لم يسبق أن كان نشر الأفكار الماركسية أهم مما هو عليه اليوم، مع تحول العالم رأسا على عقب بسبب جائحة فيروس كورونا. لذا من فضلكم تبرعوا بسخاء وساعدونا في بناء التيار الماركسي الأممي!
________________________________________
لقد حطم فيروس كورونا التوازن الهش الذي عرفه العالم. كان الاقتصاد العالمي أصلا على حافة ركود هائل آخر، وهو ما تسببت جائحة كوفيد 19 في حدوثه.
وفي مواجهة هذه الكارثة الاقتصادية، صارت البرجوازية ، التي تشعر بقلق شديد من العواقب الاجتماعية والسياسية للكساد، ترمي بكل ما لديها في محاولة لتخفيف حدة السقوط. لكنهم استنفذوا بالفعل كل الأدوات التي كانت لديهم لتلافي الركود.
تفضح هذه الأزمة كل أكاذيب ونفاق السنوات الأربعين الماضية، كما تفضح الاقتطاعات وتخفيض الاستثمارات وضيق أفق الطبقة الرأسمالية. والآن صار عجز الرأسمالية عن التعامل مع هذه الأزمة واضحا أمام الجميع.
ستكون للتداعيات الاقتصادية عواقب هائلة تتجاوز بكثير الجائحة نفسها. لقد بدأت الكثير من الشركات في جميع أنحاء العالم بتنفيذ عمليات تسريح جماعية، والأسوء ما زال لم يأت بعد. يتحدث وزير الخزانة الأمريكي، ستيفن منوشن، عن أن البطالة في الولايات المتحدة ستبلغ 20%. وهذا ما سنواجهه في جميع البلدان الأخرى. إنها أزمة عالمية ذات أبعاد لم يسبق لها مثيل وسيحاول الرأسماليون جعل العمال يدفعون ثمنها.
إن ما نعيشه هو انفتاح حقبة جديدة، وسيكون لذلك تأثير كبير على الوعي. كانت أزمة 2008 قد جعلت ملايين العمال والشباب يبدأون في التشكيك في الرأسمالية. وحتى في بلدان مثل الولايات المتحدة، كانت الاشتراكية قد صارت تحظى بشعبية كبيرة حتى قبل اندلاع الأزمة الحالية. والتحول الجديد للأحداث سوف يؤدي إلى طرح السؤال بطريقة أكثر حدة: هل يجب أن تكون الأمور على هذا النحو؟ لقد صارت الثورة على جدول الأعمال.
لقد اضطر العمال في إيطاليا وإسبانيا والنمسا وكندا والولايات المتحدة، والعديد من البلدان الأخرى، إلى خوض الإضرابات للمطالبة بإيقاف الإنتاج في القطاعات الاقتصادية غير الأساسية أو اتخاذ التدابير الوقائية الضرورية لمنع انتشار الفيروس. ويتساءل الملايين من الناس لماذا يتم إنقاذ الشركات عندما تواجه الخسارة، لكنها عندما تربح لا تشارك أرباحها مطلقا.
لقد صارت الثورة الاشتراكية العالمية، الآن أكثر من أي وقت مضى، هي الحل الوحيد.
سينقلب العالم، على مدى الأشهر القليلة القادمة، رأسا على عقب وسوف يقفز الوعي الطبقي إلى الأمام، حيث ستكشف الأحداث الدرامية الطبيعة الحقيقية للنظام الذي نعيش فيه. وفي هذه الظروف نحتاج إلى مضاعفة جهودنا لنشر أفكار الماركسية الحقيقية.
تبرعوا للمساعدة في بناء التيار الماركسي الأممي!
إننا نحتاج إلى مساعدتكم. نحن نوسع نطاق أنشطتنا، هناك أعداد متزايدة من العمال والشباب يتصلون بنا من جميع أنحاء العالم بحثا عن بديل ثوري للتعفن الحالي للنظام الرأسمالي.
نحن بحاجة إلى تقديم المزيد من التحليل للأحداث العظيمة التي تتكشف والتي على وشك أن تتكشف أمامنا، إضافة إلى إعداد الأدبيات النظرية. سيكون هذا هو الأساس لتكوين جيل جديد من الماركسيين الثوريين في جميع البلدان.
تدخل البلدان، الواحد منها تلو الآخر، في حالة إغلاق، مما يعني أنه سيكون هناك المزيد والمزيد من الناس في منازلهم في عزلة ذاتية. ستكون فترة صعبة بالنسبة للعمال والشباب، لكنه سيكون لدينا المزيد من الوقت ويجب علينا جميعا استخدامه بحكمة. لهذا نعمل على توسيع نطاق عملنا عبر الإنترنت، بما في ذلك نشر الفيديوهات والمواد الصوتية. لذا نحن بحاجة إلى الموارد البشرية والتقنية.
ليس لدينا مؤيدون أثرياء. وباعتبارنا تيارا يدافع عن مصالح الطبقة العاملة العالمية، فإنه علينا دائما الاعتماد على التبرعات الصغيرة من طرف العمال والشباب من جميع أنحاء العالم. والآن نحن بحاجة لمساعدتكم أكثر من أي وقت مضى.
هذا هو السبب في أننا نطلب من المتعاطفين معنا ورفاقنا وقراء موقع الدفاع عن الماركسية بالانجليزية وموقع “ماركسي” الناطق بالعربية، مساعدتنا في جمع 150.000 يورو لتسريع وتدعيم بناء التيار الماركسي!
ولتقديم تبرعات أكبر يرجى الاتصال بنا وسنقوم بترتيب طريقة لتحويلها دون تكبد رسوم كبيرة.
التيار الماركسي الأممي
30 مارس 2020
الحملة على موقع الدفاع عن الماركسية بالانجليزية: