الرئيسية / دول العالم / أوروبا / اليونان / الحركة الطلابية في اليونان: المعركة الأولى ربحت لكن الحرب لا تزال مستمرة

الحركة الطلابية في اليونان: المعركة الأولى ربحت لكن الحرب لا تزال مستمرة

شهدنا يوم الخميس الماضي نهاية أسبوع من النضالات الطلابية الهامة في اليونان ضد سياسة التعليم الحكومية. يوم 22 يونيو نظم العمال والطلاب تحركا مشتركا تضمن إضرابا عاما لمدة ثلاثة ساعات، في نفس اليوم. كانت هنالك مسيرات لآلاف الطلاب، بمشاركة بعض المناضلين النقابيين. مرة أخرى كانت المسيرة التي شهدتها أثينا، كبيرة جدا، حيث شارك فيها حوالي 25.000 طالب. وبالرغم من أن الطلاب بالكاد انتهوا مؤخرا من ثلاثة أسابيع من احتلال الجامعات، فإن المزاج السائد لا يزال جد كفاحي.

  أيام 27، 28 و29 يونيو، نظم الطلاب أيضا، احتجاجا كبيرا أمام مقر البرلمان، حيث كان النواب يناقشون مقترح تغيير الدستور ليسمح لرجال الأعمال بخلق جامعات خاصة. كما أنهم نظموا وقفة أخرى أمام المقر الذي انعقدت فيه قمة OOSA01 ، مركز الإستراتيجية الدولية للرأسمال، حيث كانت يناقش التعليم اليوم “في عصر الاقتصاد الحر”.

  كانت هذه التحركات فرصة تمكن خلاله الطلاب مرة أخرى من التعرف على الطبيعة الحقيقية للدولة البرجوازية، عندما واجهوا الهجوم الهمجي التي نظمته قوات الشرطة ضد المتظاهرين الشباب المسالمين.

  بعد هذه التحركات قررت الجموعات العامة الطلابية – التي شهدت مشاركة كثيفة- وقف هذه الأشكال النضالية الآن والتحضير لتنظيم نضالات جديدة ضد الحكومة شهر شتنبر المقبل.

  الآن يشعر الطلاب أنهم حققوا انتصارهم الأول لكن، وكما شرح ذلك طلبة التيار الماركسي خلال الجموعات العامة، ليست هذه سوى المعركة الأولى. الحكومة تحاول اللعب على الوقت عبر حديثها عن “حوار”. في الواقع، إن الحكومة – وبدعم علني من طرف قادة PASOK02 ، الذين لا يختلفون مع الحكومة إلا حول الطريقة التي تعاملت بها مع الأوضاع- ستعود، شهر شتنبر، بنفس هذا القانون الرجعي الذي هو السبب الرئيسي لهذه التحركات. إن هذا القانون يضرب تماما حق اللجوء إلى الجامعات بإعطائه الرخصة للبوليس بأن يصولوا ويجولوا بحرية داخل الحرم الجامعي. إنه عمليا يطرد طلاب الطبقة العاملة من الجامعات ويعطي الضوء الأخضر لخلق جامعات خاصة.

  إن الأمر الأكثر إثارة للاستغراب هو إعلان قادة “الحركة الاشتراكية لعموم اليونان” مرة أخرى، رسميا في البرلمان، عن تأييدهم لخلق جامعات خاصة، ويبدو أنهم لا يبالون بأن استطلاعات الرأي قد بينت أن الحزب قد تراجعت شعبيته عمليا بحوالي 1% أو 2% مقارنة مع السنة الماضية، رغم أنه بقي في “المعارضة” طيلة سنتين ونصف.

  خلاصات سياسية ومنظورات

  بعد شهر ونصف من احتلال الجامعات والتحركات الكثيفة، هناك أربعة خلاصات سياسية أساسية يمكن استخلاصها من هذه الحركة الشبيبيّة الرائعة.

  الخلاصة الأولى هي أن الشباب- وبعد بضعة سنوات من السلبية- بدأوا يتحركون بسرعة نحو الفعل الجماهيري وبطبيعة الحال فإنهم بذلك يتحركون نحو اليسار. إن الشباب دائما ما يبينون الاتجاه العام الذي يسير فيه المجتمع عموما. إن التطورات الأخيرة تبين، بشكل واضح جدا، أن أغلبية المجتمع، أي البروليتاريا اليونانية والشرائح الفقيرة من البرجوازية الصغرى، يستعدون للوقوف على أقدامهم والنضال ضد هجومات طبقة البرجوازية اليونانية الطفيلية.

  المسألة الثانية هي أن أكبر مستفيد من هذه الموجة السياسية نحو اليسار ستكون هي رابطة الشباب الشيوعي اليوناني (KNE). خلال الوقت الحالي، تعتبر رابطة الشباب الشيوعي أكبر منظمة شبيبيّة يسارية في اليونان، ولديها جذور بين العمال الشباب. وبالرغم من أن قادة الرابطة وقفوا، خلال المرحلة الأولى من النضالات، موقف كاسري الإضرابات، فإن الوضعية تغيرت بسرعة كبيرة. إذ ومع مشاركة قواعدهم بنشاط في الحركة، وجد قادة الرابطة أنفسهم مجبرين على تغيير موقفهم بشكل سريع جدا. وعندما بدأت الرابطة تدعم هذه النضالات، صار الشباب يقتربون أكثر فأكثر منها لأنها تبدو قوة حقيقية وقادرة على الفعل داخل المجتمع اليوناني.

  لقد لعب شباب منظمة Synaspismos03 وغيرها من المجموعات اليسارية الأخرى، دورا معينا في هذه النضالات لكنهم لا يزالون ضعيفين جدا ولأنهم يتبنون أفكارا ومناهج عمل برجوازية صغرى فإنهم لن يستفيدوا كثيرا من هذه الحركة. من جهة أخرى، تعيش شبيبة PASOK أزمة عميقة. وفي الواقع لم يعد لها وجود رسمي الآن بعدما أغلقها بابندريو مؤخرا. وفي الجامعات ليس لمنظمة PASOK الطلابية أي خط رسمي كما أنها منقسمة حول القضايا الأساسية المتعلقة بالطلاب.

  والخلاصة الثالثة الهامة هي أن قادة نقابة GSEE04 ، سيجدون أنفسهم سريعا تحت ضغوط هائلة من قاعدة الحركة العمالية لتنظيم تحرك جماهيري ضد حكومة كارمنليس. فلنتذكر أنه فقط مؤخرا، خلال شهر أبريل الماضي، وقع هؤلاء القادة اتفاقا فضائحيا مع منظمة أرباب العمل، SEV، أعطى للعمال زيادة هزيلة في الأجر اليومي قدرها 0,77 سنتا. لقد كانت هذه طريقتهم في إيقاف نضالات العمال الكبيرة التي طبعت شهر مارس الماضي، ضد الحكومة. سوف يسقط الرئيس الجديد للكونفدرالية العامة للعمال اليونانيين، يانيس باناغوبولوس، قائد PASKE (جبهة “الحركة الاشتراكية لعموم اليونان” داخل النقابة)، في المستقبل العاجل تحت ثقل العديد من الضغوطات. وهكذا نرى أن نفس القيادة القديمة للكونفدرالية العامة للعمال اليونانيين وجدت نفسها مجبرة على الدعوة إلى إضراب عام لدعم الطلاب، رغم أنه لم يدم سوى ثلاثة ساعات.

  والخلاصة الأخيرة لكن ليس الأقل أهمية هي أن نموذج النضالات الطلابية التي شهدتها فرنسا، خلال شهر ماي الماضي، لم تكن استثناء في أوروبا. إن الحركة الطلابية اليونانية تعطينا صورة عما سيكون عليه المستقبل في كل بلدان أوروبا. سوف يكون مستقبلا من النضالات الجماهيرية للطلاب، إلى جانب العمال، ضد السياسات الرأسمالية.

  لقد راكم مناضلو التيار الماركسي، المنتظمون حول جريدة Marxistiki Foni، بعد هذه التحركات الأخيرة كثيرا من الخبرة واكتسبوا دعم وتأييد عدة مئات من المناضلين الشباب. إن Marxistiki Foni – وبعد سنة ونصف فقط من بداية إصدارها- صارت اليوم جريدة جد شهيرة، خاصة بين صفوف الشبيبة الشيوعية، الشيء الذي يضعنا في موقع جيد للنضال من أجل قضية الثورة الاشتراكية في اليونان.

هيئة تحرير جريدة Marxistiki Foni
السبت: 01 يوليوز 2006


1: مكتب شؤون الفضاء الخارجي، التابع للأمم المتحدة – المترجم-
2: الحركة الاشتراكية لعموم اليونان – المترجم-
3: تحالف حركات اليسار والمدافعين عن البيئة – المترجم-
4: الكونفدرالية العامة للعمال اليونانيين

عنوان النص بالإنجليزية:

The student movement in Greece: the first battle is won but the war continues 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *