الرئيسية / الشرق الأوسط وشمال إفريقيا / الشرق الأوسط / قطر / قطر: ترحيل عمال مهاجرين دون أجورهم قبل انطلاق كأس العالم لكرة القدم 2022

قطر: ترحيل عمال مهاجرين دون أجورهم قبل انطلاق كأس العالم لكرة القدم 2022

ألغيت عقود آلاف العمال المهاجرين في قطر وأجبروا على العودة إلى ديارهم، في كثير من الحالات دون أجورهم، حيث شرعت الحكومة القطرية في خطتها لـ “[زيادة] تقليص عدد العمال في البلاد” عشية كأس العالم لكرة القدم 2022.

جاء في تعميم من هيئة الأشغال العامة القطرية بعنوان “خطة هيئة الأشغال العامة القطرية خلال كأس العالم لكرة القدم 2022”:

في ضوء ما ورد أعلاه وتماشيًا مع توجيهات وزارة التنمية الإدارية والعمل والشؤون الاجتماعية (ADLSA) لتقليل القوى العاملة الوافدة غير الضرورية خلال الفترة من 21 سبتمبر 2022 إلى 18 يناير 2023، يجب على جميع المقاولين إعداد خطة إستراتيجية للعاملين بشكل يزيد من انخفاض عدد العمال في الدولة خلال الفترة الحالية. علاوة على ذلك، لا ينبغي أن يؤثر ذلك سلبًا على رفاهية العامل المهاجر والأهداف الموضوعة وإدارة مشاريع الطرق.

لكن الحقيقة هي أنه تم إرسال العمال حزمًا إلى البلدان التي تم جلبهم منها تحت سحابة من عدم اليقين بشأن مستقبلهم. لم يتم إخبار الكثيرين عما إذا كان لديهم وظائف للعودة إليها. إن تعميم خطة “عدم التأثير سلبًا على رفاهية العامل المهاجر” هي عبارة فارغة يمكن للنسور التي تُصدر عمالة مهاجرة سهلة الاستغلال من البلدان النامية أن تتجاهلها وسوف تتجاهلها ببساطة.

نظام الكفالة

يبلغ عدد القوى العاملة المهاجرة في قطر حوالي مليوني عامل، أي ما يقرب من 95% من القوة العاملة فيها وأكثر من ثلثي سكانها بالكامل.

يتم استخدام نظام توظيف العمالة الوافدة المعروف باسم “الكفالة” في دول الخليج العربي مثل قطر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة.

تترك الكفالة العمال تحت رحمة المقاولين. في ظل هذا النظام لا يمكن للعمال تغيير وظائفهم دون إذن من أصحاب العمل.

من المقرر أن يكون كأس العالم 2022 “أغلى كأس عالم في التاريخ”. قطر رصدت ميزانية تقدر بـ 220 مليار دولار للبنية التحتية ومشاريع أخرى مرتبطة بكأس العالم. ومع ذلك، يقع العمال المهاجرون تحت رحمة مقاولين مجرمين، مجبرين على العيش في ظروف قذرة في ظروف تصفها هيومن رايتس ووتش بأنها شكل من أشكال العبودية المقنعة. هذه هي الرحمة الرقيقة التي يظلل بها أباطرة النفط والغاز في قطر العمال الذين يكدحون تحت شمس الصحراء الحارقة.

غالبًا ما يدفع هؤلاء العمال المهاجرون رسوم توظيف حتى يتمكنوا من الحصول على عقد للعمل في الخارج. قال أحد العمال لصحيفة الغارديان: “لقد دفعت 300 ألف (تاكا بنجلاديشي)”. هذا يعادل حوالى 2,900 دولار – مبلغ ضخم بالنسبة لهؤلاء العمال. فرض رسوم الاستقدام غير قانوني في قطر، لكن هذا لا يمنع المحتالين الذين يديرون هذا النظام من العمل به.

يبلغ متوسط ​​أجر بناة الملاعب حوالي 1,000 ريال قطري (حوالي 275 دولارًا) في الشهر. هذا يصل إلى أجر يبلغ حوالي 1 دولار في الساعة. يقول حراس الأمن من بلدان مثل باكستان وكينيا ونيبال إنهم يكدحون خلال نوبات عمل مدتها 12 ساعة ويعملون لمدة 30 يومًا في الشهر، بينما يتم قطع رواتبهم إذا أخذوا يوم عطلة.

قال عامل آخر لصحيفة الغارديان: “الراتب منخفض للغاية، إن الوضع صعب للغاية. يمكنني كسب هذا في الهند”.

وبحسب أحد حراس الأمن الكينيين، فإن وكلاء الكفالة يكذبون بشأن الأجور التي سيتقاضاها عمالهم بمجرد نقلهم جوًا إلى قطر. قال “إنه فخ، لأنك قيل لك شيء في كينيا وشيء آخر في قطر”.

مجموعة واحدة من العمال المهاجرين، يعملون في مجمع السليطين الزراعي والصناعي، يتم اقتيادهم بعد نوبات عملهم، لمدة 40 دقيقة، إلى حافة الصحراء. إن العمل الشاق الذي قام به هؤلاء العمال هو الذي شيد استاد البيت، على شكل خيمة بدوية. اكتمل الإستاد ببحيرته الخاصة، والبركة الدائرية، والمروج الواسعة المشذبة، وميادين التدريب، وحتى ماكدونالدز الخاص به. تتمتع البط في بحيرة استاد البيت بظروف معيشية أكثر اتساعًا وصحة من العمال المهاجرين أنفسهم، الذين يتكدسون في كبائن قذرة بلا نوافذ.

لن يتمكن العديد من العمال من سداد ديونهم. يجد البعض أنفسهم يقترضون في محاولاتهم لسداد رسوم التوظيف الأصلية. دفعت ضغوط القروض العمال إلى الانتحار، مثل محمد نداف منصور دهنية، العامل النيبالي الذي عُثر عليه مشنوقًا في مكان عمله.

علاوة على هذه الظروف المروعة، فقد تم الإبلاغ عن وفاة حوالي 6,800 عامل في الفترة التي سبقت كأس العالم. يمكن القول حقًا أن كأس العالم القادم في قطر قد بُني على جبل من جثث العمال المهاجرين.

الصراع الطبقي

من غير القانوني عمليًا في قطر أن يقوم العمال بتشكيل نقابات، والقيام بالإضراب، والاحتجاج.

ومع ذلك، في 14 أغسطس، خرج حوالي 200 عامل في شركة البندري للهندسة والكهرباء وات، تحت مظلة مجموعة البندري الدولية، إلى الشوارع للاحتجاج خارج مكاتب الشركة، احتجاجًا على عدم دفع الأجور. تم اعتقال العديد من العمال المتظاهرين ووردت أنباء عن ترحيل بعضهم. وبحسب ما ورد قام أتباع أرباب العمل القاسيين بإيقاف تشغيل مكيفات الهواء في غرف العمال، وأخبروا العمال أنه إذا كان بإمكانهم الاحتجاج في الحر، فيمكنهم إدارة شؤونهم بدون مكيفات الهواء.

انتقل العمال المهاجرون أيضًا إلى تطبيقات وسائل التواصل الاجتماعي مثل “TikTok” من أجل مشاركة قصصهم ومقاطع الفيديو الخاصة بالإضرابات والاحتجاجات.

يذكر أحد مقاطع الفيديو على “TikTok” لحراس الأمن المضربين: “واليوم قرروا توحيد جميع الجنسيات من كل معسكر ودعوا إلى المقاطعة”.

@abushanab_001

Qatar security guards striked today in all camps from, Senaiya, Abu Nakhla and Alkhor due to salary deductions #stopcheaplabor #securityguardsdabest😒

♬ original sound – Twaha

لا يمكن محاربة نظام الكفالة إلا بأساليب الصراع الطبقي. يجري العمل الموحد بين العمال من مختلف الجنسيات. يفقد العمال المهاجرون خوفهم من الانتقام. هذه الإضرابات والاحتجاجات من قبل العمال المهاجرين الذين تم استغلالهم بشكل كبير هي لمحات من الانفجارات الاجتماعية المستقبلية التي ستكتسح دول الخليج العربي. في عالم يرتبط ارتباطًا وثيقًا بوسائل التواصل الاجتماعي، من الصعب قمع المعلومات. لا شك أن العمال المهاجرين في قطر قد تأثروا بالاضطرابات الاجتماعية مثل التي حدثت في سريلانكا والسودان وإيران. غالبًا ما يرتبط العمال المهاجرون ارتباطًا وثيقًا بالمجتمعات المحلية في البلد الذي نشأوا فيه. هذه الأحداث لها تأثير على وعي عمال جميع البلدان.

إن النزعة الأممية البروليتارية هي الأساس الذي يجب أن يقوم عليه النضال من أجل النقابات العمالية وحقوق العمال المهاجرين – في قطر ودول الخليج الأخرى، وفي كل بلد ينحدر منها هؤلاء العمال المهاجرون وبقية العالم. لا يمكن محاربة نظام عالمي من الاستغلال الرأسمالي الفج، مثل نظام الكفالة، إلا من خلال أسلوب أممي في النضال. توفر أفكار الماركسية الأسلحة الأيديولوجية لخوض هذه النضالات من أجل النصر.

نومان بسواس

20 أكتوبر/تشرين الأول 2022

ترجم عن النص الأصلي:

Qatar: migrant workers deported without pay in advance of 2022 FIFA World Cup