الرئيسية / الأممية الشيوعية الثورية / أنشطة ومؤتمرات / التيار الماركسي الأممي في 2023: الشيوعيون ينظمون أنفسهم!

التيار الماركسي الأممي في 2023: الشيوعيون ينظمون أنفسهم!

شهد عام 2023 تغييرا جذريا في الوضع العالمي. فحدة الحروب والاستغلال والاضطرابات الاجتماعية في تزايد متواصل، مع قيام الطبقة السائدة بإلقاء العبء الثقيل للأزمة الرأسمالية العالمية على كاهل الكادحين والمضطهَدين. وفي هذه الفترة التي تتسم بالاضطرابات والانفجارات الاجتماعية، من الضروري علينا، نحن الشيوعيون، أن نعلن بجرأة ووضوح هويتنا وما الذي نناضل من أجله. وقد كان مناضلو التيار الماركسي الأممي في مستوى الحدث في جميع أنحاء العالم!

أشعلت الحرب التي تشنها إسرائيل على غزة (على وجه الخصوص) شرارة في قلوب وعقول كل من يرغب في وضع حد لأهوال الرأسمالية والإمبريالية. صار المزيد والمزيد من الناس يدركون أن السبيل الوحيد للمضي قدما هو تحويل عصر الحروب والبؤس هذا إلى عصر للثورة. وهذا لن يكون ممكنا إلا من خلال تنظيم المناضلين الطبقيين الأكثر تصميما.

هذه هي المهمة التي حددها التيار الماركسي الأممي لنفسه في عام 2023، وأنجزها بنجاح كبير! ولإثبات ذلك، قمنا بتجميع ملخص لأهم الإنجازات والأحداث التي شهدتها منظمتنا على مدار هذا العام.

فإذا كنتم شيوعيين، فإن التيار الماركسي الأممي يحتاج إليكم للمساعدة في بناء المنظمة الثورية. إذا كنتم تقرأون هذا، ولم تكونوا أعضاء بالفعل بعد، تنظموا معنا وساعدونا في وضع حد لكابوس الرأسمالية مرة وإلى الأبد!

هل أنت شيوعي/ة؟

كان الإنجاز الأبرز الذي حققه التيار الماركسي الأممي، عام 2023، هو بلا شك حملة “هل أنت شيوعي/ة؟”. في جميع أنحاء العالم، تظهر أزمة الرأسمالية المتفاقمة كل يوم تفوق الشيوعية على نظام الاستغلال والاضطهاد الحالي. وقد أيقظ هذا لدى شريحة كبيرة من العمال والشباب رغبة متزايدة في الانضمام إلى النضال من أجل الإطاحة بالرأسمالية.

فمن الدنمارك إلى جنوب أفريقيا، ومن تايوان إلى المكسيك، قام رفاق التيار الماركسي الأممي بلا كلل بتعليق مئات الآلاف من الملصقات والمناشير التي تدعو الشيوعيين إلى تنظيم أنفسهم. وقد لقي هذا صدى واسعا لدى عدد متزايد من الناس وأدى إلى نمو غير مسبوق لأمميتنا.

وبفضل حملة “هل أنت شيوعي/ة؟”، تلقى رفاقنا آلاف الطلبات للانضمام إلى التيار الماركسي الأممي، مع العديد من الرسائل التي تسلط الضوء على نمو الوعي الطبقي بين الشباب والعمال.

لقد وصل الشيوعيون!

كان الحدث التاريخي للأممية ولحملة “هل أنت شيوعي/ة؟”، في عام 2023، هو المؤتمر العالمي للتيار الماركسي الأممي، الذي عقد في أوائل شهر غشت. اجتمع 400 رفيق من أكثر من 40 بلدا في إيطاليا لمدة خمسة أيام لمناقشة الوضع العالمي ومهام الشيوعيين.

قام المؤتمر، من خلال الجلسات التي غطت موضوعات تتراوح ما بين الموقف الماركسي من الحرب، إلى كيفية بناء منظمة بلشفية، بتسليح الرفاق على المستوى الأممي بترسانة هائلة من الأفكار والأساليب الشيوعية. وعلى هذا الأساس، استطاع المؤتمر أن يعلن بجرأة أن “الشيوعيين قد وصلوا!”.

وقد أظهر المؤتمر العالمي لهذا العام، فوق كل شيء، التصميم الهائل للرفاق في جميع أنحاء العالم. فخلال حملة جمع المساهمات المالية ، المثيرة للاعجاب، قامت الفروع بجمع 630 ألف يورو لتمويل أنشطة التيار الماركسي الأممي، محطمة بشكل كامل الهدف الطموح الذي وضع في البداية والبالغ 450 ألف يورو.

شهدت الحملة تبرعات مذهلة من البلدان الرأسمالية المتقدمة، مثل سويسرا وكندا والولايات المتحدة، إلا أنها شهدت أيضا تبرعات كبيرة من جانب الرفاق في المناطق الأكثر تضررا من الأزمة الرأسمالية العالمية، مثل فنزويلا وسريلانكا وباكستان.

حزب من نوع جديد

ومن أجل تجسيد جرأة حملة حملة “هل أنت شيوعي/ة؟” بشكل أفضل، اتخذت بعض فروع التيار الماركسي الأممي قرارا بتغيير اسمها خلال المرحلة المقبلة.

أعلنت منظمة النداء الاشتراكي، الفرع البريطاني للتيار الماركسي الأممي، أنها ستغير اسم صحيفتها، إلى “الشيوعي” خلال الشهر المقبل، وستعقد في العام المقبل مؤتمرا استثنائيا لتغيير اسم المنظمة إلى الحزب الشيوعي الثوري.

هذه خطوة مهمة للغاية من شأنها أن تضمن أن رفاقنا في بريطانيا سيحملون راية الشيوعية النقية أينما ذهبوا، مما سيزيل الإرث الذي تركه الإصلاحيون والستالينيون الذين أساءوا لاسم “الشيوعية” طيلة عقود من الزمن.

إن إعادة تأسيس الفرع البريطاني هي تتويج لحملته للوصول إلى 1000 عضو هذا العام، والتي تم تحقيقها بسهولة بمساعدة حملة “هل أنت شيوعي/ة؟”. ومع اقتراب عام 2024 مع أكثر من 1100 رفيق/ة، تضع المنظمة، التي ستصبح قريبا الحزب الشيوعي الثوري، نصب عينيها الوصول إلى 2000 عضو خلال العام المقبل.

الجرأة، ثم الجرأة، ثم المزيد من الجرأة

وكما هو الحال في بريطانيا، فقد اتخذ الفرع البرازيلي للتيار الماركسي الأممي بدوره قرارا بتغيير اسم منظمته من “اليسار الماركسي” إلى “المنظمة الشيوعية الأممية“. يأتي هذا في الوقت الذي نما فيه الفرع بنسبة 70% تقريبا منذ بداية هذا العام، وذلك بفضل العمل المتواصل للرفاق.

في كندا، تلقت منظمة المقاومة/ الرد الاشتراكي[1]  150 طلبا للانضمام خلال الأسبوع الأول فقط من حملة “هل أنت شيوعي/ة؟”. لقد وصل الفرع الكندي للتيار الماركسي الأممي إلى مرحلة هامة من تطوره بانضمام أكثر من 200 عضو في كيبيك وحدها، ويمكنه الآن أن يقول بكل فخر إنه أكبر منظمة تروتسكية في التاريخ الكندي!

كما حقق الفرع الأمريكي أقصى استفادة من حملة “هل أنت شيوعي/ة؟”. ففي شهر شتنبر وحده، انضم أكثر من 200 شخص إلى منظمة الثورة الاشتراكية، الفرع الأمريكي للتيار الماركسي الأممي. وتضاعف حجم الفروع المحلية ثلاث مرات خلال شهر واحد، مثل فرع الرفاق في دالاس، الذي كسب 18 عضوا خلال اجتماع واحد.

وقد تكررت هذه الإنجازات في مختلف البلدان، الواحد تلو الآخر. مما يدل على النمو الهائل للوعي الطبقي على الصعيد الأممي، وخاصة بين الشباب.

ولم يخف الرفاق من إثارة بعض الهجمات بسبب حملة “هل أنت شيوعي/ة؟”. فقد أعرب اليمينيون والرجعيون في جميع أنحاء العالم عن غضبهم من العمل الذي يقوم به الشيوعيون بكسب المناضلين للثورة.

فالمرشحة الجمهورية الفاشلة للكونغرس، لورا لومر، والمنظمة المحافظة (Turning Point USA)، والخبير في الاقتصاد السياسي في أحد مراكز الفكر التحررية الكبرى في المملكة المتحدة، كريستيان نيميتز، ورجل الأعمال الدنماركي البارز، مارتن بوخ ثوربورج، وصحيفة سويسرية كبرى، بازل غيتزت؛ كل هؤلاء وأكثر قضوا وقتا من يومهم ليصرخوا في الفراغ بشأن حملة “هل أنت شيوعي/ة؟”.

لكن باكتسابنا لأعداء مثل هؤلاء، لا بد أننا نفعل الشيء الصحيح!

الدفاع عن النظرية الثورية

إن المنظمة الشيوعية لا شيء بدون أفكارها. إن الفهم السليم للنظرية الماركسية والدفاع النشط عنها هو حجر الأساس الذي يقوم عليه صرح التيار الماركسي الأممي. إن الغرض من جميع أنشطتنا ليس مجرد جمع الشيوعيين معا، بل منحهم التدريب النظري اللازم لتحقيق الأهداف الثورية.

ولهذا السبب، سعى موقع marxist.com إلى تقديم تحليل ماركسي عالي الجودة للقراء بأكثر من 35 لغة. لقد قمنا هذا العام بتحميل أكثر من 1000 مقالة، والتي تشكل منجم ذهب للأفكار الثورية لا مثيل له في أي مكان آخر عبر الإنترنت.

وقد سررنا بشكل خاص بنشر مقالات مثل الترجمة الإنجليزية للمساهمات في النقاش الدائر في إسبانيا بين رفاقنا وبين الحركة الاشتراكية، التي برزت بسرعة باعتبارها قوة تنظم الشباب الراديكالي في المنطقة.

إن مثل هذا النقاش الرفاقي لا يقدر بثمن في الوقت الذي يجب أن تكون فيه أفكار وتكتيكات الشيوعيين هي الأداة الأكثر حدة بين أيدينا في الصراع الطبقي.

لكن الإنتاج النظري للتيار الماركسي الأممي لا يقتصر على هذا الموقع. لقد كانت دار النشر Wellred Books، التابعة للأممية، مشغولة للغاية في عام 2023 وحافظت على سمعتها المستحقة باعتبارها واحدة من أفضل مصادر الأدبيات الثورية في جميع أنحاء العالم. وينعكس ذلك في مبيعات ويلريد هذا العام والتي وصلت إلى ما يقرب من 14000 كتاب!

كان الكتاب الأكثر مبيعا لهذا العام هو الإصدار الذي طال انتظاره لكتاب آلان وودز “الصراع الطبقي في الجمهورية الرومانية“، وهو أول تاريخ كامل للجمهورية الرومانية من منظور ماركسي. تم إصدار الكتاب بشكل رسمي خلال المؤتمر العالمي للتيار الماركسي الأممي، حيث تحدث آلان عن دروس تلك الفترة للصراع الطبقي اليوم.

ومن المنشورات البارزة الأخرى في عام 2023 كان هناك كتاب “النساء والعائلة والثورة الروسية“، بقلم جون بيتر روبرتس وفريد ويستون، الذي احتل المركز الثاني في قائمة أكثر الكتب مبيعا لهذا العام، والذي يقدم تحليلا ماركسيا لنضال النساء في روسيا طوال القرن العشرين. ويشرح كيف أن النساء الروسيات حققن مكتسبات كبيرة بفضل استيلاء الطبقة العاملة على السلطة في عام 1917، إلا أنهن تعرضن لتراجعات بشكل مطرد في ظل الانحطاط الستاليني للاتحاد السوفياتي.

وإلى جانب تلك النصوص الجديدة، نحن فخورون أيضا هذا العام بإعادة نشر كتابات تروتسكي حول بريطانيا، مع مقدمة جديدة بقلم روب سيويل. تتناول هذه المجموعة الضخمة من أعمال تروتسكي بوضوح ملحوظ واحدة من أكثر الفترات اضطرابا في التاريخ البريطاني. تعتبر كتابات تروتسكي عن بريطانيا، بفصولها المتنوعة التي  تتناول موضوعات مختلفة من الفلسفة إلى الاقتصاد إلى التاريخ، مؤلفا لا بد منه للشيوعيين في جميع أنحاء العالم. ومن الواضح أن القراء كانوا على علم بذلك، حيث احتلت الكتابات عن بريطانيا قائمة الكتب الثلاثة الأكثر شعبية لهذا العام لويلريد.

وبالإضافة إلى منشورات التيار الماركسي الأممي باللغة الإنجليزية، تم إصدار عدد من الترجمات التي لا تقدر بثمن هذا العام.

كتاب آلان وودز “تاريخ الفلسفة: منظور ماركسي”، الذي يعتبرأحد أبرز منشورات كتب ويلريد في عام 2022، متوفر الآن باللغات الإسبانية والفرنسية والألمانية، وذلك بفضل العمل الدؤوب الذي قام به رفاق التيار الماركسي الأممي في عدد من البلدان.

وقد أقام رفاقنا في باكستان مؤخرا حفل لإصدار الترجمة الأردية لكتاب آلان وودز “البلشفية: الطريق نحو الثورة”، وذلك في تحد للرقابة الشديدة التي تفرضها الدولة الباكستانية. إن كون هذا الكتاب الكلاسيكي الحديث للنظرية والممارسة الثوريتان قد صار متاحا الآن لفئة جديدة من الشيوعيين في باكستان، يأتي في الوقت المناسب بالنسبة لتلك المنطقة المبتلاة بالأزمات.

وأخيرا لكن ليس آخرا، أصدرت دار Wellred Books هذا العام كذلك أربع طبعات مذهلة من مجلة الدفاع عن الماركسية (In Defense of Marxism). تعد مجلة الدفاع عن الماركسية أول مصدر منتظم للنظرية الماركسية على الصعيد العالمي، وقد جلبت هذا العام للقراء مقالات حول كل شيء بدءا من الغزو الإسباني للأمريكتين حتى تقييم تأثير الذكاء الاصطناعي.

تم بيع 13.000 نسخة من المجلة هذا العام باللغتين الإنجليزية والإسبانية فقط، وقد كان هذا هو العام الأكثر نجاحا حتى الآن للمجلة. وبالإضافة إلى ذلك، تتوفر المجلة بثماني لغات مختلفة، مما يجعلها منشورا أمميا حقا، تُقرأ في عشرات البلدان حول العالم.

أما بالنسبة لأولئك الذين يفضلون الاستماع إلى النظرية الماركسية، فإن عام 2023 لم يكن بالتأكيد مخيبا للآمال.

لقد أصدرت Wellred هذا العام 44 كتابا صوتيا جديدا. وهذا يشمل كلاسيكيات مثل كتاب لينين الإمبريالية أو كتاب ماركس الثامن عشر من برومير، بالإضافة إلى المنشورات الحديثة بما في ذلك كتاب ماري فريدريكسن “الإرث الثوري لروزا لوكسمبورغ” وكتاب روب سيويل: “ألمانيا من الثورة إلى الثورة المضادة”.

بالإضافة إلى ذلك، شهد عام 2023 إطلاق محطتين صوتيتين جديدتين للتيار الماركسي الأممي، “الإذاعة الماركسية الأممية”، ثم”شبح الشيوعية“، اللتين أنتجتا بانتظام مقابلات ومناقشات متعمقة حول موضوعات تتراوح من الأخبار المعاصرة إلى التاريخ والنظرية.

بودكاستات التيار الماركسي الأممي، التي امتدت إلى 40 حلقة ووصلت إلى 120 ألف زيارة هذا العام، أثبتت أنها أداة مفيدة وذات شعبية لتثقيف الشيوعيين في جميع أنحاء العالم. وقد استضافت الحلقات متحدثين من الولايات المتحدة وباكستان وفرنسا وألمانيا وجنوب أفريقيا وبريطانيا، مما يجعلها عملية أممية حقا.

الجامعات والمؤتمرات تحطم الأرقام القياسية

لكن المقالات والبودكاست لا يمكن مقارنتها أبدا بالتأثير التعليمي للأنشطة التي تتم بشكل حضوري. ولحسن الحظ فقد شهد هذا العام بعضا من أكبر التجمعات التي نظمها التيار الماركسي الأممي على الإطلاق. وفيما يلي بعض الأمثلة عن العمل المذهل الذي قام به أعضاء التيار الماركسي الأممي.

من بين الأحداث الأخيرة لهذا العام كانت جامعة العمال الاشتراكية، التي نظمتها الجبهة العمالية الحمراء في كراتشي. ولم يكن هذا أول نشاط تعليمي بهذا الحجم تنظمه الجبهة العمالية الحمراء فحسب، بل كان أول جامعة سياسية في تاريخ الحركة العمالية الباكستانية. ومع حضور 170 شخصا، اضطر بعضهم للسفر لأكثر من 20 ساعة للوصول إلى الجامعة، فقد كانت الجامعة إنجازا مذهلا من جانب الرفاق.

وفي الوقت نفسه، وعلى الجانب الآخر من العالم، حققت جامعتنا الماركسية الأمريكية الخامسة في مكسيكو سيتي نجاحا هائلا. ذلك الحدث الذي جمع 110 رفاق من 15 بلدا، كان ممكنا بفضل المساهمات السخية التي بلغت 10000 دولار من التبرعات الصغيرة والمتوسطة من رفاق وأنصار التيار الماركسي الأممي على المستوى الأممي.

كانت أكبر جامعة حضورية للتيار الماركسي الأممي لهذا العام هي مهرجان الثورة، الذي نظمه الفرع البريطاني. اجتذب حدث هذا العام 1000 شيوعي، بمن في ذلك زوار من جميع أنحاء أوروبا والأمريكتين. وفي عرض معبرعن التضحية الثورية، جمع الرفاق مبلغ  210.000 جنيه إسترليني للمساعدة في تمويل تطوير عمل الفرع وصحيفته، متجاوزين هدف 160.000 جنيه إسترليني الذي كان قد وضع في البداية.

كما أن العمل المهم للغاية الذي يقوم به رفاق التيار الماركسي الأممي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كان أيضا ناجحا للغاية هذا العام. اجتذبت أول جامعة ماركسية باللغة العربية للتيار الماركسي الأممي، والتي انعقدت عبر الإنترنت في مارس، 254 زائرا وحافظت باستمرار على مشاركة عالية طوال الوقت، على الرغم من الصعوبات في الوصول إلى الإنترنت في المنطقة.

وبالعودة إلى الأمريكتين، فقد جمع مؤتمر وجامعة الكوادر للفرع البرازيلي الشهر الماضي 200 شيوعي من مختلف أنحاء البلاد. تضمن هذا الحدث اعلان “التجمع ضد الحروب الإمبريالية” الذي جاء في وقت مناسب للغاية، وطرح موقفا أمميا بشأن الصراعات التي تدور في أوكرانيا وفلسطين، وتم عقده بالاشتراك مع الحزب الشيوعي البرازيلي-إعادة التأسيس الثوري.

في كندا كانت جامعة مونتريال الماركسية الشتوية لهذا العام أكبر تجمع ماركسي في البلد منذ جيل! اجتمع 460 مشاركا من خمس بلدان، في نهاية الأسبوع، لإجراء نقاشات نظرية تحت شعار “الحزب الثوري”. وانعكس تفاني الرفاق وحماسهم في التعطش للنظرية، حيث تم بيع ما قيمته 17 ألف دولار من الأدبيات الماركسية خلال يومين فقط.

وفي الولايات المتحدة أيضا، كان الرفاق منشغلين بتنظيم الجامعات الماركسية. التحق مئات الشيوعيين من جميع أنحاء البلاد بأربع جامعات ماركسية مختلفة، نظمها رفاق التيار الماركسي الأممي في نيويورك ومينيابوليس وفينيكس وبيلينغهام.

في أوروبا، جمعت الجامعة الفرانكفونية للتيار الماركسي الأممي، التي عقدت مؤخرا في جنيف، مائتي شيوعي من الناطقين بالفرنسية من أربعة بلدان. لقد كان هذا أكبر نشاط باللغة الفرنسية نظمه التيار الماركسي الأممي على الإطلاق، وقد جمع الرفاق خلال النشاط مبلغا مذهلا قدره 11000 فرنك سويسري.

وفي الجهة الأخرى من الحدود، في ألمانيا، اجتذبت ندوة كارل ماركس 2023 الشهر الماضي، 188 شيوعيا شابا من ثماني بلدان في نهاية أسبوع تم تخصيصها لنقاش الثورة الألمانية 1918-1923. وقد تم خلال النشاط جمع مبلغ مساهمات ممتاز بلغ أكثر من 28000 يورو!

وفي النمسا، تضمنت ندوة Pfingstseminar هذا العام، 15 ورشة عمل حول موضوعات واسعة النطاق. شارك في النشاط 200 شيوعي، مع ضيوف من جميع أنحاء أوروبا، مما أعطى الحدث طابعا أمميا حقيقيا.

وبصرف النظر عن الجامعات الماركسية، نظمت العديد من الفروع أيضا مؤتمرات ناجحة هذا العام!

انعقد المؤتمر الثاني والعشرون للفرع الإيطالي للتيار الماركسي الأممي، في فبراير، حيث اجتمع الرفاق في أول مؤتمر حضوري لهم منذ جائحة كوفيد-19. حقق الحدث نجاحا كبيرا، حيث جمع 180 رفيقا من أكثر من 25 مدينة عبر إيطاليا.

وعقد الفرع السويدي للتيار الماركسي الأممي بدوره مؤتمرا هاما، في أبريل، ضم أكثر من 100 شيوعي متحمس. وبفضل التصميم المثير للإعجاب الذي أبداه الرفاق، تم جمع أكثر من 37 ألف يورو للمساعدة في بناء التيار الماركسي الأممي.

وعلى نحو مماثل، عقد الفرع الإسباني للتيار الماركسي الأممي مؤتمرا مهما في بداية هذا العام في مدريد. حضر العشرات من الرفاق من جميع أنحاء إسبانيا، وكذلك من كاتالونيا وإقليم الباسك.

كما تم اتخاذ خطوات مهمة نحو تطوير عمل التيار الماركسي الأممي في بلدان لم يكن لنا فيها وجود من قبل. شهد عام 2023 أولى الاجتماعات للتيار الماركسي الأممي في المجر وإيرلندا، مع إطلاق صحف شيوعية منتظمة من قبل رفاقنا في كلا البلدين.

الانتفاضة حتى النصر!

منذ أكتوبر، كانت السمة المميزة لعمل التيار الماركسي الأممي على المستوى الأممي هي ردنا على الحرب الوحشية التي تخوضها الطبقة السائدة الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني في غزة. نحن الشيوعيون سنقف دائما إلى جانب المضطهَدين، ولن نخاف من رفع صوتنا، حتى ولو في مواجهة القمع.

يفخر هذا الموقع بنشر أكثر من 40 مقالة باللغة الإنجليزية عن إسرائيل وفلسطين منذ 07 أكتوبر. لم تقتصر تلك المقالات على تحليل الأحداث فور حدوثها فحسب، بل قدمت منظورا نظريا وتاريخيا منسجما، وقبل كل شيء منظورا شيوعيا.

وبالمثل، فقد قام مناضلو التيار الماركسي الأممي بعمل رائع في التعبير عن التضامن مع الشعب الفلسطيني. وفي كثير من الأحيان، تعرض رفاقنا، باعتبارهم المعارضين الأكثر حزما للحرب الإمبريالية، للهجوم من الطبقة السائدة. إلا أن التيار الماركسي الأممي وقف في كل مكان صامدا، وعلى النقيض من قسم كبير من اليساريين، قاومنا دائما الضغوط الرامية إلى إخضاعنا أو الرامية إلى دفعنا إلى تمييع مبادئنا.

ففي بريطانيا وكندا، حاولت سلطات الجامعات منع أنشطة رفاقنا الطلاب باستخدام أساليب تشمل الرقابة والتهديدات وعرقلة مجموعاتنا الطلابية أو إغلاقها كليا.

تعرض رفاقنا في العديد من البلدان للاستهداف من قبل الشرطة بسبب دعمهم الثابت لفلسطين. ففي السويد، اعتقلت الشرطة أحد الرفاق لمجرد أنه قرأ أحد بياناتنا في قطار عام. وفي الوقت نفسه، نظمت شرطة العاصمة في لندن عملية تضييق ضد ثلاثة من رفاقنا عبر تويتر، في محاولة لترهيبهم وإجبارهم على الصمت.

كما تم استهداف الرفاق في العديد من البلدان من قبل وسائل الإعلام اليمينية، التي بثت الأكاذيب والاتهامات ضدنا بـ”التعاطف مع الإرهاب”. وفي النمسا، زعمت هيئة الإذاعة العامة الوطنية أن التيار الماركسي الأممي “احتفى بهجمات حماس باعتبارها عملا ثوريا”.

وبالمثل، فقد شنت وسائل الإعلام الرأسمالية السويسرية هجوما واسع النطاق ضد رفاقنا، واتهمتهم بالدفاع عن حماس، وتشجيع العنف ومعاداة السامية. وفي بريطانيا أيضا، زعمت صحيفة التلغراف، والزبد يخرج من فمها، أن شعار “الانتفاضة حتى النصر” شعار معاد للسامية وعنيف ومؤيد لحماس.

هذه مجرد أمثلة قليلة لمحاولات الأنظمة الديمقراطية الليبرالية المزعومة تقويض حرية التعبير للشيوعيين في دعمهم لفلسطين، لكن دون جدوى!

لقد أحدث مناضلو التيار الماركسي الأممي تأثيرا جريئا في المظاهرات في جميع أنحاء العالم وطرحوا موقفا شيوعيا في عشرات الآلاف من الناس، من خلال الخطب في المظاهرات والمسيرات.

وفي إيطاليا، نظم الرفاق في مودينا حملة مثيرة للإعجاب داخل نقابة عمال المعادن تضامنا مع الشعب الفلسطيني. والتي بلغت ذروتها في مظاهرة كفاحية شارك فيها 2000 عامل وشاب، قادها رفاقنا تحت شعار “الحرية لفلسطين”.

لقد بقي رفاقنا حازمين دائما وفي كل مكان. إننا نقف بكل فخر، وفي مواجهة كل أنواع الهجمات، جنبا إلى جنب مع الشعب الفلسطيني في إعلان: الانتفاضة حتى النصر!

الراية الثورية في عيد العمال

كان الأول من ماي، اليوم العالمي للعمال، فرصة رئيسية أخرى لمناضلي التيار الأممي الأممي للوقوف والإعلان بفخر أن الشيوعيين موجودون هنا، وأننا منظمون!

هذا العام، كان التيار الماركسي الأممي نشطا في عيد العمال في أكثر من 30 بلدا، حيث رفع الرفاق العلم الأحمر عاليا وتظاهروا تضامنا مع نضالات العمال في كل مكان. وتجدون فيما يلي بعض المحطات البارزة لمشاركة التيار الماركسي الأممي في عيد العمال لهذا العام؛ كما يوجد تقرير كامل عن جميع أنشطتنا في ذلك اليوم هنا.

في بريطانيا، شارك الرفاق في مظاهرات في 12 مدينة، وشكل أكثر من 100 شيوعي كتلة ثورية في لندن. كان للحماس الثوري الذي عبر عنه الرفاق في الكتلة تأثيره على جميع الحاضرين، حيث تم بيع 215 جريدة، إلى جانب تجميع 650 جنيها إسترلينيا من بيع الأدبيات الماركسية الأخرى.

كما احتفل رفاقنا الدانمركيون بعيد العمال بأنشطة مثيرة للإعجاب، حيث نظموا نشاطهم الخاص تحت عنوان “عيد العمال الثوري – من أجل النضال الطبقي والاشتراكية”. وفي تحد صارخ لمحاولات الإصلاحيين تحويل عيد العمال إلى عطلة للشرب، اجتذب النشاط الثوري لرفاقنا عدة مئات من الأشخاص على مدار اليوم.

ورغم أنه في أمريكا الشمالية قد لا يكون هناك تقليد قوي للاحتفال بيوم العمال العالمي، فقد حضر الرفاق في كندا والولايات المتحدة المظاهرات في جميع أنحاء القارة، وباعوا مئات الصحف واجتمعوا بالعشرات من الشيوعيين الشباب المتحمسين للتنظيم. في تورونتو، نظم مناضلو التيار الماركسي الأممي اجتماعا حول تاريخ وأهمية عيد العمال، بحضور أكثر من 110 أشخاص.

في نيجيريا، وعلى الرغم من الصعوبات الاقتصادية الهائلة والاضطرابات السياسية، فقد باع رفاقنا 119 صحيفة خلال المظاهرات في ثلاث مناطق رئيسية: لاغوس، وإيبادان، وأبوجا. كان ذلك نجاحا كبيرا نظرا للحضور المنخفض نسبيا للعمال، الذين تضرروا بشدة من الأزمة الاجتماعية والاقتصادية العميقة التي تؤثر على البلاد.

شهد عيد العمال أيضا أكبر تعبئة حتى الآن للفرع البولوني للتيار الماركسي الأممي، الذين تمكنوا من بيع ما يقرب من نصف مخزونهم من الصحف في مظاهرة في وارسو. كان رفاقنا هم المجموعة الوحيدة التي رفعت المهمة الملموسة المتمثلة في بناء منظمة ثورية في بولونيا وعلى المستوى الأممي، حيث ألقى أحد الرفاق خطابا ثوريا لاقى استحسانا كبيرا حول حاجة العمال إلى النضال ضد الرأسمالية.

المقاومة

اجتاحت العالم عام 2023 موجة من الإضرابات الضخمة. وقد أظهر مناضلو التيار الماركسي الأممي باستمرار تضامنا ثوريا مع تلك الحركات، التي أظهرت بشكل ملموس القوة الهائلة التي تمتلكها الطبقة العاملة.

فمن الإضراب شبه الثوري في فرنسا ضد قانون ماكرون المكروه لرفع لسن التقاعد، إلى الإضراب الأخير الذي شارك فيه 600 ألف عامل في القطاع العام في كيبيك، إلى “الإضراب الضخم” لعمال النقل الألمان في مارس… أينما تحرك العمال، كان مناضلو التيار الماركسي الأممي حاضرين في خطوط الاعتصام وينشرون التقارير ويتابعون النضال المتصاعد للحركة العمالية.

فعلى سبيل المثال، كان الرفاق السويديون حاضرين في صفوف الاعتصام والإضراب المستمر لميكانيكيي شركة تسلا. وقد كانت موجة التضامن الهائلة مع العمال، والتي يلعب فيها رفاقنا دورا مهما، بمثابة صفعة على وجه الملياردير المتعجرف إيلون ماسك.

وفي بريطانيا، عبأ الرفاق بقوة لدعم إضراب أكثر من نصف مليون عامل في بداية فبراير. وحضر الرفاق العشرات من خطوط الاعتصام والمظاهرات، وربطوا قوة الإضراب بحاجة العمال إلى التنظيم.

وعلى نحو مماثل، ففي شهر ماي، دعم الرفاق البلجيكيون إضراب آلاف العمال في ديلهايز، أكبر سلسلة متاجر سوبر ماركت في البلاد. وطرحوا ضرورة إنشاء لجان تضامن لتفادي عزلة النضال الملهم لهؤلاء العمال.

في شهر مارس، وفي أعقاب حادث قطار مأساوي كان من الممكن تجنبه في اليونان والذي أسفر عن مقتل أكثر من 50 شخصا، شارك رفاقنا في إضراب عام نضالي أدى إلى نزول ما يصل إلى 150 ألف شخص إلى شوارع أثينا.

وفي كل هذه المحطات كانت رسالة التيار الماركسي الأممي بسيطة: وحدة الطبقة العاملة وقوتها هي الوحيدة القادرة على تغيير المجتمع نحو الأفضل.

“لا نريد سوى العالم”

هذه الأمثلة هي مجرد عينة لما أنجزه التيار الماركسي الأممي في جميع أنحاء العالم في عام 2023. ففي كل يوم، في مكان ما في العالم، ينشط رفاقنا في مناطقهم المحلية أو أماكن عملهم، وينشرون الأفكار الشيوعية وينظمون الناس من أجل الثورة.

الشيء الواضح هو أن المزيد والمزيد من الناس صاروا يدركون أنه لا يوجد حل لمشاكل المضطهَدين في ظل الرأسمالية. إن التيار الماركسي الأممي ينمو بمعدل غير مسبوق، مما يسمح لرفاقنا بالوصول إلى المزيد والمزيد من العمال والشباب الراديكاليين كل عام.

لقد أصبحت القوى الشيوعية الآن أقوى مما كانت عليه طية فترة طويلة، لكنها ليست قوية بالقدر الكافي بعد. إذا أردنا أن نكون مستعدين للانفجارات الاجتماعية الوشيكة، فنحن بحاجة إلى آلاف وعشرات الآلاف من الشيوعيين المدربين في طليعة الحركات الثورية أينما تطورت.

وعلى حد تعبير الثوري الماركسي الأيرلندي جيمس كونولي: “مطالبنا معتدلة جدا، فنحن لا نريد سوى العالم”. وعلى الرغم من أن هناك الكثير مما يتعين القيام به، فإن هدفنا ليس أقل من التحرر الكامل للجماهير من قيود المجتمع الطبقي. أيها الرفيق، أيتها الرفيقة، انضموا إلينا في أهم صراع يواجه البشرية اليوم.

موقع الدفاع عن الماركسية

22 ديسمبر 2023

الهوامش:

[1] Fightback/La Riposte socialiste

ترجم عن النص الأصلي:

The IMT in 2023: the communists are organising!