الرئيسية / دول العالم / أوروبا / ألمانيا / النازيون لا هم “حزب عمال” ولا هم “اشتراكيون”

النازيون لا هم “حزب عمال” ولا هم “اشتراكيون”

مضت ستون عاما على التحرر من فاشية هتلر (في ماي 1945). اعتقد وصدق الكثير بأن النازيين كانوا في خدمة الطبقة العاملة. في الحقيقة كان النازيون أكبر عدو للطبقة العاملة فقد دمروا نضالها في أوروبا في ذلك الوقت.

في الانتخابات الأربعة التي شهدتها ألمانيا بين 1928-1932 بقيت الأصوات ثابتة لـ SPD وKPD وتراوحت بين 12 و13 مليون صوت. وقد صعد الحزب النازي لأسباب عديدة منها غياب الشيوعيين عام 1918 والأزمة الاقتصادية العالمية عام 1929 وخاصة بعد الأزمة الاقتصادية العالمية وتولى الحكم عام 1933 وقد فاز بـ 43.9 في المائة من الأصوات وخابت آمالهم في الحصول على أغلبة الأصوات.

لقد حصل النازيون على السلطة على حساب الأحزاب الأخرى وبعد ذلك نجحوا في خلق ديكتاتورية لهم وقاموا إثر ذلك بالتخفيض في الأجور ودخل الفرد:

1932: 64%
1933: 63%
1934: 63%
1935: 61%
1936: 59%
1937: 58%
1938: 57%

إن عدد ساعات العمل في سنوات الثلاثينات لم تصل عدد ساعات العمل لما قبل الأزمة الاقتصادية العالمية. ارتفعت الأجور الأسبوعية بعد الارتفاع في عدد ساعات العمل والساعات الإضافية (إلى حد 60 ساعة في الأسبوع) وقد زادت حوادث العمل والأمراض وقلت مساعدات الحكومة الاجتماعية وازدادت التجارة والوظائف.

حوادث العمل والأمراض 1939 – 1933

1933: 929.592
1934: 1.173.594
1935: 1.354.315
1936: 1.527.344
1937: 1.799.512
1938: 2.006.574
1939: 2.253.749

إن النازية المستغلة للأجور قمعت محاولات الأحزاب وتحركات العمال الثورية والثورة بشكل عام (مثال شركة أوبل OPEL سنة 1935)

من ضمن 107 المترشحين النازيين في انتخابات 1930:

  • 33 كبار ملاك الأراضي وملاك مصانع ورجال أعمال
  • 31 من كبار الطبقة الوسطى
  • 19 محامين وأطباء وآخرين من أصحاب المهن الحرة
  • 9 ضباط متقاعدين
  • 8 موظفين
  • 7 عمال

لقد جمع النازيون في عام 1933 جميع سلطات الدولة المالية في أيديهم. وشغلوا العمال وبنسب عالية بطرق غير شرعية.

إن الثورة لم تبدأ عام 1944:

لقد اعتقل وحاكم النازيون حوالي ربع مليون شخص تسعون في المائة منهم كانوا عمالا. فقد تظاهر العمال منذ 1933 و1934 وحاولوا دائما القيام بثورة ولكنهم سرعان ما ضربوا واعتقلوا وقتلوا على أيدي النازيين المجرمين.

لم تكن سنة 1945 بداية جديدة:

كانت آمال الشعب الألماني اثر الحرب إقامة دولة جديدة وتبني سياسة جديدة بدون تسلح ولكن لم تكن القوات المحررة المحتلة مهتمة بهذا الأمر.

لقد خدع النازيون العمال والطبقة العاملة وأبادوا ثوريتهم مثلما أبادوا اليهود.

إن وجود الاقتصاد الرأسمالي هو الذي يخلق الأزمات والمشاكل في المجتمع. إننا نطالب بإرساء الاقتصاد الاشتراكي لإنهاء أزمات المجتمعات.

الحركة العمالية تنهض من جديد:

حققت الطبقة العاملة انجازات عام 1945 ونجحت ثوراتها ضد النازيين ولكن سرعان ما انتزعت القوات المحتلة المحررة أسلحة الثوار وتجنبت نداءات الوحدة وقامت بتحقيق آمالها الشخصية وخططها العسكرية.

منظمة الوحدة في هامبورغ:

في عام 1945 وإثر الحرب قاما حزبا SPD وKPD ببناء منظمة وحدة نقابية سعت إلى خلق اشتراكية حقيقية إلى تجنب الصراع الاقتصادي والسياسي. سعت النقابة الحرة الاشتراكية إلى توعية العمال بأن هتلر وحكومته عملوا على تدمير الطبقة العاملة. وسعت النقابة كذلك إلى إبادة الفاشية وأفكارها وإلى تأميم القطاعات الاقتصادية وإلى نزع التسلح. وفي أقل من خمس أسابيع انضم حوالي 50 ألفا من سكان هامبورغ إلى المنظمة ولكن في 18 جوان من سنة 1945 أصدرت الحكومة العسكرية البريطانية أمرا بحل هذه المنظمة.

بعد أن أسست القوات المحتلة منظماتها ونقاباتها كانت هنالك ومنذ البداية نداءات بعدم إرساء الرأسمالية من جديد. فكانت هناك نداءات لجعل الصناعة اشتراكية.

منعت سلطات الاحتلال البريطانية والأمريكية (و خاصة عن طريق الجنرال الأمريكي كليي) إقامة الاشتراكية بل ومنعوا تبنيها في كل مكان من ألمانيا. وعلى سبيل المثال في هاسن وبريمن وبيارن برغم من تصويت السكان على ذلك أي إقامة الاشتراكية.

المعسكر الشرقي- الغربي:

في عام 1944-1945 واثر تقدم القوات السوفييتية نحو الغرب أصاب أصحاب رؤوس الأموال الفرنسيين والبريطانيين والأمريكيين الخوف.

لقد حلمت الطبقة العالمة في الشرق وحتى في الغرب بإقامة اشتراكية جديدة حقيقية ولكن أبيدت هذه الآمال عن طريق الستالينيين وأصحاب الرأسمال الغربيين.

لقد هدفت خطة مارشال إلى تقوية الرأسمالية في الغرب وكان ذلك هدف الفرنسيين والبريطانيين كذلك.

لقد احتدت الخلافات بين الشرق والغرب واستخدم الألمان الغربيون المارك الألماني وتلى ذلك إقامة دولتين في ألمانيا.

إضراب عام 1948:

إن إصلاحات العملة لعام 1948 أثرت وبشكل كبير في وضع العمال. فقد ارتفعت الأسعار وأضرب الملايين من العمال. ففي نوفمبر 1948 تعطل الإنتاج وأضرب 10 ملايين شخص وطلبوا بتبني الاشتراكية ولكن “لا حياة لمن تنادي”

ماذا نستنتج من كل هذا؟

إن التاريخ يكرر نفسه ويمكن أن نتعلم الكثير مما حدث بعد 1945. إن الرأسمالية في ألمانيا وفي العالم ككل واقعة في أزمة حقيقية. وكما حدثا مثلا في 1929 خلال الأزمة الاقتصادية العالمية فهذا مثال آخر على أن الرأسمالية تقع دائما في أزمات. ويقال لنا انه توجد أوقات صعبة ولكن سيصبح كل شيء على ما يرام. إنهم يكذبون كما كذبوا في السابق.

إننا نناضل من اجل الاشتراكية للتخلص من الرأسمالية التي لا تختلف عن البربرية. فلنتعلم من التاريخ ولنبن الاشتراكية كبديل من أجلنا ومن اجل أطفالنا ومن اجل بقائنا.

هانز-جيرد أوفنجر
ترجمة: وسيم عازم
ألمانيا، ماي 2005

بالاعتماد على مقال:

Die Nazis – weder “Arbeiterpartei” noch “sozialistisch”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *