدن، التي كانت تشكل فيما مضي أهم قواعد للأصوليين الإسلاميين. لقد كان أهم ما ميز هذا الإضراب هو أنه ثم بدون حدوث أعمال عنف أو تكسير. لم يجرح أي شخص خلال هذه المظاهرات الاحتجاجية الحاشدة التي عرفها الجانب المحتل من طرف باكستان من كشمير. لقد كان الرفاق منضبطين وتحكموا في المسيرات والمظاهرات بشكل كامل. لقد أظهر هذا الإضراب العام أيضا القوة المتصاعدة التي يتمتع بها الماركسيون الثوريون بكشمير. لكن الأهم هو أن هذه الأحداث سوف تشكل مصدر إلهام وتشجيع للشباب والعمال في الجانب المحتل من طرف الهند من كشمير وباقي باكستان. إنها بداية جديدة للثورة الكشميرية.

س. ن شوريدا
الاثنين: 24 أبريل 2006

عنوان النص بالإنجليزية :

General Strike and roadblocks in Kashmir

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *