على الساعة 11 ليلا (بتوقيت غرينيتش، 12 ليلا بتوقيت الرياض)، من يوم الأربعاء 25 مارس 2015، أطلقت السعودية حملة قصف جوي كثيف على اليمن، بمشاركة دول عربية ومباركة غربية واسعة. وقد جاءت هذه الحملة، التي أطلق عليها اسم “عاصفة الحزم”، بعد تحضيرات طويلة سابقة كان آخرها الاجتماع الذي عقده الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز مع زعماء الدويلات الخليجية في قصر العوجا، السبت الماضي.
تزامن مع انطلاقة “عاصفة الحزم” إعلان تسع دول، إلى جانب السعودية، المشاركة فيها وهي: الإمارات والكويت والبحرين وقطر والأردن والسودان ومصر وباكستان والمغرب.
مواقف التأييد والدعم
بمجرد إعلان السعودية عن العملية العسكرية في اليمن، تقاطرت ردود الفعل المؤيدة من أكثر من جانب؛ حيث خرجت دويلات مجلس التعاون الخليجي ببيان، صدر فجر يوم الخميس، عبرت فيه عن: «الاستجابة لطلب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي بالتدخل في اليمن ضد المليشيات الحوثية». وأن استجابتهم «جاءت بعد طلب الرئيس هادي تقديم المساندة الفورية بكافة الوسائل والتدابير اللازمة، بما في ذلك التدخل العسكري لحماية اليمن وشعبه من العدوان الحوثي المستمر».
المغرب:
أعلن المغرب انخراطه في الهجوم على اليمن، حيث أفاد بلاغ لوزارة الخارجية المغربية، يوم 26 مارس 2015، أنه: «استجابة لطلب فخامة السيد عبد ربه منصور هادي، الرئيس الشرعي للجمهورية اليمنية، ومن منطلق دعم الشرعية في اليمن والتضامن مع مناصريها، والالتزام الموصول بالدفاع عن أمن الشقيقة المملكة العربية السعودية والحرم الشريف، وبقية دول مجلس التعاون الخليجي الذي تجمعه بالمملكة المغربية شراكة إستراتيجية متعددة الأبعاد، فان المملكة المغربية قررت تقديم جميع أشكال الدعم والمساندة إلى التحالف من اجل دعم الشرعية في اليمن، في بعده السياسي والمعلوماتي واللوجيستيكي والعسكري، بما في ذلك وضع القوات الجوية الملكية المغربية الموجودة بالإمارات العربية الشقيقة رهن إشارة هذا التحالف لإخراج اليمن من الأزمة التي يتخبط فيها والوضع الدامي .الذي يجتازه، وكل مؤامرة خارجية تحاك ضده وضد الأمن الخليجي والعربي».
مصر:
كما أعلنت مصر في بيان لوزارة الخارجية «دعمها السياسي والعسكري للخطوة التي اتخذها ائتلاف الدول الداعمة للحكومة الشرعية في اليمن استجابة لطلبها، وذلك انطلاقا من مسؤوليتها التاريخية تجاه الأمن القومي العربي وأمن منطقة الخليج العربي»، وأن «التنسيق جار حاليا مع المملكة العربية السعودية ودول الخليج الشقيقة بشأن ترتيبات المشاركة بقوة جوية وبحرية مصرية، وقوة برية إذا لزم الأمر، في إطار عمل الائتلاف».
وأكدت مشاركتها بقوات بحرية وجوية «للمساهمة في إعادة الأمن والاستقرار إلى اليمن». وقال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال مكالمة هاتفية له مع الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز، إن أمن الخليج “خط أحمر” وجزء لا يتجزأ من الأمن القومي المصري.
الأردن: المملكة الأردنية بدورها أكدت المشاركة في العملية، وقالت مصادر رسمية إن هذا يأتي متسقا مع دعم الشرعية باليمن وأمنه واستقراره وتجسيدا للعلاقات التاريخية بين الأردن والسعودية ودول الخليج التي «نعتبر أمنها واستقرارها مصلحة إستراتيجية عليا». وأضافت أن «الأردن يدعم الشرعية في اليمن والعملية السياسية التي تجمع كافة أطراف المعادلة اليمنية».
الولايات المتحدة الأمريكية:
أكد مسؤول رفيع المستوى في إدارة أوباما، حسب موقع قناة (CNN) الأمريكية، أنه لن يكون هناك أي تدخل عسكري للولايات المتحدة في اليمن. وتواصل القناة قائلة «لكن وزير الخارجية جون كيري أخبر، يوم الخميس، وزراء خارجية السعودية والإمارات وقطر والكويت والبحرين وعمان أن الولايات المتحدة تدعم العملية العسكرية وتساندها بتقديم المعلومات الاستخباراتية والمساعدات اللوجيستيكية.» وأكدت واشنطن تأسيس خلية تخطيط مشتركة مع السعودية لتنسيق الدعم العسكري والاستخباراتي في ما يتعلق بالعملية العسكرية.
إسرائيل:
أكدت إذاعة “اوستن” الأوروبية ، عن مصادر دبلوماسية أوروبية في بروكسل ، وجود تقارير استخباراتية تتحدث عن مشاركة طائرات حربية إسرائيلية في العملية الجوية ضد اليمن. ووفق ادیو “اوستن”، فإن «تقاریر خطیرة وصلت إلى دبلوماسیین أوروبيين فجر الیوم الخمیس ، تتحدث عن إنباء رشحت من ضباط إسرائيليين ، بأن إسرائيل تشارك فی العملیات العسكرية ضد الیمن ، وان سفنها الحربیة ترابط قرب السواحل الیمنیة عند باب المندب.»
ويقول التقریر بأن القلق الذی ینتاب الدبلوماسیین الأوروبیین فی بروكسيل نابع من أنه في حالة تأكد الخبر وانتشاره سیؤدی إلى «غضب عارم فی العالمین العربی والإسلامي وربما سیوفر للیمنیین دعما شعبیا فی الوطن العربی والعالم الإسلامي».
الأمم المتحدة:
الأمم المتحدة وبدل أن تصمت تجنبا للسخرية التي تثيرها في الحالات المماثلة أصرت على الإدلاء بتصريح هي أيضا، حيث قال الناطق الرسمي باسم الأمم المتحدة فرحان حق في تصريح لوكالة تاس إن الأمم المتحدة على علم بالحملة العسكرية السعودية في اليمن وهي تنتظر المزيد من التفاصيل. وأضاف إن الأمم المتحدة لا تعتقد بأن العمليات العسكرية ستقدم حلا للصراع في اليمن.
الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين:
عبر الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الذي يرأسه يوسف القرضاوي، في بيان أصدره على موقعه الرسمي، عن تأييده للتدخل في اليمن لدعم ما أسماه “الشرعية في اليمن وثورة شبابها”، وأكد على «حق الحكومة اليمنية الشرعية في مطالبة الدول العربية والإسلامية، بالتدخل للتصدي للبغاة الحوثيين وانقلابهم الغاشم». وطالب “الحلف العسكري” بـ «استعادة الحقوق من الانقلابيين، وتسليمها إلى أصحابها، والانتصار لشرعية اليمن وثورة شبابها ودمائهم التي سقطت، لتحرير اليمن من الفساد، ومن الطغاة الذين يحاولون العودة إلى السلطة على أسنة الرماح، وظهور الدبابات، غير مكترثين بأي شرعية أو ثورة أو تكوين اجتماعي أو طبيعي داخل اليمن».
داعش!:
بل حتى داعش عبرت عن تأييدها للهجوم، وفي هذا السياق عبر أبو بكر البغدادي، في بيان نشرته مؤسسة الفرقان، الضربات الجوية التي وجهتها السعودية لمناطق تمركز الحوثيين في اليمن. وأكد استعداد جنود دولته في اليمن المشاركة في الحرب البرية على الحوثيين مع باقي الدول العربية «حتى تطهر أرض الإسلام من الشيعة الأنجاس» .
وهكذا اجتمع كل محبي السلام والشرعية من رؤساء العشائر بالخليج إلى إسرائيل والمغرب مرورا بداعش والتنظيم العالمي لإخوان المسلمين، بزعامة السعودية رمز الشرعية في العالم، في معسكر واحد شعاره: نحن نحب الشرعية.
“عاصفة الحزم”
آخر المعطيات المعلنة عن القوات المنخرطة في “عاصفة الحزم” لحد الساعة تتحدث عن أن السعودية تشارك بأكثر من 100 طائرة مقاتلة و150 ألف مقاتل ووحدات بحرية. والإمارات بـ30 طائرة مقاتلة، والكويت بـ 15 طائرة مقاتلة والبحرين 15 طائرة مقاتلة، وقطر 10 طائرات مقاتلة، والأردن 6 طائرات مقاتلة، والمغرب 6 طائرات مقاتلة، والسودان 3 طائرات مقاتلة. ومن المنتظر أن يزيد حجم هذه القوات والدول المشاركة في العملية مع استمرارها.
ومع انطلاق الهجوم أعلنت قيادة العملية أن أجواء اليمن منطقة محظورة، وتم تحذير السفن من الاقتراب من الموانئ اليمنية. وباشرت طائرات التحالف دك اليمن. حسب موقع الجزيرة الإعلامي استهدفت «عملية القصف الأولى قاعدة الديلمي والشرطة العسكرية والقصر الرئاسي والفرقة المدرعة الأولى والقوات الخاصة وقيادة قوات الاحتياط في صنعاء، وقاعدة العند الجوية في لحج جنوبي اليمن، ومواقع عسكرية في صعدة (معقل الحوثيين. ومن المنتظر أن يتم التركيز على مواقع أخرى يسيطر عليها الحوثيون، وعلى مواقع الدعم اللوجستي وخطوط الربط والاتصال، من أجل تدمير قدرة مسلحي الحوثي على تشكيل أي تهديد على مؤسسات الدولة».
وقالت مصادر عسكرية يمنية لقناة بي بي سي اللندنية «إن مقاتلات خليجية شنت مساء الخميس غارة جوية على قاعدة جوية في مدينة تعز، وسط اليمن». ويقول مراسل بي بي سي في اليمن عبد الله غراب إن الغارات استهدفت مواقع للحوثيين ووحدات عسكرية موالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح في هذه المناطق، وركزت على تدمير أنظمة الدفاع الجوي وراجمات الصواريخ ومنظومة صاروخية في محافظة مأرب شمال شرقي اليمن.
وذكرت المصادر أن الغارة تمكنت من تدمير مدرج المطار الحربي داخل القاعدة الجوية وأنظمة الدفاعات الجوية فيها. وتقول السعودية إن طائراتها الحربية دمرت غرفة عمليات وتحكم تابعة للحوثيين في العاصمة صنعاء، إضافة إلى بطاريات صواريخ وطائرات حربية.
وأفاد مصدر قبلي في محافظة صعده يقطن في منطقة البقع الحدودية مع المملكة العربية السعودية لبي بي سي بتعرض رتل من الدبابات والمدرعات ومئات المسلحين الحوثيين وكتيبة من قوات الحرس الجمهوري لقصف مكثف فجر الجمعة في هذه المنطقة الحدودية.
عدد الضحايا المدنيين في ارتفاع مستمر وهو ما أكدته وزارة الصحة اليمنية. ونقلت وكالة فرانس برس عن مسؤولين في وزارة الصحة اليمنية إفادتهم بمقتل 39 من المدنيين اليمنيين على الأقل خلال 24 ساعة من غارات التحالف بقيادة السعودية على الأراضي اليمنية. وأضاف المسؤولون في الوزارة الخاضعة لسيطرة المتمردين أن 12 من هؤلاء المدنيين قتلوا عندما استهدفت غارة قاعدة عسكرية تقع قرب حي سكني شمالي صنعاء.
إعادة الشرعية؟؟
كما سبقت الإشارة يعتبر الهدف المعلن لهذا الهجوم هو “إعادة الشرعية”، والقضاء على قوات الحوثيين التي تمكنت في الشهور الأخيرة من تحقيق انتصارات سريعة ومتوالية، حيث سيطرت على أهم مناطق البلد، بما فيها مدن صنعاء وعدن وتعز الإستراتيجية.
وفي هذا الصدد قال السفير السعودي بالولايات المتحدة، عادل الجبير، إننا مصرون على دعم الحكومة الشرعية في اليمن، كما صرح لقناة CNN: «إنها حقا حرب للدفاع عن الحكومة اليمنية الشرعية وحماية الشعب اليمني من سيطرة مجموعة راديكالية مسلحة تابعة لإيران وحزب الله».
ليس هناك من حدود لنفاق هؤلاء المجرمين. عن أية شرعية تتحدث السعودية وجميع دويلات الخليج وهي جميعها كيانات صنعها الاستعمار ولا يوجد بينها ولو نظام واحد رئيسه منتخب ولو شكليا؟ عن أية شرعية يتحدث السيسي ونظامه العسكري الذي ركب على ثورة الشعب المصري ضد مبارك وضد الإخوان واستولى على السلطة وفرض حكم الحديد والنار.
ثم بأي حق تتحدث إسرائيل عن الشرعية وهي التي ظهرت إلى الوجود على قاعدة اجتثاث شعب كامل وتشريده وتقتيله وما تزال لحد الآن تخرق كل أشكال الشرعية؟ والولايات المتحدة الأمريكية التي تعطي لنفسها الحق في التدخل في كل مكان في العالم لإسقاط الأنظمة التي تعتبرها مارقة، ومولت وسلحت كل أنواع العصابات والفاشيين في أمريكا اللاتينية لإسقاط أنظمة منتخبة ديمقراطيا: دعمت الفاشي بينوتشي في انقلاب ضد ألييندي بالتشيلي سنة 1973، ودعمت قوات الكونتراس في نيكاراغوا وكذا في هندوراس، ودعمت الانقلاب ضد تشافيز 2002، الخ، الخ.
حتى النظام القائم بالمغرب بدوره يتحدث عن الشرعية، بل وصار يشارك في الحروب لكي يدعم الشرعية حتى في بلدان أخرى. إنه نظام ملكي وراثي مغرق في التخلف والرجعية، يحتكر الملك كل السلطات، بينما كل المؤسسات الأخرى من حكومة وبرلمان وقضاء الخ ليست سوى واجهة للترويج الإعلامي وتزيين وجه الدكتاتورية البشع.
وصل الملوك العلويون إلى السلطة بقوة الحديد والنار والعديد من المؤامرات مع القوى الأجنبية، وتدمير رهيب لقوى الإنتاج وآلاف الضحايا من أبناء القبائل المغربية. إلقاء نظرة على المصادر التاريخية تجعل المرء يصدم بوحشية الطرق التي استعملها هؤلاء الملوك منذ بداية صعودهم ضد المغاربة من قتل وتحريق وسبي وتمثيل بالجثث، وتدمير للحقول والمنشآت وغيرها. حتى تمكنوا من فرض سيطرتهم الدموية على البلد.
وخلال القرن العشرين كانوا هم من أدخلوا الاستعمار من خلال بيع البلد للقوى الامبريالية مقابل لعب الأطفال وحماية مصالحهم. الملوك العلويون هم من وقعوا معاهدة الحماية يوم 30 مارس 1912، وهم من ساعد سلطات الاستعمار على تحطيم المقاومة المسلحة التي اندلعت ضده، ماديا ومعنويا.
كل أفراد الأسرة المالكة متورطون في اختلاسات كبيرة لثروات الشعب المغربي، بشكل علني ومستتر. حتى تمكنوا من أن يصيروا من بين أغنى أغنياء العالم. لا أحد من بينهم منتخب ولا أحد اختارهم، ولكنهم رغم ذلك يسيرون البلد كما لو كان ضيعتهم الخاصة.
أصلا لا وجود لأية شرعية للرئيس هادي، فهو مجرد عميل مفروض على الشعب اليمني، والدليل على ذلك هو سقوطه السريع والمدوي أمام اكتساح الحوثيين. لم يجد أية قوة داخلية تدافع عنه، لا الشعب ولا الجيش. منذ وصوله إلى السلطة انخرط في تطبيق سياسات تقشفية ضد مصالح الشعب اليمني، كما أنه زاد من تكريس حالة اليمن كضيعة للأسرة الحاكمة في السعودية، وهو ما دفع هؤلاء الأخيرين للدفاع عنه اليوم من أجل إعادته بالقوة إلى السلطة.
إن مشاركة النظام المغربي في الحرب ليست دفاعا عن “الشرعية”، بل هي دفاعا عن مصالحه الرجعية الخاصة. فالسعودية هي ولية نعمته، هي وبقية دول الخليج، من ساعدته على الصمود أمام عاصفة الحراك الثوري الذي انطلق مع حركة عشرين فبراير، وهي التي تمول العجز الرهيب في الميزانية وتنقذه من الخراب الاقتصادي. لم تكن تلك الأموال التي ضختها في صناديقه صدقة بدون مقابل. لقد كانت دينا عليه، وهو الآن مطالب برده.
ثم إنه رأى كيف شكلت السعودية ملجأ آمنا للرئيس التونسي المخلوع بن علي، بينما تنكر له أسياده في باريس وغيره من عواصم الدول الغربية، وبالتالي من الطبيعي أن يفكر المرء في مستقبله ومستقبل أبناءه.
كما أن مشاركته مدفوعة بأوامر أسياده في واشنطن من أجل المساهمة في تحجيم النفوذ الإيراني في المنطقة، وتقليم أظافر إيران وإضعاف موقفها خلال المفاوضات الجارية حول ملفها النووي. لكي يرضى عنه الأسياد فيحدون من انتقاده بخصوص الخروقات التي يرتكبها ضد حقوق الإنسان داخليا وجرائمه ضد الشعب الصحراوي. كما أنها مدفوعة بالرغبة في إلهاء الشعب المغربي بعدو خارجي وهمي، لإبعاد أنظاره عن الخراب الاقتصادي والأزمة الخانقة الداخلية. هذه هي الأهداف الحقيقية للتدخل المغربي الإجرامي ضد الشعب اليمني.
إيران والحوثيين
في المعسكر المقابل وقفت إيران التي نددت بالحملة العسكرية، وقالت الناطقة الرسمية باسم وزارة الخارجية الإيرانية، مارزيه أفخم، إن العملية ستدفع بوضع معقد أصلا نحو المزيد من الاضطراب وتقضي على فرص تحقيق حل سلمي. وأضافت إن هذه عملية خطيرة ضد الالتزامات الدولية باحترام السيادة الوطنية للبلدان. كما انتقد الرئيس الإيراني حسن روحاني التدخل في اليمن، واصفا إياه بأنه “تصعيد خطير”.
والحوثيين بطبيعة الحال حيث وصف زعيمهم عبد الملك الحوثي التدخل العسكري – الذي تقوده السعودية بأنه “عدوان إجرامي غير مبرر”. وقال في كلمة متلفزة له إن «الشعب اليمني بات أكثر عزما وإصرار على الدفاع عن أنفسهم وحريتهم وكرامتهم.» وأكد أنه «في حالة ما إذا حاول أي جيش غزو بلادنا فسنثبت أن اليمن سيكون مقبرة لهؤلاء الذين سيغزوننا»، وقال كذلك: «إننا ندعو الغزاة إلى وقف الهجمات، وإذا لم تتوقف عمليات القصف فإننا سوف نرد بالطرق المناسبة»، كما هدد بتوسيع نطاق المواجهة إلى كل منطقة الخليج.
في الواقع لا قيادة الحوثيين ولا النظام الإيراني لهم الحق في الحديث باسم الشعب اليمني. فقيادات الحوثيين دمية في يد إيران، والنظام الإيراني نظام رجعي ظلامي مغرق في الرجعية والظلامية. إنه نظام فاقد لأية شرعية فقد وصل إلى السلطة بدوره بالركوب على ثورة 1979 وإغراقها في الدماء. ومنذ تلك اللحظة وهو يطبق سياسات رأسمالية أغرقت شعبا عظيما ذا حضارة عريقة وثروات هائلة في هوة الفقر والتخلف، هذا صحيح. كما أنه من الصحيح كذلك أن هدف قادة الحوثيين تحويل اليمن إلى مستعمرة وامتداد لإيران ومن خلفها روسيا في المنطقة. لكن التدخل السعودي المدعوم من طرف الأنظمة العربية وإسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية، بل وحتى التنظيم العالمي للإخوان المجرمين وداعش، ليس هدفه تخليص اليمن من التخلف والفقر، ولا هدفه بناء نظام ديمقراطي مزدهر. إن هدفه الوحيد هو تحويله إلى مستعمرة للسعودية وحلفاءها. لذلك فإننا نرفضه.
موقفنا
القوة الوحيدة التي تمتلك الشرعية في اليمن هي الشعب اليمني، والشعب اليمني ليس قاصرا لكي تأتي أسرة آل سعود أو عشيرة الصباح أو سلالة العلويين لتفرض عليه ما تراه صالحا له.
نحن الماركسيين ندين بحزم هذا العدوان الرجعي الإجرامي ضد الشعب اليمني، ونطالب بإيقاف العمليات فورا ورفع الحصار عن اليمن وخروج كل قوات الاحتلال من البلد. كما ندعو الطبقة العاملة المغربية والشباب الثوري والنقابات العمالية إلى التحرك العاجل لفرض خروج القوات المغربية من التحالف، ومحاكمة كل المسؤولين عن التخطيط وإعطاء الأوامر للقوات المسلحة المغربية للتدخل في اليمن.
ليست للشعب المغربي أية مصلحة في تدمير اليمن ولا في قتل شعب اليمن، ليست للطبقة العاملة المغربية وعموم الفقراء أية مصلحة في هذه الحرب الإجرامية وهذا الاعتداء. فلتسقط هذه الحرب الإجرامية، فلتسقط الأنظمة الرأسمالية الدكتاتورية الجاثمة على أنفاس الشعوب المغاربية والشرق أوسطية. فليسقط كل من التدخل الإيراني والتدخل السعودي في اليمن. نعم ليمن حرة اشتراكية!
رابطة العمل الشيوعي – المغرب
الجمعة: 27 مارس 2015