الرئيسية / الأممية الشيوعية الثورية / أنشطة ومؤتمرات / المؤتمر الوطني الثاني والثلاثون للفرع الباكستاني للتيار الماركسي الأممي: مؤتمر تاريخي بكل المقاييس

المؤتمر الوطني الثاني والثلاثون للفرع الباكستاني للتيار الماركسي الأممي: مؤتمر تاريخي بكل المقاييس

نقدم لقرائنا فيما يلي تقريرا عن أشغال المؤتمر الوطني الثاني والثلاثون لمنظمة الكفاح – الفرع الباكستاني للتيار الماركسي الأممي-، الذي انعقد بمدينة لاهور الباكستانية يومي السبت والأحد (09- 10) مارس 2013. يعتبر هذا المؤتمر حدثا تاريخيا هاما للحركة الماركسية الثورية في باكستان وآسيا والعالم أجمع، ليس فقط بالنظر إلى العدد الكبير للمندوبين الذي بلغ 2800 رفيقا ورفيقة، بل أيضا لأهمية التوصيات السياسية التي خرج بها والتي سيكون لها انعكاس ملموس على تطور الصراع الطبقي في باكستان، خاصة في هذه المرحلة العاصفة.

إن منظمة الكفاح ليست مجرد متفرج على الأحداث بل هي تيار ماركسي ثوري منخرط بالفعل في الصراع الطبقي على مختلف الجبهات: الحركة النقابية العمالية، الحركة الطلابية، حركة العاطلين عن العمل، الحركات الاحتجاجية ضد تردي الخدمات العمومية والبنية التحتية والغلاء، الخ.

إن النجاح الذي يلاقيه عمل الماركسيين/ ات في باكستان دليل على راهنية الأفكار الماركسية الثورية وكذلك على صحة منظوراتنا في التيار الماركسي الأممي وصحة طرق اشتغالنا وتكتيكاتنا السياسية والتنظيمية. لقد تمكنا في هذه المرحلة العاصفة وما تتميز به من تسارع في الأحداث وكثرة المنعطفات والمطبات، التي أصابت الكثير من اليساريين بالدوار وفقدان البوصلة، من تقديم الإجابات الصحيحة والتحليل العلمي في كل لحظة، وهو ما أعطانا مصداقية كبرى في أعين الشباب الباحث عن بديل ثوري لواقعه المزري.

كما أن هذا النجاح دليل ساطع على كذب وسائل الإعلام البرجوازية في العالم بأسره التي لا تتوقف عن تصوير الشعب الباكستاني (وغيره من الشعوب الشرق أوسطية والشمال افريقية) بكونه شعب من الأصوليين والهمج المتخلفين؛ وصفعة قوية في وجه كل هؤلاء المتشائمين الذين يعتبرون أن الشعوب “المسلمة” لا يمكنها أن تتبنى المشروع الاشتراكي، وأن الماركسية لا يمكنها، لأسباب غير مفهومة، أن تجد بينهم موقع قدم.

إن هذا النجاح مصدر إلهام عظيم للقوى الماركسية في بقية البلدان التي تتشابه من حيث خصائصها ومستوى تطورها مع باكستان (في الشرق الأوسط وشمال افريقيا)، ودليل على أن بناء قيادة ماركسية ثورية في بلدانهم (في مصر وتونس والمغرب الجزائر الخ) ليست وهما أو حلما مستحيلا، بل إمكانية ملموسة وواقعية إذا ما أخذ الماركسيون/ات على محمل الجد هذه المهمة بالحرص على التكوين النظري الصلب على أساس الماركسية الثورية كما أسس لها المعلمون الكبار: ماركس، انجلز، لينين، تروتسكي، والانغراس الفعلي في صفوف الطبقة العاملة والجماهير الكادحة، مع العلم أن الجماهير لا توجد في الفراغ بل توجد في منظماتها الجماهيرية التقليدية، وقيادتها على أساس برنامج ثوري قادر على الربط بشكل جدلي بين النضال اليومي الذي تخوضه الجماهير من أجل مطالبها الملحة وبين النضال من أجل حسم السلطة السياسية.


اليوم الأول

افتتح المؤتمر الوطني الثاني والثلاثون لمنظمة الماركسيين/ات الباكستانيين/ات [الكفاح (The Struggle) –الفرع الباكستاني للتيار الماركسي الأممي-] يوم السبت 9 مارس 2013. لقد فاق عدد المناضلين/ات والمتعاطفين/ات الحاضرين/ات في المؤتمر التوقعات بكثير. فمع تسجيل حضور 2769 من الرفاق والرفيقات في اليوم الأول، يكون هذا أكبر مؤتمر على الإطلاق. جاء الرفاق/ت من جميع أنحاء البلاد يغمرهم الحماس الشديد، في الوقت الذي تغرق البلاد في أعمق أزمة في تاريخها.

جاء الرفاق/ات من مناطق بعيدة إلى لاهور لحضور المؤتمر. لم يكن ذلك سهلا بالنسبة لهم، لأنهم اضطروا إلى تحمل مشاق كثيرة، بما في ذلك زيادات كبيرة في أثمنة تذاكر القطارات والحافلات. قطاع السكك الحديدية الباكستانية في أزمة خطيرة وقد تم إخراج العديد من القطارات من الخدمة أو تمت خصخصتها، مما زاد صعوبات أخرى للركاب. كما أن النقص في البنزين، جعل الوصول إلى المؤتمر في الوقت المحدد مسألة في منتهى الصعوبة. على الرغم من كل هذا كان الرفاق مصممين وبدءوا رحلتهم قبل يوم من الوقت المحدد، وذلك للتأكد من ألا تؤخرهم عقبات اللحظة الأخيرة عن الوصول إلى المؤتمر.

وكان العديد من الطلاب والشباب العاطلين عن العمل والعمال الذين لا يستطيعون تحمل نفقات السفر ورسوم المؤتمر قد نظموا صناديق نضالية لجمع المساهمات خلال الأشهر القليلة الماضية حتى يتمكنوا من حضور هذا التجمع التاريخي ولعب دورهم الهام في أشغاله.

افتتح المؤتمر بالطريقة التقليدية للماركسيين الباكستانيين بقراءة أشعار ثورية بمختلف اللغات المستخدمة في هذا البلد، البشتونية، السندية، السرايكية، الأردية والبنجابية والدارية (مزيج من الفارسية والبشتونية).

وأعقب ذلك افتتاح الرفيق حميد خان أشغال المؤتمر، وفي خطابه أهدى أشغال المؤتمر لذكرى الرفيق تيد غرانت. كما أن لافتة المؤتمر احتفلت بالذكرى المئوية لميلاد تيد. أوضح حميد أن الفضل في وجود التيار الماركسي الأممي اليوم يعود إلى نضال تيد غرانت طيلة حياته للدفاع عن الأفكار الماركسية الحقة، وخاصة صراعه ضد الستالينية.

ورحب بجميع الرفاق/ات الموجودين في القاعة، والعدد الكبير من الشباب (80٪ من الذين حضروا الاجتماع شباب)، والنقابيين، والنساء. شكل عدد النساء الحاضرات في المؤتمر ضعف عدد اللائي حضرن في مؤتمر العام الماضي، الشيء الذي يعد بحق انجازا عظيما، بالنظر إلى التمييز الذي تعاني منه النساء عادة في المجتمع الباكستاني.

بعد ذلك صعد إلى المنصة الرفيق لال خان، العضو المؤسس لمنظمة الكفاح، لإبداء بعض الملاحظات الافتتاحية. وقد أوضح أنه بالنظر إلى أعداد الذين حضروا المؤتمر، وعدد أولئك الذين سيصلون في اليوم الموالي، سيكون هذا المؤتمر أكبر مؤتمر للفرع الباكستاني للتيار الماركسي الأممي على الإطلاق. في الواقع يثبت الرقم المشار إليه أعلاه ذلك.

وأعقب هذه الكلمة عرض لمقتطفات قصيرة من خطاب تيد غرانت خلال مسيرة لتيار المناضل (Militant) في عام 1984، والذي أوضح فيه غرانت أزمة الرأسمالية والدور الذي سيلعبه الماركسيون في تطوير الحركة العمالية. ثم ترجم الخطاب إلى اللغة الأردية، مما لاقى تصفيقا حادا، مع صيحات إنقلاب إنقلاب سوسياليست انقلاب [الثورة، الثورة، الثورة الاشتراكية]. هذا الشعار في الواقع تردد كثيرا عقب مختلف الخطب أثناء المؤتمر، وكان الرفاق/ات ينخرطون بشكل عفوي في أغاني ثورية.

هذا العام لم يتمكن الرفيق آلان وودز من الحضور، لكن تم عرض شريط فيديو مسجل مسبقا لعرضه على الرفاق، حيا آلان خلاله المؤتمر، موضحا أنه ينعقد في لحظة حاسمة من التاريخ مع دخول الرأسمالية أخطر أزمة في تاريخها. وقد استقبل هذا الخطاب أيضا بالهتافات والغناء.

كما تمت أيضا قراءة بعض الرسائل القادمة من مختلف فروع التيار الماركسي الأممي بالأردية، بما في ذلك رسالة من فنزويلا وفرنسا ورسالة مصورة بالفيديو من الرفيق جون بيترسون، أمين سر رابطة العمال الأممية في الولايات المتحدة الأمريكية، والتي استقبلت كلها بتصفيق حاد.

رسالة من مالالا

تدخل الرفيق جاويد إقبال، وهو رفيق باكستاني من برمنغهام بالمملكة المتحدة، لقراءة الرسالة التي أرسلتها مالالا يوسفزاي، المتعاطفة الشابة مع التيار الماركسي، الشهيرة بدورها في النضال من أجل الحق في التعليم للبنات في باكستان. وكانت قد شاركت في الجامعة الوطنية الصيفية الماركسية في شهر يوليوز من العام الماضي في سوات. وتعرضت لطلقة نارية في الرأس في هجوم وحشي من قبل الأصوليين، وتصدرت عناوين الصحف في جميع أنحاء العالم. وهي الآن لحسن الحظ تتعافى في المملكة المتحدة.

الرسالة التي بعثتها هي ما يلي:

“أولا وقبل كل شيء أود أن أشكر منظمة الكفاح والتيار الماركسي الأممي لمنحي الفرصة للتحدث في العام الماضي خلال جامعتهم الماركسية الصيفية في سوات وأيضا لتعريفي بالماركسية والاشتراكية. أريد فقط أن أقول إنه فيما يتعلق بالتعليم، فضلا عن مشاكل أخرى في باكستان، لقد حان الوقت أن نفعل شيئا من أجل التصدي لها بأنفسنا. من المهم أن نأخذ زمام المبادرة. لا يمكننا انتظار أي شخص آخر ليأتي ويفعل ذلك عوضا عنا. لماذا ننتظر من يأتي لإصلاح الأمور؟ لماذا لا نفعل ذلك بأنفسنا؟

أود أن أبعث بتحياتي القلبية للمؤتمر. أنا مقتنعة بأن الاشتراكية هي الحل الوحيد وأنا أحث جميع الرفاق/ات على خوض هذا النضال حتى النصر. هذا وحده ما سيحررنا من قيود التعصب والاستغلال “.

كانت هذه أيضا واحدة من اللحظات المثيرة العديدة في المؤتمر. وكانت هناك صديقة مقربة لمالالا حاضرة أيضا في المؤتمر، كانت بدورها على متن الحافلة عندما تعرضت الفتيات للهجوم. وقد أخذت الكلمة حيث أبدت بعض التعليقات وتلت قصيدة. هذه الرفيقة الشابة مثال عن نوعية المناضلين/ات الذين ينتمون إلى التيار الماركسي الأممي في باكستان. في الواقع، في كل أشغال المؤتمر تدخل رفاق جاءوا من مناطق حيث تتقاتل العصابات وتحدث عمليات القتل والتفجيرات والهجمات بطائرات بدون طيار، وتدور حرب معممة. إن الاستماع إليهم يجعل دم المرء يغلي، لأنه يفضح التناقضات الهائلة والظلم الفاحش الذي تعرفه باكستان.

الثورات الأوروبية والشرق أوسطية

فريد ويستون يتحدث عن المنظورات العالمية

خصصت الدورة الرئيسية الأولى للمنظورات العالمية، مع التركيز على التطورات التي تعرفها أوروبا والشرق الأوسط، والتي ألقاها الرفيق فريد ويستون باسم التيار الماركسي الأممي. ترأس الدورة الرفيق حميد خان. أوضح فريد ويستون العوامل التي أدت إلى اندلاع الأزمة الاقتصادية في عام 2008، وشرح تراكم التناقضات في النظام الرأسمالي العالمي، والتوسع الهائل للاقتراض على مستوى العالم، وفائض الإنتاج الذي ظهر على نطاق هائل. وقد أدى كل هذا إلى الأزمة المصرفية، والتي كانت مجرد انعكاس للأزمة العامة للنظام ككل.

وقد أوضح تردي الأوضاع الاجتماعية، والهجمات على الرعاية الاجتماعية، والهجمات على حقوق العمال، والبطالة المتزايدة. وأظهر كيف أن كل هذا هو ما يفسر انفجار الصراع الطبقي على المستوى الأوروبي ككل. وأوضح كيف أن هذا الصراع اندلع في الحلقات الأضعف، بدءا باليونان، لكنه سرعان ما انتشر إلى بلدان أخرى مثل البرتغال واسبانيا. وأوضح تنامي التجذر بين صفوف العمال والشباب، والذي لا يقتصر على بلدان جنوب أوروبا، بل صار يظهر أيضا في الشمال، مثل الدنمارك وبريطانيا. كل هذا ينتج مسائلة متزايدة على نطاق واسع للنظام الرأسمالي في جميع أنحاء أوروبا.

وقد كرس أيضا جزءا كبيرا من خطابه الافتتاحي للأحداث التي تجري في الشرق الأوسط، موضحا في البداية خلفية الأحداث الثورية عام 2011، والظروف الاجتماعية والاقتصادية التي حضرت لتلك الحركة. وفي سياق تسليطه الضوء على تلك الأحداث الثورية أوضح أيضا أنه على الرغم من الطاقة الثورية الهائلة للجماهير، فإنه بسبب عدم وجود حزب ثوري جماهيري للطبقة العاملة، فإن الإسلاميين هم الذين ملئوا الفراغ، مثل جماعة الإخوان المسلمين في مصر. لكن بما أن هذه القوى لا تملك أي حل للأزمة الرأسمالية، فإنها بمجرد ما وصلت إلى الحكومة انفضحت بسرعة كبيرة أمام أعين الجماهير في كل من مصر وتونس. والآن في كلا البلدين هناك موجة جديدة من الثورة تتحضر، مع بدء العمال والشباب في استخلاص الدروس من تجاربهم الأخيرة. وهكذا فإنه في الشرق الأوسط أيضا نرى المزيد من تجذر الجماهير، بينما في نفس الوقت يزيد الرأسماليون الضغوط بالمزيد من الهجمات.

على الرغم من انطلاق تلك السيرورات من أوضاع اقتصادية واجتماعية مختلفة جدا في كل من أوروبا والشرق الأوسط، فإنها جميعا تشكل جزء من نفس سيرورة الثورة العالمية وهذا ما سيكون له حتما تأثير أيضا على باكستان.

الرفيق كلاوديو بيلوتي

وقد حضر المؤتمر أيضا الرفيق كلاوديو بيلوتي، وهو مناضل إيطالي عضو في اللجنة التنفيذية لحزب إعادة التأسيس الشيوعي وقيادي في منظمة المطرقة والمنجل (FalceMartello)، الفرع الايطالي للتيار الماركسي الأممي. وقد تحدث عن آخر تطورات الأوضاع في إيطاليا بعد الانتخابات الأخيرة. وأوضح الأزمة الخطيرة التي تجد إيطاليا نفسها غارقة فيها وما يشكله ذلك من تهديد للاتحاد الأوروبي ككل. كما تلا بعض الشعر، هذه المرة من جحيم دانتي، وهو ما لاقى تقديرا خاصا. كما تدخل الرفيق أرسلان غاني، رئيس نقابة الدراسات العليا في جامعة كامبريدج، موضحا الحالة التي يواجهها الطلاب في المملكة المتحدة مع زيادة الرسوم وغيرها من الهجمات. وأوضح كيف أنه شارك أولا في بلجيكا ومن ثم في المملكة المتحدة في نضالات للتضامن مع العمال، وشدد على الحاجة إلى المشاركة في النضال أينما وجد الرفاق.

طرحت العديد من الأسئلة على فريد ويستون حول قضايا مثل دور الدين، ومستقبل الثورات الفنزويلية والمصرية، والوضع في إيران وأفغانستان، وغير ذلك. وفي إجابته أوضح فريد ويستون أنه لا توجد أي ضمانة لانتصار الثورة الاشتراكية كما بين لنا التاريخ ذلك بوضوح مرارا وتكرارا. إن ما هو مطلوب هو بناء تيارات ثم أحزاب ماركسية جماهيرية تكون قادرة على تمكين العمال من القيادة الثورية التي يستحقونها. أما في إجابته على نقطة الدين، فأشار إلى أن الدين يسيطر على عقول كثير من الناس بسبب الظروف الرهيبة التي يعيشون في ظلها. لكن وبدلا من مناقشة العالم الآخر يجب علينا أن نعمل معا لتغيير هذا العالم. وختم مشددا على ضرورة بناء القوى الماركسية في باكستان وعلى المستوى العالمي.

منظورات باكستانية

الدورة التالية، برئاسة الرفيق غفران أحد، كانت حول الأزمة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية في باكستان ومنظورات الثورة الاشتراكية. قدم الرفيق آدم بال هذه الدورة بكلمة نارية ومؤثرة جدا، والتي أوجز فيها الظروف الرهيبة التي تعاني منها الجماهير الباكستانية، وتزايد البطالة والفقر، وتدهور البنية التحتية، وإغلاق قطاعات كاملة من الصناعة، وفي هذا السياق العديد من الصراعات العرقية المحلية، كما هو الحال في بلوشستان والسند، حيث تثير مختلف فصائل الطبقة الحاكمة، بدعم من هذه القوة الإمبريالية أو تلك، الصراعات العرقية لتمرير أجندتها الخاصة.

Adam Pal
الرفيق آدم بال

وأوضح أدام بال الكراهية المتزايدة بين صفوف الجماهير تجاه النخبة الغنية، التي تنتج سخطا شاملا ضد النظام ككل. إن ما يجري حاليا التحضير له هو انفجار من تحت مشابه لما رأيناه في مصر وتونس قبل عامين.

وقد تدخل في النقاش الرفاق خوكولا باشا من سوات، وباراس جان من كراتشي، ونزار منغال من بلوشستان، والدكتور أفتاب، عضو جمعية الأطباء الشباب، وإلياس خان، القيادي الشهير في حزب الشعب الباكستاني من مولتان، والرفيق الأفغاني سعد الله مهوند، وغرداس سينغ وهو رفيق من السيخ. وقرأ الرفيق جانكيز خان من ولاية البنجاب الشمالية مقتطفات من قصيدة باللغة الأردية خلال الدورة.

عندها انقسم المؤتمرون إلى ثلاث لجان: لجنة حول العمل النقابي، لجنة حول العمل بين الشباب ولجنة حول العمل في وسط النساء، لمناقشة هذه المجالات المهمة من النشاط بمزيد من التفصيل. وكانت تقارير اللجان ستتلى في اليوم الثاني للمؤتمر.

قبل انتهاء الجلسة المسائية صعد المغني الشهير، جواد أحمد، إلى المنصة وقدم الخطوط العريضة لألبومه الأخير، والذي يتضمن أغنيتين مؤثرتين للغاية، واحدة عن مقتل ما يقرب من 300 عامل في حريق مصنع في كراتشي، وأخرى عن بهجت سينغ، وهو مناضل اشتراكي ثوري أعدم شنقا من قبل البريطانيين في عام 1931. وقد كتب جواد أيضا نسخة جديدة من نشيد الأممية باللغة الأردية، والتي ضمنها أيضا ألبومه الجديد.

ثم دعا جواد كلا من فريد ويستون ولال خان إلى المنصة بينما كان يستعد الجميع للانضمام إليه في غنائه لنسخته الجديدة من نشيد الأممية. وقد التحق بهم العديد من الرفاق الآخرين. ثم انضم كل المؤتمرين إلى جواد الذي قاد غناء نشيد الحركة الاشتراكية الأممية. لقد كانت تلك لحظة مؤثرة للغاية في المؤتمر، ونهاية مناسبة لليوم الأول.

اليوم الثاني

مع التحاق بقية الرفاق/ات صباح يوم الأحد (10 مارس) وصل العدد الإجمالي للمشاركين في المؤتمر أكثر من 2800. دارت المناقشة الرئيسية لهذا اليوم حول الحملة الانتخابية القادمة، إضافة إلى نقاش تنظيمي وتقرير عن اشتغال التيار الماركسي الأممي على الصعيد العالمي.

افتتح هذا اليوم الثاني، مثل الأول، بقراءة عدد من الرفاق/ات لأشعار ثورية. في باكستان، بلد التناقضات الهائلة، حيث تعيش أقلية صغيرة حياة البذخ الفاحش بينما تعيش الأغلبية الساحقة في فقر مدقع، يتم التعبير عن معاناة الكادحين بواسطة الأغاني والشعر، وهي الأنشطة التي شكلت جزء مهما جدا من وقائع المؤتمر.

أغنية جواد عن مقتل العمال في احتراق مصنع بكراتشي

ترأس الرفيق قمر أوز الدورة الأولى. وكانت المهمة الأولى له هي أن يقدم للرفاق شريط فيديو لواحدة من الأغنيات الجديدة للمغني الشهير جواد. فكما تمت الإشارة في تقرير يوم أمس، كانت واحدة من أغانيه عن موت ما يقرب من 300 عامل في حريق في مصنع بكراتشي العام الماضي.

يبتدئ شريط الفيديو بصور لجثث العمال الذين قتلوا في مصنع يونيون كاربايد في بوبال بالهند، وفي مصنع في بنغلادش وفي كراتشي. شريط الفيديو تسجيل لحفل خصصه جواد لأسر العمال الذين قتلوا في كراتشي. وبينما كان جواد يغني أغنيته، كانت الكاميرا تتحرك نحو الجمهور. يمكنك أن ترى أبناء وبنات، وأخوة وأخوات، وآباء وأجداد /ات الضحايا وهم يحملون صور أحبائهم الذين فقدوا في الحريق. ترى الوجوه صامتة والدموع تتدفق في حزن وهم يستمعون إلى كلمات الأغنية.

تتحدث الأغنية عن آلام العمال، لكنها تقول أيضا إننا نحن العمال هم منتجو كل شيء، وأننا لن نسمح بتكرار هذا مرة أخرى، وتنتهي بعبارة “يا عمال العالم اتحدوا!” مكتوبة على الشاشة. الأغنية كلها عاطفية جدا ومؤثرة للغاية. وفي نهايتها بدأت الجماهير في الغناء مع جواد في تحد. ومع انتهاء الشريط صدح المؤتمر كله بالهتاف مرة أخرى: “انقلاب، انقلاب، سوشياليست انقلاب” (الثورة، الثورة، الثورة الاشتراكية)، فكان هذا مدخلا إلى الدورة الهامة اللاحقة على جدول أعمال المؤتمر.

الحملة الانتخابية

عندها قدم الرفيق قمر الرفيق لال خان الذي تحدث على الحملة الانتخابية القادمة. سيتم حل البرلمان يوم 16 مارس وسيتم إجراء الانتخابات في موعد بين أبريل أو ماي. طرح الرفيق لال خان إستراتيجية وتكتيكات المشاركة في هذه الانتخابات، في الوقت الذي يستعد فيه الرفاق لخوض الانتخابات على مقاعد الجمعية الوطنية في البرلمان، وقدموا تقارير عن تدخلهم في دوائرهم الانتخابية.

تأتي هذه الانتخابات في ظل لحظة أزمة حادة يعيشها المجتمع الباكستاني. فمستويات الفقر الخطيرة أصلا تزداد سوءا، مع زيادة صندوق النقد الدولي والبنك العالمي في تكثيف الضغوط على البلاد. لكن من الذي يمثل حقا مصالح العمال والفلاحين والعاطلين عن العمل والفقراء بشكل عام؟ تأسس حزب الشعب الباكستاني أواخر الستينات على قاعدة برنامج اشتراكي جذري. لكن اليوم يوجد قادة حزب الشعب الباكستاني في الحكومة على مدى السنوات الخمس الماضية، وينفذون إملاءات الإمبريالية، ويواصلون تطبيق برنامج الخصخصة وخفض الدعم المخصص للفقراء. ونتيجة كل ذلك هو الانتشار الواسع النطاق للشك في كل السياسيين. صار الشعب ينظر إلى السياسيين جميعا باعتبارهم لا يخدمون سوى مصالحهم بمجرد ما يصلون إلى السلطة، بدل فعل أي شيء جدي لصالح الجماهير.

في هذا السياق يمكن أن يحصل حزب الشعب الباكستاني على نسبة منخفضة قد تصل إلى 17٪ بعد المعدل العالي الذي حققه في انتخابات عام 2008، وبسبب هذا يمكن أن يعود نواز شريف من جديد. أغلب الناس سوف يمتنعون على الأرجح عن التصويت، أو أنهم، كما أشار الرفيق لال خان، سيبيعون أصواتهم، لأنهم يرون أن تلك هي الفائدة الوحيدة له، إذ على الأقل قد يوفر لهم ولأسرهم الطعام ليوم واحد!

أوضح لال خان وجهة النظر الماركسية من الانتخابات، مؤكدا أننا سنتدخل ونبلغ رسالة الثورة الاشتراكية أينما تواجدت الجماهير. وأوضح دور البرلمان في الديمقراطية البرجوازية، وطبيعة الديمقراطية “البرجوازية” بشكل عام، باعتبارها ليست نظاما بل وسيلة لتشغيل النظام. ونقل عن ماركس قولته التي يشرح فيها أن الانتخابات في ظل النظام الرأسمالي تعني السماح للجماهير باختيار من يضطهدهم كل خمس سنوات.

في بعض المناطق يمكن للماركسيين أن يفوزوا، وفي هذه الحالة سوف يتعبئ الرفاق من أجل إسماع صوت الماركسية الحقيقية داخل البرلمان. لكن هذا، ومع ذلك، لن يكون غاية في حد ذاته. إن الهدف من وجود الماركسيين داخل البرلمان هو نفس الهدف الذي كان لوجود البلاشفة في مجلس الدوما القيصري: أي فضحه من الداخل ونشر الأفكار الاشتراكية الثورية على أوسع نطاق.

وأشار لال خان إلى أن أزمة النظام تنعكس في الانحطاط على جميع المستويات، مع انتشار الفساد في كل مكان. لكنها تنعكس أيضا في انحطاط الثقافة والإنسانية نفسها. وينعكس كل هذا في الوضع السياسي. وأكد على أن هذا هو الحال أيضا في أوروبا، ولكنه في باكستان يضاعف ذلك عدة مرات.

لقد أكدت الأحداث التي شهدتها لاهور في اليوم السابق، يوم السبت، هذا. فقد تم إحراق منازل ومحلات 160 عائلة مسيحية واضطر الناس إلى الفرار. كان المبرر الذي استخدمه الغوغاء هو قيام أحد المسيحيين بسب الدين الإسلامي. في الواقع تستخدم هذه الطرق من قبل رجال العصابات لانتزاع الملكية، والاستيلاء عليها واستغلالها. بينما وقفت الدولة تتفرج بدون القيام بشيء!

وأشار لال خان إلى مختلف رجال السياسة الباكستانيين، بدءا بزرداري وشريف، وأشار إلى رجل الدين الذي وصل من كندا عمران خان، وقدري، وقادة الحركة القومية المتحدة الشوفينية. وأكد أن لا أحد منهم لديه أي حلول لتقديمها للجماهير.

ومع ذلك، فإن الماركسيين لا يمتنعون عن المشاركة في الانتخابات، لكنهم يستخدمونها للدعاية لأفكارهم، ويوضحوا البديل الاشتراكي الحقيقي.

تدخل العديد من الرفاق، القادمين من جميع أنحاء البلاد، في المناقشة، كغفران أحد من مالاكاند. قام الرفيق بفضح الديمقراطية البرجوازية. وأشار إلى أنه بدلا من “حكومة الشعب” ما لدينا هو “حكومة شراء الشعب”، وبدلا من “حكومة للشعب” لدينا “حكومة بعيدة عن الشعب”، وأوضح أنه على المرشح الماركسي ألا يذهب إلى البرلمان ليتعرض للإفساد بل لكي يفضح النظام.

وجاء بعده الرفيق عساف، من روالبندي، الذي أشار إلى دور الشباب في الحملة. كما أخذ الكلمة أيضا الرفيق رياض ليند، الذي تقدم كمرشح ماركسي في عام 2008. يعلم الجميع أنه في الواقع فاز في عام 2008، لكن تم حجب النتائج لمدة ثلاثة أيام حيث تم تزوير الأرقام لجعله يخسر. وأوضح أن العمال في كراتشي على علم تام بذلك وأنهم يدعمون الرفاق. وأشار إلى أن زعيم الحركة القومية المتحدة، الشوفينية الرجعية المسؤولة عن قتل العديد من مناضلي الحركة العمالية، قد ذكر مؤخرا أن عدوهم الرئيسي هو “الماركسية”.

وتدخل الرفيق قادر من بيشاور، وقال مستشهدا بعبارة للينين: إن هذا البرلمان هو “مطبخ للصوص”، مطبخ “لا يوجد فيه طعام للفقراء”. قال إنه يجب على الماركسيين المشاركة في الانتخابات البرلمانية، لكن سيأتي اليوم الذي بدل أن يصوتوا فيه بأيديهم سيصوتون بأقدامهم، عندما سيتعبئون وينتفضون ضد النظام.

جاء بعده الرفيق عادل، من فيصل أباد، والرفيق إلياس خان الذي قدم خطابا ملتهبا جدا شجب فيه ما قام به قادة حزب الشعب الباكستاني، وأشار إلى ما ينبغي على الماركسيين القيام به لتقديم بديل للعمال. وأشار الرفيق رؤوف لوند إلى أنه في حين يلعب جميع الآخرين لعبة تقسيم الشعب، فإن الماركسيين يعملون على توحيد العمال من مختلف المجموعات العرقية والدينية. بعد ذلك تحدثت الرفيقة جليلة، من كويتا. تحدثت عن العديد من النساء اللائي قتلن في باكستان والعنف الشامل الذي يعانين منه. وصفت كيف أنها التقطت أجزاء أجساد النساء اللائي قتلن في حادث تفجير، وهو الحدث الذي يعتبر يوميا في بلوشستان. وبسبب أنشطتها صدرت فتوى ضدها، لكنها لا تزال مصممة على مواصلة الكفاح. وأنهت مداخلتها بقراءة قصيدة مهداة لأولئك النساء اللواتي أشارت إليهن في خطابها. بعد ذلك تلى رفيق قصيدة أكدت أساسا على فكرة: “لا تثقوا بهؤلاء اللصوص”.

بعد ذلك لخص لال خان المناقشة وأجاب عن الأسئلة وجمع بين أجزاء المناقشة.

وكانت الدورة التالية تقريرا تنظيميا ألقاه الرفيق باراس جان، من كراتشي. وترأس الدورة الرفيق ياسر إرشاد. خصص الرفيق باراس جزءا كبيرا من خطابه للإشارة إلى ما هو مطلوب من الرفاق/ات في هذه الفترة من الأزمة الحادة للنظام. وأوضح الحاجة للتأكد من التنظيم الدقيق لكل جانب من جوانب العمل. أعطى الكثير من الأهمية لحياة الفروع، وأنشطتها اليومية والأسبوعية. وبما أن هناك العديد من الملتحقين/ات الشباب الجدد في الفترة الأخيرة فلا بد من تثقيفهم على قاعدة تقاليد المنهج الماركسي للمنظمة.

أظهر التقرير أن الظروف الموضوعية المتغيرة قد حفزت نمو العضوية في المنظمة خلال الأشهر الأخيرة، كما نوقشت أيضا فرص الاشتغال في العام المقبل.

العمل النقابي

وتبع ذلك تقارير عن اللجان التي عقدت سابقا. أعطى الرفيق ناظر منغال تقرير اللجنة النقابية. وأوضح أن منظمة حملة الدفاع عن النقابة الباكستانية (PTUDC) ستصدر كتيبا خاصا للانتخابات حول قضايا العمال، ليتم استخدامها من طرف الرفاق.

كما أشار أيضا إلى عدد من النقابات وأماكن العمل التي يتواجد بها التيار الماركسي. ويمكن إعطاء فكرة عن التأثير المتنامي للتيار من خلال النظر إلى عدد الرفاق المنتمين إلى مختلف النقابات الحاضرين في المؤتمر:

باكستان ستيل ميلز (كراتشي)، والسكك الحديدية، وشركة الطيران الباكستانية الدولية، هيئة تنمية المياه والطاقة، شركة كراتشي للكهرباء، شركة ميناء كراتشي، قطاع البريد، مصنع المعدات الحربية واه كانت، شركة يونيليفر ، شركة كوكاكولا، شركة نستله كبيروالا، شركة التبغ، جمعية الموظفين الباكستانيين، هيئة الاتصالات الباكستانية، شركة ميرك للأدوية، شركة النول الآلي، جمعية الأساتذة والمحاضرين (البنجاب، السند، بلوشستان وكشمير) وجمعية الأطباء الشباب (مستشفى لاهور العام، مستشفى جناح بلاهور، مستشفى الأطفال بلاهور، مستشفى الخدمات بلاهور، معهد البنجاب للقلب والأوعية الدموية بلاهور، مستشفى مايو بلاهور، مستشفى سير غانغا رام بلاهور، مستشفى نشتار بمولتان، مستشفى فيكتوريا بباهاوالبور، مستشفى الحلفاء بفيصل أباد ومستشفيات أخرى في جميع أنحاء منطقة البنجاب)، والمعهد الباكستاني للعلوم الطبية بإسلام أباد، وائتلاف الأطباء بالبنجاب، شركة إمكو بلاهور، شركة تريت بليد، شركة رستم للمناشف بلاهور، شركة جامشورو باور هاوس، شركة كوت أدو للطاقة، شركة باك أرب لتكرير البترول، شركة سوي للغاز، هيئة المياه والصرف الصحي، اتحاد الصحفيين، شركة تطوير النفط والغاز، بنك باكستان، بنك حبيب، البنك المتحد، البنك الوطني، وموظفو السلطات البلدية في جميع أنحاء باكستان، جمعيات الفلاحين من مختلف المناطق.

العمل وسط الشباب

قدم الرفيق أمجد تقريرا عن لجنة الشباب وأشار إلى بعض أنشطة السنة، من بينها تنظيم جامعتين ماركسيتين، واحدة في الصيف وأخرى في الشتاء الماضي. وقد تم تشكيل لجنة تنسيق وطنية جديدة لتسيير العمل وسط الشباب، مع هيئات على المستوى الإقليمي والمحلي. وخلال العام الماضي تم فتح مجالات جديدة للعمل على جبهة الشباب، وتقدم القائمة التالية لمنظمات الشباب والمؤسسات التعليمية، حيث لدى الرفاق قاعدة، فكرة عن نطاق هذا المجال الهام من النشاط:

منظمات الشباب: الفدرالية الوطنية لطلاب جامو كشمير، جبهة التحرير الطلابية لجامو كشمير، منظمة الطالب البلوشي، منظمة الطالب البشتوني، فدرالية الطلاب البشتون، المجلس الثوري، حركة الشباب العاطلين عن العمل، فدرالية شعوب جامو كشمير، فدرالية الطلاب لشعوب جيلجيت بالتستان.

الجامعات والثانويات: جامعة البنجاب، كلية جامعة لاهور الحكومية، جامعة لاهور للهندسة والتكنولوجيا، جامعة فاست بلاهور، جامعة ليمس بلاهور، كلية ماو بلاهور، الكلية الوطنية للفنون بلاهور، جامعة البنجاب الوسطى بلاهور، معهد الخدمات للعلوم الطبية بلاهور، الجامعة الإسلامية الدولية إسلام آباد، كلية الجامعة الحكومية فيصل أباد، جامعة سرغودا، جامعة الزراعة فيصل آباد، جامعة العلامة إقبال المفتوحة، كلية غوردن روالبندي، جامعة تاكسيلا للهندسة والتكنولوجيا، جامعة بيشاور، جامعة بلوشستان كويتا، جامعة خوزدار، جامعة سرهد بيشاور، جامعة مالاكاند، جامعة جومال الدكتور اقبال خان، كلية جومال للطب الدكتور اقبال خان، جامعة آزاد جامو كشمير مظفر آباد ، جامعة ماست ميربور، جامعة بهاء الدين زكرياء مولتان، الجامعة الإسلامية باهاوالبور، جامعة السند جامشورو، جامعة شاه عبد اللطيف بهيتاي خايربور، جامعة لياقات للطب جامشورو، جامعة كراتشي، الجامعة الفدرالية الأردية، كلية الشيخ زايد للطب برحيم يار خان، كلية الخواجة فريد برحيم يار خان، كلية موراي سيالكوت.

العمل وسط النساء

احتفل المؤتمر أيضا بيوم المرأة والذي قامت خلاله النساء والطلاب/ات من جميع أنحاء باكستان بالمشاركة في الاحتفال بحماس ثوري. إن العمل وسط النساء ليس سهلا في باكستان. على الرغم من هذا، فإن الرفيقة أنعم أوضحت باسم اللجنة أن المنظمة تضم 132 رفيقة، وقد حضر أكثر من نصفهن في المؤتمر. اتفق جميع الرفاق/ات على وجوب بذل المزيد من الجهد لكسب النساء إلى المنظمة وحددوا لأنفسهم/هن هدفا يتمثل في وصول العدد الإجمالي في الفترة المقبلة إلى 193.

ملاحظات ختامية

اختتم الرفيق فريد ويستون أشغال المؤتمر بتقرير عن عمل التيار الماركسي الأممي. قدم فيه الخطوط العريضة للبلدان التي يعمل فيها التيار الماركسي الأممي، من شمال أمريكا إلى جنوبها، وأفريقيا وآسيا وأوروبا. استمع الرفاق بانتباه بينما كان فريد يعطي التفاصيل عن كل فرع. وقد استقبلت التقارير عن فنزويلا والبرازيل بتقدير خاص، وكذلك التقارير عن الولايات المتحدة الأمريكية وكندا والمكسيك. وقد كان الرفاق حريصون أيضا على سماع تقارير العمل المنجز في أوروبا: في اليونان وإيطاليا وفرنسا وبريطانيا وجميع الدول الأخرى. وأشادوا بقرب صدور سيرة تيد غرانت بقلم آلان وودز.

كانت هذه دورة هامة بالنظر إلى أن عددا قليلا فقط من الرفاق الباكستانيين من تمكنوا من الحصول على تأشيرات للسفر إلى المؤتمرات الأممية للتيار الماركسي الأممي والاجتماع مع الرفاق من بلدان أخرى. كانت هذه الدورة هي الوسيلة الوحيدة لمعظمهم من أجل الاجتماع بقيادي من الأممية. أوضح لهم فريد ويستون أن الرفاق في جميع أنحاء العالم يتابعون بشغف عمل الرفاق الباكستانيين، الذي هو مصدر الهام لهم جميعا، تماما مثلما يستوحي الرفاق الباكستانيون الإلهام من عمل الأممية ككل.

مسيرة الرفاق بعد انتهاء اشغال المؤتمر

وقد اختتم الرفيق فريد كلمته بالتأكيد على المهمة الرئيسية المتمثلة في تكوين جميع الرفاق نظريا وإعدادهم للمعارك المقبلة، وأنهى بإهداء المؤتمر مرة أخرى لنضال الرفيق تيد غرانت. وأوضح كيف أن أصعب مرحلة عاشها تيد غرانت كانت هي الخمسينات، عندما كانت الرأسمالية تعيش مرحلة ازدهار كاملة، وظهرت الستالينية في منتهى القوة وكانت فكرة الثورة تبدو بعيدة جدا في بلدان العالم الرأسمالي المتقدم. لكن تيد غرانت كان له تفاؤل هائل بالمستقبل وفهم أن الرأسمالية محكومة بالدخول في الأزمة عند نقطة ما، وهذا ما سيؤدي إلى تجدد الصراع الطبقي. وبفضل عمله في تلك الأوقات الصعبة تمكن التيار الماركسي الأممي من الوجود اليوم.

انتهى المؤتمر بانخراط الجميع في غناء نشيد الأممية بقيادة الرفيق جواد مرة أخرى. من الصعب وصف الحماس الذي عبر عنه المؤتمرون/ات في هذه اللحظة. على المرء أن يكون موجودا هناك لكي يحسه. مع هذا الحماس والإصرار لدينا كل الثقة في النجاح المستقبلي للماركسيين في باكستان.

مراسل موقع الدفاع عن الماركسية إلى المؤتمر
يوم الاثنين، 11 مارس 2013

ألبوم الصور

عنوان النص بالإنجليزية:

Historic 32nd congress of Pakistani section of IMT – First Day

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *