ماركسي موقع الأممية الشيوعية الثورية الناطق بالعربية
للسنة الثالثة على التوالي تشارك مؤسسة فريدريك إنجلز في معرض هافانا الدولي للكتاب ومرة أخرى تأكدنا من الاهتمام الهائل بالكتاب والثقافة بين أفراد الشعب الكوبي. منذ ساعات الصباح الأولى اصطف آلاف الأشخاص، عائلات بأكملها، للدخول إلى مكان المعرض في La Cabaña، الذي تحول إلى مهرجان شعبي حقيقي.
وبينما نحن نكتب هذا التقرير الموجز، يمكننا أن نقول بدون أي ذرة شك أن إصدارات مؤسسة فريدريك إنجلز قد أثارت الكثير من الاهتمام. ومرة أخرى تبين أن كتابات الثوري الروسي ليون تروتسكي كانت الأكثر إثارة للاهتمام. كان رواقنا هو الوحيد في المعرض الذي يبيع كتاباته. كذلك كتب الماركسي البريطاني آلان وودز، ووثائق حول المسائل المعاصرة وكتب ماركس، لينين، إنجلز وروزا لكسمبورغ وغيرهم من الكتاب الكلاسيكيين، كلها أثارت الاهتمام.
والجانب الآخر الذي أثار اهتمام الزوار بالمؤسسة كان هو أنشطة تقديم الكتب، والتي نظم اثنان من الثلاثة المبرمجة. في النشاط الأول، يوم الجمعة 9 فبراير، قدمنا كتابين للثورية البولندية، روزا لكسمبورغ، “إصلاح اجتماعي أم ثورة” و”أزمة الاشتراكية الديموقراطية”. أكد الرفيق جوردي مارتوريل، باسم المؤسسة، على أهمية نشر هذه الكتابات في الجزيرة للمرة الأولى وأضاف أن مؤسسة فريدريك إنجلز سعيدة بنشر طبعات كوبية لهذه الكتب. وقال إن كتاب “إصلاح اجتماعي أم ثورة” هو راهني اليوم كما كان عندما نشر لأول مرة. إن البراهين التي يستعملها الإصلاحيون اليوم هي نفسها التي طورها برينشتاين قبل 100 سنة والتي فندتها روزا لكسمبورغ بمهارة آنذاك. الأفكار الإصلاحية التي دافع عنها برينشتاين والاشتراكيون الديموقراطيون الألمان، قادتهم إلى تأييد الإمبريالية خلال الحرب العالمية الأولى، وهو الشيء الذي نددت به روزا بشكل حازم في كتابها، “أزمة الاشتراكية الديموقراطية”. ويتضمن الكتاب ملحقا، له هو أيضا راهنية كبيرة في وقتنا الحالي، حيث شرحت روزا كيف أن الطريقة الوحيدة للنضال ضد الحرب الإمبريالية يمر عبر الصراع الطبقي، وحاربت كل وهم حول قدرة المنظمات الفوق وطنية والاتفاقات بين البلدان على ضمان السلام.
التقديم الثاني للمؤلفات الماركسية الثلاثة حول النظرية الماركسية حول الدولة، من طرف جوردي روسيخ، نظم يوم الأحد 11 فبراير. كتابي ماركس “الثامن عشر من برومير لويس بونابارت” و”الحرب الأهلية في فرنسا”، وكتاب لينين “الدولة والثورة”. شرح جوردي روسيخ كيف أن تجربة الثورة البوليفارية في فنزويلا أكدت مرة أخرى ما سبق لماركس أن شرحه، أي أنه من غير الممكن إنجاز ثورة بالاعتماد على جهاز الدولة البورجوازية القديم. أكد لينين، بالاستناد إلى دراسات ماركس وإنجلز حول كومونة باريس، على المميزات التي على الدولة العمالية امتلاكها بعد حسم السلطة. من بينها انتخاب جميع الموظفين العموميين مع الحق في عزلهم، اشتراك كل الجماهير في القيام بمهام إدارة الدولة والاقتصاد، لا جيش دائم بل الشعب المسلح، وأنه لا يجب أن يتقاضى أي موظف في الدولة أجرة أعلى من أجرة عامل مؤهل. شرح جوردي أن هذه الشروط هي الضمانات الوحيدة ضد ظهور البيروقراطية في الاقتصاد المخطط. وقد شاركت المناضلة الشيوعية الكوبية، سيليا هارت، في النقاش الذي تلا كلمة الرفيق جوردي. أشارت إلى توفق مؤسسة فريدريك إنجلز في تنظيم أنشطة تقديم الكتابات وأكدت أن كتاب “الثامن عشر من برومير” يشكل نموذجا للتحليل التاريخي.
شهد معرض الكتاب هذه السنة أيضا تقديم جائزة العلوم الاجتماعية الوطنية لفرناندو مارتينيز هيريديا. كان مارتينيز هيريديا محرر مجلة Pensamiento Crítico [التفكير النقدي] ودين من كلية الفلسفة في جامعة هافانا، التي تشكل خلية نحل حقيقية للنقاشات الفكرية، حيث ينظر إلى الماركسية بطريقة خلاقة ونقدية، وحيث كانت نقاشات لأفكار العديد من الكتاب الذين افترى عليهم الستالينيون. سنة 1971 تعرض كل من المجلة وكلية الفلسفة للإغلاق. شكل ذلك بداية ما سمي “الخمسة عشر سنة الرمادية” للرقابة الستالينية على الفنون والثقافة والتفكير، التي جاءت نتيجة لثقل المساعدات السوفياتية على الاقتصاد الكوبي. الاعتراف بعمل مارتينيز هيريديا جاء أسابيع قليلة بعد النقاش الذي اندلع بين صفوف حلقات المثقفين الكوبيين إثر ظهور رقباء معروفين من عصر “الخمسة عشرة سنة الرمادية”، على شاشة التلفاز، ورد الفعل ضد الاتحاد الوطني لفناني وكتاب كوبا.
في النهاية، كنا قادرين على التعبير لريكاردو ألاركون، رئيس الجمعية الوطنية للسلطة الشعبية، وكذلك لمنسق الحملة من أجل إطلاق سراح الأبطال الخمسة المعتقلين في الولايات المتحدة، دعم المؤسسة لحملتهم وقدمنا لهم تقريرا عن الأنشطة التي نظمناها طيلة السنة الماضية.
مؤسسة فريدريك إنجلز
www.engels.org
11 فبراير 2007
عنوان النص بالإنجليزية:
Keen interest in publications of the Frederick Engels Foundation at the Havana Book Fair
