لقد اهتزت اليونان، طيلة الأسابيع الثلاثة الماضية، من أساسها بسبب المظاهرات الطلابية الهائلة الأكبر من نوعها منذ 1981. والآن تشهد هذه الحركة أوجها مع احتلال 345 كلية. لقد شارك ما مجموعه 100000 طالب في الجموعات العامة الطلابية الأكبر من نوعها خلال العشرة سنوات الأخيرة. كما شهدنا أيضا مظاهرات حاشدة، كانت أكبرها تلك التي نظمت يوم الخميس الماضي بمشاركة 40000 طالب تظاهروا وسط أثينا.
إن الشرارة التي فجرت هذه الأحداث هي قانون جديد للجامعات، هدفه تحويل الجامعات إلى شركات خاصة بمدراء. إن القانون الجديد سوف يقصي الطلاب عن إبداء أي رأي في المسألة. إن الطلاب مجبرون على العمل من أجل دفع نفقات دراستهم، مما لا يترك لهم أي وقت للقيام بأي شيء آخر.
ومن بين أهم العوامل التي أدت إلى اشتعال شرارة الأحداث، قرار الحكومة الديموقراطية الجديدة تغيير الدستور من أجل السماح بوجود جامعات خاصة. إلا أنه وبالرغم من أن هذه عوامل هامة في تفجير الوضع، فإن السبب الحقيقي وراء هذه الحركة هو تراكم الضغط على مستويات معيشة العمال والعائلات الفقيرة في اليونان، تحت الهجومات المتواصلة التي تشنها الحكومة والبرجوازية اليونانية.
تعتبر هذه الحركة ردا مناسبا على جميع هؤلاء المثقفين البرجوازيين الصغار الذين يصفون الشباب بكونه لا مباليا وغير مسيس. لقد أظهرت أحداث الأسابيع القليلة الماضية كيف يمكن للأشياء أن تنقلب بسرعة. إذ بمجرد ما تندلع النضالات يظهر اهتمام كبير، من طرف الشباب في الجامعات، بالسياسة مع انعطاف جماهيري نحو اليسار.
إننا نشهد هنا نقطة انعطاف مفاجئة وعنيفة. وقد لعب تدخل البوليس دورا هاما في هذا المنعطف، حيث أنهم لجأوا إلى إجراءات قمع همجية. لقد اعتقل العديد من الطلاب وجرح آخرون أرسلوا إلى المستشفى. فضح هذا القمع الطبيعة الحقيقية للدولة البرجوازية أمام أعين الآلاف من الشباب، كما دفع بأغلبية المجتمع إلى التضامن مع الطلاب.
في البداية كانت قيادة الحركة في يد مجموعات يسارية مستقلة والجناح الطلابي لحزب سيناسبيسموس. في البداية وقفت قيادة طلبة الحزب الشيوعي اليوناني (KKE) ضد الحركة، لكنهم عندما وجدوا أن مناضليهم هم أيضا قد انخرطوا بعفوية في النضالات، عملوا على تغيير موقفهم. ولم تنبس قيادة حزب (PASOK) أية كلمة للتضامن مع الحركة. في الواقع، لقد كان موقفهم لمدة معينة مؤيدا لخلق جامعات خاصة. وقد تعرضت جبهة طلبة حزب (PASOK) في الجامعات الآن إلى الانقسام، بين المؤيدين للحركة وبين المعارضين لها.
أمام هذا الضغط الهائل القادم من تحت، هاهي الحكومة قد بدأت تلمح، عبر وسائل الإعلام البرجوازية، بأنها قد تسحب القانون بعض الأشهر. إنها خائفة من تكرار التجربة الفرنسية. حتى أنه خلال التحركات التي شهدتها فرنسا، تحدثت وسائل الإعلام البرجوازية بصراحة عن العدوى الفرنسية. والآن هاهي قد وصلت!
إن الضغط الذي يمارسه الطلاب يشهد ارتفاعا. إنهم يطالبون بأن تقوم الأجهزة القيادية لنقابة GSEE، بالدعوة إلى إضراب عام لمساندة الطلاب. لقد فهم الطلاب غريزيا أن الإضراب العام هو في الواقع الوسيلة الوحيدة لهزم الحكومة.
لقد تمت الدعوة إلى تنظيم تظاهرة جديدة، يوم الخميس من هذا الأسبوع. نحن نعتقد أنها ستكون أكبر من التظاهرة الأولى. إن التيار الماركسي في اليونان المتجمع حول جريدة Marxistiki Foni، يتدخل بنشاط في هذه الحركة في ثلاثة مناطق: أثينا، شالكيدا وكوموتيني. كما أننا كنا حاضرين في جميع المظاهرات الكبرى ونتدخل في التجمعات العامة في ستة جامعات. إن مقترحنا الأساسي هو مسألة ربط الحركة الطلابية بالطبقة العاملة والحاجة إلى إضراب عام للدفاع عن التعليم العمومي.
هيئة تحرير جريدة: Marxistiki Foni
الاثنين: 12 يونيو 2006
عنوان النص بالإنجليزية:
Greece – a powerful student movement is shaking the right wing government