الرئيسية / الشرق الأوسط وشمال إفريقيا / الشرق الأوسط / إيران / بيان الحزب الشيوعي الثوري (الفرع البريطاني للأممية الشيوعية الثورية): ارفعوا أيديكم عن إيران! ارفعوا أيديكم عن الشرق الأوسط! فليسقط دعاة الحرب!

بيان الحزب الشيوعي الثوري (الفرع البريطاني للأممية الشيوعية الثورية): ارفعوا أيديكم عن إيران! ارفعوا أيديكم عن الشرق الأوسط! فليسقط دعاة الحرب!

أثار العدوان الإسرائيلي الأخير على إيران، مرة أخرى، جوقة دعاة الحرب المنافقين في وستمنستر. ومهمة الشيوعيين هي فضح جرائم نتنياهو وستارمر والإمبريالية البريطانية؛ والنضال من أجل الاشتراكية الأممية، بدءا بالنضال ضد الأعداء في الداخل.

لقد أعاد قصف نتنياهو لإيران، مرة أخرى، رجال الغرب المرحين إلى مواقعهم.

في الشهر الماضي فقط، سعى ستارمر وشركاؤه إلى النأي بأنفسهم بالكلمات عن مذبحة الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل، وهو ما كان، بالطبع، مجرد خداع ومناورات سياسية.

لكن الآن، وبينما تهدد إسرائيل بإشعال المنطقة بأكملها، عاد الإخوة إلى الصراخ بقوة. عاد قادة مجموعة السبع إلى النص القديم المدروس جيدا وهو: إدانة إيران باعتبارها “المصدر الرئيسي للاضطراب والإرهاب في المنطقة”. وقد دافع ستارمر عن حق إسرائيل في “الدفاع عن نفسها” ضد بلد هاجمته للتو.

كان العدوان الإسرائيلي غير المبرر على إيران هو الحيلة الضرورية لتوريط الإمبريالية الأمريكية وعملائها البريطانيين أكثر فأكثر. إنها محاولة نتنياهو لإشعال حرب أبدية في المنطقة.

يعتمد بقاء نتنياهو السياسي على هذه المقامرة. فتوسيع حرب إسرائيل على جبهات متعددة هو، حرفيا، وسيلته للنجاة من السجن.

دور الضحية

المهمة الأولى للشيوعيين هي قول الحقيقة: لقد لعبت إسرائيل، منذ نشأتها، دور الضحية. وأثارت طيلة عقود شبح “التهديد الوجودي” الذي يشكله جيرانها المعادون لها. ولجأت باستمرار إلى خطر “العدو الفلسطيني في الداخل” لتبرير محو وجودهم.

إن جميع المواجهات مع إيران، وكل عمليات الاستيلاء على الأراضي في الضفة الغربية، وكل موجات القصف على غزة، كانت دائما لأجل تحقيق نفس الغاية، وهي: بناء “إسرائيل الكبرى“، لتكون القوة الإمبريالية التي لا تضاهى في الشرق الأوسط.

كانت رسالة إسرائيل، خلال الأشهر العشرين الماضية، واضحة ومنسجمة: نحن نسعى إلى السلام من خلال الحرب وبشروطنا.

لقد أظهرت إيران، في الواقع، قدرا كبيرا من ضبط النفس في مواجهة الضربات والاغتيالات الإسرائيلية على أراضيها. وفي مناورة يائسة لإبقاء إسرائيل على مسارها الحربي، ها هو نتنياهو وعصابته يكررون الضرب مجددا.

وبينما ترد إيران الآن بشكل مبرر، تشير إسرائيل إلى الضربات الصاروخية على حيفا، وتصرخ بأنها تحت الحصار. وهكذا فإن إسرائيل، بمنطقها المشوه والملتوي، تسعى إلى ضمان “سلامة” و”أمن” مواطنيها… عبر تعريض جميع المدن الإسرائيلية الرئيسية للخطر من خلال قصفها لإيران وسوريا واليمن. والجزء الأكثر إثارة للخزي هو أن كل هذا يردد بشكل ببغائي، دون تمحيص، من قبل الإمبرياليين البريطانيين وما يسمى بالصحافة “الحرة”.

تهديد نووي؟

كل “النقاش” الدائر في بريطانيا الآن هو حول “التهديد الوشيك” المتمثل في تطوير إيران لبرنامجها النووي. لقد سبق لنا أن مررنا بهذا من قبل. فقبل الغزو الإجرامي للعراق، كان الهياج الذي أشعلته وسائل الإعلام الرئيسية يتماشى تماما مع التوجه الحالي.

لن نتعرض للخداع. إن التهديد بالخطر الإيراني قد تغلغل عميقا في السياسة الإسرائيلية طوال مسيرة نتنياهو السياسية. ففي سنة 1992، حذر نتنياهو الكنيست الإسرائيلي من أن إيران على بعد “ثلاث إلى خمس سنوات” من امتلاك سلاح نووي. وقد ظل هذا الحديث محور نقاش رئيسي لأكثر من ثلاثين عاما.

هدف التغطية الإعلامية للحرب الإيرانية الإسرائيلية هو قلب الحقائق؛ قلب الحقائق الموجودة على الأرض رأسا على عقب.

ليست إيران هي التي تشكل تهديدا نوويا على أي كان، بل إسرائيل. دعونا لا ننسى أن وزيرا إسرائيليا كان قد هدد، بعد 07 أكتوبر، باحتمال إبادة غزة نوويا. وأن نتنياهو شخصيا قد أصدر تهديدا “نوويا” لإيران في الأمم المتحدة سنة 2023، وهو الشيء الذي سارع مكتبه لاحقا إلى التراجع عنه.

ليست إيران هي التي ترفض السماح لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بدخول أراضيها، بل إسرائيل. وقد انتهكت إسرائيل مجموعة من قرارات الأمم المتحدة بتطوير ترسانتها النووية غير السرية، وذلك بمساعدة الإمبريالية الغربية.

المفارقة المريرة هي أنه إذا كان النظام الإيراني بحاجة إلى سبب لتطوير قدراته النووية الخاصة، فيمكن العثور عليه في معسكر الموت المعروف باسم قطاع غزة، والذي هو تحذير لما يمكن للنظام الصهيوني الوحشي فعله.

فليسقط دعاة الحرب!

تساهم الإمبريالية البريطانية في مناخ الإفلات من العقاب الذي يستفيد منه نتنياهو. كلما قصفت إسرائيل إيران، كلما وجه ستارمر ولامي تهديداتهما مباشرة إلى طهران. وقد صرح ستارمر بأنه لا يستبعد التدخل العسكري لدعم إسرائيل (!)، وقام بالفعل بنقل معدات عسكرية إلى الشرق الأوسط.

مرة أخرى نرى أن هناك قاعدة لإسرائيل، وقاعدة أخرى للبقية. هذا هو جوهر نظامهم “القائم على الصداقة” المنافق.

وهذا مؤشر صارخ آخر على أنه لا يمكننا الوثوق بأي كلمة تخرج من أفواه دعاة الحرب في وستمنستر. لا يمكننا مناشدة ضمائرهم، أو نأمل في تحريكهم من خلال مناشدات السلام.

الحقائق أشياء عنيدة: الإمبريالية البريطانية تواصل تسليح الدولة الصهيونية والتجسس لصالحها، بل وتدرب عسكريين إسرائيليين. ستارمر ولامي ليسا متواطئين فحسب، بل مشاركين فعليين في القتل والدمار الذي يخيم على الشرق الأوسط.

وإلى أن نتمكن من تنظيم صفوفنا ونسقط دعاة الحرب هؤلاء، ستستمر جرائم الإمبريالية البريطانية في التصاعد.

لذا فإن من واجب الشيوعيين التحريض ضد أكاذيب حكامنا، وفضحهم، وكشف معاييرهم المزدوجة وخطابهم المزدوج، وحشد كل من يقفون وراء قضية إنهاء جميع الحروب لأجل النضال من أجل الاشتراكية الأممية.

لهذا نحن نقول:

• ارفعوا أيديكم عن إيران! ارفعوا أيديكم عن غزة! ارفعوا أيديكم عن الشرق الأوسط بأكمله!

• فليسقط الاحتلال الإسرائيلي!

• فليسقط دعاة الحرب في وستمنستر!

• من أجل انتفاضة عالمية ضد الرأسمالية والإمبريالية!

• من أجل فدرالية اشتراكية للشرق الأوسط!

الحزب الشيوعي الثوري – الفرع البريطاني للأممية الشيوعية الثورية

17 يونيو/حزيران 2025

ترجم عن موقع الفرع البريطاني للأممية الشيوعية الثورية:

RCP statement: Hands off Iran! Hands off the Middle East! Down with the warmongers!