منذ السابع عشر من أكتوبر والملايين من الجماهير اللبنانية تحتل الميادين وتغلق الشوارع في مشهد غير مألوف في بلد مثل لبنان عاش طويلاً تحت وطأة الانقسامات والاستقطابات الطائفية. مشهد كان يظن كثيرون أنه لن يحدث حيث تجاوزت الجماهير كل انقساماتها وأوهامها -ليس للأبد بالتأكيد- التي ظلت أسيرة لها لعقود.
ها هي الجماهير اللبنانية تنتفض وتفصح بوضوح عن عدائها لمجمل الطبقة الحاكمة وأمراء الحرب الذين افقروا واستغلوا وقمعوا الشعب. انتفضت الجماهير في وجه من كانوا يعتبرونهم إلى وقت قريب زعمائهم، بعد أن علمتهم تجارب العقود الماضية الدامية والمرهقة أن هؤلاء الزعماء ما هم إلا حفنة من اللصوص والقتلة الذين يساومون على الجماهير ويضحون بهم في وقت اللزوم على مذبح حروب تقاسم السلطة المغلفة بالطائفية.
اندلعت الانتفاضة نتيجة فرض ضرائب جديدة على كاهل الطبقات المفقرة لتعويض سرقة ونهب الطبقة الحاكمة، لكن في الحقيقة لم تكن تلك الحزمة الأخيرة من الضرائب إلا القطرة التي أفاضت الكأس، حيث يقبع أكثر من ربع تعداد السكان تحت خط الفقر، مع بطالة تصل 30%، وعجز الدولة الدائم والكامل عن تلبية أبسط احتياجات الجماهير، هذا يحدث في نفس الوقت الذي تزداد فيه ثروات أعضاء الطبقة الحاكمة وزعماء الطوائف، الأغنى 1% من المجتمع من ناهبي ثروات وموارد ومجهود عمل ومستقبل الجماهير اللبنانية. كل هذا أدى لانتفاض الجماهير بعد أن أيقنت أن الطبقة الحاكمة ستبيع لهم الهواء ليتنفسوه إن استطاعوا. قال أحد المتظاهرين “أنا خرجت لأنهم فرضوا ضرائب على الدخان وعلى الواتساب بكرة بيحطوا ضرائب على طيزنا ويعدوا ضرائب على الخره كمان”، هذا هو المزاج السائد لدى الجماهير اللبنانية.
احتلت الجماهير اللبنانية الميادين الرئيسية في كل المدن اللبنانية تقريباً، من طرابلس شمالاً لصور والنبطية جنوباً مروراً ببيروت، انتفضت الجماهير متجاوزة جميع الأطر التقليدية المناطقية والطائفية واتحدت على قاعدة طبقية واحدة في وجه طبقة حاكمة اتحدت أيضاً على قاعدة طبقية واحدة لسرقة واستغلال الجماهير.
ردود أفعال الطبقة الحاكمة المتباينة:
لقد تفاوت رد فعل أعضاء الطبقة الحاكمة ما بين الوعود بالإصلاحات أحياناً والتهديد والوعيد أحياناً ومحاولة احتواء الحراك وركوب الموجه أحياناً أخري.
ففي بداية الحراك خرج سعد الحريري رئيس الوزراء المستقيل والذي كان يطلق على نفسه لوقت قريب لقب “أبو السنة” ليعلن عن حزمة إصلاحات بعد أيام قليلة من بداية الانتفاضة، إلغاء الضرائب الجديدة في العام 2020، وحزمة مساعدات للأسر الأكثر فقراً، والشروع في وضع وتنفيذ سياسات لضبط التهرب الجمركي، لكن كل تلك الإصلاحات لم تقنع الجماهير التي رأت أنها ليست كافية. إن الجماهير اللبنانية تعلم أن هذه الإجراءات ما هي إلا مناورة من قبل الطبقة الحاكمة، وأنها لم تكن تهدف بتلك “الإصلاحات” إلا كسب الوقت واحتواء الحركة ومحاولة ثني قطاعات جماهيرية جديدة عن الانضمام للحراك. فاستمرت الجماهير في ثورتها وأعلنت رفضها لكل الطبقة الحاكمة ورغبتها في رحيلها كلها، ورفعت شعارها الأساسي مجدداً “كلن يعني كلن”.
بعدها خرج حسن نصرالله زعيم حزب الله الذي كان لوقت قريب خارج نطاق النقد، يطل من جبل عالي على كل احتجاجات الجماهير على المنظومة الحاكمة في السنوات الماضية، محتمياً بعدائه اللفظي للكيان الصهيوني والامبريالية الأمريكية، خرج في أول خطاب له ليعلن تفهمه لأسباب الحراك الجماهيري ومبشراً الجماهير بأن رسالتهم قد وصلت إليه وسيعمل على تنفيذ مطالب الحراك وعلى الجماهير العودة لبيوتهم وإخلاء الساحات محذراً من الانزلاق للعنف وتهديده بشبح الحرب الأهلية، في نفس الوقت أطلق يد شبيحته وحلفاؤه في حركة أمل لضرب المتظاهرين في الجنوب وبيروت، ردت عليه الجماهير برفع شعار “كلن يعني كلن، نصر الله واحد منن”، لتعلن بوضوح أن حيل وبروباجندا الماضي القائمة على الممانعة والمقاومة ما عادت تنطلي عليهم. بعدها خرج نصرالله في خطاب آخر ليفصح بشكل واضح عن موقعه الطبقي الصريح كابن للنظام الطائفي الرأسمالي في لبنان، اتهم حسن نصرالله المنتفضين بالعمالة لجهات أجنبية وما إلى ذلك من الاتهامات التي ظل يستخدمها طيلة عقود في وجه الانتقادات لأداء حزبه.
أما في الجهة المقابلة فهناك بعض أعضاء الطبقة الحاكمة ممن ظنوا أنهم يستطيعون استغلال انتفاضة الجماهير لصالحهم، كانوا يظنوا أنهم يستطيعون استغلال انتفاضة الجماهير لمحو كل تاريخهم الإجرامي والظهور بمظهر المناصرين لقضايا الجماهير والتحرر. العميل الصهيوني سمير جعجع الذي نفذ مجازر بحق الجماهير اللبنانية واللاجئين الفلسطينيين والمقاومين اللبنانيين والفلسطينيين في زمن الحرب الأهلية، خرج ليعلن دعمه للانتفاضة واستقالة وزراء حزبه من الحكومة.
كل هذه التباينات في مواقف مختلف أعضاء الطبقة الحاكمة دليل على وجود انقسامات عميقة في قلبها، وأن النمط القديم في الحكم الذي أُقر باتفاق الطائف قد استنفذ كل مبررات وجوده ولم يعد يصلح كصيغة لإعادة إنتاج السلطة منذ الآن. إن الطبقة الحاكمة في لبنان أمام أزمة وجودية، فإما أن تبحث على نمط وصيغة جديدة للحكم لاحتواء الجماهير، وهذه مسألة معقدة تهدد فعلاً بعودة الحرب الأهلية المؤجلة بموجب اتفاق الطائف أو مجزرة حقيقية ترتكب في حق الجماهير لإسكاتها، وإما إنها ستواجه تهديد لوجودها كلها كطبقة حاكمة ولمجمل النظام الاقتصادي والسياسي، وهذا الاحتمال مرهون فقط ببلورة خطاب لجماهير الانتفاضة وتنظيمها.
بالتأكيد ليس هذا كل ما في جعبة الطبقة الحاكمة لصد هجوم الجماهير، فبدون هجوم منظم وواعي من قبل الطبقات المفقرة وفي مقدمتهم الطبقة العاملة ستستطيع الطبقة الحاكمة بمساندة داعميها الإقليميين والدوليين من استعادة زمام الأمور مهما ظهر عليها الضعف وإعادة تقسيم السلطة بين أقسامها من جديد.
تحديات الانتفاضة الحالية:
إن الطبقة الحاكمة حتى لو كانت تظهر بمظهر العاجز لكن الوقت كفيل بإعطائها الفرصة لترتيب أوراقها وصفوفها. في ظل مضي الوقت واتجاه بوصلة الحراك الثوري ناحية تكتيكات أعتقد إنها غير مجدية إن لم نقل مضره، مثل قطع الطرقات الرئيسية بين المدن. هذه التكتيكات تصب في مصلحة الطبقة الحاكمة بحيث من السهل استخدامها دعائياً ضد الانتفاضة، سيؤدي هذا إلى فقدان بعض الداعمين الحاليين والمحتملين للانتفاضة. وفي ظل عدم تمكن الانتفاضة من بلورة خطاب سياسي خاص بها وبرنامج سياسي يمكنها من مزاحمة الطبقة الحاكمة على السلطة، سيظل خطر الهزيمة محدق بمصير الانتفاضة.
وكما قلت إن في جعبة الطبقة الحاكمة كثير من المفاجآت والحيل للانقضاض على الانتفاضة، لكن من رأيي هناك تحديين أساسيين يواجهان جماهير الانتفاضة، التحدي المسلح وتحدي الطائفية.
إن السلطة اللبنانية وأمراء الحرب المتحكمين فيها سينقضون على الانتفاضة في أقرب وقت ممكن، وإن داعمي السلطة الإقليميين والدوليين ومجموعة الدول الدائنة ليسوا على استعداد لمواجهة خطر سقوط النظام الطائفي الرأسمالي في لبنان، لهذا سيفعل هؤلاء المجرمين أي شيء لتلافي ذلك الخطر، حتى لو اضطرتهم الظروف لاستخدام القوة المسلحة التي ظل حزب الله يستخدمها ضد الجماهير السورية طيلة سبع سنوات وهو يدافع عن حليفه وحليف داعميه في إيران الديكتاتور الجزار بشار الأسد، فما بالكم وهو يدافع عن نفسه وعن امتيازاته هو وبقاءه على رأس السلطة في لبنان، أي مستوي من الإجرام والقذارة يمكن أن يصل لها حزب الله إن قرر استخدام القوة المسلحة في وجه الجماهير، وهو بالتأكيد سيقرر هذا إن شعر بتهديد حقيقي جماهيري ضده.
أو أن الدولة ستلجأ لاستخدام قواها النظامية من الشرطة والجيش لقمع الجماهير، صحيح أنها حتى الآن لم تشرع في تنفيذ هذا الحل، نظراً لتخوفها من حدوث انشقاقات داخل الجيش النظامي، لكن مع فقدان الانتفاضة لزخمها مع مرور الوقت وعدم طرح أي بديل جماهيري تلتف حوله وتدعمه الجماهير، ستلجأ الدولة في هذه الحالة -حالة فقدان زخم المد الثوري- للعنف المباشر باستخدام القوات النظامية.
وطبعاً هناك الورقة القوية التي من الممكن وشبه المؤكد أن تستخدمها الطبقة الحاكمة لشق صفوف المنتفضين والجماهير، وهي ورقة الطائفية. الطائفية شيء متأصل في لبنان منذ القرن التاسع عشر بفعل الاستعمار الذي رأى أن هذه أفضل وسيلة تضمن استمرار نفوذه حتى بعد رحيله المادي المسلح من البلاد، أن يخلق علاقات قوية بينه وبين زعماء الطوائف الدينية أصحاب النفوذ شبه المطلق ايديولوجياً وسياسياً وقتها، وجعلهم يتحاربون على نسبة كل منهم في كعكة البلاد والجماهير. ومنذ ذلك الوقت ظل التقسيم الطائفي للسلطة في لبنان، وعمل على تسييده وإدامته وتغلله في قلب مجتمع الطبقة الحاكمة بكل مكوناتها عن طريق دعاياها الإعلامية والدينية، والأهم بشكل مادي عن طريق إنشاء نمط من العلاقات الزبائنية والاعتمادية بينها كطوائف حاكمة وبين الجماهير، هذه العلاقات الاعتمادية تجعل الجماهير لا ترى إلا الطائفة الخاصة بها وزعيمها ملاذها الأخير وفرصتها الأخيرة للارتقاء الطبقي، مما يؤدي لتحول الشخص المقهور لجندي لصالح زعيم هذه الطائفة أو تلك. كل هذا في ظل غياب لأي دور مجتمعي للدولة وتنامي الفقر والبطالة والبؤس في المجتمع، وغياب أو تغييب أي دور للأحزاب الماركسية والثورية، أحياناً حدث هذا التغييب بالقوة المسلحة والاغتيالات.
وفي ظل المد الثوري الجاري في لبنان الآن حلت محل الأفكار الطائفية هذه الفكرة الطبقية الجامعة، وما يمكنه أن يمنع انبعاث الأفكار الطائفية أو تقليل تأثيرها هو تأطير أفكار ودوافع الجماهير اللبنانية المنتفضة، التي هي أفكار ودوافع طبقية، في برنامج وهدف سياسي ثوري سيشكل القاعدة لعلاقات وانتماءات وولاءات المستقبل. أما الحديث عن أن الطائفية ذهبت من غير رجعة مع الانتفاضة الحالية، أو أن الجماهير استطاعت التغلب على الأفكار الطائفية التي زُرعت ورُسخت في مجتمع على مدى عقود طويلة وتتجاوزها في غضون أسابيع وشهور قليلة هو نوع من الرومانسية الثورية غير الواقعية، ولنا في الثورة السورية مثال وتجربة يجب أن يستفيد منها الثوريين والجماهير اللبنانيين. عندما بدأت الثورة السورية كانت ثورة جماهيرية حقيقية متجاوزة للطوائف والمناطق، لكن مع طوال أمد الثورة بدون تحقيق انتصارات وبدون وجود برنامج سياسي واضح وقيادة ثورية حازمة مع اشتداد وتيرة مجازر النظام بحق الجماهير، وبعدها اللعب على التناقضات والتمايزات الطائفية والمناطقية من طرف النظام تارة ومن طرف رؤوس أموال الثورة المضادة الاقليميين والدوليين تارة اخرى، وهو ما أدي في النهاية إلى حرف الثورة عن أهدافها وإغراقها في مستنقعات التنظيمات الاسلامية الجهادية وبالتالي هزيمتها.
شعارات الانتفاضة وتأثيراتها:
منذ بداية الانتفاضة أثبتت الجماهير أنها واعية لألاعيب السلطة وأثبتت أنها قادرة على تجاوز جميع مخلفات ومآسي المنظومة الحاكمة والتطلع لبناء مجتمع جديد، مجتمع المساواة والحرية. لكن للأسف هذه الرغبة لم تتبلور حتى الآن في برنامج سياسي، حتى وإن كانت ظهرت بعض الشعارات والتحركات التي أظهرت أن هناك وعي طبقي ثوري في قلب الحراك مثل شعار “يسقط حكم المصرف”، ومحاولة اقتحام المصرف المركزي، لكن كل الأفعال المتناثرة ستظل عديمة الجدوى في الوقت الحالي –برغم أهميتها التي لا أنكرها- طالما ظلت أسيرة منظمات صغيرة من المثقفين.
ظهر كثير من الشعارات السياسية منذ بدأ الانتفاضة، وأنا هنا أتحدث عن الشعارات السياسية وليست المطلبية أو الدعائية-، معظم تلك الشعارات تنم عن توجه إصلاحي أخطر على الثورة من المحاولات اليائسة لأمثال سمير جعجع ووليد جنبلاط للاتفاق عليها.
هناك أصوات من المنتفضين من ضمنهم الحزب الشيوعي اللبناني يطالب بحكومة تكنوقراط، هذه الأصوات إما أنها لا تتعلم من التاريخ وإما أنها أصوات مخربة للانتفاضة يجب نبذها وفضحها والتشهير بها. رفيق الحريري عندما جاء إلى لبنان في التسعينيات قادماً من المملكة السعودية وتم تنصيبه رئيس للوزراء بموجب اتفاق الطائف، كان قادماً من عالم الأعمال، أي أنه كان تكنوقراط وكان من خارج التركيبة السياسية التقليدية وقتها. إن ما يحتاجه لبنان هو حكومة سياسية بامتياز وليست حكومة اختصاصين، حكومة لديها توجهاتها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية الواضحة، حكومة منحازة بشكل واضح لأغلبية الجماهير المفقرة والمهمشة، حكومة تعمل على استبدال نمط الاقتصاد الريعي الموجود الآن بنمط اقتصاد قائم على بناء الصناعة والتطوير الزراعة ومنظومة التعليم والصحة لتكون الخطة الأولى نحو تحقيق الاشتراكي، حكومة ثورية تضطلع بمهام جماهير الثورة من مصادرة أملاك الزمرة الحاكمة وتأميم المصارف المحلية ودعوة القطاعات الدنيا من المؤسسة العسكرية للانضمام للثورة. وهذا النوع من الحكومات لن يأتي نتيجة انتخابات خارج القيد الطائفي كما يطالب الحزب الشيوعي اللبناني، إنما عن طريق الإطاحة الكاملة بالنظام الطائفي الرأسمالي بيد الجماهير، والاستيلاء على السلطة السياسية. هذا ما تحتاجه لبنان الثورة، وليس حكومة من الاختصاصين المرشحين من قبل مؤسسات النهب الدولية (صندوق النقد والبنك الدوليين).
ما العمل؟
كل هذه المعطيات والتحديات تضع أمام الثوريين اللبنانيين مهام عاجلة وملحة ومفصلية، فالوقت ليس في صالح الجماهير ولو بدا عكس ذلك، فإما الانتقال من رد الفعل للفعل وأخذ زمام المبادرة في أقرب وقت ممكن، أو هزيمة أكيدة بأي طريقة كانت.
إن كسب أكبر قطاعات ممكنة من الطبقة العاملة وجذبهم للاشتباك بشكل إيجابي مع الانتفاضة هو مهمة الساعة، إن الطبقة العاملة هي المدفعية الثقيلة للثورة وسلاح الجماهير المفقرة الأقوى، عن طريق تنظيم الطبقة العاملة يمكن للانتفاضة اللبنانية أن تتحول لثورة تطيح بكامل البنيان الاقتصادي والسياسي القائم، عن طريق الطبقة العاملة يمكن قطع الامدادات من كهرباء وماء ومواد غذائية عن مباني السلطة الحاكمة، وعن مناطق مراكز الأحزاب الطائفية، عن طريق الطبقة العاملة يمكن إعادة تدوير العجلة الاقتصادية بما يوائم مصلحة أغلبية الجماهير المفقرة، من عمال وفلاحين فقراء وطبقات وسطى مدينية أصبحت تعاني اجتماعياً.
يجب العمل على نشر أكبر داعيا ثورية ممكنة والدفع نحو انتظام الجماهير المنتفضة في الشوارع وأماكن العمل والجامعات والمدارس الثانوية في لجان أو هيئات قاعدية تنتخب مندوبين يخضعون للرقابة والمحاسبة والعزل في أي وقت من قبل من انتخبوهم، وتشكيل لجان دفاع ذاتي ضد هجمات شبيحة أحزاب السلطة، وربط تلك الهيئات واللجان ومندوبيهم ببعضهم البعض لتكوين سلطة مركزية، لتكون تلك السلطة التي ستضطلع بمهام تسيير المجتمع قادمة من قلب الجماهير المنتفضة وتنظم الجماهير في نفس الوقت، تضطلع هذه السلطة بمهمة الدفع نحو إضراب عام وعصيان مدني يكون القطيعة النهائية مع النظام الطائفي الرأسمالي في لبنان.
وكل هذه المهام يلزمها منظمة من الماركسيين والثوريين الحقيقيين تضع أمامها مهمة هدم النظام الرأسمالي الطائفي وتشرع في اتخاذ التكتيكات التي توصلهم لهذا الهدف من بلورة خطاب ثوري وتتوجه به للجماهير، إن جماهير الانتفاضة اليوم في أمس الحاجة لخطاب راديكالي يقطع مع كل البنية السياسية والاقتصادية نتيجة هيمنة التيارات الاصلاحية على الحراك التي تتعارض أحياناً مع راديكالية المطالب والتحركات، ذلك فمن شأن أي خطاب ثوري متماسك أن يكتسب زخم عالي، وتشرع هذه المنظمة في كسب وتنظيم جماهير العمال والمقهورين والشباب الثوري في الجامعات والمدارس الثانوية من أجل هدف اسقاط النظام الطائفي الرأسمالي.
- المجد للشهداء والحرية للمعتقلين والشفاء العاجل للجرحى
- ابنوا الخلايا والتنظيمات الثورية في كل مكان
- يسقط كل زعماء الطوائف “كلن يعني كلن”
- تسقط حكومات رجال الأعمال
- يسقط قامعي الشعب اللبناني من قوات نظامية ومليشيات طائفية
- لا حل سوى انتصار الثورة الاشتراكية بحكومة عمالية
محمد حسام
08 نوفمبر 2019