الرئيسية / دول العالم / آسيا / باكستان / باكستان: مؤتمر “الفدرالية الوطنية لطلاب جامو كشمير”: بداية فصل جديد في تاريخ كشمير

باكستان: مؤتمر “الفدرالية الوطنية لطلاب جامو كشمير”: بداية فصل جديد في تاريخ كشمير

  انعقد، يومي 20، 21 شتنبر 2006، مؤتمر “ف. و. ط. ج. ك”، السادس عشر، براولكوت، في جانب كشمير المحتل من طرف باكستان. وهي المنطقة التي لم يمر سوى عام واحد منذ أن شهدت زلزالا مدمرا خلف آلاف القتلى. لقد قدم مناضلو “ف. و. ط. ج. ك”، مساهمة كبيرة في أشغال المساعدة، بدعم من رفاقهم في باكستان والخارج. لم يكن من السهل مواصلة العمل السياسي بين الجماهير المشردة، المنكوبة بعد تلك الخسارة الهائلة في الأرواح والممتلكات. هذا إضافة إلى أن “ف. و. ط. ج. ك”، كانت مشكلة آنذاك من العديد من المكونات والتيارات التي تمثل مختلف المجموعات القومية. لقد قامت كوادرنا الماركسية الشابة بعمل عظيم وتمكنوا من إقناع العديد من الناس بوجهة نظرنا واكتسبوا العديد منهم إلى الأفكار الاشتراكية الأممية. لقد أقنعناهم أن الطريق الوحيد لكشمير لكي تحقق تحررا حقيقيا يمر عبر الثورة الاشتراكية.

  لقد شارك في المؤتمر طلاب من جميع أنحاء البلاد. ستون مندوبا طلابيا يمثلون جامعة غومال (Gomal)، وكان هناك أيضا طلاب يمثلون الجامعات التالية: جامعة لاهور للهندسة والتكنولوجيا (UET)، جامعة البنجاب، جامعة كاراتشي، جامعة بيشاور وجامعة بلوشستان- كويتا. وقد حضرت المؤتمر، أيضا، أعداد غفيرة من الشباب من مختلف كليات باكستان.

  على الساعة الثامنة صباحا، كان جميع المندوبين تقريبا قد وصلوا إلى راولكوت، وفي طريقنا إلى المدينة كان بإمكاننا رؤية الشعارات الثورية المكتوبة بأحرف كبيرة في أماكن بارزة. ومن بين تلك الشعارات كان هناك واحد يقول: «لا للحرب القومية، لا للحرب الدينية، فقط حرب طبقية!»، « الطريق الوحيد للتحرر هو الحرب الطبقية!».

  استقبل الرفاق ضيوفهم وزوارهم بحفاوة كبيرة. وفي نفس الوقت نظمت مسيرة توجهت نحو المدينة في الحافلات والسيارات وغيرها. لقد رددت المدينة صدى شعار: « عاشت الاشتراكية! ». تجمع الساكنة، بأعداد غفيرة، في الشوارع وأطلت النسوة والأطفال من أسطح المنازل لتحية المسيرة. العديد منهم لوحوا للمشاركين في المسيرة، بل وردد بعضهم الشعارات.

  وصلت المسيرة إلى كلية راولكوت، حيث كان يتم التحضير لمظاهرة أخرى، وكان جميع المشاركين يحملون المشاعل. طاف المتظاهرون أرجاء المدينة والمشاعل في أيديهم وهم يرددون الشعارات الاشتراكية، مما خلق جوا حماسيا رائعا.

  انتهت المسيرة عند وصولها ملعب “صابر شهيد”، حيث كان من المقرر عقد الدورة التعليمية للمؤتمر. كانت درجة الحرارة جد منخفضة تلك الليلة، لكن رغم ذلك حضر الدورة حوالي 3000 شخص. رحب عادل خان بالمشاركين ودعى ضيوف الشرف إلى أخذ أماكنهم على المنصة. من بين ضيوف الشرف كان هناك: الرفيق لال خان، مؤلف كتاب Kashmir’s Ordeal: A Revolutionary Way Out (معاناة كشمير: المخرج الثوري)، وجام ساقي، الرئيس السابق للحزب الشيوعي الباكستاني وحميدة شاغرو، عن شركة الصلب الباكستانية (أرملة شهيد ناصر عباسي). ومن بين الضيوف البارزين أيضا، كان هناك محمد صابر، المحامي والرئيس السابق لجبهة تحرير جامو كشمير، ذو الفقار مالك عن (UNPNC) والرئيس السابق لـ “ف. و. ط. ج. ك”، الرفيق شوجان كازمي.

  وقد تم استدعاء ممثلين عن أجزاء أخرى من البلد، من بينهم علي وزير عن جامعة غومال، صهيب بوت من لاهور، الرفيق عمران من كاراتشي ونادر أفاق من جامعة بلوشستان كويتا.

  عمل لال خان في خطابه على الإشارة إلى النضال الحالي للطلاب في العالم بأسره. وقدم وصفا للثورة التي تتطور حاليا في المكسيك وكيف يناضل الطلاب والعمال، هناك، من أجل حقوقهم وضد التزوير الذي طال الانتخابات الأخيرة. وعمل أيضا على شرح الوضع الحالي في الشرق الأوسط وكيف أن تشي غيفار وهوغو تشافيز هما الشخصيتان الأكثر شعبية هناك. كما عمل على فضح همجية النظامين الهندي والباكستاني، مفصلا في الجرائم التي ارتكباها ضد شعبيهما. وقد عبر عن أمله أن تؤدي النضالات التي يخوضها الشباب إلى وضع حد لهذين النظامين القمعيين، وفتح الباب أمام عهد جديد من السعادة والرفاه للشعب. لقد شرح للطلاب المجتمعين في هذا المؤتمر أن النظام الرأسمالي يحتضر وأن الطريق الوحيد للتقدم هو الاشتراكية.

  بعد خطابه هذا، انتخب المؤتمر قيادة جديدة. للمرة الأولى في تاريخ “ف. و. ط. ج. ك”، يتم انتخاب أجهزة المنظمة بالإجماع.

  أعضاء المكتب الجديد هم:

الرئيس: 
الرئيس بالنيابة: 
نائب الرئيس: 
الأمين العام: 
نائب الأمين العام: 
رئيس اللجنة التنظيمية: 
نائب رئيس اللجنة التنظيمية: 
رئيس تحرير Monthly Azam
نائب رئيس التحرير: 
رئيس حلقات الدراسة: 
رئيس اللجنة الثقافية: 
رئيس لجنة الإعلام:
 
عادل خان
انتخاب علم
هيدر قاسمي
عابد حسين
قمر بشير
وسيم عباسي
أنيس فياز
صهيب شام
زبير لطيف
ساجد كشير
غفار لطيف
شهيد أكبر

  وقد كان آخر نشاط في ذلك اليوم، برنامج موسيقي نال إعجاب واستحسان جميع الحاضرين.

  في اليوم الموالي، شهدت المدينة مظاهرة أخرى. وقد ملئت جميع اللافتات والأعلام مقتطفات من أقوال مؤسسي الاشتراكية: ماركس انجلز، لينين وتروتسكي. واجتمع المتظاهرون في الملعب من أجل تجمع جماهيري، ألقى فيه كل من الرفاق منصور أحمد (عضو الجمعية الوطنية ورئيس حملة الدفاع عن النقابة الباكستانية)، رؤوف منغال، جام ساقي، شعيب شام، كليم شوكت، (رئيس فرع كراتشي لـ “ف. و. ط. ج. ك”)، وسيم عباسي، اشتياق أحمد عن الحزب الوطني لشعب كشمير المتحدة (UKPNP)، وعادل خان.

  قال الرئيس المنتخب الجديد لـ “ف. و. ط. ج. ك”، عادل خان، أن الـ “ف. و. ط. ج. ك” ستواصل النضال من أجل حقوق الشباب وستناضل من أجل الثورة الاشتراكية. وشرح أنه من غير الممكن بناء كشمير اشتراكية إلا في ظل شبه قارة هندية اشتراكية، ثم عالم اشتراكي. ومن ثم أعلن أنه وابتداء من اليوم، سوف تصبح “ف. و. ط. ج. ك”، جزءا من التيار الماركسي الأممي.

  قال رؤوف منغال، الذي قدم مؤخرا استقالته من الجمعية الوطنية احتجاجا على الإجراءات القمعية التي تنهجها الحكومة ضد الشعب وضد اغتيال أكبر بوغتي * ، أن الجيش يبني المزيد من المعسكرات في بلوشستان لسحق الشعب هناك. وأدان سياسات الحكومة وحث الشباب على مواصلة النضال من أجل الثورة.

  من جهته شرح علي وزير، الذي ترأس مندوبي جامعة غومال، الظروف الاجتماعية والسياسية في منطقته. شرح أن الكلاب في المنطقة اعتادت على مهاجمة البشر، لأن المنطقة تشهد الكثير من عمليات القتل، إلى درجة أن الكلاب اكتسبت الآن عادة أكل اللحم البشري، المتوفر بكثرة، إذ أن المئات يقتلون يوميا من طرف الجيش. وقد هنأ القيادة المنتخبة وحث شباب كشمير على الالتحاق بالنضال من أجل الاشتراكية.

  بعده تحدث جام ساقي، وقال أنه كان، سنة 1968، أول رئيس للفدرالية الوطنية لطلبة السند، وأخبر الحضور بابتهاجه بكون الطلاب يخوضون هذا النضال نحو تحقيق الاشتراكية.

  وقد هاجم الرفيق أحمد منصور، حكام الهند وباكستان لعجزهم عن توفير الأساسيات الضرورية لحياة الشعب. وقال أن ما يسمى بمسلسل السلام الذي انخرط فيه النظامان ليس سوى مسرحية. إن الحكام ليسو، على الإطلاق، صادقين مع الشعب، هدفهم الأساسي هو حماية مصالح القوى الامبريالية. وقد قال أيضا أن مسلسل الخوصصة كان اغتيالا لمصالح الشعب الاقتصادية. كما تحدث عن مأساوية الظروف المعيشية لشعب كشمير. إن هؤلاء الذين يشتغلون في البلدان الأجنبية، يعيشون في ظروف رهيبة. وقد صارت حياة الساكنة المحلية أكثر مأساوية بعد الزلزال. لقد شرح أن “نهاية التاريخ” التي أعلنها البورجوازيون بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، لم تحمل للشعب العادي سوى البؤس والمعاناة. وهذه الحقيقة واضحة بشكل كبير في شوارع راولكوت.

  أنهى منصور حديثه بالقول أنه بمقدور الجميع اليوم أن يرى بأن الماركسية واقع معاش، وأن الاشتراكية حقيقة تمارس. لقد كتب شباب كشمير فصلا جديدا، ليس في تاريخ كشمير فقط، بل في تاريخ كل شبه القارة الهندية. وحث الشعب على التقدم إلى الأمام في النضال من أجل الاشتراكية.

عن موقع: الدفاع عن الماركسية
الأربعاء: 27 شتنبر 2006


* : أكبر بوغتي، زعيم قبلي بارز، يترأس ميليشيا تقاتل من أجل تحقيق الاستقلال السياسي لإقليم بلوشستان، اغتيل يوم الجمعة 25/08/2006. [المترجم]

عنوان النص بالإنجليزية :

JKNSF Convention: A new chapter in the history of Kashmir begins

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *