بينما يتركز اهتمام العالم على البرنامج النووي للنظام الإيراني، يواصل جهاز الدولة البرجوازية القمعي سحق أي احتجاج للعمال والطلاب والأقليات العرقية. والآن حاولت أحد المجموعات الأكثر اضطهادا، النساء، اللائي يعتبرن أشد الفئات انسحاقا في المجتمع الإيراني، تنظيم احتجاج ضم حوالي 5.000 متظاهر في ساحة هافتي تير (Haft-e Tir) بطهران.
منذ موجة القمع الهمجي التي شهدها صيف 1981، ومن تم تدعيم سلطة النظام الإسلامي، لم تقم النساء، اللائي لعبن دورا حاسما في الثورة، بتنظيم مظاهرة من هذا الحجم. لقد جاء هذا الحدث الغير مسبوق ثمرة لأسابيع من التنظيم قامت به مجموعة من المناضلات النسائيات. باستعمالهن للإنترنيت وغيره من الوسائل، أعلنّ أنهن سينظمن مظاهرة في ساحة هافتي تير للاحتجاج على التمييز المقنن ضد النساء والمضايقات التي يتعرضن لها في إيران. إن الطريقة التي تمت بها الدعاية لهذه المظاهرة على صفحات الانترنيت، تجعلها مثالا يحتذى للاحتجاجات المستقبلية لجميع الشرائح المستغلة والمضطهدة في إيران.
على الساعة الرابعة والنصف من مساء يوم الاثنين 12 يونيو، تجمعت في الساحة حوالي 5.000 من النساء ومسانديهن، بما فيهم مناضلون حقوقيون وطلاب. لقد أظهر رد قوات الأمن بأي حجم من الجدية تعامل النظام مع هذا الاحتجاج: حيث حضرت أربعة شاحنات صغيرة مليئة بضباط من البوليس وغيرهم من أجهزة الدولة القمعية، بما فيهم ضابطات شرطة نساء هاجمن المتظاهرات باستعمال الهراوات والغازات المسيلة للدموع. وبالإضافة إلى ضرب النساء المتظاهرات ومسانديهن، قامت قوات الأمن باستعمال رشاشات الفلفل والغاز المسيل للدموع لتفريق الجموع ومنع أي من المتفرجين من الالتحاق بالمظاهرة.
كان مكتوبا على اللافتات شعارات من قبيل: “الحق في الطلاق، الحق في الشهادة، الحق في ممارسة القضاء، وجميع الحقوق المنهوبة الأخرى”. يفضح هذا النوع من الشعارات التمييز الذي يمارسه الأصوليون ضد النساء تحت نظام حكم جمهورية إيران الإسلامية، القروسطوي.
حسب وكالة أنباء أضفار التابعة لمنظمة الطلاب الإيرانيين- مكتب تقوية الإتحاد-، فقد تم اعتقال 60 متظاهرا. أغلبهم صحفيون، كتاب وطلبة، الخ. وتتضمن لائحة المعتقلين:
- السيد: موسافي كواني (الأمين العام لمنظمة الطلاب الإيرانيين)
- السيدة: سميرة ساردي (عضو المجلس السياسي لمكتب تقوية الإتحاد)
- السيدة: باهاريه هدايات (أمينة لجنة النساء في م ت إ)
- السيدة: جيلاه باني-ياغود (صحفية ومناضلة نسائية)
- السيد: باهمان أحمدي-أموي (كاتب)
- السيدة: عاطفه يوسفي (أمينة الجمعية الإسلامية بجامعة شريف).
- السيد: علي روزبهاني (مناضل بجامعة شريف)
- السيد: سياماك طاهري (صحفي)
- السيدة: ليلى محسني (مناضلة بالجامعة التقنية)
- السيد: فاهيد مير-جليلي (مناضل بجامعة شريف)
- السيد: ماصوميه لقماني (مناضل بجامعة الزهرة)
- السيد: أمين غاليي (مناضل بجامعة أصفهان)
- السيد: ديلرام أرامفار
- السيد: ديلرام علي (مناضل بجامعة طهران).
لم يتم الإعلان بعد عن أماكن وجودهم. وفي وقت مبكر من هذا الصباح تم اعتقال السيدة: شاهلة إنتصاري، المناضلة النسائية التي سبق لها أن تلقت العديد من الاتصالات الهاتفية التي تهددها بالقتل.
لقد اتحد، من أجل تنظيم هذه المظاهرة، كل من مناضلي منظمة الطلاب الإيرانيين -م ت إ- واللجنة المركزية واللجنة العامة لم ت إ، ومناضلات الحركة النسائية والمنظمات الحقوقية وأعضاء نقابة شركة النقل فهد وغيرها من المجموعات الأخرى، ضد التمييز المقنن والمضايقات التي تتعرض لها النساء في إيران. إن هذا النوع من الوحدة في النضال بين المنظمات النسائية والطلابية والعمالية هو المفتاح من أجل هزيمة هذا النظام المفكك الهمجي.
رابطة الاشتراكيين الثوريين الإيرانية
الثلاثاء: 13 يونيو 2006