توصلنا بهذا البيان التأسيسي لائتلاف شباب اليسار البحريني، وإذ ننشره نعبر عن تضامننا مع الثورة البحرينية، وأن نشر هذا البيان هو مساهمة صغيرة في كسر جدار الحصار الإعلامي المضروب حول الثورة البحرينية.
في ظل حالة المد الثوري، التي تجتاح منطقتنا العربية.. والتي تزيح يوماً بعد يوم الأنظمة الدكتاتورية والمتسلطة، لتفتح أبواب الحرية أمام شعوب العالم الثالث المقهورة، نجد أنفسنا، نحن شباب الحركة اليسارية البحرينية، أمام مسئولية تاريخية تستهدف إعادة الحركة إلى موقعها الطبيعي في قلب الساحة البحرينية، بعيداً عن نخبوية القيادات التقليدية للأحزاب والحلقات اليسارية القائمة، ونظرا لما نشاهده في ضعف الحركة اليسارية والوطنية في ساحة المعارضة، الذي يتيح فرصة اكبر للنظام لخلق الوباء الطائفي، بين شعب البحرين.
إننا إذ نعلن شروعنا في تأسيس ائتلاف شبابي يساري بحريني، فإننا نؤكد على أهمية هذه الخطوة في مواجهة النظام الطائفي، الذي يحاول أن يبث الطائفية بين الشعب البحريني بمختلف أساليبه الطائفية، والمعتمدة على تفريق الشعب بمختلف توجهاته السياسية، سواء كانت ديمقراطية أو دينية. إننا نؤكد على أن هذا التنظيم لا يمس أي من وحدة المعارضة الوطنية في الداخل والخارج بل يريد أن يحتويها تحت سقف واحد وهو المصلحة الوطنية لا الفئوية. هذا بالإضافة إلى ضرورة مواجهة القوى الظلامية التي بدأت تتحرك بشكل أكثر تنظيماً في محاولة منها لإحكام سيطرتها على الشارع الوطني، مستغلة المال والفضائيات والعاطفة الدينية عند الجماهير الوطنية.
ورغم كل ذلك، ورغم تردي الأوضاع وتوجه الثورة الوطنية إلى نفق مظلم، والخلافات التي بدأت تجتاح القوى المعارضة، فإننا – بكل أسف- نلاحظ زيادة تشرذم وتفتت اليسار على المستويين التنظيمي والسياسي. وغياب رؤية إستراتيجية لتوحيد قوى اليسار على المستويين التنظيمي والفكري، بالإضافة إلى استسلام عدد من القيادات اليسارية لسياسات الأمر الواقع، وتكريسها لمدرسة الانتهازية السياسية، التي قد تقتل التنظيم اليساري في البحرين الذي كرس جهوده الوطنية منذ خمسينات القرن الماضي في خدمة الوطن والشعب ومواجهة العدوان الخارجي والمطالبة بالحقوق العادلة لجميع طبقات المجتمع.
انطلاقاً من هذا، وجدنا، ونحن جزء من شباب تيار اليسار الواسع، أن نتعاطى مع المرحلة الراهنة، بأفق واسع لبلورة مشروع يساري يبتعد عن وصاية الأحزاب والتنظيمات التقليدية، التي عمل قادتها على تكبيل الحركة الشبابية، كما جعلونا نناضل في جزر منعزلة بعيداً عن بعضنا البعض، لا لشيء سوى لخلافات شخصية أو تنظيمية ضيقة لا ذنب لنا فيها. ولازالت هذه القيادات، ورغم ثورة ١٤ فبراير، التي فجرها الشباب البحريني من اجل الوطن، مصرة على ممارسة خلافاتها الشخصية داخل تنظيماتها مما يجعل اليسار البحريني مشتت دون النظر لواقعنا المرير وخطاباتها الضعيفة والمتأخرة كثيرا وتبعيتها المفرطة منذ انطلاق الثورة لبعض الأحزاب التي لا تفسح لها المجال لكي تتكلم وتخاطب الجمهور دون خوف.
إننا ومن واقع إيماننا بعدم قدرة هذه الأحزاب على التعبير عن أمالنا وطموحاتنا نحن شباب اليسار البحريني، واختفائها غير المبرر عن الساحة الوطنية واستسلامها ولغتها غير الجريئة فهي لا تمثل اليسار الثوري! وللتوضيح، نحن لا نتبنى أفكار الكفاح المسلح أو النضال غير السلمي والتطرف. إنما ومن واقع إحساسنا بالمسئولية تجاه وطننا وتيارنا، وإيماناً منا بالدور الذي يجب أن يلعبه اليسار في الشارع البحريني في هذه الفترة، وهو الدور الذي لا يمكن القيام به من خلال الأساليب التقليدية لهذه الأحزاب وقياداتها، فإننا نوقن أن تأسيس الائتلاف بضم كافة القوى اليسارية بعيداً عن وصاية قيادات هذه الأحزاب – مع حق كل رفيق في الانتماء لتنظيمه – بات مهمة ثورية ووطنية.
ائتلاف شباب اليسار البحريني
الاثنين: 28 نوفمبر 2011