برنامج الحكومة المعلن يوم الأحد الماضي، من قبل رئيس الوزراء، لا يحتوي على ذلك النوع من التراجع الذي تبحث عنه الطبقة الحاكمة والترويكا. يجب على الحكومة وسيريزا أن يحافظا على هذا الموقف المشرف والحازم. المواجهة مع الترويكا ورأس المال أمر لا مفر منه لأنه ليست لديهم أية رغبة في التفاوض مع الحكومة، بل يحاولون إذلالها ولا يترددون في تقويض إلتزاماتها مع الشعب اليوناني، بل وحتى طرد اليونان من منطقة اليورو. لذلك، لا يمكن تنفيذ التدابير الهامة الواردة في البرنامج الحكومي ما لم يتم دعمها ببرنامج اشتراكي.
خلق الإعلان عن البرنامج الحكومي شعورا بالارتياح والرضا بين العمال والفئات الأكثر فقرا في المجتمع، لأنه لا يحتوي على التراجعات وسياسات التقشف التي تطالب بها الطبقة الحاكمة اليونانية والترويكا.
وبطبيعة الحال، نحن شيوعيو سيريزا نرحب بنوايا الحكومة بعدم الخضوع للإنذارات الاستفزازية الألمانية، ومحاولة البنك المركزي الأوروبي خنق النظام المصرفي اليوناني. ونحن نرحب بالتزام رئيس الوزراء، في أفق اجتماع مجموعة اليورو، يوم الأربعاء (11/02)، بأن “الحكومة لن تخون عزة وكرامة الشعب اليوناني”.
ومع ذلك فإننا نناشد رئيس الوزراء وبقية الرفاق في قيادة الحزب، بألا تكون لهم أية أوهام حول إمكانية التوصل إلى اتفاق يخدم مصلحة الشعب اليوناني مع المقرضين، لأن تصرفات هؤلاء المقرضين توضح بجلاء أن أي اتفاق لاحق سيكون على أساس إذلال الشعب اليوناني.
المواجهة النهائية مع الترويكا أمر لا مفر منه إذا أرادت الحكومة الاستمرار في مسارها. إن خوف الترويكا من إمكانية انتشار الانتصارات الانتخابية للأحزاب اليسارية في جميع أنحاء أوروبا، يجعلها غير راغبة في عقد أية مفاوضات جدية في اجتماع مجموعة اليورو يوم الأربعاء المقبل. ستطالب [الترويكا] الحكومة اليونانية بالتخلي عن برنامجها، والخضوع والامتثال لسياسات التقشف المحددة في المذكرة الموقعة مع الترويكا. سوف تعمل الترويكا على تكثيف ضغوطاتها على الحكومة اليونانية، ولن تتردد في تكرار ما قامت به مع قبرص في مارس 2013، وهي على استعداد حتى لطرد اليونان من منطقة اليورو.
والشيء الآخر الذي لا مفر منه أيضا، إذا ما حافظت الحكومة على موقفها، هو المواجهة مع الرأسمال الذي يتحكم في الحياة الاقتصادية للبلد. فبعد الإعلان عن البرنامج الحكومي يوم الأحد الماضي، والذي سيحرم فعليا الرأسمالية اليونانية و الأجنبية من الفوائد التي حصلت عليها بموجب المذكرة في السنوات الأخيرة، نتوقع منهم الانخراط في سلسلة من الممارسات العدوانية ضد الحكومة، بما في ذلك تهريب الأموال وسحب الاستثمارات.
لذلك، ففي سياق الاصطدام الحتمي الوشيك مع الترويكا والرأسمال، السبيل الوحيد للوفاء بالوعود الواردة في برنامج الحكومة وتمويلها هو إلغاء الديون، وتأميم النظام المصرفي، وتطبيق برنامج لتأميم القطاعات الرئيسية للاقتصاد في ظل تخطيط ديمقراطي تحت رقابة العمال ولصالح المجتمع بأسره. إن التبني والتنفيذ الفوري لبرنامج اشتراكي أمر ضروري إذا أردنا الحفاظ على موقف حازم ومشرف أمام الترويكا، والدفاع عن البرنامج الذي انتخب الحزب من أجله.
التيار الشيوعي داخل حزب سيريزا
الثلاثاء: 10 فبراير 2015
عنوان النص بالإنجليزية: